المراجعة التقنية للعبة Final Fantasy VII Remake PC

في أبريل 2020 صدرت لعبة Final Fantasy VII Remake على منصة PS4 ثم صدرت لاحقاً في يونيو 2021 على منصة PS5، وها نحن الآن أمام اللعبة على الحاسب الشخصي حيث تم إصدارها أخيراً على الحاسوب في شهر ديسمبر 2021.

لعبة Final Fantasy VII Remake هي عبارة عن نسخة جديدة تم بناؤها من الصفر لواحدة من أشهر أجزاء السلسلة، لعبة Final Fantasy 7 التي صدرت في عام 1997 على منصة PS1 وحققت وقتها اللعبة نجاحاً مدوياً جعلها أيقونة من أيقونات السلسلة.

عندما صدرت نسخة الـ Remake تفاجئنا بحجم المجهود المبذول في النسخة، وكيف قدمت اللعبة تجربة شبه مثالية تقريباً، لدرجة أننا أعطيناها 9 نقاط كاملة لتصبح واحدة من أعلى الألعاب تقييماً خلال 2020.

اللعبة منضبطة إلى أقصى درجة، بداية من القصة المثيرة المتشعبة التي تحتوي على شخصيات تم تصميمها ورسمها بعناية، مروراً بأسلوب اللعب الفريد جداً الذي حافظ بقدر كبير على التجربة الكلاسيكية مع إضافة الكثير من العناصر الجديدة مثل السرعة في القتال.

لكن نحن اليوم أمام نسخة جديدة من اللعبة وهذه المرة على الحاسب الشخصي، وفي الحقيقة سيكون من غير المنطقي على الإطلاق مراجعة اللعبة من جديد لأننا جميعاً نعرف أن اللعبة ممتعة وممتازة كلعبة، وحتى إن لم تكن تعرف فإن زيارة للمراجعة الأصلية ستكون كافية جداً للإلمام بكل التفاصيل المتعلقة بالقصة وأسلوب اللعب.

لذلك نحن اليوم سنقدم مراجعة تقنية، لنرى هل تم الاستفادة من قدرات الحاسب الغير محدودة بالمقارنة مع المنصات المنزلية، أم أننا أمام نسخة تم إعدادها بدون شغف حقيقي؟

خيارات رسومية محدودة جداً!

أول ما يمكن أن نلاحظه في اللعبة هو قائمة الخيارات المحدودة جداً الموجودة بها، فإذا نظرنا إلى القائمة نجد أنها تحتوي على دقة العرض، معدل الإطارات، دقة التفاصيل، دقة الظلال، عدد الشخصيات المعروضة على الشاشة، وبعض الخيارات المتعلقة بتقنية الـ HDR.

الأمر يزداد سوءاً عند التطرق لهذه الخيارات المحدودة أصلاً، فمثلاً خيار معدل الإطارات لا يقوم بتفعيل أي تعديلات رسومية معينة بل هو مجرد حد أقصى للإطارات، بمعنى أنه إذا قمت باختيار 30 إطار فإن اللعبة لن تتخطى 30 إطار فقط ولكنها لن تفعل أي شيء للمحافظة على ثبات هذا الرقم.

نفس الأمر يتكرر مع دقة التفاصيل ودقة الظلال، حيث تحتوي على خيارين فقط مرتفع ومنخفض، ولا يوجد أي خيارات أخرى يمكن القيام بها للوصول إلى أقصى أداء ممكن، أما عن مؤشر عدد الشخصيات المعروضة فهو يختص بالتحكم في عدد الشخصيات الغير قابلة للعب التي يتم عرضها على الشاشة.

المؤشر يحتوي على تدريج من 0 إلى 10، وعند اختيار 0 فهذا يعني أن الشخصيات لن تظهر على الشاشة إلا عند الاقتراب منها بشكل كبير، أما في حالة اختيار 10 ستجد أن الشخصيات يتم عرضها على الشاشة طالما كانت الشخصية التي تتحكم بها في النطاق.

هذه هي كل الخيارات التي يمكن القيام بها حرفياً داخل اللعبة، وهو أمر غريب جداً لأن منصة الحاسب الشخصي دائماً ما توفر العديد من الخيارات الرسومية التي تمكن اللاعب من الوصول إلى أفضل تجربة في وجهة نظره، أيضاً لا ننسى أن اللعبة تم تطويرها بمحرك Unreal 4 وهو محرك يتم استخدامه مُنذ فترة كبيرة جداً ومن المفترض أن يتعامل أي فريق تطوير  مع المحرك بسلاسة تامة وسهولة.

هل هذا يعني أن التجربة سيئة للغاية؟

في الحقيقة لكي نجيب عن هذا التساؤل سنعرض أولاً نتائج تجربتنا الخاصة باللعبة، ولكننا فضلنا التركيز أثناء التجربة على استهداف دقة عرض 1080p لأنها تعتبر الأشهر في منطقتنا العربية، كما تم استخدام جهاز من الفئة المتوسطة لكن قبل أن نبدأ يجب التطرق أولاً إلى متطلبات تشغيل اللعبة:

الحد الأدنى لمتطلبات التشغيل:

نظام التشغيل

Windows 10 64bit

المعالج المركزي

Intel Core i5 3330 / AMD FX-8350

ذاكرة الوصول العشوائي

8 GB

التخزين

100 GB or more

المعالج الرسومي

GeForce GTX 780 / Radeon RX 480 （3GB VRAM）

المتطلبات الموصى بها:

نظام التشغيل

Windows 10 64bit

المعالج المركزي

Intel Core i7-3770 / AMD Ryzen 3 3100

ذاكرة الوصول العشوائي

12GB

التخزين

100 GB or more

المعالج الرسومي

GeForce GTX 1080 / Radeon RX 5700

الجهاز الذي تم استخدامه في التجربة:

نظام التشغيل

Windows 10 64bit

المعالج المركزي

AMD Ryzen 5 3600 6-Core Processor

 ذاكرة الوصول العشوائي

16 GB

التخزين

SSD

المعالج الرسومي

GeForce GTX 1660 Super

ملاحظة هامة: مواصفات الجهاز المستخدم في التجربة تفوق الحد الأدنى للمتطلبات بشكل كبير، كما أنها تفوق دقة العرض المستهدفة من التجربة، أي أن هذا الجهاز من المفترض ان يكون قادر على تشغيل اللعبة بسلاسة تامة وبدقة عرض 1080p.

مستوى الإطارات

أول ما يمكن أن يقدم لك تجربة أداء سلسة هو ثبوت مستوى الإطارات وهنا لا أتحدث عن عدد الإطارات بل عن ثبوتها، أي أن تقدم اللعبة نفس العدد من الإطارات في أي وقت.

إذا كانت اللعبة تخرج 120 إطار في الثانية ولكن هذه الإطارات تهبط بشكل مستمر إلى 110 إطار فإن التجربة ستكون سيئة والأفضل هو أن تخرج اللعبة 60 إطار فقط ولكن ثابتة، من الصعب على العين الشعور بمشكلة أثناء اللعب على 60 إطار مثلاً، ولكن العين ستلاحظ بشكل دقيق عملية هبوط وارتفاع الإطارات لذلك فإن ثبات الإطارات هو أول ضامن لتقديم تجربة لعب سلسلة.

للأسف الشديد لعبة Final Fantasy VII Remake تعاني من اضطراب كبير في مستوى الإطارات على الحاسب الشخصي، الأمر ملاحظ جداً أثناء المشاهد السينمائية حيث انخفضت الإطارات في الكثير من الأحيان إلى 47 إطار بدلاً من 60 إطار وهو أمر تسبب في حدوث تقطيع في الصورة ملحوظ بشكل كبير جداً.

أثناء القتال الوضع كان أفضل قليلاً حيث انخفض معدل سقوط الإطارات بشكل كبير وحتى إن كان يوجد انخفاض فقد كان بمعدل 5 إطارات أو 7 إطارات فقط، لكن القتالات ممزوجة ببعض المشاهد السينمائية السريعة وعند الانتقال لهذه المشاهد والعودة للقتال يحدث انخفاض كبير في الإطارات على الرغم من استعمال سعة تخزينية من نوع SSD.

من الواضح أن ثبات الإطارات يتأثر بتغير الكاميرا التي يتم عرضها، أي بمجرد الانتقال بالكاميرا وتغييرها يحدث هذا الانخفاض، لذلك لا يظهر هذا الانخفاض أثناء القتال لأن الكاميرا لا تتغير تقريباً ولكن عند تغيير الشخصية التي تلعب بها ستجد الانخفاض يحدث، أيضاً المشاهد السينمائية الخاصة باللعبة تعاني بشكل كبير جداً وهي أكثر أجزاء اللعبة التي ستلاحظ فيها عدم استقرار أداء اللعبة.

دقة التفاصيل والظلال

كما ذكرنا اللعبة تحتوي على خيارين فقط لتعديل دقة التفاصيل والظلال، لدينا منخفض ومرتفع وفي الحقيقة النتائج كانت مثيرة بشكل كبير جداً بالتحديد فيما يتعلق بدقة التفاصيل.

التفاصيل المنخفضة تقوم بمسح الصورة تقريباً فمثلاً يمكن النظر على الصورة السابقة وبالتحديد الأرض لنرى أنها بلا أي تفاصيل تقريباً، ولكن عند رفع دقة التفاصيل إلى مرتفع نجد أن الأرض أصبحت واضحة بشكل كبير جداً.

يجب الأخذ في الاعتبار أن رفع دقة التفاصيل تؤثر على المعالج الرسومي بشكل مباشر وبالتحديد الذاكرة الخاصة به، لذلك إذا كنت تمتلك معالج رسومي بذاكرة محدودة فربما يعاني قليلاً في حالة رفع التفاصيل الخاصة باللعبة.

هل زيادة العتاد يحل مشاكل الأداء؟

في الحقيقة لا، مشاكل الأداء التي تعاني منها اللعبة ليست مربوطة بالعتاد أو أن اللعبة متطلبة، فمثلاً في التجربة السابقة نجد أن موارد الجهاز مازالت عند المنتصف قريباً ومع ذلك تحدث مشاكل الأداء، خصوصاً وأن المعالج الرسومي قادر على استهداف دقة عرض أعلى.

على أي حال تم إعادة التجربة ولكن مع تغيير المعالج الرسومي واستخدام RTX 3080 ولكن تم استهداف دقة عرض أعلى هذه المرة والنتائج كانت مطابقة تقريباً، الأمر هنا يتعلق كلياً بطريقة تطوير اللعبة ونقلها إلى الحاسب الشخصي وهو محبط قليلاً لان اللعبة قدمت أداء ممتاز على منصات PS سواء الجيل القديم أو الجديد.

مدى جودة الرسوم عموماً؟

في الحقيقة الرسوم الخاصة باللعبة ممتازة سواء على الحاسب الشخصي أو على منصات PS، وما يجعلها فريدة بهذا الشكل التوجه الفني في عملية الرسم نفسها وكم التفاصيل الموجودة في كل إطار يتم عرضه.

كذلك تصميم الشخصيات نفسها ممتاز وتشعر أن كل شخصية مميزة بالفعل وبسهولة ستعلق معك الأسماء والملامح بسبب التوجه الفني الفريد، لكن على الرغم من كل هذه التفاصيل الرائعة إلا أن عالم اللعبة خطي جداً ولا يمكن التفاعل معه بأي شكل تقريباً.

اصلاً لا يمكنك القفز داخل اللعبة، وأي حركات أكروباتية تقوم بها الشخصية فهي حركات خطية بحتة تضعها لك اللعبة في مسار اللعب، وهو ما يحول عالم اللعبة إلى صورة جميلة جداً ولكن لا تنبض بالحياة.

على سبيل المثال في أحد المراحل المبكرة من اللعبة كنت احتاج الوصول إلى نقطة معينة وكنت أرى النقطة التي أريد الوصول منها عبر طريق ضيق ولكن اللعبة لا تريد منك السير في هذا الطريق وتريد دفعك إلى الصعود عبر السلالم واتخاذ الطريق الذي يوجد به الأعداء، لذلك قامت اللعبة بغلق هذا الطريق المختصر بواسطة مجموعة من أكياس القمامة والأخشاب التي يمكن أن يتجاوزها أي طفل صغير وليس بطلاً يمكنه قتل الأعداء بسيفه العملاق!

التحكم على الحاسب الشخصي

طريقة أسلوب اللعب في Final Fantasy VII تشعر أنها مصممة في الأصل ليد تحكم وليس لفأرة ولوحة مفاتيح، لأن اللاعب يقوم بالتغيير بين الشخصيات واختيار الضربات المميزة والأدوات وفي نفس الوقت توجيه الضربات العادية والتصدي، وكل هذا يجب أن يتم بسرعة كبيرة ومن الأفضل أن يتم عبر يد تحكم تُقلص المسافة التي تتحرك عليها يد اللاعب.

لكن بشكل ما تم نقل كل هذه التحكمات بطريقة سلسلة جداً على الفأرة ولوحة المفاتيح، وإذا كنت تمتلك فأرة مخصصة للألعاب تحتوي على بعض الأزرار الإضافية سيكون الأمر سهل جداً.

البكرة الخاصة بالفأرة تقوم بالعديد من الأمور وتشعر أنها ذكية بالفعل فمثلاُ أنت تضغط على مفتاح المسطرة لاختيار الضربات المميزة وهنا يمكنك استخدام البكرة للتقل بسرعة تامة واختيار المهارة التي تريدها.

شخصياً جربت اللعبة باستخدام يد تحكم  وجربتها بالفأرة ولوحة المفاتيح واللعبة كانت سلسلة جداً بأي وسيلة تحكم، ولكن مع لوحة المفاتيح ستجد يدك تتحرك أكثر قليلاً بالمقارنة مع يد التحكم، لأن اللعبة تحتاج الضغط على أزرار كثيرة. 

موسيقى اللعبة

على الرغم من أن هذه المراجعة لم تطرق لأي عنصر من عناصر اللعبة سواء القصة أو أسلوب اللعب واقتصرت فقط على الأداء التقني، إلا أن موسيقى اللعبة كانت ممتعة بدرجة تجعلني أريد التحدث عنها في هذه المراجعة التقنية، من الواضح أن لعبة Final Fantasy VII Remake تمتلك سلاح سري وهو الموسيقى الممتعة والحماسية المصاحبة لكل أجزاء اللعبة تقريباً.

الخلاصة

لعبة Final Fantasy VII Remake لعبة ممتعة بلا أدنى شك وتستحق الاقتناء، لكن إذا كنت تمتلك منصة PS5 فسيكون أفضل خيار لها، لكن في حالة امتلاكك منصة PS4 وحاسب شخصي قادر على تشغيلها، فبكل تأكيد أنصحك بالحاسب الشخصي.

التجربة على PS4 كانت ممتعة جداً ولكن يوجد فارق كبير بينها وبين الحاسب الشخصي، يكفي أن أقول لكن أن جودة التفاصيل على نسخة PS4 هي الجودة المنخفضة للتفاصيل على الحاسب الشخصي.

وفي نفس الوقت نسخة الحاسب الشخصي تقدم أداء مضطرب جداً بالمقارنة مع نسخة PS5 التي تقدم أداء ثابت جداً عند 60 إطار في الثانية، لذلك يمكن القول أن لعبة Final Fantasy VII Remake لعبة أسطورية بأداء متوسط على الحاسب الشخصي.