في عام 1986، صدرت لعبة Dragon Quest لكي تقدم تجربة لعب مميزة جدًا خصوصًا في فئة ألعاب تقلد الأدوار اليابانية. والآن تعود Square Enix لتقدم نسخة ريميك تحتوي على الجزء الأول والثاني من اللعبة تحت عنوان DRAGON QUEST I and II HD-2D Remake.

للوهلة الأولى سوف تلاحظ أن ريميكيقدم رسوم لا يمكن مقارنتها بأي شكل من الأشكال مع الأجزاء الأصلية، إلى جانب المزيد من التفاصيل الجديدة في أسلوب اللعب والقصة.

لكن هل كانت هذه التحديثات كافية لكي تجعلنا نلعب لعبة صدرت لأول مرة في عام 1986 ونحن الآن في عام 2025؟ إجابة هذا السؤال سنعرفها معًا من خلال مراجعتنا التفصيلية التي ننطلق فيها الآن.

قصة لعبة Dragon Quest I and II

في عالمٍ تسوده الأساطير القديمة والسيوف المسحورة والتعاويذ الغامضة، تبدأ قصة Dragon Quest من قلب مملكة Tantagel، حين حلَّ الظلام على الأرض بعد أن سرق ملك التنين “Dragonlord” كرة الضوء المقدسة، مصدر التوازن والنور في العالم. وسط هذا الخراب، ينهض شاب مجهول الاسم، من سلالة البطل الأسطوري “Erdrick”، حاملاً وصية أجداده لاستعادة النور المفقود وإعادة السلام إلى الممالك المنكوبة. لا يمتلك هذا الشاب جيشًا ولا رفاقًا، بل يعتمد فقط على شجاعته وسيفه وتعاليم من سبقوه. ينطلق في رحلة شاقة عبر السهول والكهوف والجبال، يواجه وحوشًا مرعبة ويكتشف قرى متفرقة يحكمها الخوف خلال رحلته لهزيمة Dragonlord.

تمر أجيال، وتبدأ قصة Dragon Quest II، بعد مرور 100 عام على انتصار بطل Erdrick. أصبح أحفاده يحكمون ثلاث ممالك عظيمة: Midenhall وCannock وMoonbrooke. لكن السلام لا يدوم، إذ يظهر شرّ جديد يُعرف باسم Hargon، كاهن الظلام الذي يسعى إلى تدمير العالم واستدعاء سيد الخراب، Malroth، الإله الفوضوي. في غارةٍ مفاجأة، يهجم جيش Hargon على مملكة Moonbrooke ويدمرها بالكامل، فلا ينجو منها سوى رسولٍ واحدٍ يحمل نبأ الكارثة إلى ملك Midenhall. يدرك الملك أن الدم الملكي الذي يجري في عروق نسله هو وحده القادر على مواجهة هذا الشر الجديد، فيرسل ابنه، أمير Midenhall، في مهمة مقدسة لتوحيد نسل Erdrick مجددًا وإنقاذ العالم.

لعبة DRAGON QUEST I & II HD-2D Remakeلعبة DRAGON QUEST I & II HD-2D Remakeلعبة DRAGON QUEST I & II HD-2D Remake

كما نرى فإن قصة اللعبة عمومًا بسيطة جدًا فهي تدور حول مواجهة قوى الشر. معركة تقليدية بين النور والظلام والخير والشر، وهذه القصة البسيطة جدًا كانت مقبولة جدًا وقت إطلاق الألعاب الرئيسية وتمكنت من تقديم تجربة لعب ممتعة جدًا.

لكن مع نسخة الريميك حاولت Square Enix إضافة المزيد من العمق لأحداث القصة، عن طريق إضافة المزيد من الشخصيات والنصوص الحوارية الجديدة وهو توجه ممتاز خصوصًا وأن معظم ألعاب الريميك تحاول دائمًا التقيد والالتزام التام بأحداث القصة.

على أي حال، فإن هذه الإضافات كان لها تأثير مختلف على اللعبتين. الجزء الأول من اللعبة كان لدينا بطل واحد ينطلق في رحلته بشكل منفرد وبالتالي فإن إضافة المزيد من الشخصيات والأحداث كان أصعب بدرجة كبيرة.

حاول الفريق إضافة المزيد من الشخصيات والنصوص الحوارية دون الإخلال بفكرة اللعبة وأحداثها الأصلية، وبسبب وجود بطل منفرد فإن عملية توسعة القصة كانت أصعب. وفي الكثير من الأوقات الشخصيات الجديدة التي تم إضافتها كانت سببًا في تطويل أحداث اللعبة ليس أكثر وكانت مملة بشكل ملحوظ بسبب غياب الترابط.

أما في لعبة Dragon Quest II فالأمور كانت أفضل كثيرًا بسبب طبيعة اللعبة عمومًا. كان يضم الجزء الثاني مجموعة من الأبطال وهذا التعدد من الأبطال سمح للفريق بإضافة المزيد من العلاقات والنصوص الحوارية بينهم.

عمومًا، تحسين القصة كانت خطوة ممتازة من فريق التطوير على الرغم من وجود اختلاف كبير بين القصة في الجزء الأول والجزء الثاني. قدم الجزء الثاني قصة أمتع بكثير والتحديثات عليها كانت ملحوظة وفارقة بشكل إيجابي.

أسلوب اللعب

صدرت لعبة Dragon Quest في عام 1986 ووقتها تمكنت اللعبة من تقديم تجربة لعب غامرة معتمدة على تبادل الأدوار حيث تقوم في دورك بمجموعة من الحركات وتستقبل ضربات العدو في الأدوار التالية ويستمر هذا الأمر حتى تنتهي المعركة.

على سبيل المثال أُضيفت خريطة مصغّرة (Minimap) لكل منطقة، ومهارات قتال جديدة لم تكن في النسخ الأصلية، وتنوع أكبر في الأعداء، ومؤشر يوضح لك وجهتك التالية، بالإضافة إلى إزالة القيود السابقة على بعض التعاويذ مثل تعويذة الانتقال السريع (Zoom). ويمكنك تفعيل أو إلغاء هذه الميزات من قائمة النظام، مما يمنحك حرية جعل التجربة أكثر صعوبة أو أكثر سلاسة حسب رغبتك.

لعبة DRAGON QUEST I & II HD-2D Remakeلعبة DRAGON QUEST I & II HD-2D Remakeلعبة DRAGON QUEST I & II HD-2D Remake

كما لا يزال تطوير المهارات يتم عبر رفع مستوى الشخصية، لكن تمت إضافة مخطوطات (Scrolls) يمكن استخدامها لمرة واحدة لتعليم الشخصيات مهارات جديدة، ما يضيف جانبًا استراتيجيًا مثيرًا خاصة في الجزء الثاني، إذ عليك أن تقرر مَن من أعضاء الفريق سيستفيد من كل مهارة قبل أن تختفي المخطوطة.

نظام المخطوطات الجديد ظهرت مميزاته في الجزء الثاني بالتحديد، لأنك في الجزء الثاني تتحكم بمجموعة كاملة وليس بطل منفرد فقط، وبالتالي سوف تستغرق وقت وأنت تفكر في البطل الذي ستمنحه المخطوطة. هذه الفكرة أضافت بُعد استراتيجي رائع لأسلوب اللعب وجعلها لعبة تستطيع أن تتماشى مع عام 2025 ولو قليلًا.

من بين كل هذه الإضافات فإن الإضافة الأبرز تكمن في انضمام أميرة Cannock الجريئة والعنيدة إلى الفريق. فهي تؤدي دورًا أشبه بمزيج بين اللصّ والساحر، مما يمنح القتال والسرد دفعة قوية. وجود عضو إضافي في المعارك يُغيّر توازن اللعب بوضوح، رغم أن معارك الزعماء لا تزال تتطلب تخطيطًا واستراتيجية دقيقة، كما أن مشاهدة تفاعلات الفريق وتعليقاته على مجريات القصة تضيف لمسة محببة.

الرسوم والموسيقى

الكثير من الألوان المشبعة والمزيد من الحركة على الشاشة، وفي الوقت نفسه تحافظ اللعبة بصورة كبير جدًا على التصميم الأصلي الخاص باللعبة. عندما تلعب سوف تشعر أنك ما زلت تلعب اللعبة الأصلية على الرغم من التحديث الملحوظ في الصورة وهو أمر ممتاز في الحقيقة. المحصلة النهائية هو أننا أمام لعبة حديثة رسوميًا ولكنك تشعر في الوقت نفسه بأنها اللعبة الأصلية وهذا الأمر اعتبرته عبقرية تصميمية في الحقيقة.

بالطبع، حُدثت القوائم والنصوص بشكل لا يمكن مقارنته مع النسخة الأصلية من اللعبة، وعمومًا اللعبة الجديدة أو الريميك صالح جدًا للعب في عام 2025 من الناحية البصرية.

أما عن الموسيقى فهي ما زالت أسطورية ومن الواضح أنه قد تمت إعادة صياغتها من جديد مع الحفاظ على الطابع الملحمي والممتع الخاص بها، وعمومًا فيما يتعلق بالموسيقى والرسوم سوف تشعر بالمجهود الكبير المبذول من فريق التطوير.

الخلاصة

يقدم ريميك تجربة لعب مثيرة وممتعة جدًا مع تحسينات واضحة في كل جزء من اللعبة، لكن في الوقت نفسه، تقدم اللعبة نسخة ريميك للعبة تعتبر أثرية وبالتالي لا تتوقع الكثير من اللعبة وهنا تظهر المشكلة.

قد يكون ريميك ممتازًا من الناحية التقنية ولكن كلعبة فلا يوجد مبرر كبير أو دافع لتجربتها خصوصًا وأن السلسلة تحتوي على أجزاء أحدث بكثير وتقدم تجربة لعب أعمق وأشمل في الحقيقة.