مراجعة Forza Horizon 5

في اللحظات الأولي، أسقط من داخل طائرة عن طريق مظلة وكأني في لعبة باتل رويال، سرعان ما أجد نفسي أقود سيارة Ford Bronco في أعالي جبل ضخم، الحمم البركانية والجليد يشكلون معظم ما هو أمامي على الشاشة، لا أستطيع الرؤية بالاسفل حيث أن العلو الشاهق تغطية السحب الكثيفة، وبعبارة Bienvenido a México أو مرحباً بكم في المكسيك تيقنت تماماً أنني على وشك بدأ مغامرتي الجديدة.

مرحباً بكم في المكسيك، هذه المرة دون ذلك الفلتر الأصفر المُعتاد من الأفلام والمسلسلات الأمريكية، بل بألوان زاهية مُزدهرة، وصحاري شاسعة صفراء، وعواصف رملية ورعدية ونظام الفصول المحبب للاعبين، إليكم مراجعة Forza Horizon 5، الجزء الجديد من سلسلة فورزا هورايزن الشهيرة لمايكرسوفت.

بعد ثلاث سنوات من الإصدار الأيقوني Forza Horizon 4 والذي كان ولا يزال علامة في صناعة ألعاب السيارات، والألعاب بشكل عام، يأتي لنا المطور Playground Games والناشر Xbox Game Studios بالجزء الخامس، وهذه المرة الرحلة تتنقل من ريف لندن إلى المكسيك.

ومن بلاد الكنغر أستراليا إلى القارة العجوز والريف اللندني ذو الأربع فصول وصولاً لجنوب أمريكا الشمالية بزغ نجم سلسلة Forza Horizon كواحدة من أفضل ألعاب سباقات السيارات، والتي تقدم عالم مفتوح برسوميات مُذهلة وعدد ضخم من سيارات بالإضافة لأسلوب لعب أركيدي ممزوج ببعضأً من الواقعية، وفي هذا الجزء الحماس ارتفع، الرسوميات تطورت بشكل جنوني والعالم أصبح أكبر وأكثر تنوعاً بجانب المحتوى وأسلوب اللعب الذي ظل ممتعاً كما عهدناه دائماً.

تمنحك اللعبة في البداية إمكانية تخصيص شخصيتك، ما بين مجموعة ضخمة من الأزياء والأكسسورات، وحتي منها لبس قناع الواجه أو الكمامات Face Masks، والنظارات وحتى تخصيص رقصات وإحتفالات النصر، بعضها يأتي بشكل مجاني في البداية والبعض الآخر يتطلب صرف الأموال التي تتحصل عليها من اللعبة لفتح تلك الامتيازات.

أعجبني بشكل مبدئي طريقة تخصيص الشخصية الخاص بك بالرغم من أنها في النهاية لن تظهر سوى في بعض المقاطع السينمائية وداخل السيارة بطبيعة الحال، ولكن الإهتمام من المطور حتى في تلك التفاصيل يظهر أنه لا يمزح عندما يتعلق الأمر بصقل لعبته من جميع الجوانب، ولا عجب بسبب تلك التفاصيل أنها مُذهلة على جميع الأصعدة.

لا يزال بإمكانك امتلاك المنازل عبر خريطة اللعب الواسعة، واستخدامها في شراء السيارات ودخول الجراج لتعديل وتطوير سيارتك وتخصيص شخصيتك في أي وقت من أوقات اللعبة وتغيير لوحة الترخيص الخاصة بسيارتك، واستخدام المنازل في الإنتقال السريع وغيرها من الأشياء المثيرة الأخرى.

طور القصة Campaign، آلية جديدة لإستكشاف المكسيك في Forza Horizon 5

بالرغم من أنها لعبة سيارات في المقام الأول، وكل ما تفعله في الواقع بها هو القيادة، ولكن اللعبة تحتوى على طور قصة هو الأطول في تاريخ السلسلة، طور القصة يمكنك الولوج إليه فردياً أو مع اصدقائك، لكي أكون صادقاً لا يوجد ما هو مثير للإهتمام في القصة نفسها وما تسرده وهو أمر طبيعي بالنسبة للعبة سيارات ولكنها بمثابة دعوة للاعبين لاستكشاف خريطة المكسيك بالكامل والتنقيب بدقة لكل ما تقدمه من أنشطة وسباقات مع عدد من الحوارات الصوتية والتمثيل الذي يخدم هيكل القصة.

يمكن إعتبار طور الـ Campaign بمثابة جزء تدريبي وتعريفي مُطول قليلاً، حيث يأخذك في جولة كاملة للمكسيك النابضة بالحياة والمتنوعة والذي تضم 11 منطقة حيوية متميزة من الصحاري إلى الأدغال المورقة والمستنقعات المائية والمدن التاريخية حتى الشواطئ والبراكين النشطة.

على الرغم من وجود الكثير من السباقات المألوفة داخل اللعبة، التي تتنوع ما بين بسباقات الشوارع والسباقات الترابية وسباقات الطرق وغيرها والتي تتخلل القصة إلا أن هيكل الـ Campaign نفسه يختلف اختلافًا جذريًا من حيث طريقة العمل.

في هذه المرة، يكون لكل نوع حدث مركزه الخاص في Horizon Festival، هناك ست نقاط حول الخريطة مع مهرجانات Apex Road و Wilds Dirt التي رأيناها بالفعل في الجزء الماضي وانضمت إليها Baja Cross Country و Street Scene Street و Rush Stunts، بالإضافة إلى Horizon Main الرئيسية.

يتكون كل مهرجان من مجموعة مختارة من "الفصول" المختلفة، مع حدث نهائي في كل فصل ينهي أحداث قصته (على الأغلب يكون سباق طويل يمتد لربع أو 20 دقيقة) ومن بعده يفتح لك الكثير من السباقات في خريطة اللعبة التي سوف تستمتع باللعب بها بعد إنهاء القصة، أو حتى أثناء القصة نفسها قبل الإنتهاء منها.

هذا هو المكان الذي تأتي فيه الرحلات الاستكشافية أيضًا داخل عالم فورزا هورايزن حيث أنه في البداية لن تتمكن من الوصول إلى فئات المهرجان المختلفة وسيتعين عليك استكشاف التضاريس المكسيكية في أحداث خاصة للعثور عليها، تُعد هذه الرحلات الاستكشافية هي جزء من المواجهة وبمثابة قصة فرعية.

المشكلة التي أعتقد أنها كانت واضحة أثناء القصة هو تطلبها لعدد من النقاط لفتح كل مُغامرة، وهي آلية جديدة للتقدم في قصة اللعبة وهذا يعني أنك لا تستطيع الشروع في إنهاء القصة أولاً والتركيز عليها، في حين ستحتاج إلي المشاركة في نشاطات وعالم اللعبة الأخرى للحصول على نقاط Accolade من أجل الإستمرار في القصة وفتح باقي المهرجانات، يبدو الأمر جرايندي Grinding بعض الشئ؟ حسناً ليس كذلك حقاً فاللعبة بشكل عام تُكافئك على كل شئ تقريباً وبالتالي هناك سهولة في تجميع تلك النقاط.

[quote Forza Horizon 5 هي عبارة عن مهرجان بحق، الألعاب النارية، المناطيد في السماء، حتى الـ Art Design والقوائم، إنها حالة من البهجة الممزوجة باللهجة الإسبانية المكسيكية المثيرة.]

أطوار الأونلاين، التجول الحر، والتخصيص في Forza Horizon 5

اذا اعتبرت ان القصة بمثابة عدد قصير من الساعات سينتهي لا محالة في وقتٍ قريب، فإن جوهر Forza Horizon 5 يدور على عدد الساعات اللانهائية التي توفرها اللعبة في طور تعدد اللاعبين والعالم المفتوح المليء بالأنشطة المختلفة، ما زال بإمكانك التجول الحر في عالم اللعبة الفسيح ومقابلة اللاعبين الحقيقيين على الطريق ودعوتهم للتحدي في سباقات متنوعة لا حصر لها.

كذلك يُمكنك تنظيم الـ Convey أو القوافل للاستمتاع بعالم وسباقات اللعبة مع رفقائك وإستعراض السيارات أمام بعضكم البعض ومع ذلك يمكن أيضاً خوض غمار تلك التجربة بشكل فردي تماماً من خلال وضع Horizon Solo في حال ما أردت ذلك، ومع هذا توفر اللعبة 4 سباقات رئيسية للعب عبر الشبكة:

• السباقات المفتوحة Open Racing: وهي تشمل مجموعة ضخمة من السباقات والتي تقوم بفتحها من خلال أحداث القصة كما شرحت في بداية المراجعة، كسباقات الشوارع والرالي و Cross Country وغيرها.
• منافسات Open Draft: أو التفحيط، وهي مسابقات هدفها تحقيق أكبر رقم ممكن من الانزلاق Drafting بالسيارة من أجل الفوز.
• منافسات ألعاب PlayGround: وهي على أسم المطور، وتضم مجموعة من التحديات المختلفة قليلاً
• طور The Eliminator: وهو بمثابة طول باتل رويال! ولكن مُصغر حيث تهبط مع مجموعة من الألعاب للتنافس في عدد من النشاطات والتحديات المختلفة، وواحد فقط هو من سيفوز في نهاية اللعبة.

بجانب أطوار اللعب الرئيسية، يقدم هذا الجزء أيضاً نظام المواسم، ستتغير اللعبة ديناميكيًا بمرور الوقت وهي تُقدم تأثيرات جديدة للطقس والإضاءة بناءً على كل موسم معين، والذي بدوره يضم مجموعة من الأنشطة الحصرية لكل موسم على حدى وهو يعطي نوع من أنواع التنوع في اللعبة ويطرد الملل الناتج عن إعادة السباقات نفسها، حيث أن الموسم يستمر لعدد من الأيام ثم يتغير مع مجموعة من النشاطات الجديدة بجانب نظام الطقس بطبيعة الحال.

في المواسم المطيرة، يُمكن الدخول في عواصف رعدية ومشاهدة الصواعق تهبط على الأرض أمامك لدرجة انها تقتلع أحد الأشجار في منظر مهيب، وفي الأماكن الصحراوية في فصل الصيف يُمكن أن تُصادف عاصفة رملية، حيث تُصبح الرؤية ضبابية بالكامل وتزيد من صعوبة وخطورة السباق.

ليس هذا فحسب، توفر اللعبة عبر الخريطة مجموعة من الـ Live Events المتنوعة والتي تتجدد يومياً، بل تتجدد في اليوم أكثر من مرة وبالتالي كل شبر في الخريطة يمكن أن يكون وسيلة لجمع نقاط الخبرة والأموال، كذلك تم إضافة نمط Horizon Arcade والذي يمنحك وصولاً لعدد من الأنشطة أيضاً خلال تجولك في العالم الحر وبشكل عشوائي على الخريطة.

يُعد هذا الطور واحد من النشاطات الأكثر متعة في Forza Horizon 5، حيث يتكون من العديد من الألعاب المصغرة والتي تستطيع المشاركة بها في جميع أنحاء العالم المفتوح، يُقدم نمط Arcade شكلاً غير مقيد من طريقة اللعب مما يسمح للاعبين بالانضمام إلى الألعاب أو تركها دون عواقب. 

الجميل في الأمر أن الطور يمكن أن يحدث في مواقع مختلفة في نفس الوقت مع تضمين ألعاب مختلفة ومتنوعة أيضاً في نفس الوقت، ويمكن للاعبين دعوة سائقين آخرين عبر الإنترنت للانضمام إلى قافلة واستكشاف العالم للعثور على أنشطة جديدة، هذه الألعاب المصغرة أقصر من المهام التقليدية وتتضمن أهدافًا تعاونية وتنافسية مختلفة مثل تحطيم الأهداف أو أي كان على هذه الشاكلة.

أحد الأطوار الجديدة أيضاً، والتي اعجبتني بشكل كبير هو طور Events Lab وهو طور لعب يعتمد على مجتمع اللعبة المتحمس في إنشاء حلبات خاصة وسباقات جنونيه ونشرها مع اللاعبين عبر اللعبة ومن ثم البدأ في التنافس فيها، لقد منح المطور في هذا الطور الكثير من الأدوات التي تسمح لأي شخص ببناء ما يريده في حلبة السباق، كذلك أكثر من أعجبني هو أنه يُمكن أيضًا من اللعب بالوزنيات النسبية للسيارات والجاذبية داخل عالم اللعبة، مما خلق تجربة مختلفة عن السباقات العادية المنتشرة في عالم اللعبة.

أسلوب اللعب، المزج ما بين القيادة الأركيدية والواقعية على الطريق.

بالحديث عن أسلوب اللعب، فهو أكثر الأشياء التي تُميز اللعبة بجانب الرسوم والذي سأتحدث عنها لاحقاً فهي تحتاج لأشعار وليس مجرد تعبير بالكلمات، التحكم في السيارات مُذهل، سهل، وبه بعض الواقعية أيضاً، لقد ابدع المطور في الجمع ما بين أسلوب اللعب الأركيدي في السابقات وما بين الإحساس بشعور السيارة على الطريق من خلال مجموعة لا نهائية من التعديلات التي تقوم بها على السيارات، وحسب نوعية الطريق الذي تقود عليه أيضا، هي كلها عوامل تؤثر في طريقة التحكم في السيارة.

يوجد ما يقرب من 500 سيارة في اللعبة، وهو العدد الأكبر في تاريخ السلسلة والعدد الأكبر لأي لعبة سباقات أيضاً، السيارات في اللعبة تتنوع ما بين السيارات الكلاسيكية والحديثة والسيارات ذات الاداء العالٍ بما فيها سيارة مرسيدس الشهيرة AMG ONE، وكل سيارة تمتلك طريقة فريدة في طريقة قيادتها، لازال لدينا هنا إمكانية عمل Tune للسيارة خاص، وبتذكر اخواننا في المملكة العربية السعودية يُمكنك الحصول علي "وزنيات" الهجولة التي تريدها بسهولة، من منا لا يحب الهجولة على أي حال؟

التعديلات على السيارة نفسها من خلال الـ Tune تمنح السيارة الواحدة أكثر من طريقة لقيادتها أيضاً، وبحسب بناء كل لاعب وطريقة لعبه مما يخلق مزيد من التنوع في قيادة السيارات.

مع ذلك يبدو التعديل على خيارات السيارات نفسها والتي تشمل تعديل المحرك والإطارات وكل ما يتعلق بهيكل السيارة "معقد" قليلاً ويحتاج لوقت من أجل الفهم، وهو ليس عيب على الإطلاق، بل أعطى اللعبة مزيجاً فريد من التخصيص لسيارتك، ولذلك لا توجد سيارة تُشبه الأخرى، لحسن الحظ تتوفر مجموعة من الاقتراحات التي توفرها اللعبة كما يوفر مجتمع اللاعبين بعض الـ Builds الجاهزة والذي يمكنك استخدامها حسب أسلوب لعبك.

تمنحك اللعبة أيضاً إمكانية التحكم في الصعوبة بشكل كامل من خلال مجموعة ضخمة من الخيارات التي تتعلق بتخصيص صعوبة الـ AI، والقيادة والسرعة وكذلك الفرامل ونظام المساعدة في المنعطفات، ومدى الضرر الحقيقي التي تتعرض له السياراة كالمحرك والإطارات، ويتأثر كل ذلك أيضاً بالسطح الذي تمشي عليه العربية وحالة الجو كما ذكرت مُسبقاً.

بجانب ذلك، لا تزال خاصية ارجاع الوقت Rewind متواجدة ويمكن فتحها أو غلقها حسب الحاجة تماماً ككل تعديلات الصعوبة والأخرى، هذا الأمر يمنح اللاعبين الكاجوال أو الجدد على السلسلة فرصة لتنفس الصعداء والاستمتاع باللعبة، ومع الوقت التعديل في تلك الإعدادات يجعل اللعبة أصعب وبالتالي مزيد من التحدي بعد ساعات طويلة ينتظرك.

زيادة الصعوبة من شأنها أن ترفع من معدلات حصولك على نقاط الخبرة ونقاط Accolade وكذلك عملة اللعبة CR التي تستخدم في شراء السيارات والأزياء، وبالتالي مجدداً أؤكد أن اللعبة تُكافئك بالشكل الذي تستحقه مهما كانت قدراتك ومهما كنت الذي تقوم به في عالم اللعبة.

إستعراض السيارات داخل Forza Vista مازال موجود، هذه المرة يدعمه تقنية تتبع الأشعة، وعلى غير العادة في الألعاب فإن التقنية مدعومة فقط داخل ذلك المود، هذا يعني أنك يمكنك الاستمتاع بتتبع الأشعة في اللعبة لملاك بطاقات RTX و بطاقات RNDA 2 من AMD، وكذلك نسخة أكس بوكس في وضع الجودة، ولكن لا تطمع في أكثر من ذلك حيث لا تم الدعم لتقنية تتبع الأشعة خارج هذا الوضع.

وفي الواقع، لا ضرر على الإطلاق في ذلك فانعكاسات الإضاءة وتخلل الضوء وحتى انعكاس شخصية اللاعب ومقود القيادة في مرآة السيارة في وضع الـ Cockpit يمكنك ملاحظته بسهولة، أيضاً جميع المرايا في اللعبة تعكس ما هو موجود في الوقت الحقيقي سواء للسيارات والطبيعة من حولها.

في هذا الجزء لدينا أيضاً كاميرا جديدة، وهي كاميرا الداش بورد، وتظهر من خلال العداد من داخل العربية، وهي مختلفة عن كاميرا الـ Cockpit المعتادة والتي تظهر مقود السيارة، وقد أعجبتني الكاميرا الجديدة بشكل شخصي بشدة، الأجمل أن كل كاميرا في اللعبة يتوفر بها Slider يمكن التحكم في مستوى الرؤية FOV من خلالها لضمان أفضل تجربة لك حسب تفضيلك الشخصي.

تستمر المساعد الصوتي ANNA كواحدة من الخيارات اللطيفة التي توفرها اللعبة أثناء القيادة والتي تتحدث معها وكأنك بالفعل مساعد شخصي حقيقي، يُمكنك بضغطة زر طلب منها تحديد أقرب سباق للحصول على نقاط Accolade، أو تعطيل ميزة المنافسات عبر الأنترنت مؤقتاً، أو حتى سؤالها عن أحوال الموسم الحالي في اللعبة والجديد فيه.

بجانب الطبع أنها تُرشدك على الطريق، سواء عن طريق الشاشة أو عن طريق الصوت، يدعمها خاصية Link والتي تستخدمها للتفاعل مع البيئة واللاعبين عبر الإنترنت بإلقاء التحية وعرض الإنضمام لقوافل أو تحدي اللعبة مُباشرة.

أكبر عيوب سلسلة Forza Horizon ، مستمر!

لدي مشكلة مع كثافة السيارات في العالم المفتوح في هذا الجزء، بالرغم من روعة العالم وتنوعه سواء الرسم أو الجودة ولكني أشعر بعدم الحياة قليلاً، السبب ان السيارات المنتشرة في الشوارع حتى داخل بعض المدن الموجودة في اللعبة قليلة، قليلة بشكل مبالغ فيه بالمقارنة بالجزء الماضي، في بعض الأوقات ستحتاج لوقت لتصادف سيارة حتى على الطرق السريعة.

كذلك يختفي تماماً الأشخاص على جوانب الطريق، في معظم ألعاب السيارات مثل The Crew 2 مثلاً تجد بعض الأشخاص يتجولون على جانب الطرق كنوع من أنواع إعطاء الحياة للشوارع، يوجد القليل جداً وفي أماكن محددة جداً في Forza Horizon 5 وهو الأمر الذي يجعلك تشعر قليلاً أنك في عالم الأشباح حيث لا يوجد بشر.

مع هذا، واحد من أكبر العيوب في سلسلة Forza Horizon، وليس في هذا الجزء فقط هو فيزيائية التصادم والتحطيم للسيارات، يستمر الأمر مع الجزء الخامس أيضاً، لا تعمل فيزيائية التصادم في اللعبة بالشكل الذي نتوقعه، عندما نشاهد كل هذه الإمكانات الهائلة للعبة يكون من المحبط أن التصادم بين السيارات أو عندما تقود على سرعة 400 كيلو متر ثم تصدم بكل هذه السرعة في حائط مثلاً، وكأن شئياً لم يحدث.

نعم هناك بعض الشروخ التي من الممكن أن تُشاهدها على زجاج السيارة، أو تظهر بعض أثار ذلك الحطام والخدوش على هيكل السيارة نفسها، ولكنه ليس بالقدر الكافي وفي الواقع تضمين ذلك في اللعبة من الممكن أن يُضر كثيراً بالأداء الخاص بها، وكذلك قد يجلب بعض المشكلات الأخرى، في النهاية كان محُبطاً أن لا يحدث أي تطوير على هذه النقطة بالتحديد.

الرسوم والأداء

عندما صدرت Forza Horizon 4 منذ ثلاثة سنوات، لم يكن يتخيل البعض أن يصل مستوى الرسوم في لعبة لهذه الدرجة، الأمر الذي جعل البعض يظن أن هذا هو اقصى ما يمكن أن تصل له الصناعة، على الأقل لمدة خمس أو ستة أعوام مقبلة، ولكن من جديد تبرهنا فورزا هورايزن 5 برسوميات أكثر تطوراً ونابضة بالحياة.

بالمقارنة مع الجزء السابق، تبدو الآن المناظر الطبيعية عند النظر إليها مسطحة جدًا وبلا حياة في Horizon 4، كذلك تبدو المياه أقل واقعية والسماء أقل ديناميكية، وبمناسبة الحديث عن السماء وتفاصيلها فلا يوجد وصف لهذا سوى الصور، هذا الجزء هو واحد من أفضل الألعاب بشكل عام التي تصور مظهر السماء والغيوم سواء في الليل أو الصباح.

توفر أشعة الشمس والإضاءة الأكثر ديناميكية بشكل عام رؤية رائعة، كثير من الوقت كنت أقضيه فقط في النظر للسماء دون أن أفعل أي شئ أخر، القيادة في الليل هي حالة أخرى من الأدرينالين المرتفع، لا يوجد ما يضاهي أخذ سيارتك المفضلة وأخذ جولة ليلية في المكسيك، تباً لهراء الميتافيرس، ها أنا أعيشه الآن مع Forza Horizon 5.

لقد التقط فريق Playground Games عددًا كبيرًا من الصور الفوتوغرافية للسماء في المكسيك، وفي المكسيك بالتحديد، هذه اللقطات أخذت بدقة 12K ولقد استخدموا هذه البيانات لجعل السماء أكثر واقعية وديناميكية خلال اللعبة، ولهذا السبب بالذات هي تظهر بهذا الشكل البديع.

استخدم المطور أيضاً "بيانات القياس التصويري" أو Photogrammetry وهي لقطات يتم أخذها مباشرة من العالم الحقيقي عن طريق التصوير الـ 360 درجة ومن ثم جلبها للعبة مُباشرة، كانت آخر مرة سمعت فيها عن هذا المصطلح المذكور في لعبة لمايكروسوفت أيضاً وهي Microsoft Flight Simulator والتي تستخدم بيانات المسح التصويري الخاصة بخرائط Bing لتعيين الكرة الأرضية بالكامل داخل اللعبة، مراجعتي لها منذ أكثر من عام بها تفاصيل أكثر عن الأمر.

بالرغم من كل هذا، ليس كل شئ مثالي، أشعر بمشكلة في الحواف حتى مع إستخدام مانع التعرج Anti-Aliasing على أقصى إعدادات، تبدو الحواف الخاصة بالأشجار والنباتات على طول الطريق حادة بشكل غريب، ليس من المفترض أن يعمل هذا الأمر هكذا، ليس بالأمر الجلل لكون أكون صادقاً ولكنك إذا كنت تُدقق ستلاحظ بلا شك، ويظهر أكثر على دقة العرض 1080p.

أيضاً هناك مشكلة واضحة في الإعداد الرسومي Environment Texare Quality، حيث سبب بعض مشاكل الـ Hitching (ظهور بعض العناصر فجأة على الشاشة) على مرمى البصر والمشكلة الأكبر أن اللعبة لا تضم خيار رسومي للرسم عن بعد أو الرسم المسافي Drew Distante، عند وضع الإعداد على Ultra تظهر المشكلة بالرغم من أنه أعداد مُتقدم، تحويل الأعداد إلى Extreme يحل المشكلة بنسبة كبيرة، ولكن أيضاً يجب أن ينظر المطور لإعداد الترا لأنه لا يجب أن يظهر بهذا الشكل.

مشاكل الـ Hitching عموماً ترتبط بمحركات الأقراص ولكن في حالتي تأكدت من استخدام وحدة تخزين NVME وقمت بتجربة اللعبة على عدد من الأقراص الأقل سرعة أيضاً من نوع SSD SATA، ولكن المشكلة ظلت موجودة.

بالحديث عن الأداء، قمت بتجربة اللعبة ومراجعتها بشكل أساسي على نُسخة الحاسب الشخصي، ولكني شاهدت العديد من المراجعات التقنية قبل إطلاق اللعبة لنسخ XBOX Series X، وفي الواقع أنا محبط قليلاً من كون اللعبة تعمل في نمط الـ Quality على 30 إطار بالثانية فقط، ولكن لحسن الحظ أن المطور يستخدم نوع متقدم من الحركة الضبابية Motion Blur والذي يجعل اللعبة تبدو سلسة أكثر مما ينبغي أن تكون على هذا العدد من الاطارات.

بالنظر لنسخة الحاسب الشخصي، فهي مفتوحة الإطارات ومفتوحة أيضاً حتى 8K من الدقة الرسومية، وهي تعمل بشكل جيد حتى على الاجهزة المتوسطة، يُمكن لبطاقة مثل GTX 1070 TI من جيل PASCAL أي بطاقة عمرها حوالي الآن 4 سنوات أن تقدم متوسط إطارات يصل إلى 90 إطار على دقة العرض Full HD بإستخدام أعلى الإعدادات الرسومية الممكنة.

ومع ذلك، اللعبة تستخدم قدر كبير من ذاكرة الفيديو الخاصة ببطاقة الرسومات خصوصاً مع رفع الإعدادات لـ Ultra، لذا تأكد من أن بطاقتك الرسومية توفر 6 جيجابايت من الذواكر على الأقل.

الصوتيات

من المثير للإهتمام، أن نشاهد هذا التطور المُذهل على مستوى الصوتيات، أنا لا أتحدث عن الموسيقي والـ Soundtracks التي هي الأخرى رائعة في اللعبة، بالرغم من أنها ليست صديقة على الإطلاق لمحبي البث المباشر، لحسن الحظ توفر اللعبة خيار Streamer Mode من الإعدادات والذي يمنع الموسيقى التي عليها حقوق Copyright من العمل.

لكن أنا أتحدث عن أصوات المحركات والتي أصبحت أكثر واقعية من ذي قبل وبفارق كبير، أصوات المحركات لكل سيارة مختلفة وربما هناك تفاوت نعم هناك بعض السيارات التي لا تقدم نفس التجربة الحقيقة، ولكن نحن نتحدث عن أكثر من 500 سيارة، وإجمالاً اللعبة تنفذ ذلك بشكل إحترافي للغاية.

أصوات الطبيعية، كالرعد والصواعق وعند الدخول في عاصمة رملية تبدو مصقولة بشكل كبير هي الأخرى، بجانب أصوات الطيور التي يمكن أن تسمعها في عدد محدد من الأماكن التي تزورها على خريطة اللعبة، يمكن القول أن الجانب الصوتي في اللعبة مُصمم بإتقان ليكمل تجربة اللعب والرسومات المُذهلة.

الحفاظ على القمة مُجدداً، هنيئاً للمطور واللاعبين، فورزا هورايزن 5 أفضل لعبة سباقات ودون أي منافسة!

في كل مرة أعتقد أن Forza Horizon قد وصلت للقمة ولا يمكن أن تقدم الجديد، تُفاجئني أكس بوكس بجزء جديد أقوى من الذي سبقه، وحقيقة إن الحفاظ على القمة دائماً يكون أصعب من الوصول إليها، وهو ما نجح فيه المطور Playground Games وبشدة، بالرغم من أن Forza Horizon 5 أقرب إلى حد ما من الجزء الرابع في التجربة بشكل عام من حيث الأطوار وأسلوب اللعب والقيادة، ولكن لديها رونقها الخاص فيما يخص الرسوميات "الخرافية" ومحتوى اللعب بشكل عام، الذي يجعلها واحدة من ألعاب قليلة يستحق إطلاق عليها لعبة من الجيل القادم!

مع ذلك، لدى اللعبة عيوبها المُتعلقة بغياب كثافة السيارات في الشوارع، عدم إضافة اللغة العربية وإن كان لن تجد ذلك العيب في المراجعات الأجنبية، كذلك أكبر العيوب هو الحفاظ على نفس فيزيائية التصادم والتحطيم دون محاولة للتغيير، والتي أراها أقل عناصر اللعبة صقلاً مقارنة بباقي العناصر، ولكننا في النهاية نقف أمام لعبة قيادة أركيدية، فأنا لن أطمع وأطلب أكثر مما تم تقديمه، ولكني لن أسامح في تلك النقطة بالتحديد مع الجزء القادم من Forza Motorsport.

إن صح القول، لا يمكن مقارنة سلسلة Forza Horizon مع أي لعبة سيارات في الوقت الحالي، ليس فقط من أجل أسلوب اللعب والرسومات المُذهلة التي لا تُضايها أي لعبة سيارات أخرى، ولكن بسبب المحتوى الضخم وعدد السيارات الذي لا يتواجد حتى ربعة في الألعاب الأخرى، بالإضافة إلى العالم المتنوع وكذلك تقديما لثلاثة أجزاء بنفس القوة مع الحفاظ على تصاعد منحنى السلسلة للأعلى دائماً.

تقف سلاسل ألعاب Need For Speed و The Crew و Dirt وغيرها في موقف المتفرج، لا حول لها ولا قوة، ومن أجل المحاولة فقط في المنافسة تحتاج لمعجزات من التطوير والأفكار، وبهذا الوضع  ومع صدور الجزء الخامس الفجوة تتسع أكثر وأكثر ولا أعتقد أن هناك من سيطيح بأسطورة Forza Horizon من عرش سباقات ألعاب السباق.

[quote تمت مراجعة هذه اللعبة من قبل نسخة تم توفيرها لنا من قبل الناشر قبل الإطلاق، اللعبة تُطلق رسمياً في 9 نوفمبر المقبل لجميع ملاك Xbox Series X/S و Xbox One والحاسب الشخصي.]