سلسلة Layers of Fear تعود، وهذه المرة بإعادة تصور كامل للسلسلة بتقديم تجربة شاملة تحتوي على أول جزئين، بالإضافة إلى قصة جديدة كليًا تربط كافة الأحداث الخاصة بهذا العالم السوداوي ببعضها البعض. إنها تجربة Layers of Fear الأكثر قوة والأكثر شمولية، ولكن هل استطاعت إعادة التصور تلك من حل مشاكل السلسلة وتقديم تجربة رعب نفسي أقوى؟ الإجابة ليست بسيطة للأسف لأن اللعبة تفعل أمور كثيرة بشكل صحيح، وفي نفس الوقت تقع في بعض الأخطاء التي تعوقها من تقديم التجربة المثالية. إليكم مراجعتنا الكاملة للعبة Layers of Fear 2023.

حان الوقت لمواجهة خوفك مجددًا ... للمرة الأخيرة!

تلك ليست قصة لعبة واحدة، بل أنكم على موعد مع ثلاثة قصص مختلفة، قصة الرسام من Layers of Fear 1 بإضافة Inheritance التابعة لهذا الجزء، وقصة الممثل من Layers of Fear 2، بالإضافة إلى قصة الكاتبة من Layers of Fear الجديدة والتي تصل إلى مناراة في محاولةٍ منها لكتابة قصص رعب واستلهام أفكار من الطبيعة حولها، لكن سرعان ما تنقلب الأمور رأسًا على عقب. القصص القديمة تم إعادة تصورها بطريقة رائعة مع الحفاظ على جوهر السلسلة الرئيسي في تقديم تجربة رعب نفسي مختلفة مع أسلوب السرد السوداوي ذا النهايات المأساوية دائمًا.

 رغم وجود الكثير من التلميحات والتداخلات بين أحداث قصة الرسام والممثل، إلا أننا لم نرى العلاقة أو الربط بينهما في أول جزئين من السلسلة، وهذا يختلف هنا مع الإصدار الجديد لأن قصة الكاتبة تربط الأحداث ببعضها البعض بشكل منطقي ومُريب، وهذا بدوره يجعل عالم Layers of Fear أكثر تداخلاً وترابطًا مع وجود كيان شرير رئيسي يتحكم في كل شيء من حولنا. لكن للتوضيح، سيكون من الصعب على المعظم فهم واستيعاب ما يحدث خاصةً وأن اللعبة تعتمد على الوثائق والجوابات المكتوبة لشرح قصتها، وهذا ما تعودنا عليه من السلسلة.

بعد الانتهاء من قصص الرسام والممثل والكاتبة الرئيسية، يمكنك التوجه إلى إضافة جديدة كليًا بعنوان The Final Note والتي تربط الأحداث بشكل أكبر وأوضح. لا أريد أن أتحدث أكثر عن القصة خاصةً وأن أي شيء سأقوله عن قصة الكاتبة سيكون بمثابة حرق للسلسلة بأكملها، ولذلك سأترككم للاستمتاع باللعبة بأنفسكم عندما تلعبونها وتحاولون ربط الأحداث وفهم القصة.

كل ما أريد قوله هو أنكم على موعد مع وجبة دسمة من الناحية القصصية والدراما بالكثير من العلاقات والأحداث السوداوية و المأساوية التي ستؤثر في مشاعركم عندما تبدأون في فهم ما يحدث من حولكم. بالإضافة إلى أن اللعبة تعتبر طويلة وبها 3 ألعاب في لعبة واحدة مقابل مبلغ ليس بمرتفع، لذلك إذا كنتم لم تلعبون أي جزء سابقًا من سلسلة Layers of Fear فبالتأكيد أنصحكم باقتناء الإصدار الجديد، خاصةً وأننا نصل لنهاية قصة السلسلة هنا!

أسلوب اللعب ليس الأفضل، ولكنه يؤدي الغرض

أكثر شيء كنت أنتظر أن أرى تحسينات فيه هو أسلوب اللعب، ولكن للأسف هذا لم يحدث هنا. اللعبة لا تُقدم أي إبتكار أو إبداع أو أي تغييرات تذكر على أسلوب اللعب الذي شهدناه في الأجزاء السابقة، وكل ما تفعله طوال الأحداث هو التنقل من مكان لآخر مع حل الألغاز ومحاولة الهرب من الوحوش التي تطاردك في بعض الأحيان. في البداية يكون الأمر ممتعًا، ولكن بمرور الأحداث وتقدمك في القصة تبدأ في الشعور بالملل. هذا الملل يزداد هنا خاصةً وأنها ليست لعبة واحدة تنتهي في 4 أو 5 ساعات مثلاً، بل هي تجميعة لثلاثة قصص ستأخذ منك حوالي 10 ساعات للانتهاء منها، وكل ما تفعله طوال العشرة ساعات هو التنقل من منطقة لأخرى، حل بعض الألغاز، قراءة مجموعة من الوثائق والجوابات لفهم القصة، وهذا كل ما تُقدمه اللعبة.

في بعض الأحيان ستتمكن من الدفاع عن نفسك بإستخدام مصباح في الجزء الأول وكشاف يدوي في الجزء الثاني، والإثنين يُساعدان أيضًا في حل مجموعة من الألغاز في البيئات، وهنا تكمن متعة التجربة. عمومًا، لم أجد شخصيًا مشاكل مع أسلوب اللعب خاصةً وأني تعودت على ذلك مع أول جزئين في السلسلة، ومن السهل التعود عليه لأنه يخدم القصة الرئيسية فقط، وهذا هو هدف استوديو Bloober Team، لكن في نفس الوقت لا يسعني إلا التفكير في بعض التغييرات والتحسينات التي تمنيت تطبيقها في الإصدار الجديد.

أما من ناحية الرعب، فاللعبة تعتمد بشكل رئيسي على الرعب النفسي وبناء العالم والقصة من حولك، وتجربة الرعب تُقدم بشكل رئيسي في تداخل البيئات وتغيير الأماكن من حولك، ففي الكثير من الأحيان ستدخل إلى غرف ليس بها باب أو مكان آخر تخرج منه، وعندما تلتف للخروج من الباب الذي دخلت منه ستجده مُغلقًا أو تم تغيير المكان من الخارج تمامًا!

تلك الفكرة الرائعة تُثير الرهبة في نفوس اللاعبين والخوف المستمر من المجهول لأنك دائمًا لا تعرف ما الذي ستجده وراء الباب الذي تفتحه، وهل ستتمكن من الخروج من الباب الذي دخلت منه أم لا. توجد أيضًا مجموعة من الخضات التي تم تنفيذها بشكل مميز في اللعبة، وأعجبني أن استوديو Bloober Team لم يعتمد عليها بشكل كبير، بل وظّفها في بعض المواقف الصحيحة لإخافة اللاعب بالطريقة المثالية.


استعراض تقني لقدرات مُحرك Unreal Engine 5

لعبة Layers of Fear هي واحدة من أولى الألعاب التي تم تطويرها بالكامل على محرك Unreal Engine 5، وبالفعل اللعبة تتألق في كل شيء سواء من ناحية الإضاءة أو الإنعكاسات والظلال واستخدام تتبع الأشعة. كل البيئات والعناصر التي تم تقديمها تتمتع بدقة عالية ورائعة تجعلك تود التقاط صورة في كل ثانية، وإذا كانت تلك مجرد نبذة على ما يستطيع استوديو Bloober Team فعله مع المحرك، فأنا لا أستطيع الانتظار لأرى كيف ستبدو لعبة Silent Hill 2 Remake.

الأداء التقني أيضًا كان ممتازًا، فقد قمت بتجربة اللعبة على حاسب الشخصي بمواصفات متوسطة عمومًا:

  • معالج Intel Core i3 10100F
  • 16 جيجا بايت من الرامات
  • بطاقة رسومية Nvidia GeForce RTX 3050
  • هارد SSD NVMe M.2

وضعت اللعبة على أعلى إعدادات ممكنة مع تفعيل تقنية تتبع الأشعة على دقة 1080p، وبالطبع قمت بالاستفادة من تقنية Nvidia DLSS في وضع الجودة، وفي المقابل حصلت على 60 إطار في الثانية بدون أي مشاكل أو هبوط في الإطارات بغض النظر عن قوة المشاهد أو العناصر الموجودة فيه. هذا يحمسنا لمستقبل المحرك وكيف يمكن أن تستفيد منه الاستوديوهات بتقديم رسومات مرتفعة مع الحفاظ على أداء تقني عالٍ في نفس الوقت!

للأسف نفس الشيء لا ينطبق على التجربة التقنية ككل، فقد واجهتني الكثير من المشاكل أثناء الساعات التي قضيتها مع اللعبة بدايةً من عدم وجود زر تفاعل مع بعض الأشياء التي من المفترض أن تتفاعل معها حتى تُكمل القصة مما جعلني أُعيد اللعبة للحفظ السابق حوالي خمسة مرات تقريبًا (وهذا عدد كبير)، بالإضافة إلى مجموعة من الأخطاء التقنية والجليتشات وحدوث Crash حوالي مرتين. التجربة التقنية لم تكن ثابتة بالشكل الكافي، ولكن هذا ما حصلت عليه في نسخة المراجعة، ومن المحتمل أن يحل تحديث اليوم الأول معظم تلك المشاكل.

التجربة الصوتية أيضًا كانت جميلة بتقديم ألحان وموسيقى رائعة تتناسب مع أجواء اللعبة، مع مؤثرات صوتية تُضيف طابع الرعب على كل المواقف. التمثيل الصوتي كان ممتازًا معظم الوقت خاصةً وأن بعض الممثلين لم يقدموا أفضل ما عندهم وأرى أن أصواتهم كانت مزعجة أكثر ما هي مُخيفة أو تحاول تقديم شيء إلى القصة والحبكة.

في النهاية

إصدار Layers of Fear الأخير يُقدم أفضل تجربة لهذا العالم الذي بناه استوديو Bloober Team، ورغم وجود بعض المشاكل التقنية وعدم تقديم أي تحسينات أو إضافات تُذكر على أسلوب اللعب، إلا أن ذروة قصة العالم تتألق وتتشابك بشكلٍ لم أتوقعه، وقد نجحوا في ختام السلسلة بالشكل الأفضل. أتوقع أن يكون قد تعلم الاستوديو الكثير من تجربته مع هذه السلسلة، والآن ننتظر لنرى أين سيأخذنا في رحلة الرعب النفسي القادمة!