يبدو أن عام 2017 هو العام الموعود لعودة الكثير من الشركات بألعابها بعد استراحة دامت لعامٍ كامل. فقد شهدنا خلال هذا العام عودة سلسلة  Assassin's Creed بجزء جديد Origins كما شهدنا محاولة Xbox   العودة من خلال Xbox One X بعد أن تركت عام 2016  خاليًا لغريمتها التقليدية سوني بإصدار المنصة المحسنة PS4 Pro و نظارة الواقع الافتراضي PSVR. ويستمر مسلسل العودة خلال هذا العام مع سلسلة Need for Speed التي تحاول أن تعوضنا عما شهدناه مع الجزء الأخير منها في 2015 بجزء جديد يُدعى Payback أو الانتقام وصراحة لا نعلم ما إن كان هذا الانتقام موجهًا لمؤسسة The House أم للاعبين أم انتقام المطور من السلسلة .. للأبد!

الإعلان رسمياً عن لعبة Need For Speed Payback مع اول عرض دعائي

يُعتبر جزء Payback هو الجزء الثالث والعشرين من سلسلة ألعاب السباقات الأركيدية الأشهر على الإطلاق Need for Speed، في نفس الوقت هو الجزء الثالث للمطور Ghost Games.

وآخر عهدنا بهذا المطور كان مع الجزء الماضي في 2015 والذي عانى من الكثير من المشاكل منها الحاجة للاتصال الدائم بالانترنت، عدم القدرة على إيقاف طور اللعب الفردي في أي جزء منه وغيرها من المشاكل.

لكن يبدو أن المطور استمع جيدًا هذه المرة، ويتضح ذلك جليًا في القدرة على تجربة اللعبة كاملة دون الحاجة للاتصال بالانترنت. لكن ومع استماع المطور لشكاوى اللاعبين من الجزء الماضي، قرر أن يُغامر بالسلسلة كُليًا مُراهنًا على اتجاه جديدٍ لا يُمكننا وصفه بالأفضل. ويبدو أن Ghost Games قد خسر الرهان مبكرًا.

https://www.youtube.com/watch?v=K-5EdHZ0hBs

لعبة سباقات وأكشن مع اهتمام بالقصة في المقام الأول

منذُ اللحظة الأولى للإعلان عن اللعبة في معرض E3 الماضي، تحمست شخصيًا من العرض الدعائي للعبة الذي أوضح الاتجاه الذي ينوي المطور سلوكه، إن Need for Speed Payback ليست لعبة سباقات عادية، لكنها لعبة ، والتركيز أيضًا على الشخصيات داخل اللعبة. للمرة الأولى سوف نكون في حاجة للاهتمام بمن يقود السيارة، لكن يبدو أن هذا قد أثمر في قلة الاهتمام بالسيارة نفسها (ما أعنيه تحديدًا طريقة التعديل على السيارة وتطويرها وسوف ندلف إلى ذلك بالتفصيل)

نعم لا تتعجبوا، سوف نتحدث خلال الفقرة القادمة عن قصة لعبة Need for Speed Payback وعن شخصياتها.

أبطالنا الثلاثة في هذا الجزء هم تايلور (الشخصية الرئيسية ومتخصص سباقات الشوارع) وماك (متخصص الدريفت وسباقات الطرق الوعرة Off-Road) و جيسيكا (وهي متخصصة الهروب من الشرطة).

يُشكل هذا الثلاثي فريق سباقات متكامل، يعمل لصالح The Gambler الذي يضمن لهم دائمًا الحصول على أفضل السيارات مقابل المراهنة عليهم في المسابقات القادمة وبالطبع يتحتم عليهم الفوز. إلا أن الفريق قد تم خداعه من قبل عضوة رابعة تُدعى نيفارو والتي تُغريهم بسرقة واحدة من أغلى سيارات The Gambler لصالح مؤسسة The House تحت قيادة The Collector أحد الأثرياء المقامرين والمهتمين بجمع أفخم السيارات في أسطوله الخاص.

وبعد أن وقع الفريق في فخ نافارو، صاروا مطاردين من قبل الشرطة ومن قبل The Gambler نفسه والذي عقد معهم صفقة للانتقام من عدوهم المشترك مؤسسة The House. وكعادة بقية أجزاء السلسلة سوف يتعين عليك أن تفوز بسلسلة متنوعة من السباقات حتى تصل إلى السباق الأهم الذي يدق النعش الأخير في مسمار المؤسسة. علمت عن أي شيء تتحدث القصة؟! هذا هو الجزء الأيسر، دعنا ننتقل إلى الجزء الأصعب وهو النقد.

إذًا، ما الذي يمكن أن يريده أي لاعب عندما يبحث عن لعبة سباقات أركيد؟ سيارات؟! (الكثير منها في الواقع)، خيارات تعديل على تلك السيارات؟ أنواع مختلفة من السباقات؟ وسيلة متزنة لترقية عتاد سياراتك؟ عالم مفتوح نابض بالحياة؟ مطاردات شرطة تحبس الأنفاس؟ المطور قرر أن لا، إنها القصة يا سادة الجزء الأهم في ألعاب السباقات!!

لقد أضاف المطور للعبته جوانب لم يسبق وأن تميز فيها وما دمت قد قررت الترويج للعبتك على أنها لعبة سباقات ذات قصة في المقام الأول فدعنا نحتكم إلى معايير القصص.

القصة كسياق عامٍ مثيرة للاهتمام، الشخصيات على الجانب الآخر تقليدية ومتوقعة (أو كلاشيه كما يقولون) حتى شخصية The Gambler عنصر الشر الذي يجبر بطل اللعبة على الامتثال لأوامره مع رد البطل تايلور بالجملة الكلاسيكية الشهيرة (Do I have a Choice?)  التي تليق بفيلم في مطلع الألفية وليست لعبة سباقات وأكشن ذات قصة حماسية في 2017! وهذا ينقلنا إلى الجمل الحوارية ما بين الشخصيات التي كانت ساذجة بشكل كبير جعلنا نتمنى العودة لزمن السباقات الجميل حينما كان كل ما عليك فعله هو اختيار السيارة، التعديل عليها، ترقيتها ثم القيادة الفعلية فقط دون الكثير من الحوارات والمحادثات!

لا تسئ فهمي، نرفع القبعة للمطور على استكشاف خيارات جديدة وأن واتته الجرأة للمغامرة لكن هذا الاهتمام بجانب غير ضروري قد أثر بشكل سلبي على أحد أعمدة ألعاب السباقات الرئيسية وهي عدد السيارات، خيارات التعديل والتخصيص، وأسلوب الترقية والتقدم في اللعبة.

حسنًا؛ لنتجاوز القصة، ماذا عن تجربة السيارات والتعديل عليها؟!

كما ذكرنا في جانب القصة، فإن لدينا ثلاثة شخصيات ذات مهارات وتخصصات مختلفة ومن ثم فإن لدينا ثلاثة أنواع من السيارات (تقريبًا) وخمسة أنواع من السباقات. تايلور متخصص سباقات الشوارع يجيد سباقات Race و Drag بينما ماك متخصص في سباقات Off-Road و Drift أما جيسيكا فإنها مهمات الهروب من الشرطة وتدمير سياراتهم Runner.

إذًا لدينا أطوار سباقات متنوعة، ومعها تتنوع فصائل السيارات المختلفة، لكن يبقى العنصر الأهم، وهو التعديل؟

لسبب غير واضح، قرر المطور أن يُضيف درجة من الصعوبة على خيارات التعديل على السيارات من حيث المظهر الخارجي (لا أتحدث عن الأداء هُنا) فعلى عكس الأجزاء الماضية التي يكون الأمر فيها مفتوحًا منذُ اللحظة الأولى لإضافة العديد من التعديلات على السيارات المختلفة، يحجز Payback التعديل على السيارات خلف حاجز من الـ Grinding وأداء مهمات وتحديات موزعة في جوانب الخريطة. هل لديك تبرير منطقي لمثل هذا الأمر؟ ربما تقول نعم إن المطور يُحاول أن يجبرك على استكشاف عالم لعبته المفتوح!

https://www.youtube.com/watch?v=kf2qDAEZc2w

وهذا هو بيت القصيد، إن كان هذا هو المبرر فهو "عذر أقبح من ذنب" كما يقولون، عالم اللعبة المفتوح خالي من التفاعل تقريبًا ويفتقر لأبسط قواعد العالم المفتوح التي عودتنا عليها سلسلة Need for Speed وهي مُطاردات الشرطة. التي أصبحت الآن مكتوبة مُسبقًا ومحصورة في أجزاء معينة فقط من القصة. لا تأمل ان تتجول في عالم اللعبة بحرية لتُفاجأ بأن الشرطة تُطاردك، وإنما يحدث هذا الأمر في وقتٍ محدد محسوب في جزء معين من القصة بعدد معين من سيارات الشرطة التي تُحيطك بأسلوب محدد مكتوب مسبقًا. ناهيك عن ذلك، كيفية التخلص من سيارات الشرطة نفسها بات أمرًا روتينيًا غاية في السهولة. كل ما عليك فعله هو أن تنتقل من النقطة Checkpoint أ إلى ب إلى ج خلال وقت محدود تقوم فيه أيضًا بتكسير سيارات الشرطة. لن تكون مُضطرًا إلى تضليل سيارات الشرطة او الاختباء منها. فقط تجاوز نقاط الـ Checkpoints في الوقت المحدد، وساعتها؛ هنيئًا لك، لقد اختفت سيارات الشرطة دون مجهود!

S

ربما أخذتنا نقطة التعديل على السيارة إلى نقاط أخرى، لكن يجب أن ننوه قبل أن نختم هذا الجزء أن عناصر التعديل على متاحة فقط من خلال التحديات الموزعة على الخريطة، أو من خلال إتمام التحديات اليومية التي تضمن لك الحصول على Base Shipments والتي تُعطيك بدورها ثلاثة عناصر هي عملة اللعبة + عناصر للتعديل على السيارة + Tokken للحصول على بطاقات السرعة Speed Cards لترقية عتاد سيارتك بشكل يعتمد أكثر على الحظ. ونقطة الحظ دائمًا ما تصب لصالح جانب الـ Microtransactions. إذ يمكنك شراء Premium Shipments بأموال حقيقية لتحصل من خلالها على عناصر للتعديل على شكل السيارة بشكل أسرع، والمزيد من الـ Tokkens ومن ثم أيضًا المزيد من ترقية عتاد السيارة.

 أسلوب التقدم وترقية السيارات في Need for Speed Payback

https://www.youtube.com/watch?v=bGI6Lj9p2v8

يُمكننا أن نُقسم أسلوب التقدم في اللعبة إلى 3 مراحل مختلفة وهي مراحل زمنية في بداية اللعبة ومنتصفها ونهايتها.

في بداية اللعبة، سوف يكون الأمر سهلًا، أمامك خيار من 3 سيارات مختلفة لتايلور يقوم من خلالها بتنفيذ سباقات الـ Race، وبعد إنهاء تلك السباقات بالترتيب إجباريًا، سوف يتوفر لديك المال الكافي لشراء سيارة لسباقات الطرق الوعرة لماك متخصص الـ Off-Road. وكالعادة سوف تكون مجبرًا على إتمام تلك المهمات بترتيب محدد.

وفي منتصف اللعبة، سوف تُلاحظ أن رتم التقدم في اللعبة قد بات أبطأ بقليل، بعد أن تقوم بإتمام سباقات الطرق الوعرة بالشكل المطلوب، سوف يأتي هُنا دور الشخصية الثالثة في اللعبة وهي جيسيكا التي سوف تُقدم لك مهام الهروب من الشرطة والتي سوف تُعطيك بدورها أموالًا كافية تُساعدك على فتح نوع جديد من السباقات من خلال اقتناء إحدى سيارتي الدراج أو الدرفت (لا داعي لذكر أن كل سباق من السباقات الخمسة يلزمه نوع خاص من السيارات). وفي وسط اللعبة سوف يظهر أحد العيوب الكبيرة في اللعبة، ففي هذا الجزء تحديدًا سوف تصير السباقات أكثر صعوبة، وهو ما يجعلك في حاجة ماسة إلى اختيار السيارة الأنسب للسباق. لكن اللعبة هُنا -وفقًا لخبرتنا في ألعاب السباقات المختلفة- سوف تُضللك بشكل كبير. سوف تُلاحظ أن إحدى السيارات من فئة Drift مثلًا ومستواها 250 على سبيل المثال (المستوى الأعلى على الإطلاق هو 299) أقل قدرة على الـ Drifting من سيارة Drift  بمستوى 270 . وهذا يعني أن الرقم المكتوب على السيارة يعبر عن قدرات السيارة ككل وليس عن قدرتها في الفئة المخصصة. كان من الأفضل ترك التقييم فقط بالأرقام بناءً على مواصفات السيارة، وبعد ذلك يُمكنك تطوير السيارة في جانب معين سواءً  Drift أو Race أو Runner أو Drag. (لمزيد من التوضيح يجب أن نؤكد أن كل نوع من هذه السباقات يتطلب مواصفات خاصة في السيارة فمثلًا سيارات الـ Drift تتطلب إطارات خاصة، بينما سيارات الـ Drag تتطلب معدل Acceleration عالي، أما سيارات الهروب من الشرطة فتتطلب بعض التحصين، كذلك سيارات الطرق الوعرة تتطلب Horsepower عالية للسيارة)

في الجزء الأخير من اللعبة، سوف يكون لديك جميع أنواع السباقات مع جميع أنواع السيارات متاحة، وحينها سوف تشهد التنوع الحقيقي في أسلوب اللعب، لكن المشكلة هُنا أنك مُجبر على إتمام جميع السباقات في جميع الأنواع بترتيب محدد دون اختيار. وذلك على عكس الأجزاء السابقة التي كانت تعطيك الحرية لإتمام 7 سباقات مثلًا من أصل 10. أمرٌ مثل هذا كان يصب بالأساس في مصلحة اللاعبين الذين يفضلون نوعًا معينًا من السباقات على غيرها. فأنا على سبيل المثال، أمل بسرعة من سباقات الـ Drag التي تصل في مرحلة ما إلى مجرد لعبة مصغرة كل ما عليه فعله هو ضغط الزر المتحكم في ناقل الحركة في الوقت الصحيح.

كما ذكرت سابقًا، فإن لكل سيارة مستوى محدد ولكل سباق وطريق مستوى محدد ايضًا يُفضل ألا تقل عنه بكثير، إذ يستحيل الفوز في تلك الحالة تقريبًا. ومن ثم فإنه مع الجزء الأخير من اللعبة سوف تكون بحاجة إلى تطوير سيارتك باستمرار لتقديم أداء جيد في انواع السباقات المختلفة. وهنا مكمن الصعوبة.

في الأجزاء السابقة من اللعبة، كل ما عليك، أن تذهب إلى الجراج، تنفق بعضًا من عملة اللعبة لاختيار نوع التطوير الذي تريده في الأداء سواءً للمكابح أو للمحرك أو غيره. لكن في هذا الجزء، تم تصميم نمط ورتم تطوير اداء السيارات بحيث يكون حقلًا خصبًا للمبيعات داخل اللعبة Microtransactions. كيف حدث هذا؟!

لترقية سيارتك لديك خيار من ثلاثة:

إما الفوز في السباقات المختلفة للحصول على بطاقات Speed Cards مختلفة، والتي تحصل من خلالها على ترقيات لعتادك بشكل عشوائي. لكن يظل لديك الحرية لرفض هذه الترقية واستبدالها بعملة اللعبة أو أن تقوم باستبدالها بـ Tokkens والتي تقوم بتجميع 3 منها لاختيار بطاقة سرعة عشوائية مرة أخرى . وهكذا.

الحل الثاني أن تقوم بزيارة المتاجر المنتشرة في خريطة اللعبة، ومن خلال عملة اللعبة يُمكنك شراء Speed Cards بعينها. لكن المشكلة هُنا هو أن السعر يكون مبالغًا فيه في أغلب الأحوال وربما لا تجد أيضًا الترقية المناسبة التي تريدها وحينها سوف تضطر للانتظار 10 دقائق أخرى حتى يتم تحديث المتجر وربما تجد ساعتها بطاقتك المنشودة لتقوم بشرائها بسعر مبالغ فيه كما ذكرت.

الخيار الثالث وهو أن تحصل على Tokkens ، بحيث أن كل Tokkens3 تعطيك إمكانية لاختيار Speed Card جديد عشوائيًا مع ميزات إضافية. يعيب هذه الميزات الإضافية أنها قد لا تتوافق كليًا مع ما تقدمه البطاقة بحيث تدعم أساليب لعب مختلفة مما يعطي انطباعًا عامًا بالعشوائية في أسلوب التقدم.

اختصارًا، بات الأمر بأكمله معتمدًا على الحظ، فبدلًا من اختيار الترقية المناسبة عن عمد، ومن ثم دعم أسلوب لعبك المفضل، سوف تكون مضطرًا للمقامرة متمنيًا أن تخرج لك الترقية التي تحتاجها.

هُناك بعض عناصر التجديد في السباقات مثل المراهنة على مهمات جانبية أو إنجازات معينة قبل السباق لتحصل على جوائز ومكافآت إضافية. تتراوح تلك التحديات ما بين البقاء في صدار المتسابقين لمدة ثلاثين ثانية أو تحطيم 15 مجسم أو القفز بعدد معين أو ما شابه، وعندما توافق على التحدي فإنك سوف تدفع مبلغًا محددًا وعندما تفوز فإنك سوف تحصل على تستعيد أموالك وأضعافها أيضًا.

لا أعلم حقيقة إن كان مفهوم التقدم في اللعبة قد وصلك كاملًا (ربما أضطر إلى شرح عدة مصطلحات منفصلة مرة أخرى حتى تفهم مرادي)، لكن هذه المشكلة بعينها تمامًا، هذا التعقيد هو أحد عيوب اللعبة، نظام التقدم العشوائي غير المنظم والمعقد أحيانًا، كل هذا فقط من أجل إجبارك على الشحن في اللعبة واستخدام الـ Microtransactions لأن الخيار الآخر سوف يكون سباقات مملة مكررة بشكل لا نهائي. هذا آخر إبداعات استوديو التطوير باختلاق فئة جديدة من الألعاب وهي فئة Carpg أو ألعاب سباقات ذات أسلوب تقدم مشابه لألعاب الـ RPG.

التحكم

لا تنتظر الكثير هُنا، إنها Need for Speed التي نعرفها دائمًا، سلسلة الأركيد الأشهر دائمًا حيث لا احترام لقواعد الفيزياء. إنها المتعة في المقدمة دائمًا.

اللعبة ذات طابع سينيمائي كما لاحظنا منذُ الإعلان الأول عن اللعبة، لكن المشكلة الواضحة هُنا هو أن اللعبة تقرر أن تأخذ زمام الأمور من يدك عند أي لحظة مثيرة. مرة أو مرتين قد يبدو المقطع السينمائي مبهرًا، لكن تكرار هذا الأمر كثيرًا ينقلك من منظور اللاعب المتحكم إلى منظور المتفرج. وهو أمر يكرهه أي لاعب. عند نقطة معينة من القصةhg صارت اللعبة عبارة عن (Cutscene-Checkpoint-Cutscene-Checkpoint-Cutscene … etc)

يجب هُنا أن نُنوه مرة أخرى على نقطة غياب التجول الحر في العالم، في الواقع لا زال بإمكانك التنقل بحرية في عالم اللعبة، لكن بلا فائدة تقريبًا، حتى أبسط عناصر العالم المفتوح وهي مطاردات الشرطة قد غابت تمامًا.

كذلك لا يوجد تجول حر مع أصدقائك في طور الأونلاين الذي يُعد بدائيًا بدرجة كبيرة لدرجة أننا لن نفرد له جانبًا مستقلًا من المراجعة. وسوف نكتفي بهذا السطر عند الحديث عنه. لا يوجد Multiplayer Seamless Free Roming كما أنك لن تتمكن من بدء طور الأونلاين قبل إنهاء الفصل الأول من القصة كاملًا.

الجرافيك والصوت

لقد تسنت لنا الفرصة لتجربة اللعبة على PS4، وهناك واجهتنا عدة مشاكل فيما يخص الـ HUD الخاص باللعبة، إذ كان يتم تحميل هذه العناصر أثناء اللعب، وخصوصًا في مهمات القصة عند الانتقال من مكان لآخر . ويظهر تأثير هذه المشكلة تحديدًا في سباقات الـ Drag  إذ يختفي المؤشر الذي يحدد لك الوقت المناسب لاستخدام ناقل الحركة وبالتالي فإن أول حركتين أو ثلاثة سوف تحدث عشوائيًا بناءً على ما تعودت عليه، وفي حالة خرجت خطأً فإن هذا سوف يكلفك السباق كاملًا.

التجربة الصوتية جيدة في أصوات المحركات وأصوات عادم السيارة وغيرها من عناصر التجربة، لكن وللغرابة فإن النقطة الأضعف في التجربة الصوتية كاملة هي الموسيقى والتي جاءت مبهمة وغير مؤثرة وقليلة في نفس الوقت، وذلك على عكس الموسيقى (Get Loud for Me) التي استخدمت في العرض الدعائي للعبة والتي غابت عن اللعبة نفسها.

يُمكننا أن نقول أن هذا الجزء جاء بأفكار جديدة واهتمام مضاعف بجانب القصة وربطه بشكل وثيق بأسلوب اللعب ككل. اللعبة كعادتها جاءت أركيدية وسهلة من حيث التحكم والفيزياء وهو ما جعل من الـ Grinding أمرًا سهلًا على الرغم من أنه ممل بعد فترة من الوقت. صحيح أن اللعبة عانت من مشاكل تقنية على PS4 و Xb1 لكنها تظل جيدة من الناحية الرسومية على أي حال. إجمالًا اللعبة خطوة للأمام وخطوتين للوراء في نفس الوقت.