هذه المراجعة قد تكون أقصر مراجعة ستراها في حياتك لمبرد على موقع عرب هاردوير. إن كانت هذه أول جملة تراها أمامك في مراجعة اليوم، فأنا متأكد من أنك تظن أن هناك مبرد رديء الصنع على وشك أن يتم مراجعته، أو ستشك في أننا سنقوم بمراجعة هواء الغلاف الجوي نفسه في الأغلب لتبريد المعالج، لكن لا. 

Noctua NH-P1

ما ستراه اليوم هو مراجعة لأحدث وأغرب مبرد من Noctua يصل إلى معاملنا، أوبالأصح، المبرد الوحيد الذي يمكننا أن نعتبره قطعة معدنية عملاقة فقط لا غير. هذا صحيح، لأن المبرد الذي سنراه أمامنا هو مشتت حراري معدني فقط لا غير، وهذا ما قد يبدو غريباً بالنسبة لك، لكنه أيضاً غريبٌ بالنسبة لنا أن نرى منتج مثل هذا. 

لا أريد أن أضيع الكثير من الوقت، لهذا سأعلمك بما لن تراه في مراجعة هذا المبرد أثناء مرورك على جميع أقسامها. لا وجود لقسم المواصفات الخاصة بمروحة المبرد، وهذا لأنها غير متواجدة من الأصل. التركيز سينصب على أداء المبرد وحده مع المعالج، وبما أن المبرد لا يأتي بمروحة، فلن يكون هناك أي مقارنة بين أداء المبرد على أعلى سرعة أو أقل سرعة بأي شكل من الأشكال. 

أما الآن، فقد حان وقت إلقاء نظرة سريعة على مبرد اليوم، وهو Noctua NH-P1 الذي سيخضع تحت اختباراتنا لبقية الأمسية. 

نظرة أقرب على المبرد

Noctua NH-P1

عند فتح الصندوق، نجد أمامنا المبرد المعدني الكبير هذا مع الاكسسوارات الخاصة به. لن أقوم بالحديث عن تصميمه بعد، لكن ما أتي معه يتلخص في عدة التركيب الخاصة بمنصات AMD وIntel المختلفة مع مفك كبير نسبياً مقارنةً بباقي المفكات التي نراها مع باقي المبردات. 

إقرأ أيضاً: مراجعة مبرد Noctua NH-U12S Redux!

السبب وراء وجود مفك كبير هنا هو الحاجة لأن تكون يدك بعيدة عن المبرد نفسه أثناء تركيبه بسبب حجمه الذي لن يسمح لك بتوصيل يدك إلى المسامير، لهذا وجود هذا المفك كان لفتة هامة من Noctua لمن يفكر في الحصول على هذا المبرد بالذات. 

معجون N1-H2 متواجد معنا أيضاً، وهو أحدث نسخة من المعجون الحراري الخاص بالشركة، والذي يوفر أفضل فعالية بالفعل مقارنةً بأي معجون متواجد في السوق من العام الماضي، وبالطبع نتوقع أفضل النتائج أيضاً من هذا المعجون. 

Noctua NH-P1

بالنسبة للمبرد، لا أحتاج لأن أقول أنه لا يوجد تصميم في الواقع. براعة التصميم تظهر في التصميم الهندسي الخاص بالمبرد، وليس الشكل الذي من المفترض أن يكون لطيفاً عند النظر إليه كما نرى مع المبردات التي تأتي بمراوح مضيئة قابلة أو غير قابلة للبرمجة حتى. 

إن كنا نتحدث من ناحية الشكل، فنحن ننظر إلى قطعة حديد عملاقة تم تقطيعها فقط لا غير. من ناحية التصميم، المبرد يأتي بست أنابيب حرارية تم توصيلها بسطح صغير للغاية، وهو السطح الذي يلامس المعالج بشكل مباشر لكي يمتص الطاقة الحرارية. 

 

وجود ست أنابيب حرارية يعتبر إضافة رائعة، خصوصاً وإن كنا نتحدث عن مبرد يأتي بدون مراوح في الأصل. بالنسبة لجزئية الطبقات المعدنية الخاصة بالمبرد، فعددها يصل إلى 13 طبقة متصلة بالأنابيب الحرارية، لكن يجب أن نذكر أن سمك كل شريحة منها يعتبر كبير نسبياً، على عكس المبردات التي نراها في الأسواق حالياً. 

تركيب المبرد لم يكن صعباً، لكنه لم يكن سهلاً أيضاً. عملية التركيب تمت في أوسع صندوق نمتلكه في معالمنا، لماذا؟ لأن ارتفاع المبرد عالٍ مقارنةً بباقي المبردات المعدنية. الصناديق التي نراها في السوق مثل NZXT H500 على سبيل المثال لن تكون كافية لاستضافة هذا الضيف الثقيل علينا، وعلى صندوقنا…..

صعوبة التركيب كانت في تثبيت مسامير المبرد في مكانها قبل أن نتوجه لتركيب المبرد نفسه، وهذا لأننا نحتاج لحشر أيدينا في مكانٍ ضيق حتى نصل لمرحلة التثبيت تلك، لكن ما سهل علينا الأمر كان المفك الذي تحدثنا عنه، وهذا لطوله الذي مكننا من تركيب المبرد من أعلى. 

صار المبرد في مكانه؟ إذاً، حان الوقت لاختباره هذه المرة. 

اختبارات الأداء الخاصة بمبرد Noctua الصامت

قمنا باختبار المبرد على منصتنا الموحدة لجميع الاختبارات، والتي تأتي بالمواصفات الأتية:

  • اللوحة الأم:  MSI X570 Godlike.
  • المُعالج: AMD Ryzen 9 5950X بتردد يصل لـ 4.9 جيجاهرتز.
  • ذواكر عشوائية: Corsair Dominator Platinum 4x8GB 3600MHz.
  • البطاقة الرسومية: NVIDIA GeFroce RTX 2080 Ti.

بدايةً بالأمر، وقبل كل شيء، نقوم باختبار المبرد في غرفة بدرجة حرارة الـ 24 مئوية، وجميع الأرقام التي ستراها في الرسم البياني بالأعلى هي الأرقام التي نصل لها بعد طرح درجة حرارة الغرفة من الرقم النهائي لكي تكون مرجعاً لك فقط لا غير، لكن الأرقام التي سنراها في حديثنا عن المبرد هي الأرقام الخاصة به أثناء العمل بشكل طبيعي داخل غرفتنا. 



نبدأ إذاً بدرجة حرارة المعالج على وضع الاستعداد، والتي لم تبعد عن درجة الـ 48 مئوية، والتي كانت مرضية للغاية بالنسبة لنا لأننا ظننا أنها ستكسر حاجز الـ 50 درجة مئوية للأمانة نظرً لطبيعة المبرد نفسه، خصوصاً وأن هناك بعض المبردات السائلة التي كانت تلعب في منطقة الـ 40 إلى 45 درجة مئوية. 

عند اختبار المعالج على برنامج مثل Corona، وصلت درجة الحرارة إلى 75 درجة مئوية، والتي لا تعتبر مرضية للكثيرين نظراً لأن باقي المبردات تلعب في منطقة الـ 55-65 درجة مئوية، والخروج عن هذا الرقم لا يعتبر أمراً مثالياً على الإطلاق مع هذه الاختبارات بالذات. 

بالنسبة لـ Cinebench R20، فالمبرد سجل ما يصل إلى 64 درجة مئوية، وهذا الرقم ممتاز ويضعه في المنافسة مع باقي المبردات في هذه الاختبارات بالذات، خصوصاً وأن المبردات السائلة التي اختبرناها من قبل توفر درجات حرارة تتراوح بين 60 إلى 65 درجة مئوية في نفس ظروف التشغيل. 

عند التحميل على المعالج بشكلٍ قاصي من خلال برنامج AIDA64، فالمبرد أيضاً وصل لأعلى درجة حرارة تم تسجيلها على في قاعدة بياناتنا، والتي وصلت إلى 75 درجة مئوية، في نفس الوقت الذي قامت فيه بعض المبردات بتسجيل درجة حرارة أقرب لمنطقة الـ 55 درجة مئوية. 

بالنسبة للأحمال الرسومية من خلال برنامج Blender، والذي يعتمد على المعالج لرندرة المقاطع، وصل درجة حرارة المعالج إلى 80 درجة مئوية. هذه الدرجة هي أيضاً الأعلى في قاعدة بياناتنا، خصوصاً وأن الدرجات التي رأيناها مع باقي المبردات السائلة تراوحت درجاتها بين الـ 60 والـ 70 درجة مئوية، وهذه ليست النتيجة المثالية التي رأيناها. 

بالنسبة للألعاب، فبالطبع ستكون الأرقام عالية أيضاً، وهذا لأن المعالج وصلت درجة حرارته إلى 81 درجة مئوية. هذه هي الدرجة الأعلى التي رأيناها كما ذكرت لكم في بعض الاختبارات، وهذا يعني أن المبرد ليس الأفضل أيضاً مع الألعاب. 

الحكم النهائي، ومن يهمه هذا المبرد 

هل أداء المبرد قوي؟ من الواضح أن النتيجة هي لا، لكن هل هذا يعني أنه مبرد سيء؟ لا أيضاً، إن كنت ستشتريه لغرضٍ معين. هذا الغرض، بكل بساطة، هو الحصول على مبرد لا يخرج أي صوت لمستخدمه لأنه لا يأتي بمراوح من الأصل. 

سيكون مفيداً للغاية لمن يعتمد على البطاقة الرسومية في أشغاله بشكلٍ خاص ولا يعتمد على المعالج بشكلٍ كبير، وهنا تظهر كفاءة هذا المبرد في ناحية الصوتيات حتى من يريد استخدام جهاز الكمبيوتر الخاص به من أجل الوظائف الخفيفة للغاية. 

لا يحقق المبرد معادلة السعر مقابل الأداء بأي شكل من الأشكال، خصوصاً وأنه يأتي بـ 110 دولار أمريكي في الوقت الحالي، ولهذا لا توجد أي نقطة بيع له إلا إن كنت لا تريد أن تسمع أي صوت خارج صندوق الكمبيوتر الخاص بك، وستدفع هذا المبلغ من أجل الحصول على هذه التجربة في نفس الوقت الذي يمكنك أن تحصل فيه على مبرد من الفئة المتوسطة بأداءٍ أفضل بنفس السعر. 

في النهاية، القرار يعود للمشتري. إن كان يرى أن سعر السكينة والهدوء هو 110 دولار بالنسبة له، فيمكنه الحصول عليه من أجل أقل ضوضاء ممكنة. عدا هذا، لا توجد أي حاجة لشراء المبرد من الأصل إن كان يهتم بالأداء بشكل أساسي.