على الرغم من قصر عمرها في السوق، استطاعت شركة Ocypus التي تأسست في عام 2023 أن تصنع لنفسها اسمًا في مجال الهاردوير عمومًا، حيث تُصنّع كيسات ومزودات طاقة ومبردات وربما أشياء أخرى لا أعرف عنها شيئًا. لكن ما أعرفه جيدًا أن منتجات هذه الشركة "متعوبٌ عليها"، ربما ليس من الناحية التسويقية، لكن من ناحية الأداء والموثوقية. مراجعتنا لمبرد Iota L36 BK أثبتت ذلك، ومراجعتنا للمبرد المائي الذي بين أيدينا Ocypus Sigma L36 PRO ستعزز ذلك.

نظرة على المبرد المائي Ocypus Sigma L36 PRO

كما عودتنا هذه الشركة مع مبرداتها المائية الأخرى، يأتي المبرد Ocypus Sigma L36 PRO في علبةٍ بسيطة للغاية، ملونة بإحدى درجات الرصاصي الفاتح ولا تُظهر واجهتها إلا الرادياتير بالعرض وبجانبه المضخة، أو قُل الشاشة، التي ركزت Ocypus عليها أيما تركيز. بالزاوية العلوية اليُسرى لديك اسم الشركة بالرسم المميز له، وأسفل صورة المبرد لديك اسمه Sigma L36 Pro BK، وشكرًا!

اقلب العلبة ولا تتوقع أن ترى شيئًا لافتًا للنظر، حيث سترى مواصفات المبرد مرصوصةً في جدولٍ على اليمين، ورابط موقع الشركة بأكثر من لغة على اليسار، لكن كما قلنا؛ لا تُركز Ocypus على الجانب التسويقي والجمالي - لسببٍ ما - بقدر ما تُركز على الأشياء الأهم.

محتويات العلبة

فتحنا العلبة ووجدنا المبرد موضوعًا داخل كرتون مُقسّم بطريقة جيدة، ويؤدي الغرض الحماية لا أكثر ولا أقل. إلى جانبه، وجدنا كل الإكسسوارات اللازمة لعملية التركيب.


مراوح المبرد الثلاثة مُركّبة مسبقًا على الرادياتير حتى لا تبذل جهدًا إضافيًا، وحتى لا تستغرق العملية برمتها سوى دقائق معدودة، لكن على كلٍ، هذا ما وجدناه في العلبة:

  • براغي الرادياتير والمراوح.
  • ملحقات التوصيل المخصصة لمقابس (سوكيتات) Intel وAMD.
  •  شراط الفلكرو لتنظيم وترتيب الكابلات.
  •  أذرع تثبيت المبرد على معالجات Intel وAMD.
  •   معجون حراري.
  • كابل تمديد المراوح، الذي يسمح بتوصيل أكثر من مروحة على المنفذ نفسه باللوحة الأم.
  • كابل التحكم بسرعة المراوح.
  • كتيب التعليمات.

التصميم العام

نبدأ بالرادياتير، الذي لا يتفلسف كثيرًا، والذي يتبع لغة التصميم البسيطة المُستخدمة في معظم المبردات المائية. مصنوع من الألومنيوم ولا يميزه شيء تقريبًا سوى شعار الشركة الموجود بمنتصف المراوح الثلاثة، بجانب اسم الشركة الموجودة على أحد الجوانب.

من الأمام، وعلى طول الرادياتير البالغ 39.7 سم، تأتي المراوح الثلاثة (بمقاس 120 مم للواحدة) مثبتة مسبقًا لتسهيل عملية التركيب كما ذكرنا. تقوم المراوح على محامل ديناميكية FDB تطيل عمرها الافتراضي وتقلل مستويات الإزعاج، كما تعمل بسرعات تتراوح بين 500 و2400 لفة في الدقيقة، يُمكن خفضها عند استخدام كابل التحكم في السرعة.

تقدم المراوح معدل تدفق هواء يبلغ 90CFM وضغط هواء يصل إلى 5.8mmH2O، مع إمكانية تحجيمهما بـ 77CFM و4.65mmH2O مع الكابل المخصص لخفض السرعة أيضًا. مستوى الضجيج المعلن لا يتجاوز 36 ديسيبل عند السرعة القصوى، ويهبط إلى 29 ديسيبل مع الوضع الهادئ. لكن هل هذا دقيق؟ سنعرف فور الوصول لاختبارات الأداء.

أما من الخلف، فالزعانف المعدنية تظهر متراصة بدقة، دون أي انحناءات، مما يعكس جودة التصنيع التي أشرنا إليها في البداية، عندما قلنا إن Ocypus لا تهتم بالجماليات بقدر اهتمامها بأشياء أهم، هذه من الأشياء الأهم.

بعيدًا عن ترتيب الزعانف المعدنية، من المهم أن نشيد بسماكتها وبنيتها المتينة؛ التي تمنحها قدرة أفضل على امتصاص وتخزين الحرارة من المعالج حتى يتكفل الهواء بتبديدها. سماكة الزعانف تعني أيضًا مقاومة أكبر للتآكل أو الانحناء بمرور الوقت، خصوصًا مع تغيرات الحرارة المتكررة.

المضخة

تصميم المضخة هنا يختلف عن المعتاد في بعض الجوانب، وإن كان يحتفظ بملامح مألوفة في جوانب أخرى. بدايةً، نجد أن منافذ الأنابيب متباعدة بشكل كافٍ لتوفير المرونة في التركيب، لكن كابل الطاقة الخاص بالمضخة يخرج من المنتصف بينهما. ورغم ذلك، فهو لن يعيقك إطلاقًا.

لكن أتدري ما المميز حقًا بهذه المضخة؟ قاعدتها النحاسية بكل تأكيد، حيث تأتي بمساحة استثنائية تبلغ 3700 مم مربع، وهذا رقمٌ ممتاز لزيادة مساحة التلامس مع سطح المعالج وتحسين نقل الحرارة. تقول Ocypus إنها حفرت قنوات دقيقة Microchannels كثيرة بسمك 0.1 ملم داخل القاعدة النحاسية، ووزعتها بشكل متقارب بحيث تُحسن من التبريد والكفاءة إذا ما قورنت بالأسطح العادية. لكن مجددًا: هل انعكس ذلك على الأداء الفعلي؟ انتقل لجزئية الأداء واحكم بنفسك.

جدير بالذكر أن المضخة سيراميكية تعمل بسرعة 3100 دورة في الدقيقة، مع عمر تشغيلي يصل إلى 100 ألف ساعة.

الشاشة

ننتقل الآن إلى واحدة من أبرز مزايا هذا المبرد، التي ستلاحظ أن التركيز الأكبر منصب عليها إذا دخلت صفحة المنتج على موقع الشركة.


مبدأيًا، إذا كان هناك ما يميز هذا المبرد على المستوى الجمالي وبدرجة مقاربة على المستوى العملي فستكون هذه الشاشة. تأتي بمقاس 3.5 بوصة بدقة 480x640 بيكسل مع لوحة IPS زاهية الألوان وواسعة الرؤية.

حواف الشاشة نحيفة للغاية - بسمك 2.46 ملم فقط - وتركيبها من أسهل ما يمكن، إذ تعتمد على التثبيت المغناطيسي بدلًا من البراغي أو المشابك المزعجة. الشاشة تبدو وكأنها تطفو فوق سطح المضخة، وبفضل إضاءات ARGB القابلة للتخصيص، سينتقل شكل تجميعتك إلى مستوى بعيد من العظمة.

أما من ناحية الاستخدام والعملية، فقد دعّمت الشركة الشاشة ببرنامج مخصص يحمل اسم Ocypus Display. البرنامج خفيف الحجم وثقيل الإمكانيات، حيث يوفر لك ستة أوضاع افتراضية جاهزة يمكنك التعديل عليها كما تشاء، بل وتستطيع مشاركتها مع الآخرين!

وكذلك يتيح لك البرنامج تخصيص طريقة العرض، سواء بالوضع الأفقي أو العمودي، مع دعم تشغيل ملفات الفيديو بصيغة MP4، والصور بصيغ PNG وJPEG وBMP، وذلك إضافةً إلى الصور المتحركة GIF. وطبعًا تعرض الشاشة مباشرةً الشيء الذي تُصنع هذه الشاشات لأجله، وهي درجات حرارة المعالج وكارت الشاشة.

عملية التركيب

وسترى بعد قليل، أننا اعتمدنا على معالج AMD الجبار Ryzen 7 9800X3D لاختبار قدرات هذا المبرد. وبما أنه يعمل على مقبس AM5، فذلك تطلب إزالة الحوامل البلاستيكية الموجودة على اللوحة الأم وتثبيت الدعامات المخصصة التي تأتي مع هذا المبرد.

بالمناسبة، يعمل المبرد على منصة AM4 أيضًا، كما يدعم منصات 115X/1200/1700/1851 من Intel، أي أنه سيعمل على أي معالج تريد ترويضه غالبًا.

بعد تثبيت الدعامات، تأتي مرحلة وضع المعجون الحراري، ويُفضل أن تستخدم معجونًا أفضل من المُرفَق مع المبرد وإن كان يؤدي الغرض. بعد ذلك سيكون كل شيء سهلًا، فقط ثبت المضحة في مكانها باستخدام البراغي المخصصة، وتأكد من اتجاه المراوح بالنسبة للكابلات، وأيضًا من تثبيت المضخة بإحكام، وأخيرًا وليس آخرًا، ركّب الشاشة التي ستأخذ مكانها بسهولة بفضل المغناطيس، وثبت الرادياتير في المكان المخصص له، ثم وصل كافة الكابلات. باختصار، لن تواجه أي مشكلة في عملية التركيب على منصات AMD وIntel.  

اختبار أداء المبرد Ocypus Sigma L36 PRO

نأتي الآن للجزئية الأهم التي ننقلها لكم من مختبرات عرب هاردوير. اعتمدنا في اختباراتنا على أشهر البرامج والألعاب، وحرصنا على العمل في ظروفٍ طبيعية لم تتجاوز فيها حرارة الغرفة 24 درجة مئوية، علمًا بأننا ضغطنا المبرد بالطبع وأثقلناه بالمهام المختلفة لنغطي كافة السيناريوهات.

منصة الاختبار المستخدمة شملت:

  • اللوحة الأم: ASUS ROG CROSSHAIR X670E HERO.
  • المعالج: AMD Ryzen 7 9800X3D.
  • كارت الشاشة: AMD Radeon RX 7900 XTX.
  • الرامات: Corsair Dominator Platinum RGB 16×2 DDR5 5200MHz.

وبرامج الاختبار كانت:

  • V-Ray: لاختبار أقصى قدرات المعالج من خلال الرندرة.
  • Cinebench 24: لقياس الأداء الحراري أثناء عمليات الرندرة.
  • Blender Rendering: الاختبار الأقرب لسيناريوهات الاستخدام الواقعية للرندرة.
  • AIDA64: لاختبار الضغط المتواصل على المعالج وقياس قدرته الحرارية.
  • اختبارات الألعاب: لقياس متوسط حرارة المعالج مع الألعاب الحديثة.

نتائج الأداء



 

قبل أن نقسو على المبرد المائي Ocypus Sigma L36 PRO، راقبنا حرارته في وضع الخمول ووجدناه يسجل 35 درجة مئوية فقط، وهذه نتيجة ممتازة، لكن انظر إلى نتائج الاختبارات المهمة:

  • في اختبار V-Ray: كان متوسط حرارة المعالج 68 درجة، وعند الضغط لم تتخط 72 درجة.
  • في اختبار Cinebench 24: سجل المعالج متوسط حرارة 70 درجة مئوية، لم تتجاوز 73 درجة عند أقصى ضغط.
  • في اختبار AIDA64: ارتفع المتوسط بواقع درجة مئوية فقط ليصبح 71 درجة مئوية، في حين ثبتت الحرارة القصوى عند 73 درجة.
  • وفي اختبار Blender Rendering: كان من غير المفاجئ أن يرتفع المتوسط إلى 78 درجة نظرًا لشدة الاختبار، لكن الحرارة القصوى كانت لم تزد عن 80 درجة مئوية. وتذكر أننا نستخدم معالج 9800X3D!
  • أخيرًا وليس آخرًا، كانت النتائج في الألعاب - كما توقعنا أيضًا - هي الأفضل عمومًا، حيث حقق المعالج متوسط 56 درجة مئوية ولم يجرؤ على الوصول إلى 70 درجة مكتفيًا بـ 68 درجة مئوية.

هذا ووصلت سرعة دوران المضخة إلى 2969 دورة في الدقيقة، لكن المشكلة أن صوت المبرد كان مزعجًا للغاية عند الأحمال الثقيلة بسبب كسر مراوح التبريد لسرعات عالية، خصوصًا عند الرندر المكثف الذي كانت مستويات الضوضاء فيه تتجاوز 50 ديسيبل بسهولة.

السعر والحكم النهائي على مبرد Ocypus Sigma L36 PRO

يتوفر المبرد المائي Ocypus Sigma L36 PRO بلونين هما الأبيض والأسود، وبنسختين إحداهما بمقاس 360 مم التي نراجعها، والأخرى بمقاس 240 مم. النسخة التي قدمناها لكم لم تبخل علينا بأي ذرة أداء، سواء في الألعاب أو الاختبارات الأخرى. فبغض النظر عن المعالج الذي تمتلكه، سيستطيع هذا المبرد أن يُخضعه في معظم السيناريوهات، لكن هناك مشكلة، وهي السعر.

سعر هذا المبرد هو 160 دولار، أي تقريبًا 7700 جنيه مصري وقت كتابة هذه الكلمات وبسعر دولار البنك اليوم. مقابل هذا السعر قد تتوقع الحصول على أداءٍ أفضل ومستويات إزعاج أقل، لكن إحقاقًا للحق إذا كنت تُحب المبردات المائية ذات الشاشات المميزة وتملك منصة قوية من AMD، مثل Ryzen 9 7900X أو Ryzen 7 9800X3D أو غيرهما، فهذا المبرد سيكون واحدًا من أفضل الخيارات أمامك.

نقطة أخرى يجب الالتفات إليها هي إزعاج المبرد في بعض الحالات. فعلى الرغم من أننا لم نواجه أي مشكلة تقريبًا مع صوت المضخة، فإن صوت مرواح الرادياتير كان مزعجًا أحيانًا. صحيحٌ أنك لن تسمع شيئًا تقريبًا إذا ارتديت سماعةً وكنت منغمسًا في أحداث لعبتك المفضلة، ناهيك أنك تستطيع استخدام الكابل المخصص لتحجيم السرعة، لكن مرة أخرى سعر المبرد مرتفع قليلًا.

أخيرًا، نود الإشادة بجودة التصنيع هنا، بالإضافة إلى سهولة التركيب وتثبيت مراوح الرادياتير بصورة مُسبقة. نعم، المغناطيس المثبت للشاشة ليس أقوى شيء وقد يتسبب بسقوطها للأسف الشديد حال تعرضت الكيس لحركةٍ مباغتة. لكن لا تقلق؛ شركة Ocypus تقدم ضمانًا يصل إلى خمس سنوات!