“مرحبًا بمعالج الألعاب الأقوى في العالم"

حرب المُعالجات المركزية لا تنتهي؛ وتفتخر شركتيّ AMD و Intel عادةً بامتلاك إحدى مُعالجاتها لقب "معالج الألعاب الأقوى في العالم"، مُعلنةً بذلك فوزها بتلك الجولة من المُنافسة. فكونها تمتلك المعالج الأقوى على أرض الواقع، يؤثّر كثيرًا على مبيعاتها في مُجتمع اللاعبين، حيث يبحث الجميع عن الأفضل دائمًا. وبالرغم من أن Intel تُقدّم بالفعل مُعالجات قويّة للغاية مع الألعاب، إلا أن شركة AMD استطاعت انتزاع هذه الريادة مُنذ ظهور مُعالجات X3D الثورية، التي قدّمت تقنية ذاكرة الكاش ثُلاثيّة الأبعاد، لتنقل مستويات أداء مُعالجاتها إلى مكانٍ آخر. 

حتّى كتابة مُراجتنا هذه، كان مُعالج Ryzne 7 7800X3D هو المعالج الأفضل على الإطلاق عندما يتعلّق الأمر بالألعاب. ولكن هل تستمر هذه الريادة مع صدور خليفته الجديد؟ دعونا نعرف معًا اليوم…أوه لقد نسيت، مرحبًا بكم في مُراجعة المعالج المركزي Ryzen 7 9800X3D.

نظرة على معمارية Zen 5 وسلسلة X3D الجديدة

تأتي معمارية Ryzen 9000 -والمعروفة بالاسم الكودي "Granite Ridge" مع مجموعة كبيرة من التحسينات التي تعد بالمزيد من الأداء مقابل استهلاك الطاقة، والكفاءة بشكلٍ عام؛ أمور سنراها بأعيننا عندما نصل لنقطة اختبار الأداء بالطبع. 

حتى الآن، يتكون الجيل الجديد من مُعالجات Ryzen 9000 المكتبية من 4 مُعالجات رئيسية، راجعناها هُنا في عرب هاردوير عند الإطلاق؛ وهي:

  1. المعالج الرائد الأقوى في السلسلة Ryzen 9 9950X.
  2. المعالج الرائد Ryzen 9 9900X.
  3. معالج الفئة المتوسّطة الأقوى Ryzen 7 9700X.
  4. وأخيرًا معالج Ryzen 5 9600X الموفّر.

هناك مجموعة من المُميّزات التي يوفّرها الجيل الجديد، فما هي؟

التحسينات المعمارية لمعمارية Zen 5
  • دقة تصنيع 4 نانوميتر من TSMC لتوفير زيادة في أداء النواة الواحدة للـ IPC ليصل إلى 16% مقابل الجيل الماضي. ومسار بيانات AVX-512، ما يسمح بالمزيد من حسابات النقطة العائمة، وبالتالي مستويات أداء أفضل مع النماذج اللغوية الكبيرة.
  • اللوحات الأم من سلسلة AMD 800-series مع دعم كامل لجميع التقنيات الحديثة مثل USB 4.0، و PCIe 5.0 لكل من كارت الشاشة (منافذ PCIe 5 x16)، ووحدات التخزين SSD M.2.
  • ملفات كسر السرعة للذاكرة AMD EXPO المُحسّنة بسرعات تصل إلى 8000MHz وأكثر.
  • دعم أفضل لعمليات كسر السرعة بفضل المعمارية الأحدث، ودقّة التصنيع الأقل 4 نانوميتر، مع وضع Precision Boost 2؛ وتقنيتي Curve Optimizer و Curve Shaper.
  • استهلاك طاقة أفضل، وتنظيم طاقة مُحسّن، بفضل عوامل مثل دقة التصنيع الأقل، والبرامج الثابتة الأحدث، ونظام الطاقة المُحسن. 
  • وضع AMD Eco Mode الذي تستخدمه معالجات AMD الحديثة للنزول بمتوسّط استهلاك الطاقة القياسي TDP إلى مستوى أقل من خلال البايوس BIOS أو حتى برنامج Ryzen Master.

يُمكنك معرفة المزيد من التفاصيل عن معمارية Zen 5 الجديدة، والتحسينات المعمارية التي تمّت لها من خلال أيًّا من مُراجعات الجيل الجديد الموجودة على الموقع.

سلسلة معالجات Ryzen 9000X3D

كما هو الحال مع جميع أجيال معالجات X3D، يأتي الجيل الجديد من المُعالجات مع ذاكرة الكاش ثُلاثية الأبعاد، التي تعمل على زيادة سرعة معالجات الألعاب من سلسلة X3D، ومعالجات الخوادم من سلسلة AMD EPYC 9684X.

تم إطلاق تقنية X3D أول مرة مع معالجات Ryzen 5000X3D، ورأينا كيف نقلت التقنية مُعالج Ryzen 5800X3D إلى المركز الأول في قائمة معالجات الألعاب؛ ليتبعه معالج Ryzen 7 7800X3D أيضًا كأقوى معالج ألعاب في العالم. والآن مع الجيل الثاني من ذاكرة X3D، تُقدّم AMD تصميمًا مُختلفًا عن الجيل الأول بشكل عجيب!

فعلى عكس الجيل الأول من التقنية، توجد ذاكرة 3D-V Cach الآن أسفل المُعالج، مما يعمل على توفير تواصل مُباشر بين أنوية المُعالج -الموجودة الآن في الأعلى- وبين المُبرّدات. هذا التواصل المُباشر بدوره يعمل على زيادة كفاءة التبريد، وبالتالي توفير قدرات أعلى على كسر السرعة.

كل هذا -بجانب البنية الجديدة لمعمارية Zen 5، ومعمارية التصنيع الأحدث- أدّى إلى ترددات أعلى للمعالجات الجديدة؛ وتمكين قدرات كسر السرعة. وهي أمور لم تكن موجودة في الجيل السابق من معالجات Ryzen X3D.

كيف تعمل ذاكرة 3D V-Cach

لكن إن كنت مُتأخّرًا عن الحفلة، ولا تعلم ما الذي تستطيع أن تُقدمه تقنية ذاكرة الكاش ثُلاثية الأبعاد من المستوى الثالث، فيُمكننا تبسيط الأمر بالنسبة لك.

الجيل الأول من تقنية 3D V-Cach

من الناحية التقنية، تعمل تقنية 3D V-Cach على إضافة كميّة إضافية من ذاكرة الكاش بحجم 64MB (أو أكثر، حسب المعمارية) إلى ذاكرة الكاش الأصلية. وذلك عن طريق تكديس شريحة كاش إضافية يتم وضعها فوق (أو أسفل) أنوية المُعالج نفسها، باستخدام تقنية ربط بين الشرائح (ترصيص) تُسمّى Hybrid Bond 3D، أو كما تُسمّيها الشركة AMD 3D V-Cach، التي بدورها تحتوي على نقاط تواصل أكثر من أي تقنية ترصيص أُخرى.

يعمل كل هذا على زيادة كمّية البيانات التي يستطيع المُعالج التعامل معها (إرسالًا واستقبالًا) في الثانية الواحدة. كما أن وجودها أعلى -أو أسفل- شريحة المعالج نفسها، يجعل التواصل بين الأنوية وذاكرة الكاش أسرع، وزمن التأخير أقل. ومقارنةً بذاكرة الوصول العشوائي أو الرام، تُقدّم ذاكرة 3D V-Cach سرعة أكبر في نقل البيانات بنسبة تصل إلى 10 أضعاف، بسبب قربها والتواصل الأسرع بينها وبين المُعالج.

تحسينات الجيل الثاني من تقنية 3D V-Cach

مثال واقعي: عندما تقوم بعمل بعض التحرّكات الفُجائية داخل اللعبة التي تلعبها، فإن مُحرّك اللعبة يرسم الشاشة مرّة أُخرى، طبقًا للأجسام والمشهد الجديد الذي يظهر أمامك الآن. هذا يعني الحاجة إلى مُعالجة كل هذه البيانات الجديدة؛ وكلما كان زمن معالجة البيانات أقل، كان مُعدّل الإطارات أعلى. وهذا بالضبط ما تفعله ذاكرة 3D V-Cach؛ حيث تنقل كمية أكبر من البيانات مقارنةً بذاكرة الكاش التقليدية، وأسرع من ذاكرة الرام؛ ما ينتُج عنه زمن تأخير (انتظار) أقل، ومعدّل إطارات أعلى.

المعالج المركزي Ryzen 7 9800X3D

تصميم المعالج

رحّبوا معنا بمعالج الألعاب الأقوى على الإطلاق (وِفقًا لتصريح AMD). يأتي المعالج المركزي Ryzen 7 9800X3D كخليفة لمعالج الألعاب الأقوى حاليًا في العالم، مزودًا بتصميم Chiplet مع تجمّع أنوية CCD واحد، وعدد أنوية مُشابه للجيل السابق مع 8 أنوية، و 16 خيطًا للمعالجة بفضل تقنية SMT.

هذا المُعالج كما نعلم يأتي ضمن سلسلة Ryzen 7 الموجّهة للفئة المتوسّطة من معمارية Zen 5، التي تستخدم دقّة تصنيع 4 نانومتر من TSMC، مع 8315 مليون ترانزستور. ويُسخّر تقنية 3D V-Cach لتوفير ما يصل إلى 96MB من ذاكرة الكاش من المُستوى الثالث L3.

معالج Ryzen 7 9800X3D

يعمل المعالج بتردد افتراضي 4.7 GHz، يمكن زيادته إلى 5.2 جيجاهرتز، حسب أعباء العمل؛ أي أعلى من معالج الجيل السابق بـ500MHz في حالة التردد الأساسي، و 200MHz تقريبًا في حالات التعزيز. وهذا كما أشرنا مُنذ قليل بفضل التحسينات المعمارية الأخيرة.

على عكس معالجات Ryzen X3D السابقة، يدعم الجيل الجديد عمليات كسر السرعة، ما يعني أنك تستطيع زيادة التردد والحصول على أداء أفضل؛ كما أن استهلاك الطاقة الأعلى عند 120 واط TDP، سيجعل الطاقة اللازمة لتلك العملية أسهل. 

مزايا إضافية

يدعم المعالج أيضًا ذاكرة DDR5 بواجهة ثنائية القناة. وكالعادة، سرعة الذاكرة المدعومة رسميًا هي 5600 MT/s، ولكن مع كسر سرعة الرام (بتقنية AMD EXPO المدعومة) يمكنك الذهاب إلى أكثر من ذلك. كل هذا بجانب دعم تقنية تصحيح الأخطاء ECC، لتجنب تلف البيانات. 

للتواصل مع المكونات الأخرى، يستخدم Ryzen 7 9800X3D اتصال PCI-Express Gen 5 لتشغيل أعتى كروت الشاشة الموجودة في السوق. كما أنه يتميّز بحل رسومي مُدمج مع نواتين رسوميّتين من معمارية RDNA 2 لتشغيل الوظائف الرسومية الأساسية في حال عدم وجود كارت شاشة.

يدعم المعالج المركزي Ryzen 7 9800X3D تقنية Hardware virtualization، ما يٌحسِّن بشكل كبير من أداء الأجهزة الافتراضية حال أردت استعمالها. كما أنه يدعم تعليمات AVX، و AVX2 وAVX-512 الأحدث، ما يوفّر مستويات أداء أفضل مع البرامج والعمليات الحسابية الثقيلة. أمّا من ناحية التسعير، فسيتوفّر المُعالج بسعر رسمي 479 دولار أمريكي.

التفاصيل التقنية للمعالج

  • عدد الأنوية: 8 أنوية.
  • عدد خيوط المُعالجة: 16 خيط.
  • المعمارية: Zen 5.
  • حجم ذاكرة الكاش الإجمالية: 96 ميجابايت.
  • التردد الأساسي: 4.7GHz.
  • التردد المُعزّز: 5.2GHz.
  • استهلاك الطاقة القياسي: 120 واط.
  • عملية التصنيع: TSMC 4nm FinFET.
  • دعم كسر السرعة: نعم.

الفئة الموجّه لها المُعالج

يأتي هذا المعالج بشكل أساسي موجّهًا لفئة اللاعبين الذين يبحثون عن أفضل أداء مُمكن مع الألعاب بشكل أساسي. نحن هنا نتحدّث عن 8 أنوية و 16 خيطًا للمعالجة، وهي أكثر من كافية للغالبية العُظمى من عناوين الألعاب الحديثة. كما أن المعمارية الأحدث، والتحسينات المعمارية التي ذكرناها في الأعلى على صعيد الترددات وكسر السرعة، ستجعل هذا الجيل من مُعالجات X3D تحديدًا أفضل في التعامل مع برامج صناعة المُحتوى، على عكس الجيل السابق الذي ركّز بشكل خاص على الألعاب.

بالطبع لن يستطيع المعالج العمل على المشاريع الكبيرة للغاية كما هو الحال مع المعالجات ذات عدد الأنوية الأكبر، ولكنّه مناسب للغاية للمشاريع المتوسّطة؛ إضافةً إلى أن سعره الأقل سيكون أكثر مُلائمة لهذه الفئة من المُستخدمين.

اختبارات أداء معالج Ryzen 7 9800X3D

وصلنا أخيرًا إلى النُقطة الأهم، وهي نتائج الأداء، والتي سنرى فيها هل يستطيع معالج AMD Ryzen 7 9800X3D الجديد فعلًا التفوّق على معالج الجيل السابق Ryzen 7 7800X3D، الذي لا يزال حتى هذه اللحظة يُسيطر على سوق الألعاب؟

ستتكوّن النتائج -كما هي العادة- من قسمين رئيسين. قسم البرامج والتطبيقات المخُتلفة، وسنعرف منه أداء النواة الواحدة، وتعدد الأنوية؛ وقسم خاص بالألعاب. ثم نُقارن بعد ذلك الأداء النهائي مع المُعالجات المُنافسة والسابقة من AMD في نفس الفئة السعرية.


بعد ذلك سننتقل إلى الشق الثاني من المراجعة، وهو الخاص بقياس درجات الحرارة، واستهلاك الطاقة، والأداء الحراري بشكل عام. ونستعرض فيه درجات حرارة المعالج في ثلاثة سيناريوهات تشغيل مُختلفة هي: 

  • مع برنامج Blender Rendering لمعرفة قدرات الريندر التي يستطيع المعالج توفيرها.
  • الضغط الشديد على المُعالج باستخدام برنامج AIDA64.
  • وأخيراً في سيناريوهات الألعاب المُختلفة.

منصة الاختبار وظروف التشغيل

حتى نوحِّد النتائج، وعادةً نستخدم مُنصة اختبار، وإعدادات ثابتة مع تغيير القطعة المُراد تجربتها أو مُراجعتها، ولكن بما أن معالجات Zen 5 هي منصات جديدة بالكامل، فالمنصة التي نستخدمها هذه المرة تعتبر جديدة. والتي تأتي هذه المرة بقيادة اللوحة الأم الفذّة Gigabyte X870E AORUS MASTER وستكون منصة كالتالي :

فيما يتعلق بظروف التشغيل الخاصة باختبارات المعالجة المركزية للمعالجات مثل برامج الرندر والتعديل وتحويل الترميز، واختبارات الذواكر، فنستعرضها بالشكل التالي:

  • نظام التشغيل: استخدمنا أحدث نسخة من نظام التشغيل الأحدث Windows 11.
  • مستوى التشغيل Power Plan: نختبر هنا المعالجات في وضعية الأداء الأقصى High Performance مع ترك خيارات حفظ الطاقة من البايوس على الوضع التلقائي أو Auto.
  • تردد التشغيل للمعالج : المعالجات المستخدمة جميعها تعمل بتردداتها المصنعيّة في تجربتنا.

 

النتائج مع برامج الإنتاجية وصناعة المحتوى

بنظرة سريعة على مستوى الأداء الذي يُقدّمه المُعالج الجديد Ryzen 7 9800X3D مع برامج الريندر والتصميم، سنجد أن المعالج الجديد -وأخيرًا- يُقدّم العنصر المفقود في مُعالجات X3D. فبالرغم من أن مُعالجات X3D السابقة كانت تُقدّم أداءً غير مسبوق في الألعاب، بشكل لا يجعل هُناك مجالًا للمُقارنة مع أي مُعالج آخر، حتى تلك التي تأتي بضعف سعرها؛ إلا أنها كانت تفعل ذلك على حساب البرامج الإنتاجية وصناعة المُحتوى. فكّنا نرى مُعالج Ryzen 7 7800X3D من الجيل الماضي مثلًا لا يستطيع تقديم أداء مُنافس لمُعالج Ryzen 7 7700X من نفس الجيل.

لكن مع الجيل الجديد، وبفضل عملية التصنيع الأفضل، والجيل الثاني من معمارية X3D، وقدرات رفع التردد الأفضل، استطاع معالج Ryzen 7 9800X3D تسجيل نتائج مُمتازة للغاية مع برامج الريندر، وصناعة المُحتوى مثل برنامج Cinebench R20 على سبيل المثال. استطاع المعالج الجديد تقديم قفزة كبيرة في الأداء بنسبة تصل إلى 24% في أداء النواة الواحدة مقابل مُعالج الجيل السابق. في حين أن الأداء المُتعدّد الأنوية حصل على زيادة قدرها 36% تقريبًا.

في المُقابل، حقّق المُعالج نتائج مُمتازة للغاية أمام نظيره من الجيل الحالي Ryzen 7 9700X، الذي يأتي بنفس عدد الأنوية ومن نفس الجيل. نحن هنا نتحدّث عن تراجع بسيط للغاية بنسبة 5% في أداء النواة الواحدة، وزيادة قدرها 16% تقريبًا في الأداء المُتعدّد الأنوية. الأمر نفسه حدث مع نسخة Cinebench R23، حيث لاحظنا فروقًا مُشابهة أيضًا.

أما مع برامج الريندر التي تعتمد على الوقت، فقد سجّل المُعالج نتيجة أفضل من معالج الجيل الماضي بنسبة 19% تقريبًا مع Blender، وأكثر بعض الشيء مع Corona بفارق 28%. أمّا أمام معالج الجيل الحالي الذي يأتي بنفس عدد الأنوية Ryzen 7 9700X، فنحن أمام زيادات تقترب من 15% مع كلا البرنامجين.

ما الذي يعنيه كل هذا؟ حسنًا ببساطة أن المعالج الجديد أصبح أفضل كثيرًا في التعامل مع برامج صناعة المُحتوى، والريندر وما شابه؛ بشكل يضع حتّى معالجات الجيل الحالي التي تأتي بنفس عدد الأنوية في التراب. ولكن هناك ملحوظة مُهمّة، وهي أنه يفعل ذلك على حساب استهلاك طاقة أعلى.

بالطبع قد تكون هذه النقطة عيبًا واضحًا بالنسبة للبعض، ولكنها بالنسبة لآخرين قد لا تُهم كثيرًا، خاصّة وأن الاستهلاك النهائي للمُعالج لم يتجاوز 150 واط كما سنرى بعد قليل. ولم يؤثّر هذا أيضًا على درجات الحرارة بشكل كبير كما قد تظن في بداية الأمر. لكن وبالرغم من كل هذا، يُمكننا القول أن معالجات Ryzen X3D استطاعت أخيرًا التغلّب على معضلة الأداء مع البرامج، على الأقل مقابل المعالجات المُنافسة من Intel.

النتائج مع الألعاب

هل ينطبق الأمر ذاته إذًا مع الألعاب؟ في الحقيقة الأمر هنا قد يختلف بعض الشيء عن البرامج. فبالرغم من أننا رأينا زيادات واضحة وصلت إلى 30% وأكثر مع بعض عناوين الألعاب التي تضغط على المُعالج بشكل كبير مثل Cyberpunk 2077 مقابل معالجات الجيل الحالي من سلسلة Ryzen 9000، وتحديدًا مع دقّة عرض 1080p التي تضغط على المُعالج بشكل أكبر؛ إلا أن الزيادة نفسها لم نرها مقابل معالج الجيل السابق Ryzen 7 7800X3D.

نعم، هناك بعض الزيادات على دقّة عرض 1080p أمام معالج Ryzen 7 7800X3D، لكنها لم تتجاوز 10% في العناوين التي اختبرناها، وهذا بالطبع على الدقة الأقل، لأنها تضغط بشكل أكبر على المُعالج أمّا دقّات العرض الأعلى، فلم نُلاحظ فيها إلّا بعض الزيادات القليلة، بل وفي بعض الأحيان كان الأداء نفسه.

وهنا يجب علي ذكر أمر مُهم للغاية. مُعالج مثل Ryzen 9800X3D هذا الذي بين يدينا يأتي بسعر 480 دولار تقريبًا، أي أنه بالفعل مُعالج من الفئة العُليا. كما أن قُدراته المهولة تجعله رفيقًا مُناسبًا لكروت الفئة العُليا مثل RTX 4080؛ مما يجعل اللعب به على دقّة عرض 1080p أمرًا غير منطقيًّا بالنسبة للكثيرين. وكما نرى، عند الدقّات الأعلى الفوارق بينه وبين معالج الجيل الماضي تكاد تكون معدومة، مما يجعل التحديث إليه أمرًا بعيدًا لأصحاب Ryzen 7 7800X3D، بل وحتّى Ryzen 7 5800X3D.

بالطبع الأمر نفسه يُمكننا قوله عن معالجات Intel الأخيرة، أو حتى تلك من الجيل السابق، حيث نرى زيادات واضحة في الأداء، خاصّة مع دقّة العرض الأقل 1080p، تصل في بعض الأحيان لأكثر من 40%!!. وقبل أن تسألني لماذا هذه الدقّة تحديدًا، فالإجابة البسيطة هي أن هذه الدقّة تضغط بشكل أكبر على المُعالج المركزي عند تركيبه مع كارت شاشة من الفئات العُليا.

درجات الحرارة واستهلاك الطاقة

خلال هذا الاختبار سنقيس درجات الحرارة على ثلاثة مراحل مختلفة وهي:

  • AIDA64: البرنامج الأول للاختبار الذي يضغط على المعالج بشكل مُكثف لفترة كافية (حددتها بعشر دقائق لكل المعالجات الموجودة في الرسم البياني).
  • الرندرة على Blender: سيكون الوضع الثاني هو اختبار الحرارة مع عملية الرندر مع برنامج Blender التي تستهلك كل انوية المعالج بدرجة كبيرة .
  • الألعاب: الاختبار الثالث سيكون حرارة المعالج مع الألعاب على دقة العرض 4K.

بالنسبة لدرجات الحرارة واستهلاك الطاقة فالأمر هنا يحتاج بعض التفصيل. إن كُنت تابعت مراجعاتنا الخاصة بالجيل الجديد من مُعالجات Ryzen 9000، فستُدرك أن الجيل الجديد من المُعالجات استطاع تحقيق درجات حرارة واستهلاك طاقة أقل من الأجيال الماضية، وتحديدًا جيل 7000 بفوارق معقولة. ولكنه استطاع تحقيق ذلك بالتضحية ببعض الأمور مثل استهلاك الطاقة الأقل، وأداء الألعاب الذي لم يزد كثيرًا.

لكن على عكس معالج الجيل الماضي Ryzen 7 7800X3D، ومعالجات Ryzen 9000 الأُخرى، استطاع معالج Ryzen 7 9800X3D تحقيق هذه النتائج مع زيادة في استهلاك الطاقة تصل إلى الضعف في بعض الأحيان! فالمُعالج الجديد طبقًا لاختباراتنا يستهلك 150 واط، مُقابل 79 واط تقريبًا لمعالج الجيل الماضي. ولكن بالرغم من ذلك فهناك فارق في درجات الحرارة يصل إلى 10 درجات مئوية تقريبًا مع الألعاب والبرامج.

بالطبع كلا المُعالجين يملكان استهلاك طاقة أساسي 120 واط، لذا فمن الناحية المعمارية الأمر سيان بينهما. ولكن بفضل التصميم المُختلف، والترددات المُختلفة بين المُعالجين، يستطيع المعالج الجديد سحب طاقة أعلى للوصول لمستويات أداء أفضل وترددات أعلى. كل ذلك مع الحفاظ على درجات الحرارة الأقل بفارق واضح للغاية، وذلك بالطبع بفضل التصميم المُختلف لذاكرة 3D V-Cach الجديدة.

لكن عند المُقارنة مع مُعالجات Intel، فالأمر مُحزن للفريق الأزرق. فبالرغم من أن الجيل الجديد من مُعالجات Core Ultra كان يتغنّى بدرجات الحرارة واستهلاك الطاقة المُنخفض على حساب أداء الألعاب الأقل؛ استطاع معالج AMD الجديد تحطيم كل هذه الطموحات تمامًا. نحن هنا نتحدّث عن تفوّق على جميع الأصعدة، سواء من ناحية الأداء مع الألعاب الذي يصل إلى 40% في الكثري من الأحيان، بل وحتى 70%؛ أو حتى على صعيد استهلاك الطاقة ودرجات الحرارة الأقل. ما يجعل معالجات Core Ultra خارج نطاق المُنافسة...تمامًا!

وضع Eco Mode

كما هو الحال مع الجيل الماضي من معالجات Ryzen 7000، توفّر معالجات Ryzen الجديدة وضع خاص يسمح لك بعمل Undervolt للمعالج بحيث يتم تحديد معدل استهلاك الطاقة عند رقم مُعيّن وتحديد درجة الحرارة عند قيمة مُحدّدة أيضاً، لتصل في نهاية المطاف لدرجات حرارة أقل مع الحفاظ على نفس أداء المعالج ونفس الترددات "تقريبًا" ... هذه الطريقة تسمى Eco Mode وتعتمد على PBO2 أو Presion Boost Overdrive ولكنها تعتمد على "الحظ"، فكما نعلم هناك جودة مختلفة لكل قطعة سيلكون موجودة على هيكل المعالج اذا كان معالجك بجودة عالية لحسن حظ يمكنك الوصول حتى -30 عن طريق اعداد داخل البايوس يسمي Curve Optimizer.

التقييم والحكم النهائي على معالج Ryzen 7 9800X3D

عندما أطلقت AMD معالجات Ryzen 9000 الجديدة، كان الفارق في أداء الألعاب بينها وبين الجيل السابق من المُعالجات المركزية قليل للغاية ولا يتعدّى 5% تقريبًا في أغلب السيناريوهات. ولكن في المُقابل كان الأداء مع البرامج الإبداعية والتصميم أكبر بكثير. كل هذا مع درجات حرارة واستهلاك طاقة أقل.

الأمر نفسه لا يُمكننا قوله هُنا. فمعالج Ryzen 7 9800X3D بلا شك هو مُعالج الألعاب الأفضل في العالم في الوقت الحالي، بلا أي مُنازع. ليس فقط لأن أداء الألعاب أفضل من مُعالج الجيل الماضي بنسبة متوسّطة تصل إلى 10%، ولكن لأن الأداء مع البرامج الإنتاجية والإبداعية أفضل كثيرًا، بنسبة تصل إلى 30% في بعض الأحيان.

فعلى عكس معالج الجيل الماضي Ryzen 7 7800X3D الذي كان يتراجع أمام نظيره Ryzen 7 7700X الذي يأتي بنفس عدد الأنوية؛ يتفّرد معالج Ryzen 7 9800X3D هذه المرّة بعرش الأداء للمعالجات ذات الثمانِ أنوية، سواء من ناحية أداء الألعاب، أو حتى التصميم والريندر وخلافه.

لذا فنحن أمام أفضل معالج للألعاب في العالم، والمعالج الأفضل في فئة الـ8 أنوية، سواء أمام نظائره من AMD، أو حتى Intel. كل هذا يتم باستهلاك طاقة ودرجات حرارة منافسة للغاية للعديد من المُعالجات المُنافسة. ولكنه بالرغم من ذلك يتراجع أمام معالج الجيل الماضي في استهلاك الطاقة.

الأمر قد يبدو مُحيّرًا بالطبع، فمُقارنة بمعالج Ryzen 7 7800X3D، ستحصل على أداء أفضل في الألعاب بنسبة 10% في المُتوسّط، وفي البرامج بمُتوسّط 20% تقريبًا، ودرجات حرارة أقل بنسبة 10%. ولكن استهلاك طاقة أكثر بنسبة قد تصل إلى 50% في بعض الحالات. نعم تستطيع زيادة الأداء بفضل قدرته على كسر السرعة، ولكن هذا سيعني درجات حرارة واستهلاك طاقة أكبر. ومع السعر المُرتفع قليلًا مُقارنةً بالمُعالجات المُنافسة الموجودة في السوق.

لكن بالرغم من تفرّده عن معالج الجيل السابق، ومُعالجته بعضًا من عيوبه، أوجد معالجنا الجديد عيوبًا أُخرى مثل استهلاك الطاقة الأعلى والسعر الذي قد لا يكون الأنسب في ظل المُنافسة الحالية من المعالجات المُشابهة، أو حتى معالج الجيل الماضي. ولكن كل هذه العيوب ليست في الحقيقة عيوبًا كبيرة تستطيع تعكير صفو النجاح الذي حقّقه هذال المُعالج. على كل حال، يُمكننا الآن ببساطة قول: "مرحبًا بملك الألعاب الجديد في العالم".