مقدمة

في عام 2003 صدرت لعبة Praetorians وشخصياً حظيت بتجربة لعب ممتعة جداً وقتها خصوصاً وأن اللعبة قدمت عناصر مميزة جداً وركزت على فكرة إدارة المعركة نفسها مع الأوامر المتعددة والكثيرة جداً التي يمكنك استخدامها أثناء المعارك.

الأن تم إصدار نسخة جديدة محسنة من اللعبة بعنوان Praetorians HD remaster  والأن السؤال الذي يطرح نفسه هل تمكنت اللعبة من تقديم عناصر وأفكار جديدة تدفعك إلى شرائها خصوصاً وأن النسخة الجديدة سوف تكلفك 20 دولار.

سوف نحاول في هذه المراجعة الوقوف على العناصر الجديدة التي قدمتها اللعبة، وأيضاً سوف نستعرض العناصر الأساسية الموجودة أصلاً في اللعبة وكيف يتميز بها هذا العنوان عموماً.

أسلوب اللعب

 التركيز على المعارك.

لعبة Praetorians تنتمى إلى فئة ألعاب الـ RTS وهذه الفئة تشتهر بمجموعة من العناصر وآليات اللعب، فمثلاً الشريحة العريضة من هذه الفئة تعتمد على إدارتك الموارد وتجميع أكبر قدر من الخامات التي تمكنك من بناء المباني و استدعاء القوات الخاصة بك.

بعد تجميع الموارد الكافية وبناء التحصينات واستدعاء القوات سوف تبدأ مرحلة الهجوم وهذه المرحلة في معظم الأوقات تعتمد على المزج بين قوات مختلفة لأن في هذه الفئة من الألعاب تكون كل فئة من الجنود لها المهارات والقدرات الخاصة بها.

هنا في لعبة Praetorians تم التركيز فقط على إدارة القوات الخاصة بك مع العديد من الخيارات التي تمكنك من التحكم في التمركزات الخاصة بهم وكيفية الهجوم أو الدفاع.

أنت في Praetorians لا تحتاج لتجميع أي موارد وأيضاً لا تحتاج للبناء، الأن قد يقول البعض أن اللعبة تحتوي على بعض عناصر البناء، ولكن لنوضح الأمر بشكل أكبر المقصود بأن اللعبة لا تعتمد على عناصر البناء أي أنك لن تحتاج لبناء مبنى لاستدعاء الخيالة ومبنى آخر لاستدعاء المشاة ومبنى آخر للقيام بالتطويرات والتحديثات كما هو الحال في شريحة عريضة من ألعاب الـ RTS.

بالطبع عناصر البناء التي نتحدث عنها ليست أمر سيئ بل في بعض الأحيان تكون هي أساس اللعبة كما هو الحال في لعبة مثل Frostpunk حيث أن البناء هو الأساس فيها وليس مجرد تشييد المباني بل تحتاج إلى اختيار أماكن البناء بعناية كبيرة للحصول على أعلى كفاءة من المبنى.

ولكن التغيير أحياناً يكون جيد ولعبة Praetorians تقدم تجربة لعب جديدة وممتعة وسوف تستغرق الساعات وأنت تقوم باختيار أماكن تمركز القوات الخاصة بك ومتى تهاجم وكيف تهاجم.

حجر ورقة مقص!

ذكرنا في النقطة السابقة أن اللعبة تعتمد اعتماد كلى على المعارك وكيف تتخلص من قوات الخصم، ولكى يحدث هذا الأمر اعتمدت اللعبة على الفكرة الشهيرة حجر ورقة مقص.

أسلوب لعب حجر ورقة مقص يعني أن كل نوع من القوات لديه المميزات الخاصة به والوحدات التي يستطيع مهاجمتها والقضاء عليها والوحدات التي لا تستطيع مواجهتها.

على سبيل المثال رماة الأسهم لديهم قدرة عالية جداً في القضاء على معظم الوحدات القتالية الأخرى ولكن أيضاً يجب المحافظة على مسافة بين وحدات الخصم لأنها ضعيفة جداً تجاه أي وحدة أخرى إذا دخلت معها في قتال مباشر.

لننتقل إلى وحدة أخرى وهي وحدة الخيالة التي لديها القدرة على اختراق خطوط العدو والقضاء على الرماه أو حتى المبارزين ولكن الخيالة ضعاف جداً في مواجهة جنود الرماح وجنود الرماح أنفسهم هدف سهل جداً لجنود الأسهم.

النظام السابق ذكره موجود بالفعل في عدد كبير من الألعاب الاستراتيجية ولكن الطريقة التي تم تقديم النظام بها في اللعبة مختلفة جداً وميزتها بشكل كبير.

في لعبة Praetorians يمكن لوحدة واحدة من رماة الأسهم القضاء على جيش كامل من جنود الرماح لأن جنود الرماح مهما كان عددهم لن يتمكنوا من الوصول إلى رماة الأسهم من الأساس وسوف يقتلوا قبل وصولهم.

هنا يكمن الاختلاف لأن في باقي الألعاب إذا كان لديك عدد كبير من وحدة معينة يمكنها القضاء على وحدة صغيرة أخرى حتى وإن كانت مضادة لها أي أن العدد له دور كبير في حسم المعركة، أما في لعبة Praetorians تمركز القوات الصحيح واختيار القوات المهاجمة والقوات المدافعة بعناية هو الذي يضمن لك الانتصار في المعارك.

وفي هذه النقطة أنصح بشكل شخصي استخدام قوات الخيالة بشكل متحرك دائماً ولا تستخدمهم للدخول في المعارك بل استخدمهم للقيام بالمناورات أو الهجوم من خلف خطوط العدو بعد أن تكون قواتك الأساسية قد اشتبكت بالفعل.

أيضاً وحدة الـ Legionaries لديها القدرة على اتخاذ وضع السلحفاة وهو وضع يجعل الوحدة تتقارب جداً وتستخدم الدروع الخاصة بهم لتكوين درع يصعب اختراقه من جنود الأسهم، وبالطبع هذه الوحدات سوف تكون الخيار الأمثل لكي تكون في الصفوف الأولى خصوصاً وهى في وضع السلحفاة.

الأن لنأخذ تصور بسيط جداً لعملية هجوم على بعض قوات الخصم حيث يمكنك التقدم بوحدات الـ Legionaries وهي متخذة تشكيل السلحفاة لكى تتلقى الأسهم وخلفهم جنود الرماح لكى يواجهوا أي خيالة لدى الخصم ومن خلفهم تقوم بوضع رماة الأسهم لتأمين غطاء لقواتك المتقدمة، في نفس الوقت يمكن المناورة بجنود الخيالة واستخدامهم للألتفاف على العدو بعد أن تشتبك وحدات الـ Legionaries في القتال بالفعل.

التكتيك السابق ذكره ليس أفضل تكتيك يمكنك استخدامه وليس هو الأساس في اللعبة لأن المعارك متنوعة ويدخل فيها عناصر البيئة المحيطة سواء وجود أشجار أو مناطق مياة ضحلة، ولكن هذا التكتيك المذكور الغرض منه بيان التركيب الذي تعتمد عليه اللعبة وأنك لا يمكنك الهجوم بكامل قوتك بشكل مباشر في أي حال من الأحوال حتى وإن كنت تلعب اللعبة على أسهل مستوى.

جيش متجانس والترقيم أساسي.

استعرضنا نظام الحجر ورقة مقص الموجود داخل اللعبة وبينا أن اللاعب لا يمكنه الهجوم بكامل قواته بشكل مباشر وأنه يجب عليه التخطيط أولاً واختيار خطة للهجوم.

هذا النظام يحتم على اللاعب تكوين جيش متجانس فلا يمكنك تكوين جيش من وحدة واحدة بأي شكل من الأشكال حتى من إن كانت هذه الوحدة هى أقوى وحدة داخل اللعبة، في الحقيقة اللعبة لا يوجد بها مصطلح افضل وحدة وعلى الرغم من اختلاف المتطلبات التي تحتاجها كل وحدة للاستدعاء سواء من حيث عدد السكان أو نقاط الفخر المستخدمة إلا أن كل وحدة لديها الدور الخاص بها ويمكن لأي لاعب مستخدما وحدات أقل أو أرخص ولكن بشكل سليم واستراتيجي واقعى التغلب على جيش مكون من وحدات أقوى.

أيضاً ترقيم وحداتك عنصر أساسي في اللعبة من وجهة نظري وكل فرقة من الوحدات يجب أن تعطيها رقم لكي تتمكن من اختيارها بسهولة لأنك أثناء المعركة نفسها سوف تتنقل بين الوحدات وتبدأ في إعطاء أوامر مختلفة.

فكما ذكرنا يمكنك استدعاء وحدة الخيالة والقيام بمناورة مثلاً تمكنك من التخلص من رماة الأسهم الخاصة بالعدو، الأن يمكنك الانتقال إلى وحدة الـ Legionaries لإلغاء وضعية السلحفاة والبدء في الاشتباك مع باقي العدو بشكل أكثر فعالية.

المحتوى والرسوميات

اللعبة الأصلية قدمت طور لعب مهمات يوجد به بعض عناصر القصة ، وقدمت أيضاً طور لعب معارك تختار فيه الخريطة وعدد الجيوش المتحاربة وتبدأ اللعب.

أيضاً اللعبة الأصلية قدمت ثلاث حضارات مختلفة ولكل حضارة الوحدات الخاصة بها وهم الرومان، البربر والحضارة المصرية ، للأسف النسخة المحسنة حافظت على نفس المحتوى الأصلي ولم تضيف فيه أي جديد يذكر، مازالت المهمات كما هي ومازالت خرائط المعارك كما هي.

المحافظة على محتويات النسخة الأصلية لم تقتصر فقط على المحتوى القابل للعب وامتدت هذه المحافظة إلى جميع عناصر اللعبة، الأشياء موضوعة في نفس الاماكن والنصوص مكتوبة بنفس الخطوط الأصلية ، حتى عناصر التحكم بالجنود مازالت كما هى، أى أن النسخة الجديدة هى مجرد نسخة محسنة من حيث الرسوم فقط.

الأسوأ لم يأتي بعد.

إذا كنت تعتقد أن ما تم ذكره سيئ وأن اللعبة لم تقدم جديد فالأسوأ لم يأتي بعد، النسخة الأصلية من اللعبة عانت من بعض المشاكل المتعلقة بالذكاء الاصطناعي سواء للخصم أو لقواتك حتى.

للأسف النسخة المحسنة مازالت تعاني من نفس مشاكل الذكاء الاصطناعي وسوف تجد قواتك تقوم ببعض التصرفات المستفزة في الحقيقة، أحيانا لا تشتبك القوات الخاصة بك إلا إذا أعطيتها الأمر على الرغم من وجود العدو ليس أمامهم بل بينهم.

نحن هنا لا نتحدث عن محتوى جديد كنا نتوقع إضافته بل نحن نتحدث عن مشاكل أساسية داخل اللعبة الأصلية كان يجب تعديلها والتخلص منها لأننا نذكر أن اللعبة تكلف 20 دولار وهو مبلغ يضع الفريق المسئول عن اللعبة في موضع المسئولية.

رسومات محسنة ولكن لا تتحمس كثيراً.

قبل بداية الخوض في هذه النقطة يجب توضيح بعض النقاط:

النقطة الأولى تتمثل في الشكل الذي سوف تحصل عليه إذا لعبت النسخة الأصلية على الشاشات الجديدة.

 النسخة الأصلية لا تدعم تقنيات عرض عالية وأعلى دقة عرض تقدمها النسخة الأصلية هي 768×1024  وبالطبع هذه الدقة تعتبر منخفضة جداً بالمقارنة مع الشاشات والمعالجات الرسومية الجديدة، ولكي تكون اللعبة قابلة للعب على هذه الدقة سوف تظهر على الشاشة شرائط سوداء عريضة جداً على الجوانب.

النقطة الثانية تتمثل في إمكانية لعب النسخة الأصلية مع وجود هذه الشرائط السوداء وهل هي مدمرة تماماً لتجربة اللعب؟

بالنسبة لهذه النقطة فهي شخصية جداً وتختلف من شخص لأخر ولكن بالنسبة لتجربتي الشخصية بعد فترة قليلة جداً تعودت عليها ولم تعد مشكلة على الإطلاق بالنسبة لي.

النقطة الثالثة تتمثل في جودة الرسوم ومدى قابليتها للعب في ظل تعودنا الأن على جودة مختلفة تماماً من الرسوم.

[caption id="attachment_277696" align="alignnone" width="1920"] تفاصيل وألوان النسخة الأصلية[/caption]

هنا يختلف الحديث حيث أن النسخة الأصلية تقدم تجربة بصرية مقبولة جداً بحكم نوعيتها فأنت لا تحتاج إلى الكثير من التفاصيل الرسومية أصلاً، وأتوقع أن الكثير من اللاعبين لن يواجهوا مشكلة مع رسوم النسخة الأصلية على العكس من مشكلة الشرائط السوداء السابق ذكرها.

الأن ننتقل إلى رسوم النسخة المحسنة.

يجب أولا أن نلاحظ أن النسخة المحسنة صغيرة الحجم أيضاً حيث تصل تقريبا إلى 1.5 جيجابايت فقط وهى مساحة صغيرة جداً على الرغم من كبرها بالمقارنة مع النسخة الأصلية التي كان حجمها في حدود الـ 500 ميجابايت ، بالطبع هذا الحجم الصغير في النسخة الجديدة سوف يؤثر على الرسوم الجديدة ولذلك لا تتوقع الكثير من التحسينات ولكنها بالطبع موجودة.

أول ما يمكنك ملاحظته في النسخة المحسنة أن مشكلة الشرائط السوداء قد اختلفت حيث أن النسخة الجديدة تدعم دقة عرض أعلى.

ثاني الملاحظات كانت متمثلة في الألوان حيث أصبحت زاهية بشكل أكبر ومريحة للعين، ولكن في نفس الوقت تشعر أن الألوان القديمة كانت متناسبة أكثر من نوعية اللعبة ولكن شخصياً الألوان الجديدة كانت مريحة جداً، أما عن التفاصيل الموجودة فقد تم تحسينها هى الاخرى ولكن ليس بالدرجة الكبيرة جداً، لا تخطئ الحكم سوف تشعر بوجود فارق بالطبع ولكن ما أقصده أن هذا الفارق ليس ثورى أو يؤثر على تجربة اللعب بشكل إيجابي كبير ولكنه مازال ملموس وواضح في نفس الوقت.

جدير بالذكر أن.

النسخة المحسنة أضافت الكثير من التعديلات الإيجابية وأصلحت العديد من المشاكل التقنية التي كانت موجودة في طور الـ Multiplayer، فمثلاً تم إضافة عداد قراءة الـ Ping أثناء المباريات وتم حل مشكلة الرسالة المتكررة التي كانت تظهر بعد ترك اللاعب طور الـ Multiplayer.

الخلاصة.

لعبة Praetorians HD Remaster تقدم نفس تجربة اللعب الاصلية بدون أي زيادة أو نقصان مع بعض التحسينات الرسومية الضرورية لشريحة كبيرة من اللاعبين لكي تكون قابلة للعب على أجهزة الجيل الحالي بشكل سلس ، ولكن من يشتري اللعبة؟

في الحقيقة إذا كنت لم تجرب اللعبة من الأساس فهذه النسخة سوف تكون تجربة ممتعة جداً مقابل 20 دولار فقط، أيضاً اللعبة سوف تكون تجربة مقبولة إذا كنت تعرف اللعبة ولكن لا تتذكرها بشكل جيد ولكن عندها سوف يكون المبلغ المدفوع عنصر داخل معادلة الشراء بشكل كبير.

أما إذا كنت تتذكر اللعبة بشكل كبير جداً كما هو الحال معي فهنا سوف تكون النسخة عديمة الفائدة قليلاً، فأنا أتذكر المهمات وأتذكر حتى أماكن القوات وأتذكر طرق القضاء على الخصوم بسهولة وبالطبع وصلت إلى هذه المرحلة بعد ساعات وساعات من اللعب في الماضي، وبالتأكيد إذا كنت تتشابه معي في نفس الأوضاع سوف تكون الـ20 دولار مضيعة للأموال.

كنت أتمنى من النسخة المحسنة تقديم جديد يدفع اللاعبين إلى إعادة اللعب مرة أخرى ولكني استشعر الكسل الشديد وكأن الناشر الجديد Kalypso Media احتاج إلى مصدر للأموال سريح وبدون مجهود فأخذ عنوان جيد وحسن الصور قليلاً وأصدره.