مراجعتنا الخاصة بلعبة Sea Of Solitude، تجربة نفسية في بحر العزلة !؟

بعض الألعاب يكون هدف المطور منها ليس تقديم محتوى ممتع أو تقنية بصرية متقدمة فقط ولكن قد تمتد هذه الاهداف إلى غاية أخرى كنشر فكرة معينة أو رفع الوعى تجاه أمر من أمور الحياة، فمثلا قد يكون الهدف من اللعبة بيان أثر الحروب على حياة الأطفال كما هو الحال فى لعبة This War Of Mine The Little Ones.

هذا هو الحال مع لعبة Sea Of Solitude من تطوير Jo Mei Games وهو مطور مستقل، ونشر شركة Electronics Arts.

حاولت لعبة Sea Of Solitude تقديم تجربة نفسية بصورة واضحة ومباشرة لنشر فكرة معينة ألا وهى ضرورة الاستماع إلى بعضنا البعض، فهل نجحت اللعبة فى تقديم هذه الفكرة وبيان مدى أثرها النفسى على الأشخاص من خلال مزجها بأسلوب لعب ممتع؟، أم سقطت اللعبة فى بحر من الإهمال والتسرع؟

هذا ما نجيبك عليه عزيزى القارئ من خلال مراجعتنا للعبة Sea Of Solitude.

من الأن وصاعداً سوف نستمع جيداً.

تدور أحداث لعبة Sea of Solitude حول الفتاة الشابة Kay والتى تستيقظ لتجد نفسها داخل قارب صغير فى بحر هائج وهى متحولة إلى وحش مشعر ذو أعين حمراء.

لا تدرك Kay لماذا هى على هذه الهيئة أو ما هو المكان الذى توجد به حتى تأتيها فتاة طائرة مضيئة لترشدها إلى بعض الأماكن.

أثناء رحلة Kay فهى تقابل مجموعة من الوحوش الأخرى وكل وحش له دلالة معينة فى حياة Kay الحقيقية وسوف يكون على Kay التعامل مع هذه الوحوش ومساعدتهم على العودة إلى حالتهم البشرية مرة أخرى.

قصة Sea Of Solitude هى ما يميزها بشكل كبير فهى بسيطة وصغيرة وفى نفس الوقت مؤثرة حيث جمعت مجموعة من المشاكل التى تؤثر على الحالة النفسية للشخص مثل التنمر والمشاكل بين الوالدين.

أيضاً فإن اللعبة قد وضعت يدها على الحل وهو الاستماع والحقيقة شخصيا لم أفكر من قبل لماذا توجد مشاكل أو تنتهى علاقات زوجية كان من المفترض أن تستمر على نحو جيد، لذلك فإن لعبة Sea Of Solitude وضحت السبب والعلاج الذى يدور كله حول الاستماع إلى بعضنا البعض.

هذا بالنسبة لقصة اللعبة ولكن هل تم تقديمها بشكل جيد؟

بالنسبة لتقديم القصة تم تقسيمها على 12 جزء داخل اللعبة ولكن للأسف هذه الأجزاء لم تكون على نفس الجودة، فكلما تقدمت فى اللعبة سوف تشعر بالتكرار.

الوحش الاول الذى تحاول kay مساعدته قصته ممتعة جداً ومؤثرة بشكل لا يصدق فهو يتعرض للتنمر من قبل أصدقائه بسبب بنيانه الجسدى الضعيف وكذلك أسمه.

مع هذا الوحش استطاعت اللعبة أن توصلنى إلى درجات مرتفعة جداً من الغضب الشديد من المتنمرين والحزن على الوحش وأردت أن يثأر له بشكل حقيقى.

ولكن بعد الانتهاء من هذا الوحش والانتقال إلى وحش أخر وجدت أن الأمر يتكرر ولا أقصد هنا أن الوحش الثانى يعانى من التنمر بل أقصد أن الفكرة العامة نفسها الوحش يعانى من أزمة نفسية معينة وسوف تقوم Kay بمساعدته على تجاوزها من خلال الحوار والاستماع.

وهذا التكرار يؤثر على القصة كلما تقدمت فمثلا الوحش الاخير من المفترض أن يكون هو الوحش الأكثر حماسة ولكن بالنسبة لى كان هو الوحش الأقل أهمية لشعوري بتكرار الأحداث.

هذا التكرار لا يعنى أن القصة سيئة بالعكس فإن الوحش الأخير الذى كان ممل بالنسبة لى تظل قصته ممتعة جداً ولكن ما أقصده أن اللعبة معكوسة بداياتها أفضل من نهايتها بكثير.

الحياة لها وجهان دائماً

كما ذكرنا فإن Kay تجد نفسها فى قارب صغير، والحقيقة لا أعرف ماهو إسقاط القارب بالتحديد على حياتها الحقيقية ولكن أثناء وجودها داخل القارب فإن منسوب المياه يرتفع وتشرق الشمس وتختفى الوحوش جميعاً.

وعند نزولها إلى الارض وتترك القارب فإن منسوب المياه يتغير ويحل الظلام و يظهر وحش الأعماق المخيف وفى هذه الأجواء سوف تلعب معظم أجزاء اللعبة.

أحداث اللعبة عموما تحدث فى بحر كبير ولكن هذا البحر هو فى مدينة أيضاً، وكأن المدينة قد غرقت بسبب فيضان، وتنتمى اللعبة إلى ألعاب الـ Platform لذلك سوف يكون عليك الانتقال من نقطة إلى نقطة أخرى.

أثناء انتقالك يجب عليك الحذر لأن داخل المياة يوجد وحش من نوع خاص إذا وصل إليك سوف يقوم بإلتهامك وهذا هو الوحش الوحيد الذى يهاجمك.

فمثلا إذا كنت تعبر من نقطة إلى نقطة يجب عليك التأكد من أن وحش الأعماق غير موجود بالجوار لكى تبدأ السباحة.

بعد أن تصل إلى نقطتك المنشودة سوف تبدأ بتجميع مادة سوداء اللون أو ما تعرف بإسم الفساد وعند إنتهائك من إزالة هذه المادة سوف يعود عالم اللعبة من جديد مشرق وأمن

أسلوب لعب أسهل مما ينبغى.

إذا لم تكن لاعب فى الأساس قد لا تلاحظ مدى سهولة اللعبة ولكن إذا كنت مهتم بعالم الألعاب سوف تدرك مدى بساطة الألغاز الموجودة باللعبة فهى مكررة من الالعاب بشكل عام.

سوف نطرح سؤال يبين ما أتحدث عنه، إذا كنت تلعب لعبة خطية ووجدت سلم لونه احمر زاهى مختلف عن باقى اللعبة فماذا تفعل؟

-  نعم صحيح كما جاوبت سوف نتسلقة.

هذا بإختصار ما تدور حوله اللعبة من حيث أسلوب اللعب، عليك الانتقال من نقطة إلى أخرى وأثناء هذا الانتقال سوف تصعد الأدراج الحمراء أو تقفز بين الألواح الخشبية.

اللعبة لا يوجد بها خريطة ترشدك ولكن الأمر أسهل بكثير فيمكنك أستخدام نقطة ضوء تقوم بإطلاقها Kay وهذه النقطة سوف تتحرك لترشدك إلى اتجاهك القادم، كما وأنه يمكنك إطلاق عدد لا نهائى من هذه النقاط.

فى الحقيقة مراحل اللعبة لم تكن جميعها بهذه السهولة حيث يوجد بعض المراحل التى قدمت تجربة لعب ممتعة بالفعل وحماسية وتتطلب سرعة مثل مهمة المدرسة الموجودة فى منتصف اللعبة والتى تشعر معها أنك تلعب لعبة أخرى تماماً

أجزاء اللعبة مختلفة المستوى من حيث تصميم المراحل مع تحكم غير مكتمل.

ذكرنا من قبل أن أجزاء اللعبة مختلفة المستوى من حيث القصة، وهذا الأمر ايضاً موجود فى تصميم المراحل لذلك ستجد بعض المراحل تم تصميمها بشكل جيد جدا والبعض الآخر سيئ.

المشكلة لا تقف عند هذا الحد بل تمتد لتشمل التحكم الخاص باللعبة و زاوية الكاميرا.

بالنسبة للتحكم فى اللعبة فهو غير مكتمل بعض الشيء أحيانا تقفز إلى الأمام فتجد الشخصية تسقط بدلا من القفز، أيضاً أى حركة للفأرة يمين أو يسار تجد الشخصية تتحرك أكثر من اللازم.

حتى التحكم بالقارب جاء على نفس المنوال لكنه أعجبنى لوجود البحر وأمواجه الأمر الذى أضاف بعض من الواقعية لأن فى الحقيقة التحكم فى القارب ليس مثل التحكم بالسيارة.

أما عن الكاميراً فهى كثيراً تعلق والشخصية تختفى أصلا أو يحدث العكس بأن تركز الكاميرا على الشخصية وتقرب الصورة بشكل كبير على kay فقط.

كل هذه المشكلات استطعت التعامل معها حتى وصل إلى الجزء السادس من اللعبة والذى يعد أسوأ ما فى اللعبة لأن ما يتطلبه منك الجزء السادس يحتاج إلى تحكم جيد على الأقل واللعبة كما ذكرنا التحكم بها سيئ جداً، لك أن تتخيل أننى أنهيت اللعبة كلها فى 8 ساعات قضيت حوالى ساعتين ونصف فى الجزء السادس فقط من اللعبة.

توجه فني ومستوى رسومي مميز.

إذا كانت قصة اللعبة أحد الجوانب المميزة فيها فبدون ادنى شك تصميم اللعبة وبيئتها هى ثانى هذه الجوانب، عالم اللعبة مليئ باللحظات الساحرة التى تخطف الأنظار مثلا حينما تنحصر المياه عن منطقة معينة وتبدأ في أداء المهمة أسفل هذه المياة وهى على الجوانب يكون المشهد ساحر وجذاب.

أيضاً عندما تشرق الشمس سوف تلاحظ الألوان المشبعة وبالتحديد المياه ذات اللون الأزرق الشفاف وحركتها الطبيعية جداً، كل هذا ولا ينبغى أن ننسى أن اللعبة حجمها صغير جداً وبالطبع هذه نقطة إشادة كبيرة جداً تحسب إلى المطور.

اداء صوتى وموسيقى تصويرية هما الأفضل.

بعد كل هذا المدح فى حق القصة والمستوى الرسومى يأتي الأداء الصوتى الذى يعد هو أفضل جوانب اللعبة مع دعمه بموسيقى تصويرية جيدة جداً خاصة على صعيد الموسيقى التراجيديا التي أوصلتنى إلى أعمق حالات الحزن.

أيضاً عند شروق الشمس تأتى موسيقى تصويرية  كلما سمعتها سوف تشعر بأمل كبير فى الحياة.

هذه الموسيقى مع الأداء الصوتى المميز قدموا لنا توليفة صوتية متكاملة وبكل تأكيد لا يمكنك على الإطلاق تجربة Sea OF Solitude بدون أن تستمع إلى الموسيقى والأداء الصوتى الموجود بها أو أن تلعبها وأنت تسمع موسيقى أو أغنية مثلا.

لكن يجب ملاحظة أن الأداء الصوتى للوحوش فى بعض الأوقات كان درامى ومصطنع قليلاً ولكن فى المجمل كان جيد جداً.

الخلاصة.

لعبة Sea Of Solitude قدمت تجربة نفسية مميزة جداً مباشرة وسهلة وواضحة ولكن من الجيد بين الحين والأخر أخذ التجربة بصورة بسيطة دون تعمق أو الكثير من الإسقاطات.

أيضاً لو كانت اللعبة اهتمت بعنصر أسلوب اللعب والتحكم لربما كنا أمام أفضل لعبة مستقلة هذا العام.