"تجربة توسعة حصار باريس - Siege of Paris في لعبة Assassin's Creed Valhalla هي أقرب ما تكون لتجربة ووصفة مدرسة Assassin's Creed القديمة ولأول مرة منذ مدة، ما الذي تريده أكثر من مهام تسللية تعتمد على اللعب كأساسن بشكل خالص؟ أو قصة قد تظهر لأول وهلة على أنها سطحية لتتخللها شخصيات رئيسية قوية فرضت حضورها في المشهد بقوة وجعلتني شخصياً محتار ومتشكك في كل قراراتي وفيمن أثق حتى لحظاتها الأخيرة، في سلسلة من الشكوك التي شغلت كل تفكيري ولم يشتتني عنها سوى منظر حقول فرنسا الخلابة وقت العصور المظلمة بينما تنعكس أشعة الشمس الذهبية على زهورها ليتغير المشهد تماماً مع الإقتراب من العاصمة القديمة التي يشوبها الطاعون والمرض والموت والكآبة من كل ناحية، صدقاً ما الذي قد أريده أكثر من ذلك..؟"

نعم، ذلك هو ملخص تجربتي لتوسعة حصار باريس - Siege of Paris التي قضيت معها 20 ساعة كاملة وهي التوسعة الثانية للعبة Assassin's Creed Valhalla بعد Wrath of The Druids التي صدرت في مايو الماضي وشتان الفارق بين التوسعتين الحقيقة..!

توسعات Assassin's Creed Valhalla خدمت كل فئات جمهورها!

من الواضح أن Ubisoft أرادت أن تقدم تجربة مرضية لكل أطراف جمهور Assassin's Creed الغفير، المتشددون والمتعصبون منهم للأجزاء والنهج القديم من ناحية ورواد السلسلة الجدد الذين يروقهم توجه الـ RPG والجانب الميثولوجي والسحري الذي بدأ يظهر في آخر عناوين السلسلة بقوة من ناحية.

في توسعة Wrath of The Druids، ركزت التوسعة على عامل الميثولوجيا بعض الشيء وربطها بمجموعة الـ Druids مع إعتماد التوجه السحري والإيمان بالخرافات وهو أمر لا بأس به ولا يمكنني أن أعيبه مطلقاً ولكني وبكل أمانة، سأميل تجاه توسعة حصار باريس على حساب توسعة أيرلندا والسبب بسيط..

أنا أنتمي لمدرسة Assassin's Creed القديمة!

قد يكون ذلك محور مقالة قادمة ولكن بحكم كوني أحد المؤازرين لتوجه أساسنز كريد القديم إلا أني استطعت التكيف مع ما تم تقديمه من عناصر جديدة في أسلوب اللعب عموماً ولكن عندما أجد الفرصة في توسعة أو إضافة تتمكن من وضع أيديها على مفاتيح سلسلة أساسنز كريد القديمة فأنا آسف، لن أستطيع المقاومة وسأميل بطبيعة الحال لتلك التوسعة أو الإضافة وهو ما حدث لي مع Siege of Paris رغم عيوبها للعلم.

القصة!

سيمفونية القصة الدبلوماسية بالنكهة القديمة!

اعتدنا من أساسنز كريد أن تكون سلسلة سياسية اجتماعية وفلسفية في أحيان كثيرة، ولعل هذا كان أحد أسباب تعلقنا بها، لأن الأساسن نفسه كان دوماً منخرطاً في الأمور السياسية لأي دولة وفي أي عصر، كان هو الأداة لقلب كل الموازين في يوم وليلة لذا فكرة تواجد عنصر الدبلوماسية في السلسلة لم تكن مفاجئة لنا سلفاً ولكنها كانت مفاجأة لي شخصياً عندما وجدتها في هذه التوسعة وبدور كبير أيضاً في الأحداث..

في توسعة حصار باريس - Siege of Paris، يطلب رسولان أُرسلا من قبل أحد زعماء قبائل الـ Vikings المتواجدة في فرنسا Eivor بالإسم ليسافر معهما لباريس رداً على طلب إستغاثة من قبل زعيم تلك القبيلة والذي طلب من بطلنا السفر لباريس لأجل التخلص من حكم الملك الفرنسي المتغطرس شارل البدين - Charles The Fat مُحذراً Eivor من خطر هذا الملك ونفوذه الشرس الذي قد يبطش بقبيلته نفسها في إنجلترا..

خوفاً على عشيرته وأهله، يسافر Eivor لفرنسا بصحبة الرسولين ليلبي نداء الإستغاثة وهناك يقابل زعيم العشيرة: Sigfred والذي يحاول الإنتقام من ملك فرنسا بسبب قتل الأخير لأخيه Sinric بصورة موحشة وهناك تتضح الصورة أكثر لبطلنا ليجد بأن الغضب يعمي أعين Sigfred كلياً عن اتخاذ قرارات حاسمة برزانة تصب في مصلحة عشيرته وبصورة أو بأخرى، يقرر أن يجنح أولاً للدبلوماسية والحديث السلمي مع الملك الفرنسي أملاً في الإبتعاد عن الطرق الدموية في تصفية الحسابات القديمة وفي إحكام النفوذ على فرنسا وهو ما لا يعجب Sigfred بالطبع.

من هنا تتشعب الأحداث الحقيقة بشكل جيد، أينعم Eivor فايكنج وناهب للثروات ولكنه تغير بشكل جذري في هذه التوسعة بحكم المعرفة وسنوات الخبرة، بات حكيماً في تصرفاته أكثر، متهملاً ولا يهرع للدم والقتل مثلما كان وكأن هنالك سلاماً نفسياً بداخله أو بالأحرى جينات الأساسن التي زرعها كل من هيثم وباسم بدأت تؤتي ثمارها وهو أول شيء لاحظته بشكل عام في شخصية Eivor وهي نقطة إيجابية للغاية.

بعودة للقصة وبدون حرق للأحداث، تبدأ القصة في الإستناد على عامل الدبلوماسية تارة وراء الأخرى، شعرت معها بأن للحديث في Assassin's Creed Valhalla قيمة كبيرة لأول مرة منذ فترة وهو أمر جيد أيضاً ولكن تحسنت القصة بشكل جذري عندما تداخلت العديد من الشخصيات على الخط بدوافع مختلفة لكل منهم والكل يبحث عن مصلحته عند الآخر لأجد نفسي في دوامة رائعة من الشكوك والتكهنات التي ظلت عالقة في رأسي حول مصير تلك الشخصيات الرئيسية وولائهم بشكل عام، من الذي يبدي ما يظهره ومن الذي يبدي العكس؟ شعرت على مدار تجربتي وحتى نهاية القصة بأني تائه، لا أستطيع أن ائتمن أي شخصية بنسبة 100% !!

شخصيات رائعة بدوافع مختلفة!

اختلفت الدوافع والكل يبحث عن مصلحته في تلك التوسعة، Eivor أولهم حتى والذي أتى لباريس في المقام الأول لحماية عشيرته فقط لا غير، هو ليس بمهتم للأمور السياسية نفسها في فرنسا، هو ليس بمهتم عمن سيكون الحاكم الأخير للبلاد طالما أنه لن يؤذي عشيرته وسيفعل أي شيء تلقاء ذلك وعلى الجانب الآخر هنالك Sigfred والذي لم تعجبه طرق Eivor الدبلوماسية التي لم تشف غليله وبالطبع هنالك شخصية الملك شارل نفسه والذي يمتلك دوافعه أيضاً ثم هنالك الكونت Odo وذراع الملك الأيمن والذي لديه من الطموح ما يغرق بلاد بأسرها وهنالك شخصية Toka إبنة Sinric والتي تتطور شخصيتها بنهاية التوسعة ولن أنسى ملكة فرنسا Richardis ودورها الهام في الأحداث كونها الجسر بين Eivor وشارل وغيرهم.

ترى من سيخونك؟ من سيقف معك؟ كيف ستلعب القرارات دوراً مهماً هنا؟ بجانب من ستقف وعلى حساب من؟ إلى ماذا ستؤول الأحداث؟ أنت لن تعرف ولن تكون متأكداً من ذلك حتى النهاية وهو ما أعجبني وجذبني لتلك القصة الحقيقة.

أسلوب اللعب!

كعادة كل توسعة، قدمت Siege of Paris مجموعة من الأنشطة والمهام الجانبية مع درع وأسلحة وقدرات جديدة ولكن الأهم من كل ذلك هي عودة مهام Black Box التسللية أخيراً، الإضافة الأهم التي عادت بي لأيام Assassin's Creed Unity وهي مربط فرس المراجعة الحقيقة:

عودة المهام التسللية على طريقتك الخاصة!

خلال أحداث القصة، سيكون لديك أهدافاً لتقتلها بالطبع وهنا يبدأ عامل Black Box في الظهور على الساحة وعلى طريقة Unity بالضبط، تبدأ المهمة بإعطائك نبذة عن الهدف وتهيأ لك أكثر من طريقة للوصول له، والقرار عائد إليك أنت بنسبة 100% في كيفية الإقتراب من فريستك.

في العادة وفرت كل مهمة Black Box طريقين مختلفين للتخلص من كل هدف ولن تجد أي صعوبة في التنفيذ الحقيقة وعلى الرغم من أنه بالإمكان إقتحام المكان واللعب كفايكنج بالفعل على أن تقابل الهدف في نزال وجهاً لوجه وكل شيء مسموح بالطبع إلا أن تلك المهام تجبرك على اللعب بشكل تسللي وبصورة غير مباشرة، شخصياً أحببت التسلل ووضع القلنسوة على رأسي والتعلق في الأشجار واستخدام الـ Parkour والدخول من أماكن خفية بدلاً من الدخول من الباب الرئيسي.

داخل كل مكان، ستبدأ الإحتمالات بالظهور شيئاً فشيئاً والقرار لك، هل تتنكر في زي أحدهم للتقربمن الهدف؟ هل تتصنت على الحاضرين لتعرف معلومة مهمة قد تفيدك؟ الكثير من الخيارات الحقيقة والأجمل هي عودة القتلات الخاصة وهي عبارة عن مقاطع سينمائية قصيرة ومرضية تحدث فقط عندما تمشي على سيناريو معين وتنتهي بحصولك على فرصة أكثر من مواتية للقضاء على عدوك وبشكل أنيق للغاية، تذكروا معي أول مهمة لـ Arno في Assassin's Creed Unity والتي قتل فيها التاجر داخل نوتردام لتعرفوا ما أقصد. (اسحب لرؤية كل الصور)

مشكلتي مع تلك المهام هي المقاطع السينمائية التي لم تكن مصقولة بالشكل الكافي الحقيقة، لم تشبعني أو ترضيني كما ينبغي، اللمسة الأخيرة كانت مفقودة ولكن لا بأس، أنا راضِ بتواجد المهام على أقل تقدير.

قدرات جديدة رائعةَ!

قدمت التوسعة ثلاثة من المهارات أو الـ Abilities الجديدة مع قدرات مختلفة في شجرة القدرات نفسها وهم:

- مهارة Plague of Rats: تستغل تلك المهارة تفشي وباء الطاعون في فرنسا وقتها وتمكنك من إستدعاء جيش من الفئران لينقض على خصومك في مشهد رائع الحقيقة

- مهارة الـ Golden Flame تسمح لك بزرع قنبلة على صدر عدوك ورميه بعيداً لينفجر في أي مكان 

- مهارة الـ Goule Breath تمكنك من تفجير سحابة من الدخان الذي يصيب أعدائك بالغثيان.

كالعادة، يمكنك الحصول على تلك المهارات من خلال جمع كتب المعرفة التي تعتبر أحد الكنوز في اللعبة وفي الحقيقة، أكثر مهارتين استخدمتهما كانا Plague of Rats و Golden Flame واستطاعا أن يفيداني في أكثر من موقف. (اسحب لرؤية كل الصور)

أسلوب القتال ،الأسلحة والدروع الجديد!

أسلوب القتال لا يختلف عن لعبة Assassin's Creed Valhalla نفسها بأي شيء، الـ Animations الفتاكة ذاتها وطريقة الضربات العنيفة التي تخص Eivor لم تتغير، ما تغير فقط هو الأسلحة والتي صارت أفضل بكثير من حيث التنوع والإفادة.

توفر توسعة حصار باريس حوالي أريعة من سيوف اليد الواحدة القصيرة وهم كالآتي:

- سيف Ring Sword يزيد من معدل ضربات الـ Critical عند المراوغة 
- سيف Durendal يزيد من معدل ضربات الـ Critical مع تواجد 85% أو أكثر من نقاط الحياة
- سيف Joyeuse يتحول لسيف عند النجاح بتسديد خمس ضربات
- سيف Egbert والذي يزيد القدرة على إفقاد خصمك توازنه مع كل ضربة (اسحب لرؤية كل الصور)

ومن خلال تجربتي وجدت بأن مزيج سيفين معاً من هذا النوع يصبح فتاكاً خصوصاً مع الضغط مطولاً على الـ L1 لإستعمال سلاح اليد اليسرى ما ينتج عنه ضربات سريعة، ليست بالخفيفة ولكنها عادةً ما تنتهي بـ Animation مرضي.

على صعيد آخر يتضمن الأسلحة أيضاً، فتوفر اللعبة أربعة من الـ Scythe أو أربعة من المنجل إن صح القول وهم:

- منجل Wretched Scythe والذي يزيد من معدل ضربات الـ Critical عند الضربات السليمة بالسيف
- منجل Bloodied Scythe يقتل أي خصم بنقاط حياة قليلة عند القيام بحركات إنهاء خفيفة أو ثقيلة
- منجل Scythe of Tribulation يتحول لسلاح ناري مع الضربات الخفيفة والثقيلة المستمرة 
- منجل Scythe of Revolt يزيد من سرعتك عندما تكون محاصر بين ثلاثة خصوم أو أكثر (اسحب لرؤية كل الصور)

يمكنني أن أقول بأن المنجل هو أحد أفتك الأسلحة حتى اللحظة في اللعبة، أولاً معدل ضرره كبير، مداه ممتاز فيستطيع الوصول للأعداء الذين لا تصل السيوف لهم في العادة ومزيج منجلين سيجعل منك حاصد أرواح بكل ما تحمله الكلمة من معنى!! (اسحب لرؤية كل الصور)

على صعيد الدروع، فهنالك مجموعتين منهم، الأولى سأتركها لك كي تستكشفها بنفسك والثانية هي مجموعة درع Paladin والتي من خلال الاستكشاف البحت، ستتمكن من العثور على كل قطعها ويتميز ذاك الدرع ذو الطابع الفرنسي بجماله، لون الأحمر الوهاج مع محصلة Stats لا بأس بها على الإطلاق. (اسحب لرؤية كل الصور)

خريطة اللعب، محتوى العالم والأنشطة!

للأمانة، خريطة فرنسا أصغر بكثير جداً من خريطة أيرلندا إن أردنا المقارنة وهذا الأمر انعكس على المحتوى بعض الشيء، أينعم هنالك العديد من الأنشطة والأشياء لفعلها ولكن لازلت أشعر بأن المحتوى غير كثيف مقارنة بـ Wrath of The Druids فهو يتضمن ثلاثة عناصر فقط منهم واحدة مكررة بشكل كبير الحقيقة.

مهام فريق المقاومة - Rebel Mission!

عند وصولك لفرنسا، ستتعرف على Pierre والذي يقود حركة مقاومة ضد الملك شارل ومن هنا سيكلفك بالعديد من المهام المنتشرة في خريطة اللعبة والتي تتعاون فيها مع مجموعة من المرتزقة ورجال المقاومة لأجل القضاء على رجال شارل في إطار مهام تكراري بشكل غير عادي ذكرني مباشرةً بمهام الملوك في توسعة Wrath of The Druids والمشكلة أن تلك المهام مربوطة بنظام تطوير يختص برجال المقاومة ليصبحوا أشداء وأقوى ولكن حالت التكرارية دون ذلك ولم أستطع أن أنهي كل المهام التي تمكنني من الوصول لأعلى مستوى سمعة ممكنة للحصول على المكافأة. (اسحب لرؤية كل الصور)

قتال زعماء على استحياء!

توفر التوسعة ثلاث مبارزات خاصة مع ثلاثة من أشهر أو عساي أقول كانوا أشهر فرسان فرنسا وهم عائلة فرسان Lilibonne وبشكل مشابه للغاية ببقايا رجال Ragnar الأشداء الذين تحتاج لأن تكون مستعداً لهم بأقوى عتاد لديك، فيوفر فرسان Lilibonne نفس الفكرة مع إختلاف المسميات وليس أكثر ولكن على غير العادة، كانت تلك المبارزات سهلة بشكل غير عادي ولم يسعف الذكاء الإصطناعي الزعماء بالشكل الكافي، لا أعلم أهذا بسبب قوتي الضاربة أم بسبب خطأ ما ولكن عموماً، كان من الممكن أن تكون المبارزات أفضل.

الـ Assassins متواجدون في فرنسا بالفعل!

تلك هي أكثر نقطة تمنيت أن أجدها في تلك التوسعة ووجدتها بالفعل ولكنها أحبطتني بشكل شخصي، بكل بساطة، سيتوجب عليك استكشاف مقر الاساسنز في باريس وقت العصر الروماني ولكن الدخول إليه لن يكون سهلاً، عموماً يمكنني القول بأن تلك المهام وتشعباتها كانت جزء الألغاز الذي تبحث عنه Valhalla في العادة وليس لدي أية مشاكل مع تلك المهام سوى في مردودها النهائي وتأثيرها على الحبكة العامة، ببساطة لأني انتظرت الأكثر من ذلك ولكن لا بأس.

عالم اللعبة وتصوير الحقبة الزمنية!

لعل أكثر شيء برعت فيه توسعة حصار باريس بدون أدنى شك مع القصة تكمن في كيفية تصويرها لتلك الحقبة الزمنية التي كانت تمر بها فرنسا بشكل رائع ويفوق الوصف بدايةً من مهمة حصار باريس نفسه والسينمائية التي لن أقول عليها بأنها مثالية ولكنها تفي بالغرض من حيث وضعك في موود الحرب والفوضى وكرات المنجنيق النارية التي غطت على سحاب باريس وقتها وما صاحب ذلك من إنفجارات وتهشيم وتحطيم كان كله ممثلاً بصورة قوية ميز تلك المهمة عن غيرها بالذات.

وأما فيما عدا ذلك فتم تصوير ظروف فرنسا التي كانت تمر بها بشكل واقعي جداً، وقتها تفشى الطاعون في كل الأرجاء، انتشرت الفئران التي لا ترحم، زاد العفن، صارت الأجواء كئيبة، تعالت الصرخات والآلام من جانب مجتمع الفقراء الذي كان يعيش على الضفة الجنوبية من العاصمة باريس ببيوت مهمشة من أثار الحرب بين الـ Vikings والفرنسيين من ناحية والمرض والمجاعة من ناحية، مجرد مروري بتلك المناطق في باريس كان كفيلاً بإيصال الفكرة حتى وصلت لمنطقة شمال باريس بمجرد عبوري الجسر لأجد الحياة المتناقصة وكأنها صورة منعكسة على المرآة متمثلة في أحياء غنية، بيوتها سليمة، الهدوء يخيم أرجائها، طرقها مرموقة ومنضبطة وفيها من القصور ما لذ وطاب في إسقاط رائع على تناقضات المجتمع الفرنسي وقتها. (اسحب لرؤية كل الصور)

ولكن الخروج من باريس عموماً والتوجه للريف الفرنسي كان هو الهدية المطلقة، على الرغم من أن القرى شحيحة في هذا الريف إلا أن Ubisoft استطاعت تمثيل الإحساس بالأنس بشكل رائع عند دخولي لأحد القرى الصغيرة، كل منها بشكل مختلف والأروع؟ هي تلك الحقول الواسعة الشاسعة الفرنسية والتي تتلألأ فيها أشعة الشمس بينما تنعكس على أزهار التوليب الحمراء أو الصفراء بشكل يدعوك للإسترخاء ونسيان كل شيءوالإنغماس في هذا الجمال بينما تتنقل بهدوء على ظهر حصانك.

هذا في اعتقادي هو ثاني أهم عنصر في توسعة حصار باريس وأكثرهم تأثيراً علي. (اسحب لرؤية كل الصور)

الأداء التقني والتجربة على PS5!

قمت بتجربة اللعبة على PS5 ومن ناحية البصريات أو دقة العرض فلا خلاف على جودتها، مشكلتي تكمن في بعض المشاكل التقنية التي تنتشر عند الدخول لباريس وتتسبب بـ Stuttering غير عادي ومؤرق جداً للعين يدمر معدلات الإطارات فجأة كما حدث معي موقفين من الـ Crashes حيث كانت اللعبة تخرج بي لقائمة المنصة الرئيسية فجأة وبدون مقدمات.

الخلاصة!

"توسعة حصار باريس للعبة Assassin's Creed Valhalla قدمت قصة رائعة مبنية على طراز مدرسة Assassin's Creed القديمة بشخصيات ذات دوافع مختلفة ستجعلك تشك في نفسك وفي كل من حولك حتى النهاية مع تصوير ممتاز للحقبة التي كانت تمر بها فرنسا وقتها وتمزقها بين الطاعون والحروب والتحول المفاجئ لريف فرنسا البديع الذي يدعو للإستكشاف وبعودة قوية لجذور السلسلة بالمهام التسللية ولكن عدا ذلك، لم تتمكن اللعبة من تقديم محتوى دسم وأنشطة عالم متميزة وفريدة لا يشوبها التكرار"