يُعتبر هذا العام ذهبيًا بالنسبة للناشر الأمريكي بيثيسدا. فقد رأينا منهم خلال هذا العام فقط عدة أعمال متتالية تنم عن جودة عالية في التنفيذ والتصميم في مختلف أنواع الألعاب.

فابتداءً من لعبة Prey المُثيرة للجدل والتي جاءت بتصميم رائع للمستويات المختلفة وحلول مبتكرة للألغاز العبقرية، بالإضافة إلى المحتوى الإضافي الجديد Death of the Outsider لواحدة من أفضل ألعاب بيثيسدا العام الماضي وهي لعبة Dishonored 2. بل وحتى Quake Champions التي قُمنا بتجربة البيتا الخاصة بها في وقتٍ سابق. كما حظينا بفرصة لتجربة لعبة الرعب The Evil Within 2 وأبدينا رأينا عنها في مُراجعتنا الكاملة.

والآن حان موعدنا مع عنوان آخر. عنوان تحمسنا له بشدة لقدومه بعد طول انتظار، وهو عنوان Wolfenstein II: The New Colossus.

Wolfenstein 3D

بدأت سلسلة Wolfenstein عام 1992م من المطور id Software بجزء يُدعى Wolfenstein 3D (نعم نعلم أن هناك أجزاء سابقة جفي الثمانينات لكننا نعتبر هذا الحجوء هو البداية الحقيقية للسلسلة). وساعتها تم تشبيه اللعبة كثيرًا بـ Doom. فاللعبتان تأتيان من نفس الخلفية تقريبًا. وهي ألعاب تصويب من منظور الشخص الأول، تبتكر لك التحديات والمواقف متزايدة الصعوبة فقط لتجبرك على الاستمتاع بميكانيكيات التصويب التي يُبدع فيها المطور id Software كل عامٍ.

هُناك أسطورة متداولة في تاريخ صناعة الألعاب، وهي أن مطور Doom هو من ابتدع أسلوب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أو FPS. وعلى الرغم من عدم صحة هذه الأسطورة إلا أنه يُمكنك أن تُلاحظ من أين أتت هذه الأسطورة.

فقط تخيل أن مطورًا واحدًا id Software يطور خلال عامين متتالين لعبة Wolfenstein 3D ومن بعدها لعبة Doom 1 وكلٌ منهما تُرسخ للقواعد التي يجب أن يتبعها أي مطور يعمل على لعبة تصويب حقيقية! قد يبدو للوهلة الأولى أن كلا اللعبتين سوف تُنافس الأخرى -بالنظر إلى أن كلًا منهما ينتميان لنفس فئة الألعاب وهي التصويب السريع من منظور الشخص الأول) لكن هذا الأمر لم يكن حادثًا ساعتها، إذ كان الفارق الزمني بين الأجزاء الجديدة من اللعبتين لا يقل عن عامٍ كامل. وحتى لو افترضنا وجود المنافسة ساعتها فإن هذا يصب في مصلحة المطور الذي يُعلنها خفية أنه يتسيد هذه الفئة من الألعاب. بل وحتى وقتنا هذا، إن صدق وجود التنافس بين Doom الصادرة في 2016 و Wolfenstein II الصادرة منذُ أيام (وهو أمر مستبعد) فإن هذا يصب في مصلحة بيثيسدا، الناشر لكلا اللعبتين - صحيح أن id Software هم من بدأوا Wolfenstein لكن الأجزاء الثلاثة الأخيرة من تطوير MachineGames، ومع ذلك فإن هذا لا يمنع وجود تعاون مشترك ما بين MachineGames و id Software للعمل على اللعبة وهو ما حدث بالفعل ولعلكم لاحظتموه إن شاهدتم أيًا من مقاطع أسلوب اللعب والتي سوف تجد فيها طابع id Software المميز في ألعاب التصويب.

ماذا لو انتصر هتلر؟!

لست من عُشاق و "دراويش" نظرية الأكوان المتوازية، ومع ذلك فإن هُناك سؤالًا يطرح نفسه دائمًا خصوصًا عند اللحظات الفارقة من التاريخ، وهو ذلك السؤال المؤرق .. ماذا لو؟! ماذا لو لم يتوقف الزحف النازي؟ ماذا لو استولى هتلر على قلب الولايات المتحدة الأمريكية؟ هل سيتغير مجرى التاريخ كُليًا؟

هذا ما تُناقشه قصة السلسلة عمومًا. فعالم اللعبة يدور في زمن بديل حيث استمرت الميكنة الألمانية في تحقيق الانتصارات في قلب أوروبا وواصلت انتصاراتها حتى وصلت الولايات المتحدة الأمريكية.