مراجعة Borderlands The Pre-Sequel !

تواصل أستوديوهات التطوير Gearbox Software في تقديم أجزاء جديدة من سلسلة ألعاب Borderlands التي إنطلقت سنة 2009، ولقد حقق الإصدار الأول لها نجاح ملحوظ سوى على من ناحية التقاييم التي تحصّل عليها أو من ناحية عدد النسخ المباعة، هذا النجاح كان سببا رئيساً في مواصلة المشوار و لقد تم تقديم جزء جديد من السلسلة تحت عنوان Borderlands 2 الذي بدوره حقق مبيعات كبيرة تقدر بأكثر من 5 ملايين نسخة و الصادر في سنة 2012.

هذين الجزئين كانا على أجهزة الجيل السابق بلاي ستيشن 3 و اكس بوكس 360 جنبا إلى جنب على الحاسب الشخصي (PX/Xbox360/PS3)، وبعد الإعلان عن قدوم أجهزة الجيل الجديد بلاي ستيشن 4 و اكس بوكس ون ظننّا أنَّ الإصدار القادم من هذه السلسلة سيكون على هذه الأجهزة وبعد فترة كما كان متوقعا تم الإعلان رسميا عن قدوم جزء جديد أخذ إسم Borderlands The Pre-Sequel ! ولكن تفاجأنا أنَّ إصداره سيظل على أجهزة الجيل السابق.

كتابة جيّد جدَّا لسيناريو القصة:

تدور مجريات أحداث هذا الجزء الجديد مابين أحداث الجزء الأول Borderlands و الجزء الثاني Borderlands 2 من السلسلة، فأحداث القصة ستجري على سطح كوكب Pandora حيث الجاذبية فيه منعدمة وسيترتب على إختيار المطورين لهذا المكان عدّة أمور سنذكرها لاحقا. في هذا الإصدار سنكون هذه المرّة أصدقاء مع شخصية Handsome Jack قبل أن يكون العدو اللدود، أي أننّا سنعود للماضي مع هذه اللعبة. اللاعب سيتقمص شخصية من بين 4 شخصيات يختارها منذ بداية اللعبة وستكون الشخصية المختارة من طرف الاعب واحدة من إحدى الموظفين لدى Handsome Jack الذي قام بتحطيم المحطة الفضائية Hyperion بالقمر، وبما أنّك تعتبر موظف عنده ستقوم بمساعدته على إصلاحها. هذا صحيح، أنت الآن تعمل تحت إمرة الشرير الأخطر في Borderlands 2، وستكون شاهداً على رحلة تحوله من قائد محب للخير إلى الرجل الشرير، بلا ريب إختيار هذه القصّة كان قراراً صائباً و طريقة كتابتها كانت عمقية، فهي تترابط مع أحداث السلسلة ولاتخرج بتاتاً عن الموضوع.

أسلوب اللعب غني ولكن ...

ذكرت سابقا أنَّ إختيار كوكب Pandora سيترتب عليه عدّة أمور التي ستكون لها تأثير على أسلوب اللعب، فهذا الكوكب يتسم بإنعدام الجاذبية بالتالي سيكون هناك إضافتين جديدتين في هذا الإصدار مبنيتين على ميزة إنعادم الجاذبية سأذكرهما لكم بعد قليل. مما لاشك فيه أنَّ أول شيء سيتفطن له اللاعب و أول ملاحظة سيقوم بذكرها أنَّه هناك تشابه كبير من ناحية أسلوب اللعب مع الإصدارات السابقة، ولكن كل الإصدرات الجديدة لسلسلة ألعاب معينة لابد أن تستفيد من إضافات، لمسات و تعديلات من هنا ومن هناك حتى ولو كانت بسيطة جدا من باب إعطاء نكهة خاصة ، لذلك فإنَّ هذا الإصدار تحقق فيه هذا الأمر فنجد ميزة إنعدام الجاذبية التي تخول لنا القدرة على القفز لمسافات معينة والتي ستجعنا نتفادى طلقات الأعداء و نصعد إلى أماكن مرتفعة و نمر من مكان إلى مكان لارابط لهما الخ... وايضا إنعدام الجاذبية يقتضي إنعدام الأكسجين وبالتالي هذا الأمر سيفرض علينا الحصول عليه من خلال محطات معينة او تشغيل جهاز أكسجين او خوذة خاصة تقدم لنا هذا الشيء القيم لفترة معينة وإذا نفذ الأكسجين منك فإنّك ستموت لا محالة.

صدق أو لاتصدق أن رغم إفتقراء هذه اللعبة إلى محتوى قيم أو شيء مذهل يميّزها عن بقية الإصدارات الأخرى بل هي حتى اصلا إصدار للجيل القديم، لكن قضيت ساعات من اللعب ولم أمل قط وإلا اللحظة لاأعرف ما السبب وراء هذا الامر، لكن من الممكن جدًّا أن يكون أسلوب العب الفريد من نوعه الذي تتسم به هذه اللعبة والتي تعودنا عليه وأحببناه في الإصدارات السابقة وراء إستمراري في اللعب. . كالعادة العبة توفر الإشتباكات الحادة والشرسة مع الأعداء التي تختلف من عدو إلى عدو بحسب إختلاف قوتهم، فالاعداء تختلف أشكالهم، قدراته وقوتهم بل ذكائهم الإصطناعي ممتاز، اي أنَّك تجدهم يتجهون إليك، عدائيين يحاولون تجنب الطلقات النارية التي توجهها لهم وشخصيا لم ألاحظ تصرفات غربية أو غباء يصدر منه.

رغم أنَّ نظام الشراء والبيع وترقية الشخصية وغيرها نفسه في الإصدارات السابقة الا أنّنا على الأقل وجدنا معدات وأسلحة جديدة التي تختلف إحصائياتها في مابينها البعض لذلك أنصح دائما بالحمل الاسلحة الأقوى لأنَّ الأعداء فعلاً شرسون، وقد تحتاج إلى أسلحة مختلفة للقضاء على بعض الأعداء ولكن في نفس الوقت قد تعتمد على سلاحين فقط بشرط ان يكونا الأقوى وأكثر فتكاً في تلك المراحل. اللعبة كما تعودنا عليه سابقاً فهي تمتاز بكم هائل من الأسلحة ذوات تصاميم فريدة من نوعها ورائعة وغير متكررة، كما أن الأسلحة متوفرة بجميع أشكالها من مسدسات إلى رشاشات و بنادق و حتى الأسلحة الثقيلة مثل قذائف الصورايخ RPG.

المركبات كما في الجزئين السابقين تعود من جديد، والتي ستضيف بدورها نكهة خاصة أيضاً فلن يقتصر القتال فقط بالأسلحة بل أيضا القتال بالمركبات سيكون حاضر، بالإضافة أنَّ المركبات سوف تعطيك قدرة أسرع على التنقل من مكان إلى أخر في فترة قصيرة جدَّا مع توفر خاصية التنقل السريع للمناطق بشرط أن تستكشافها أولا. إنَّ المركبات هي واحدة من الأشياء التي لم تقم Gearbox بمراجعتها وتخصيص وقت أطول لتطويرها وأنا أقصد أنَّ المطورين إلى حد الحين لم يقوموا بإصلاح نظام القيادة الذي لزال سيء، وقد أو ربما ستتعود عليه بعد فترة إلا أنَّ الكاميرا المزعجة ووجود بعض الأخطاء الفيزيائية يزيد الطين بلة.

عالم Borderlands The Pre-Sequel ! يتعتبر كبير ولكن من أكبر عيوب اللعبة هو الذهاب والإياب من نفس المكان أكثر من مرّة، وهذا يعود إلى سبب خطية المهام، أي أنّ المطورين يجبرون اللاعب على المرور من هذا الطريق لإنجاز المهمة المحدّدة، للأسف لزلنا نواجه و نشعر بالتضييق المُسلط على طريقنا في اللعب، فإصدار Borderlands The Pre-Sequel ! لزال يواجه معضلة كبيرة إفتقار اللعبة للحرية وإنسابية أسلوب اللعب.

رسوميات معتاد عليها:

إصدار Borderlands The Pre-Sequel ! يمتاز بالرسوم والبيئات المحترفة التصميم مع مؤثرات بصرية نذكر على سبيل المثال الإنفجارات والأضواء التي ظهرت بشكل ممتاز...، رغم كونها لعبة كرتونية ولاتقدم رسوم واقعية ويبقى هذا الأمر ليس بالسلبي أبدا بالإضافة إلى التنوع البيئي لن يصيب اللاعب بملل المرئيات إلا أنَّ نلاحظ أنّه تم الحفاظ على الرسوميات الموجودة في الجزء السابق دون أي تحسيين يذكر بل أصلا هناك أخطاء قد يلاحظها اللاعب إذا دقق على بعض الأمور المرئية.

الصوتيات:

لزلنا نجد تلك الحورات بين الشخصيات الطريفة والمليئة بالسخرية، فعلا شدتني بشكل كبير فصراحة لست من محبي سماع الحوارات في الألعاب لكن في هذه اللعبة بالتحديد لم أفلت سماع أي حوار نظرا لطريقة تقديه الفكاهية التي تشد المسامع. بالإضافة إلى أنَّ الأصوات والموسيقي التصويرية ككل كانت رائعة داخل اللعبة و تبعث الحماس في نفوس اللاعبين و تتغير بحسب تغيير الموقف وإختيارها كان إختيارا صائبا يجعلك تشعر أكثر فأكثر بالموقف.

الخاتمة:

لعل قرار إصدار Borderlands The Pre-Sequel ! على أجهزة الجيل السابق كان السبب في عدم تقديم تجربة جديدة كليا تتفوق على التجارب واللحظات التي عشناها ومررنا بها في الجزئين السابقين، إلا أنَّ العبة حافظت على أفضل نقاط قوة السلسلة مع إضافة بعض الأشياء السطحية التي أدت نوعا إلى تغيير الجوء العام للعبة مع طريقة سرد القصة وتصاميم ممتازة لكن هذا ليس كافي مطلقا لإشباع رغبة اللاعب في الشعور بتجربة حقيقة مذهلة، وكان من الممكن أن تظهر اللعبة بشكل أفضل لو تم التقليل من العيوب مع إضافات عدة أشياء بارزة وجيدة من شأنها أن تكون نقاط قوة جديدة لهذا الإصدار. في العموم Borderlands The Pre-Sequel ! تعتبر لعبة تصويب جيدة فيها لحظات شيقة و طريفة، وأي محب لهذه السلسلة فلن يدع هذا الإصدار يفوته.