في 26 يناير الماضي صدرت واحدة من أشهر الألعاب اليابانية التي تسللت على مدار حياتها في الأجزاء السابقة إلى لاعبي المنطقة العربية، وهي لعبة Monster Hunter : World .. صدرت أولى أجزاء سلسلة Monster Hunter عام 2004، وفي أغلب الأحوال كانت السلسلة تقتصر على الجمهور الياباني على المنصات المنزلية من الشركتين اليابانيتين الكبيرتين نينتندو وسوني (بترتيب الأولوية بالنسبة للجمهور الياباني).

Monster Hunter : World صيد الوحشو

ولكن مع Monster Hunter : World تم إطلاق اللعبة في العالم كله كما يقترح اسم اللعبة World .. ولأول مرة أيضًا تنطلق اللعبة على المنصات المنزلية الثلاث PC و PS4 و Xbox One بترجمة عربية.

المثير للاهتمام هُنا، أن اللعبة في جزئها الجديد تختلف اختلافًا جذريًا عما اعتدنا أن نراه مع الألعاب اليابانية عمومًا ومع سلسلة Monster Hunter خصوصًا .. لذا ما الجديد الذي جاءت به لعبة Monster Hunter : World لتلاقي إعجاب مجتمع اللاعبين غير اليابانيين بالإضافة إلى اليابانيين أنفسهم؟ هذا ما نُجيب عنه من خلال مراجعتنا للعبة Monster Hunter : World .

https://youtu.be/MkXWTxd6G6M

تدور قصة اللعبة في عالمٍ خيالي، اكتشف فيه البشر أرضًا جديدًا سموها "New World" على أمل أن تكون تلك الأرض ملاذًا للبشر يومًا ما حينما تنتهي الأرض الحالية. ومن ثم يقع عبء استكشاف تلك الأرض والتأكد من ملائمتها للحياة البشرية على مجموعة من المستكشفين الذين يزورون تلك الأرض على هيئة بعثات.

تبدأ معك اللعبة وأنت جزء من طاقم البعثة الخامسة التي زارت العالم الجديد أو "New World" وذلك بعد أن تبين أن الأرض الجديدة تحتوي على تنين معمر أو "Elder Dragon" يتوجب القضاء عليه قبل أن تكون الأرض "الجديدة" قابلة للحياة، وذلك لأن لدى ذلك الكائن العملاق القدرة على شق الأخاديد وإثارة الزلازل ومن ثم تغيير شكل الكتلة الصلبة على وجه الأرض وهو ما يعني بالتبعية أن الحياة على ظهر الأرض يقع في في يد تنين خامد في باطن الأرض. مهمتك الأساسية هي القضاء على التنين المعمر من أجل التأكد أن الأرض الجديدة مكان صالح لاستضافة البشر يومًا ما.

أثناء رحلتك الطويلة للقضاء على التنين المعمر، سوف تواجه مجموعة من الوحوش الكثير في اللعبة والتي سيقع على عاتقك مهمة اصطيادها وتنظيف الأرض منها. وهلم جرا

قصة جيدة، ولكن ..

قصة اللعبة كما تبين لك من الأسطر أعلاه، عظيمة وواعدة. لكن طريقة عرضها كانت سيئة بدرجة كبيرة. لكن دعنا لا نظلم مطور اللعبة، فلعل هذا العيب متواجد في النسخة العربية المدبلجة والمترجمة من النسخة الإنجليزية المأخوذة عن النسخة اليابانية من اللعبة فقط .. مشوار طويل .. أليس كذلك؟ نحن نرجح أن السبب وراء طريقة عرض القصة السيئة في نسختنا كانت بسبب الدبلجة غير الجيدة، والتي كانت تحتوي أحيانًا على بعض الحوارات المكتوبة فقط .. بمعنى أن الدبلجة لم تتطرق لتلك الحوارات على الإطلاق، وهي في الأغلب حوارات من الشخصيات داخل عالم اللعبة NPCs والتي تؤثر كثيرًا على طريقة عرض القصة وتسلسل أحداثها.

كما يقترح اسم اللعبة، فإن Monster Hunter: World تتمحور حول اصطياد الوحوش في عالم كبير غير مفتوح مكون من أربعة مناطق رئيسية وبعض المناطق الفرعية التي تذهب إليها فقط في بعض أجزاء من القصة. اللعبة باختصار عبارة عن سلسلة من معارك الزعماء Boss Fights مع أنواع مختلفة من الوحوش الكبيرة، والتي يجب عليك أن تبذل الكثير من المجهود حتى تصل إليها، سواء كان ذلك بمطاردتها أو نصب فخاخ في طريقها كذلك سوف تختلف طريقة القضاء على كل وحش بناء على معلومات تقدمها لك اللعبة أو تتعلمها بنفسك، إذ إن لكل وحش نقطة ضعف معينة يمكنك استغلالها لتساعدك في قتله بشكل أسرع.

كذلك تعطيك اللعبة حرية كبيرة في تصميم شخصيتك والتعديل على مظهرها الخارجي، لا يتوقف الأمر عند المظهر الخارجي، ولكن أيضًا لديك الحرية باختيار أسلوب اللعب المناسب لك، وذلك من خلال اختيار أسلحة معينة. إذ تأتي اللعبة بأنواع مختلفة من الاسلحة، منها الأسلحة الهجومية، والدفاعية، ومنها الأسلحة لاصطياد الأعداء عن بُعد، كل تلك الأسلحة تدعم أساليب اللعب المختلفة، وهو أمر حرص عليه المطور لدرجة أنه أفسد نظام الـ RPG الخاص باللعبة.

أول عيوب اللعبة ..

نظام الـ RPG في اللعبة، يعيبه أنه يفتقد جزءًا في غاية الأهمية، وهو الإحصائيات أو Stats الخاصة بالشخصيات، فهذ الأمر غير موجود في اللعبة، وبدلًا منه يمكنك تطوير أسلحة بعينها. يظهر العيب هُنا عندما يعجبك أحد الأسلحة الهجومية على سبيل المثال، وترغب في الاستمرار معه بسبب شكله أو الكومبو الخاص به أو أيًا يكن. ساعتها سوف يكون دفاعك ضعيفًا ولن يكون لديك القدرة على تطوير دفاعتاك من خلال تطوير شخصيتك، إما أن تقتني دروعًا أقوى، أو ستظل دفاعاتك قابلة للاختراق. ربما الميزة الكبيرة لمثل هذا الأمر هو وجود عدد لا نهائي من احتماليات الأسلحة التي يمكن أن تلعب بها، لكن كان الأفضل لو تم بناء نظام RPG كامل، مع خيار لإعادة توزيع نقاط التقدم بحيث يمكنك تغيير شخصيتك.

أسلوب القتال ..

تحتوي اللعبة على 14 نوع مختلف من أنواع الأسلحة ومن ثم فإنه لا غرابة أن يأتي أسلوب القتال بشكل متنوع ما بين نوعين من الضربات، وعلى الرغم من عنصر التنوع الكبير الموجود في أسلوب القتال، إلا أن ما يعيبه أمران على وجه التحديد:

الأول: نظام الـ Lock الخاص بالكاميرا والذي يتجاوز أحيانًا حركتك ليقوم بتحريك الكاميرا في الاتجاه المناسب بحيث يبقا الوحش دائمًا أمامك، ما يعيب هذه الآلية، هو أنه قد يكون من الصعب أحيانًا تجاوز ضربات الوحش عندما تكون في وضع توجيه الكاميرا التلقائي Lock كذلك قد يكون هذا الأمر سببًا في عدم إصابة سهامك لنقاط ضعف الوحش كما خططت.

الثاني: هو أن اللعبة لا تحتوي على خيار لإلغاء أي حركة أو أنيميشن يحدث في الوقت الحالي أو ما يعرف اختصارًا بـ Cancel Animation .. بمعنى أنك ما إن بدأت بتنفيذ أمر معين فإنه سوف يتم للنهاية، لا إمكانية للتراجع هُنا. وهذا عيب كبير بالنسبة للعبة تعتمد على معارك الزعماء المتغيرين إذ يتعمد المطور أحيانًا أن يجعل الوحش يقوم بحركة مفاجئة خارجة عن النمط، وساعتها فإنك في حاجة لقرار سريع لتفادي ضربات الوحش، لكن إن صادف هذا الأمر وجود أمر مسبق منك لفعل معين، فلن يمكنك إلغاء هذا الفعل، على أقل تقدير، يجب أن يكون هُناك إمكانية للـ Cancel Animation عند تنفيذ الحركات الدفاعية مثل المراوغة (التفادي - Dodge) أو عند صد الضربات.

نظام التقدم ..

مؤخرًا صار نظام التقدم في الألعاب محل جدال كبير، خصوصًا بعد أن اتخذ منه بعض المطورين (على رأسهم مطوري EA) وسيلة لتهريب سياساتهم المالية المخادعة إلى الألعاب. لكن ولحسن الحظ نظام التقدم في لعبة Monster Hunter: World جيد إلى حد كبير.

لن تكون في حاجة للـ Grinding الممل أو أن تعيد نفس المهمة مرارًا وتكرارًا وتقتل نفس الوحش عدة مرات متتالية من أجل أن تحصل على سلاح معين أو تقوم بترقية أحد أسلحتك، بل على العكس تمامًا، صيد الوحوش في هذه اللعبة هو أكثر شيء ممتع من الممكن أن تفعله في تلك اللعبة، وذلك لأن الجوائز التي تحصل عليها من خلال صيد الوحوش قيمة للغاية. بحيث تجبرك اللعبة على التقدم دائمًا للأمام وتحدي الوحوش الأكبر، حتى تصل إلى نقطة يكون من الصعب فيها أن تقتل الوحش بمفردك وساعتها سوف يدخل عنصر اللعب التعاوني CO-OP في اللعبة. إذ سوف تكون في حاجة لتتعاون مع ثلاثة لاعبين آخرين من أجل القضاء على الوحوش الأكبر حجمًا. سوف تجمعك اللعبة مع لاعبين على وشك إنهاء نفس المهمة، وإن لم تجد لاعبين متوفرين في الوقت الحالي، يمكنك أن تدخل المهمة، ثم تستدعي أحد اللاعبين من خلال الـ Matchmaking ليأتي ويساعدك على القضاء على الوحش، وفي المقابل سوف يحصل هو على جوائز مرضية أيضًا تساعده على التقدم السريع في اللعبة. الحل الأبسط من ذلك هو أن تقوم بإنهاء المهمة مع أصدقائك.

الجانب التقني ..

من ناحية الجرافيك .. اللعبة لم تقدم أي شيء جديد، لكن لا يمكننا أن نشتكي، فلا يوجد بها أخطاء في هذا الجانب.

من ناحية الصوت .. حدثناكم عن مشكلة الدبلجة السيئة التي أثرت بشكل واضح على طريقة تقديم القصة. كذلك

من ناحية التصميم .. هذه هي نقطة قوة اللعبة، فعلى الرغم من أنك تصنع نفس الشيء طوال اللعبة، إلا أن تصميم عالم اللعبة المتنوع أعطانا دافعًا للاستمرار. كذلك تنوع تصميم الأسلحة والوحوش وطرق قتلها من خلال نقاط الضعف المختلفة، جعل الشيء الوحيد الذي تقدمه اللعبة (صيد الوحوش - Monster Hunting) أمرًا في غاية الروعة وأبعد ما يكون عن الملل.

لن نشتكي مرة أخرى من نظام الكاميرا Camer Lock في اللعبة، ولن نشتكي مرة ثانية أيضًا من عدم وجود إمكانية لإلغاء أفعال معينة من خلال Animation Cancel.