مقدمة

منذ ما يقرب الثلاث سنوات تقريباً حدث تغيُّر في عالم التقنية ، تغيُّر لا نراه عادة الا كل جيل كامل من العتاد وتغير لا نراه كثيراً سواء كنا نتحدث عن عالم التقنية أو عالم الشركات بشكل عام . فلمن يذكر تحديداً كيف كان الوضع آنذاك في نهايات عام 2016 سيعرف تحديداً كيف كان الوضع في ذلك الوقت . في تلك الفترة تحديداً يمكننا القول أن عالم الحوسبة والمعالجات بشكل عام كان قد وصل الى مرحلة من استقرار السوق ، فاذا قمت بالنزول من منزلك في ذلك الوقت وذهبت الى احدى متاجر شراء قطع الهاردوير لتقوم وقتها بالتحديث لأخر ما توصلت اليه التقنية أو لنقل لتقوم بتحديث جهازك بشكل عام ، سيقوم المختصون وأصحاب تلك المحال ببساطة بعرض مجموعة من المنتجات أمامك من بينهما بالطبع المعالج المركزي والمعالج الرسومي ، وعندما تنظر الى الصناديق التي كانت تأتي فيها تلك القطع فقد كان يطغى عليها اللون الأزرق في حالة كنا نتحدث عن المعالجات المركزية أو اللون الأخضر في حالة المعالجات الرسومية ، وذلك بالطبع لأن تلك الفترة كانت تشهد سيطرة مدوية لكل من Intel و NVIDIA في سوق الحواسيب ، سواء كانت حواسيب محمولة أو مكتبية على حد سواء ، ولكن سرعان ما تلاشت هذه السيطرة مع دخول عام 2017 ليجلب لنا تلك العاصفة التي قلبت الطاولة على رأس Intel لتُعيد AMD من على شفى الإفلاس لتنافس انتل على عرش الحصة السوقية للمعالجات المركزية اليوم .

تلك العودة كانت بمثابة الصاعقة بالنسبة لـ Intel في الحقيقة والتي جعلها تتخبط حتى وقتنا الحالي ، فعلى ما يبدو العملاق الأزرق لم يكن في حسبانه أن هناك شركة تستطيع أن تنهض من الرُكام بهذا الشكل وبهذه القوة ، فمعالجات Bulldozer فشلت فشلاً ذريعاً كاد أن يُطيح بالمنافس تماماً لدرجة الإفلاس ، فارق الأداء كبير للغاية ودرجات الحرارة مرتفعة وأعداد كبيرة من الأنوية التي لا طائل منها ولا فائدة . ولكن الجيل الجديد Ryzen الذي جاء مع معمارية جديدة تماماً وهي معمارية Zen ، قدّم شيئاً مميزاً للغاية ، هذا الشيء ليس فقط الأداء المميز للنواة الواحدة أو معدلات التعليمات لكل دورة الأعلى IPC أو حتى درجات الحرارة واستهلاك الطاقة المميزة أو غيرها من المميزات الأُخرى . ولكن الشيء المميز بالفعل والذي قام بتغيير سياسة انتل من الأساس كان عدد الأنوية .

في ذلك الوقت كانت انتل تتباهى بمعالجات Core i7 الخاصة بها والتي تأتي مع أربعة أنوية وثمانية خيوط للمعالجة ، لتكون هذه هي المعالجات الأسرع والأفضل للمستخدمين ، بل وكانت تتوافر بأسعار كبيرة بالنسبة لذلك الوقت . وهنا جاءت الصدمة ، فمعالجات AMD تأتي بضعف عدد الأنوية تماماً ومع ضعف عدد خيوط المعالجة أيضاً ، لتقدم أداء وصل للضعف مع بعض البرامج . وليكتشف الجميع أن انتل لم تكن تُقدم أفضل ما عندها ولكنها كانت بشكل ما تتلاعب مع المستخدمين فهذا هو المتاح أمامك وإلا فلا ، لذا فلا يمكننا الا أن نُثني على AMD حسناً ما صنعت فقد أنقذتنا جميعاً من الجشع سواء كنت من محبي المعسكر الأحمر أو الأزرق على حد سواء فلا تلومني يا صديقي فهذا ليس تحيزاً ولكنه اقرار بالواقع الصريح ، فأنت نفسك تدين بالشكر لAMD على نقلنا لمرحلة جديدة من المعالجات المركزية من ناحية السعر والأداء على حد سواء !! .

واستمرت المعركة بعد ذلك لتصبح معالجات AMD في كل مكان ومن باب المنافسة بدأت انتل تزيد من أعداد الأنوية في المعالجات لتستطيع مجابهة AMD في البرامج والألعاب الداعمة لتعدد الأنوية ، وقد كان . فلولا ظهور AMD في ذلك الوقت ومع هذا العدد من الأنوية لكنّا ليومنا هذا نعاني مع أربعة أنوية فقط كما ظل الأمر لعشر سنوات كاملة التي تفوقت فيها Intel منذ جيل Athlon x64 . بل والأدهى هو أننا بعد ثلاث سنوات فحسب نرى معالجات الجيل الثالث من Intel تأتي مع نفس عدد الأنوية والترددات التي كانت تأتي بها معالجات انتل الأقوى منذ ثلاثة أعوام فحسب ، وبنصف الثمن أيضاً أو أقل.

ولكن وكما هي العادة في هذه السنوات الثلاث ، لا تنفك انتل من اطلاق معالج أو منتج جديد الا وترد عليها AMD مع معالج أو منتج منافس جديد ، فمن كان يتوقع أن نرى يوماً معالجاً بأربعة أنوية وثمانية خيوط معالجة وبسعر أقل من 100 دولا (99.99 دولار في الحقيقة $ لذا يمكننا القول 100 أيضاً) . أو أنه يمكنك عمل منصة للألعاب (لوحة أم ومعالج) بسعر 200 دولار تقريباً ؟! . لا أظن أن أحداً توقع ذلك ، ولكن هذا هو الحال مع معالجيّ Ryzen 3 3300X و Ryzen 3 3100 الجديدان من AMD ، وقد تحدثنا بالفعل عن المعالج الأكبر Ryzen 3 3300X ، لذا فدعونا نتحدث عن الوافد الأصغر Ryzen 3 3100 ، معالج الألعاب الأرخص على الاطلاق !! .

نظرة على معمارية ZEN 2 ومعالجات RYZEN 3000

قبل أن نتكلم عن المعالج الذي بين أيدينا (تحدثنا من قبل عن معالج Ryzen 3 3300X ولكن اليوم سنستعرض أداء الأخ الأصغر Ryzen 3 3100 ) ، يجب علينا أن نسترجع معاً كل ما تُقدمه معمارية Zen 2 مع معالجات Ryzen 3000 ، لنرى ما الذي يُمكننا توقعه من المعالجات الجديدة اليس كذلك ؟!

توفر المعمارية الجديدة دقة تصنيع أقل في هذا الجيل ، حيث أن الجيل الثالث من رايزن هو الأول الذي يعتمد علي دقة تصنيع 7nm وهذا يعني استهلاك طاقة مُحسن بالطبع يُمكن تلخصيه في النقاط التالية :

  • زيادة في الأداء لكل واط بنسبة تصل حتى 75% مُقارنة بالجيل السابق 12 NM LP
  • زيادة في الأداء لكل واط بنسبة تصل حتى 58% مُقارنة بالجيل الأخير من مُعالجات إنتل بمعمارية 14 نانوميتر.
  • زيادة في الترددات تصل إلى 350 ميجاهرتز على نفس الفولتية في الجيل السابق.

معمارية Zen 2

على الرغم من أن الأجيال السابقة من Ryzen قد قدموا الكثير من التطور والمنافسة لشركة انتل على الكثير من الأصعدة ، الا أن معمارية Zen 2 تعد قفزة كبيرة لشركة AMD في سوق تصنيع وحدات المُعالجات المركزية مقارنة بالجيلين السابقين حيث تأتي مع الكثير من التغييرات التي أطاحت بمعالجات الجيل التاسع من إنتل من المُنافسة بأداء أفضل ودقة تصنيع اقل وكذلك سعر أقل ، حيث تم تصنيع المعمارية بناءً على التطور الذي وصلت اليه كلُ من الجيلين الأول والثاني “Zen” و “Zen +”، والسبب هو لأن البنية الدقيقة “Zen 2” تحتوي على العديد من التحسينات المصممة لتحسين عرض النطاق الترددي للرقاقة والحفاظ على البيانات والنتيجة لتلك التغييرات علي المعمارية يُمكن حصرها في بعض النقاط مثل : مُضاعفة حجم ذاكرة التخزين المؤقت بشكل كامل Micro-Op حيث إصبحت الآن بحجم 4K .

  • مجموعة تعليمات جديدة AVX-256 تُساعد في أداء أفضل مع برامج الإنتاجية ومُعالجة الفيديوهات.
  • تحسين عرض النطاق الترددي للتحميل والتخزين في جميع أنحاء الجهاز ، مما يزيد من الإنتاجية عن طريق الحفاظ على المزيد من البيانات على الشريحة.
  • حجم ذاكرة التخزين المؤقت L3 المضاعفة إلى 32 ميجابايت لكل CCD ، مما يقلل من زمن الوصول الفعال للذاكرة بما يصل إلى 33ns وهو أمر ممتاز للألعاب.
  • تحسين أداء المُعالجة المتزامنة SMT لتحسين العمل مع وحدات ALU و AGU وتقليل التضارب فيما بينهم .
  • تفادي المخاطر الأمنية التي كانت تُصيب بعض المُعالجات مثل Spectre , Meltdown و ZombieLoad حيث لن تتأثر مُعالجات الجيل الجديد ببتلك المخاطر الأمنية.
  • الدعم التلقائي لتردد الذواكر 3200MHz بعد ان كانت 2933MHz  في الجيل السابق على الوضع الإفتراضي.

ما هو AMD Game Cache؟

على الرغم من أن معمارية Ryzen في جيليها الأول والثاني قدمت لنا الكثير من التطور من الناحية الكُلية كمعالجات جديدة وخصوصاً في مجالات تعدد الأنوية وباقي المميزات التي تحدثنا عنها ، الا أنها كانت ينقصها أمر واحد مهم للغاية وهو الأداء مع الألعاب . حيث كانت AMD لا تزال متأخرة من ناحية الأداء مع الألعاب مع الجيل الأول والثاني من المعمارية الجديدة (والتي أعتبرهم جيل واحد في الحقيقة وجيل مُحسّن) ، والسبب هناك كان بشكل رئيسي ناتج عن الترددات الأقل وذاكرة التخزين المُخبأة بالتأكيد .

و من اجل ذلك قدّمت AMD مع هذا الجيل تقنية Game Cache وهي عبارة عن زيادة حجم الذاكرة المُخبئة من المستوى الثالث ليصل إلى 32 ميجابايت وهو ضعف ذلك من معمارية “Zen” و “Zen +” وهو الأمر الذي يُترجم إلى زيادة في الأداء مع الألعاب مع تقليل أزمنة التأخير.

من المُفترض ان تتيح هذه التغييرات تحسينات هائلة لهذا الجيل في العموم مُقابل Ryzen 7 2700X من الجيل السابق في أداء الألعاب بنسبة تصل إلى 34٪ في ألعاب الرياضات الالكترونية مثل Counter-Strike: Global Offensive وحوالي 30 ٪ في لعُبة League of Legends و 22 ٪ في PUBG ، إو بشكل إجمالي من المُفترض ان يُقدم الجيل الجديد نسبة زيادة قدرها 21% عن مُعالجات الجيل السابق مثل 2700X على سبيل المثال فى الألعاب وهي زيادة ممتازة ، كل هذه النسب والأرقام سوف نتعرف عليها بشكل حقيقي وبالتفصيل خلال جزء إختبارات المُراجعة للأداء لاحقاً في هذا المقال.

تقنية Precision Boost 2 ، ما الجديد الذي تُقدمه ؟!

عملية كسر السرعة في المعالجات بشكل عام ليست سهلة لجميع المُستخدمين ، ولكن شركة AMD أرادت أن تجعلها متاحة للجميع ، وهو ما أشارت اليه الشركة من قبل بأنه مع التطور في العتاد لن يُصبح هناك ما يسمى بعملية كسر السرعة من الأساس ، والسبب هنا ليس لأن الشركة تُريد أن تحرم المحترفين من التمتع في تغيير الاعدادات أو ما شابه ، ولكن ببساطة لأنها ستوفر أفضل ترددات ممكنة مع المعالجات الرسومية والمركزية الجديدة ، سواء كان ذلك عن طريق الترددات الأصلية التي تأتي بها هذه المعالجات ، أو عن طريق تقنيات كسر السرعة التلقائية التي توفرها الشركة مثل تقنية Precision Boost 2 .

ولمن لا يعلم فهذه التقنية ماهي الا خوارزمية تعزيزية تدفع الأنوية إلى أعلى تردد ممكن ذا كان مُستوى الحرارة و استهلاك الطاقة يسمح بذلك ومعني هذا ان هنالك حد لذلك حيث أن بمجرد الوصول إلى الحد الأقصى من مستويات الطاقة والحرارة سيقوم المعالج بتقليص التعزيز وتقليص التردد حتى يتغير الموقف وهي عملية تحدث كل دقيقة  وتمنح المُستخدم إمكانية  زيادة تردد التشغيل للأنوية جميعها مع مختلف سيناريوهات الضغط و التطبيقات و الألعاب وهو ما يدفع بأداء وحدة المعالجة المركزية إلي أقصي أداء ممكن .

هذه التقنية ليست بالجديدة في الواقع حيث كانت تتواجد منذ الجيل السابق لوحدات المُعالجة المركزية من AMD وتطورت كثيراً عن الجيل الأول حيث أنها هذه المرة تتمتع بمرونة أكبر في التغيير ، فمع الجيل الأول كانت هناك سيناريوهات ومحطات واضحة للترددات ، ولكن مع الجيل الجديد فلا يوجد أية قيود لهذه التقنية ويمكن أن يتغير التردد بشكل سلس للغاية .

مقبس AM4 يؤكد أن AMD مازالت باقية على العهد!

لا شك ان من أهم الأشياء التي تعزز ثقة المُستخدمين بشركة AMD هو تحقيقها لوعودها دائماً وابداً ، بناء الثقة بين الشركة والعميل وتحقيق مبدأ السعر مقابل الأداء هو من أهم عوامل النجاح (وهو الأمر الذي تسعى AMD دائماً لتحقيقه ) . ولعل في دعم الشركة المستمر حتى الآن لمقبس AM4 خير دليل على ذلك ، حيث ان هذا الجيل الجديد من مُعالجات Ryzen مازال يعتمد علي نفس مقبس AM4 ، ليُصبح بذلك أحد أكثر المقابس عمراً في تاريخ المعالجات المركزية ، حيث أنه حمل مُعالجات بدءاً من Excavator ( وهو الجيل الرابع من معمارية Bulldozer المشؤومة) ذات عدد 4 أنوية و 4 خيوط بدقة تصنيع 28 نانومتر ووصولاً الى الجيل الحالي من معمارية Ryzen مع عدد 16 نواة و 32 خيط مُعالجة بدقة تصنيع وصلت إلى 7 نانوميتر ، بل ومازالت هناك سنة أخرى في عمر هذا المقبس كما وعدت الشركة ، بالطبع انه أمر رائع ويستحق الإشادة مننا جميعاً على ما حققته AMD في هذا الخصوص.

AMD AM4 Socket

وعلى عكس المقبس الذي لم يتغير ألا إن AMD قامت بتقديم مجموعة جديدة من الشرائح لتُرافق الجيل الجديد من المُعالجات مع حرص AMD أيضاً على أن تكون المُعالجات متوافقة مع الشرائح الأقدم بدءاً من شريحة B350 وصولاً إلى شريحة العام السابق X470 مع تحديث بسيط لوحدة الإدخال والإخراج الرئيسية BIOS لتكون متوافقة مع الجيل الجديد . الشرائح الجديدة هي شريحة X570 والتي تُعد شريحة الأداء العالي وأصحاب الميزانيات الجيدة ، والشريحة الأُخرى هي شريحة B550 الجديدة المخصصة للفئة الاقتصادية والمستخدمين التقليديين ، والتي بالمناسبة سنتحدث عنها اليوم في مقال منفصل .

نظرة سريعة على معالجيّ RYZEN 3 3300X و RYZEN 3 3100 وشريحة B550

قبل البدء في استعراض النتائج التي بالطبع ينتظرها الجميع ، دعونا نسترجع سريعاً المميزات الخاصة بالمعالجين الجديدين من AMD وننظر نظرة سريعة على شريحة B550 التي سنتحدث عنها بالتفصيل في مقال منفصل . أعلنت شركة AMD كما نعلم جميعاً عن معالجات الفئة الاقتصادية Ryzen 3 الجديدة من الجيل الثالث على شكل اطلاق كل من معالجيّ Ryzen 3 3300X و Ryzen 3 3100 المخصصين للفئة الاقتصادية مع أربعة أنوية و ثمانية خيوط معالجة لكل منهما . ومن منطلق توفير منصات كاملة توفّر معادلة السعر مقابل الأداء ، أعلنت AMD في نفس الوقت عن شريحة B550 الجديدة التي طال انتظارها ، لتستبدل بذلك الشركة شريحة B450 الأقدم مع جميع المميزات التي توفرها الشريحة الجديدة لمعالجات RYZEN 3000 ، وقد قمنا بالفعل بمراجعة المعالج الأكبر هنا ...

يعتمد الخط الجديد من المعالجات على تصميم MCM “من أنوية Matisse” ، مع شريحة “Zen 2” واحدة تحتوي على مجموعة واحدة من الأنوية (أربعة أنوية) ، وهو ما يعني أن المعالجات الجديدة تأتي داعمة لباقي المميزات التي توفرها سلسلة معالجات RYZEN 3000 مثل دعم واجهة PCIE 4.0 الأسرع من واجهة PCIE 3.0 الموجودة في معالجات انتل القادمة وتوفر ضعف عرض النطاق الترددي الخاص بها . قامت AMD بتحقيق عدد 4 أنوية عن طريق التعديل قليلاً في تصميم المعالج .

تصميم المعالجات

في البداية يجب علينا معرفة أن داخل كل شريحة من شرائح “Zen 2” ، تنتشر الأنوية بشكل عام بين اثنين أو أربعة من وحدات CCX رباعية الأنوية (compute complexes) حيث أن كل وحدة CCX تحتوي على أربعة أنوية فتحتوي بالتالي المعالجات التي بها ثمانية أنوية على وحدتين CCX والمعالجات التي بها 16 نواة على أربعة وحدات CCX ، وتتصل هذه الوحدات فيما بينها عن طريق خيوط نقل تُسمى Infinity Fabrics . وقد قامت الشركة بتوضيح هذا الأمر بشكل مفصّل لتوضيح كيف صممت المعالجين الجديدين معنا اليوم ، حيث أنه في معالج  Ryzen 3 3100  ، قامت AMD بوضع وحدتي CCX مع تعطيل نواتين من كل CCX ، وخفضت ذاكرة التخزين المؤقت L3 من 16 ميجابايت لكل CCX إلى النصف ، وهو ما يؤدي في النهاية بتكوين CCX أساسي 2 + 2  للأنوية ، و 8 + 8  ميجا بايت من ذاكرة التخزين المؤقت من المستوى الثالث L3 لتصل لمجموع نهائي يصل إلى 16 ميجا بايت .

أما من ناحية المعالج الأكبر وهو 3300X  فالطريقة أكثر جمالاً ، حيث تم تعطيل وحدة CCX بالكامل ، حيث أن الأنوية الأربعة هي جزء من نفس وحدة CCX ، وهذا التصميم يقلل من أزمنة التأخير بين الأنوية ، حيث أنه كلما قلت مسافات الاتصال أو لنقل كلما كان الاتصال بين الأنوية على نفس الشريحة كانت الاستجابة أسرع بين الأنوية وبالتالي معالج أسرع في النهاية . ولكن الأهم من ذلك ، أنه يمنح كل من الأنوية الأربعة إمكانية الوصول إلى 16 ميجابايت من ذاكرة التخزين المؤقت المشتركة L3 ، هذا بجانب الترددات الأعلى بالطبع .

يأتي معالج Ryzen 3 3100 الذي بين يدينا اليوم بتردد قياسي 3.8Ghz أيضاً ولكن تردد التعزيز يصل فقط الى 3.9Ghz ، بعدد أربعة أنوية و 8 خيوط للمعالجة أيضاً ، مع ذاكرة تخزين مؤقت إجمالية 18 ميجا بايت كذلك ومعدل استهلاك كُلّي 65 W TDP وبسعر 99$ دولار فحسب . بينما يأتي معالج Ryzen 3 3300X بعدد أربعة أنوية و 8 خيوط للمعالجة ، مع ذاكرة تخزين مؤقت إجمالية 18 ميجا بايت ومعدل استهلاك كُلّي 65 W TDP ، وبتردد قياسي 3.8GHz وتردد معزز 4.3GHz وبسعر 120$ فقط ، وسيتوافران في شهر مايو الجاري .

المميز في الأمر هو أن كلا المعالجين يأتيان مع مبد Wraith Stealth المميز من AMD ، والذي سيكون كافياً في حالة عدم كسر السرعة للمعالج . كما أعلنت الشركة عن شرائح B550 الجديدة المنتظرة بشدة من قبل الجمهور ، حيث أن هذه المرة الأولى التي سيتوفر فيها دعم معيار PCIe 4.0 في منصة ومجموعة شرائح ذات سعر منخفض ؛ حيث أنه حتى الآن كان على المستخدمين الذين يبحثون عن لوحات أم أكثر فعالية من حيث التكلفة لدعم وحدات المعالجة المركزية Ryzen الخاصة بهم من الجيل الثالث الاستغناء عن دعم معيار PCIe 4.0 مع اللوحات الأم من الأجيال السابقة ، حيث كانت الميزة متاحة فقط على اللوحات الأم بشريحة X570 (الأكثر تكلفة) .

نتائج اختبارات الأداء

وصلنا الأن إلى أهم جزء في المُراجعة وهو جزء اختبار الأداء ، وسيكون اختبار الأداء للمُعالج مُقسم إلي جزأين رئيسين ، الأول نقيس فيه أداء المُعالج مع البرامج والتطبيقات المخُتلفة ونرى قدرة المُعالج سواء في البرامج التي تعتمد علي تعدد المهام و الأنوية او البرامج التي تعتمد في أداءها علي Single Core والثاني هو أداء المُعالج في الألعاب ونُقارن ذلك مع بعض المُعالجات الأخرى المُنافسة لنري الفرق في الأداء بينهم. في الأخير نستعرض بشكل سريع درجات الحرارة في ثلاثة سيناريوهات مُختلفة وهي مع برنامج Blender Rendering والضغط علي المُعالج باستخدام برنامج AIDA64 وأخيراً سيناريو الألعاب.

منهجية الاختبار

نقوم باستخدام منصة الاختبار الخاصة بمعمل عرب هاردوير في هذا الاختبار والتي تعمل مع المعالج الذي بين أيدينا اليوم وهو Ryzen 3 3300X الجديد ، مع اللوحة الأم العملاقة MSI MEG X570 GodLike بالإضافة الى قطعتين من الذواكر العشوائية ADATA XPG SPECTRIX D60G 16GB 2x8GB 3600MHz كل واحدة بحجم 8 جيجابايت بمجموع 16 جيجابايت وتعمل بتردد 3600 ميجاهرتز عن طريق بروفايل XMP ، ولذلك ومن اجل توحيد النتائج نقوم باستخدام مُنصة اختبار ثابتة في كل الاختبارات و بإعدادات أيضاً ثابتة مع جميع الألعاب والبرامج مع تغير القطعة المُراد تجربتها أو مُراجعتها ، وبالتأكيد هي نفس المنصة التي نختبر عليها باقي المعالجات مع تغيير اللوحة الأم فقط في حالة معالجات Intel المُتضمنة ولذلك ستكون منصة الاختبار كالتالي:

  • المُعالج : AMD Ryzen 3 3300X
  • اللوحة الأم : MSI MEG X570 GodLike
  • الذواكر : ADATA XPG SPECTRIX D60G 16GB 2x8GB 3600MHz
  • قرص التخزين: / Transcend SSD230S 2TB/ADATA XPG SX8200 PRO 512GB / ADATA XPG SX6000 Lite 1TB
  • البطاقة الرسومية: NVIDIA GeForce RTX 2080 Ti Founder’s Edition
  • مزود الطاقة: Cooler Master V1000
  • مُشتت الحرارة للمُعالج : Cooler Master ML360R

نستخدم اللوحة الأم  MSI MPG Z390 Gaming Edge ACفي حالة معالجات Intel .

أما فيما يتعلق بظروف التشغيل الخاصة باختبارات البطاقات الرسومية فنحن نستخدم الآتي

  • نظام التشغيل: نستخدم نسخة حديثة من نظام التشغيل Windows 10 نسخة رقم 1903.
  • مستوى التشغيل Power Plan: يتم اختبار المعالجات في وضعية الأداء القصوى High Performance مع ترك خيارات حفظ الطاقة من البيوس على الوضع Auto.
  • تردد التشغيل للمعالجات : نقوم بترك المعالجات تعمل مع الترددات الافتراضية الخاصة بها بدون أي كسر سرعة لضمان إزالة أي عنق زجاجة عند اختبار البطاقة الرسومية.
  • المزامنة العمودية : يتم غلق جميع خيارات المُزامنة العمودية V-Sync او G-Sync أو Freesync لضمان عدم تحجيم أداء البطاقة وإطلاق العنان لها.

سنختبر أولاً المعالج في مهام الإنتاجية وبرامج التصيير وصنع المحتوى ومن ثم ننتقل إلى أداء المُعالج مع الألعاب لنرى كيف تُبلي تلك المعالجات وجهاً لوجه.

كما هو الأمر مع أخيه الأكبر ، ومن نتائج الإختبار الموجودة أعلاه يتّضح لنا أن المُعالج AMD Ryzen 3 3100 يُبلي بشكل جيد للغاية في المهام التي تحتاج نواة واحدة أو أكثر من نواة ، خصوصاً أن المعالج يأتي فقط مع أربعة أنوية وثمانية خيوط معالجة ، كما انه يقارع أيضاً معالجات سعرها أضعاف سعره في بعض السيناريوهات ولكن ليس كأخيه الأكبر وذلك يتضح في تقهقرة في بعض الاختبارات بفارق ملحوظ . وفي الحقيقة هذا أمر طبيعي في حالة نظرنا للتردد وتصميم المعالج . ولكن من الواضح أن هذا المعالج ليس مُخصصاً لهذا النوع من التطبيقات في الأساس وليس موجها لهذه الفئة من المستخدمين ، فهو بكل بساطة موجه للفئة الاقتصادية بشكل أكبر حتى من أخيه الذي يزيد في سعره بعشرون دولار كاملة والتي بالمناسبة تؤثر في هذه الفئة السعرية بشكل كبير ، فالمعالج في النهاية يؤدي ما هو مطلوب منه على أكمل وجه في الحقيقة .

كل هذا لم يكن مُفاجئ على الأقل على المستوي الشخصي حيث أن معالجات AMD تقدم أداء جيد دائماً فيما يخص البرامج والتطبيقات التي تدعم تعدد الأنوية ، ولكن ماذا عن الألعاب ؟ يستطيع ذلك المعالج الاقتصادي من AMD أن يقدّم أداء جيد في الألعاب كما هو مفترض منه ؟ وهل يمكننا أن نقول أنه معالج اقتصادي مناسب للألعاب من الأساس ؟! دعونا نرى ذلك.

بالنسبة لنتائج الألعاب فكما ترون حاولنا توفير كافة النتائج مع كافة الألعاب المتاحة لدينا تقريباً ، ولكن كما تعلمون فمع انتشار وباء كورونا فإن حركتنا مُقيدة قليلاً ونقوم بهذه الاختبارات عن بُعد لذلك فبعض الاختبارات لم نستطع القيام بها أو واجهتنا مشاكل في اختباراتها كانت تستدعي ملاحظتها عن قرب وهو مالم يكن متاح بالطبع لنا عمله ، لذا قد لا تجدون نتائجها هنا . وعلى كل حال كما نرى في الأعلى فحتى مع الألعاب المعالج يُقدِّم أداء قريب للغاية في بعض الأحيان و موازي في أحيان أُخرى لبقية المعالجات القوية والتي تأتي بأضعاف السعر وعدد الأنوية ، ويقترب في العديد من السيناريوهات للمعالج الأكبر Ryzen 3 3300X ، ولعل السبب في هذا التأخر في بعض السيناريوهات يعود الى العدد الأكبر للأنوية مع هذه المعالجات والألعاب التي تستدعي بدورها عدد أكبر من الأنوية .

الجدير بالذكر أيضاً أن المعالج يُقدم تجربة أكثر جودة عند تجربته على الدقات المرتفعة خاصة أننا نختبر الأداء مع بطاقة RTX 2080 Ti ، لذا فلنقل شكراً للمعالج أصلاً كونه لم يخرج من الكيس ليتشاجر معنا ، فهو بكل تأكيد ليس موجها لهذه الفئة من البطاقات أو لنقل الدقات ما فوق ال1080p أصلاً . فالمعالج يُعاني بالطبع من عنق الزجاجة مع الدقة المذكورة مع مثل تلك البطاقة القوية وذلك لأن تلك الدقة تحديداً تعتمد على المعالج بشكل أكبر مع البطاقة التي نستخدمها ، وهو ما ينعكس كأداء أقل بسبب عدد الأنوية . ولكن عنما تٌثرن المعالج هذا مع بطاقة من الفئة الاقتصادية فستحصل على ما تريده من تلك البطاقة بكل تأكيد ولن تواجه أي عنق زجاجة بالطبع .

الخاتمة و التقييم النهائي للمعالج

على كل حال وكما رأينا من النتائج التي ذكرناها في الصفحة السابقة ، ومع إضافة نتائج درجات الحرارة والتي وصلت الى 58 درجة فقط مع تطبيق Blender و 66 درجة مع الألعاب ، يظهر لنا أن المعالج يوفر درجات حرارة مناسبة تماماً ، خصوصاً أن هذه التطبيقات والألعاب تستنفذ المعالج حتى أخر قطرة من الأداء وهو ما يتسبب في رفع درجة حرارته .

أما بالنسبة للأداء الخاص بالمعالج فهو يُقدّم قيمة ممتازة للغاية في هذه الفئة السعرية ، بكل تأكيد أي شخص سيقوم بشراء هذا المعالج سيقرنه بنسبة كبيرة مع بطاقة من الفئة الدنيا أو المتوسطة كحد أقصى مع دقة عرض 1080p في الأغلب ، وفي الحقيقة ستحصل على تجربة مميزة للغاية مع هذا المعالج في حال أقرنته مع بطاقات من الفئة العُليا في حال كانت دقة العرض مرتفعة أي أكثر من 1080p ، لن تختلف كثيراً عن تلك التي قد تحصل عليها مع المعالجات الأقوى ولكن مع سعر أرخص بكثير تستطيع استخدامه في زيادة قوة أي قطعة من العتاد الخاص بك . أما في حال كنت ستستخدم دقة عرض 1080p وبطاقات من الفئة المتوسطة أو الاقتصادية فستحصل على أداء مشابه أيضاً لبقية المعالجات المتوفرة . العيب الوحيد سيكون هو إقران المعالج مع دقة عرض منخفضة وبطاقة قوية ، ففي هذه الحالة ستواجه كما واجهنا عنق زجاجة يُقيِّد الأداء بشكل أكبر حتى من معالج Ryzen 3 3300X .

وفي النهاية يجب علينا توضيح أمر ما ، ففي حالة كنت تريد بناء منصة للألعاب والاستخدام العادي ولا تريد بذل الكثير من الأموال على المعالج واللوحة الأم ، فأنت بدون أي شك أمام المعالج الأرخص في الوقت الحالي الذي يستطيع توفير تلك التجربة ، هذا المعالجة الذي بين أيدينا قد لا يكون الأفضل في الفئة الاقتصادية بالطبع ، ولكن ببساطة فهذا هو المعالج الأرخص على الاطلاق الذي يمكنه أن يوفر تجربة لعب احترافية بشكل كبير ، فكل المعالجات التي تتواجد بسعر أقل من ذلك لن تستطيع أبداً توفير تجربة لعب سلسلة وجميلة كما يستطيع هذا الصغير فعلها .

لقد فعلتها AMD أخيراً ، فالأن ومنذ فترة كبيرة سيستطيع المستخدمين أخيراً بناء المنصة الأرخص التي تحتوي على معالج ولوحة أم قادران تماماً على التعامل مع أعتى البرامج والألعاب وتوفير أداء مميز للغاية ، و بسعر لا يكاد يصل حتى لسعر معالجات الفئة المتوسطة ، سواء كنا نتحدث عن AMD نفسها أو عن المنافس Intel .