مُراجعة هواتف الفئة الاقتصادية من نوكيا Nokia 3.2 و Nokia 1 Plus
أصبح من الواضح الآن أن هواتف الفئة الإقتصادية والمتوسطة قد تطورت بشكل هائل عما قبل ... فتلك الهواتف التي تأتي بأسعار بسيطة جداً كانت في السابق قادرة فقط على أداء مهام بسيطة جداً مثل إجراء المُكالمات ولعب بعض الألعاب البسيطة حتى أن الكثير من تلك الهواتف أصبحت تسمى بـ "الهاتف الكشاف" كناية عن قلة المهام التي تستطيع أن تقوم بها على مثل تلك الهواتف ولكن نوكيا غيرت تلك المُعادلة مع هواتفها المُطلقة حديثاً في السوق المصري Nokia 3.2 و Nokia 1 Plus.
تلك الهواتف التي تم الإعلان عنها لأول مرة في مؤتمر MWC 2019 في مطلع العام الجاري خلال أحداث مؤتمر نوكيا الذي حضرناه وقمنا بتغطيته تم إطلاقها خلال الأسبوع الماضي في السوق المصري لتكون مُنافساً لأبرز هواتف الفئة الاقتصادية والمتوسطة في السوق المصري.
هواتف نوكيا تم إطلاقها في مصر بأسعار مُنافسة بسعر 2099 جنيه للنسخة ذات مساحة 16 جيجابايت لهاتف Nokia 3.2 وسعر 2399 و 2599 جنيه مصري لنسختي 32 و 64 جيجابايت على التوالي أما هاتف Nokia 1 Plus فهو يأتي بسعر 1099 جنيه مصري للنسخة ذات مساحة 8 جيجابايت ويأتي معها بطاقة خارجية بمساحة 16 جيجابايت كهدية مجانية
تركيز نوكيا على تلك الهواتف كان في القيمة التي تقدمها الهواتف بالدرجة الأولى فالشركة مازالت تتحسس طريقها في الأسواق بعد عودتها تحت قيادة شركة HMD العالمية وكان يتوجب عليها أن تُحقق الانتشار الكافي قبل اطلاق الهواتف الرائدة التي تمتلك هامش ربح أعلى ... نوكيا علمت أن تحقيق الانتشار واختراق السوق لا بد أن يأتي عن طريق هواتف الفئة الاقتصادية والمتوسطة ولذلك ولت اهتماما كبيراً لهواتف تلك الفئة بدلاً من اطلاق الهاتف الرائد Nokia 9 وهو أول هاتف يمتلك خمس كاميرات خلفية.
فلسفة تصميم مُختلفة مع هواتف Nokia 3.2 و Nokia 1 Plus
في هواتف الجيل الأول من شركة نوكيا تحت HMD كانت تعتمد الشركة على سمعتها في تصميم هواتف ذات تصميم متين فالهواتف التي أطلقتها الشركة في أول تلك الشراكة كانت تأتي بتصميم من المعدن بقطعة واحدة ... تلك التصميمات على الرغم من جودتها ومتانتها في الاستخدام المطول إلا أنها لم تكن تمتلك عامل الأناقة كما كانت ترفع من سُمك ووزن الهواتف ... في الجيل الجديد من الهواتف اعتمدت الشركة بشكل كامل على الزجاج ومادة الــ polycarbonate في تصميم هواتفها الجديدة ، كما رأينا الشركة تتبنى النوتش مؤخراً بعد أن نأت بنفسها بعيداً عنه في الفترة الماضية.
هاتف Nokia 3.2 يأتي بتصميم من البولي كاربونيت بالكامل وهو تصميم جيد للهاتف وتجعلُه يتحمل الصدمات وأقل عرضه للكسر مُقارنةً بالهواتف التي تمتلك تصميم من الزجاج ولكنه لديه عيب وهو حمله للكثير من البصمات التي قد تجعل شكل الهاتف سيئ إذا لم يتم استخدام ملصق حماية معه.
حساس البصمة موجود بمكان جيد أسفل الكاميرا في هاتف Nokia 3.2 ولكنه مازال يمتلك ذلك العيب الذي كان موجود في هواتف الجيل الأول وذلك بأنه جزء واحد من ظهر الهاتف ويمتلك نفس ملمس الهاتف فقد تخطئ أو تعاني عند الوصول إليه وهو حساس دقيق في قراءته ولكنه بطيء في الإستجابة حيث يستغرق ما يصل إلى 3 ثواني ليستوعب لمسك له ويفتح الهاتف.
هاتف Nokia 3.2 يحتوي على زر مُخصص لمُساعد جوجل الشخصي لتكون قادراً على الوصول إليه في أي وقت بسهولة.
أما هاتف Nokia 1 Plus الأرخص فهو يأتي بتصميم مُختلف بجسم من البلاستيك المقوى والذي يمتلك ظهر قابل للإزالة ذو ملمس مختلف عن باقي الهواتف.
الظهر القابل للإزالة يمكن استبداله في أي وقت بلون مُختلف عن ذلك الذي يأتي به ولذلك سيكون لك حرية تغيير لون الهاتف في أي وقت إذا أردت ذلك وتحت الظهر القابل للإزالة توجد البطارية القابلة للإزالة أيضاً مع شريحة ثنائية ومنفذ للذاكرة التي يُمكن دمجها مع الذاكرة الداخلية للهاتف لتحصل على ذاكرة واحدة كبيرة يُمكنك تحميل التطبيقات عليها.
كلا الهاتفين يأتيان بنسب أبعاد الشاشات الجديدة لتكون الهواتف مُريحة في الاستخدام وأنحف لتتمكن من إمساكها واستخدامها بيد واحدة.
المواصفات والأداء لهاتف Nokia 3.2
هواتف Nokia 3.2 و Nokia 1 Plus يمتلكان مواصفات متواضعة وهو الأمر المتوقع في مثل هذه الفئة السعرية التي تبحث عن أفضل مُعادلة أداء مُقابل سعر ولكن لحسن الحظ فإن نوكيا اهتمت بوضع مواصفات مقبولة لتكون الهواتف قادرة على مواكبة المُتطلبات المُتزايدة للتطبيقات والألعاب ... كما أنها استخدمت نظام تشغيل أندرويد خام وهو نظام Android One في حالة هاتف Nokia 3.2 ونسخة Android Go المُخففة من نظام تشغيل أندرويد بالنسبة لهاتف Nokia 1 Plus.
استخدام تلك الأنظمة التي لا تحتوي على تعديلات مُبالغ بها أو تطبيقات ليس لها فائدة هو أمر مُمتاز خاصةً مع مثل تلك الهواتف ، فالهواتف تعمل بشكل أفضل بالمقارنة مع نظرائها من الشركات الأخرى التي قد تحتوي على واجهات تشغيل أثقل.
استخدام تلك الهواتف لأنظمة التشغيل التي لا تحتوي على كثير من التغييرات جعل الحصول على تحديثات النظام والتحديثات الأمنية أمراً سهلاً ... فشركة نوكيا تعّد كل مُستخدميها بثلاثة أعوام من التحديثات الأمنية وعامين من تحديثات نظام أندرويد على كل هواتفها سواءً كانت هواتف رائدة أو حتى هواتف اقتصادية من مُختلف الفئات حتى أن كلا الهاتفين قد حصلا على تحديثات أمنية فور إستخدامي لهم .
هاتف Nokia 3.2 يأتي بشاشة كبيرة بحجم 6.26 بوصة بدقة HD+ وهو أمر جيد أن تراه في هاتف بمثل هذا السعر فهذا الحجم من الشاشة يجعله يحاكي الهواتف الرائدة وهي من نوع IPS ذات ألوان جيدة مما يجعلها مُناسبة لمُشاهدة المحتوى ولكنها تُعاني في الإضاءة المُرتفعة أو عند استخدامها تحت أشعة الشمس المُباشرة حيث أنها لا تمتلك مُستوى إضاءة مُرتفع.
خلال فترة استخدامي للهاتف لم ألحظ أي تباطؤ في الأداء بفضل النسخة الخام من الأندرويد مع المعالج رباعي النواة Snapdragon 429 الذي يأتي بتردد 1.8 جيجاهرتز.
الهاتف يأتي بمساحات ذواكر داخلية وعشوائية بالإعدادات التالية: 2جيجابايت رام مع 16 جيجابايت ذاكرة داخلية ، 3جيجابايت ذاكرة عشوائية مع 32 جيجابايت ذاكرة داخلية ، أو ذاكرة عشوائية 3 جيجابايت مع 64 جيجابايت ذاكرة داخلية.
كاميرا الهاتف التي هي بدقة 13 ميجابيكسل شكلت مُفاجأة بالنسبة لي حيث أنها كانت ذات جودة جيدة في الإضاءة المُرتفعة بمستوى حدة جيد وألوان باهتة بعض الشيء ولكنها تظل جيدة بالنسبة لسعرها... أما في الإضاءة المُنخفضة فالهاتف لن يُعطيك صور جيدة وستُعاني كثيرة مع حدة الصور ولذلك أنصحك وبشدة باستخدامها دائماً في مستوى إضاءة جيد.
المواصفات والأداء لهاتف Nokia 1 Plus
أما بالنسبة لهاتف Nokia 1 Plus فهو يأتي بمواصفات أقل بحجم شاشة 5.45 بدقة 480*960 بنسبة أبعاد 18:9 فهو لن يكون اختيارك الأفضل إذا كنت تبحث عن هاتف لمُشاهدة الأفلام أو الفيديوهات.
بداخل الهاتف توجد شريحة ميدياتيك MT6739WW بمُعالج رباعي النواة بتردد 1.5 جيجاهرتز والهاتف يعطي أداء جيد بالنسبة للمهام البسيطة التي قد تحتاجها من هاتف بمثل تلك المواصفات مثل تصفح الإنترنت ومُشاهدة الفيديوهات وإجراء المُكالمات ... ولكن لا يُمكنك الاعتماد عليه إذا كنت من مُحبي الألعاب.
كما ذكرنا سابقاً فإن الهاتف يمتلك نسخة أقل من أندرويد وهي أندرويد جو والتي تمتلك مُتطلبات أقل وكذلك التطبيقات الموجودة بالهاتف هي النسخة الأقل بمساحات أقل ومُتطلبات أقل ولكنها ذات خواص أقل بالمُقارنة بالتطبيقات الأخرى.
البطارية وسرعة الشحن
المواصفات التي ذكرناها سابقاً لا تستهلك الكثير من البطارية، ولكن هذا لا يُنافي حقيقة أن هاتف Nokia 3.2 يمتلك بطارية عملاقة بحجم 4000 ميللي أمبير تُضاهي بل وتتفوق على بعض البطاريات التي تمتلكها هواتف الفئة العليا وإذا وضعت هذا الحجم الكبير بجانب المواصفات الأقل والتي لا تتطلب قدر كبير من الطاقة ستجد أن الهاتف يُعطي عمر كبير في إستخدام البطارية.
الهاتف يكفي استخدام يومين كاملين ... وهو يذكرني بهواتف نوكيا القديمة التي كانت تمتلك بطاريات تكفي أسابيع طويلة بدون أن تفرغ ولكنه يأتي مع شاحن بطيء نسبياً مقارنةً مع هواتف هذه الأيام بمنفذ USB B القديمة ولكن لا يُمكن اعتبار أن ذلك عيب خصوصاً مع وجود معظم الهواتف في تلك الفئة السعرية بمثل هذا المنفذ.
الهواتف Nokia 3.2 و Nokia 1 Plus تعتبر خيارات ممتازة في فئاتها السعرية بالنسبة لما تقدمه من مميزات فهاتف Nokia 1 Plus يحتوي على كل المواصفات الأساسية التي قد تحتاجها في مثل تلك ، وهو هاتف يُغير شكل ما يُعرف بــ Feature Phones أو الهواتف الأساسية أما هاتف Nokia 3.2 فيمتلك مواصفات تجعله مُنافس للعديد من الهواتف الأغلى منه بفضل السوفتوير المُميز وأفضلية حصوله على التحديثات فور صدورها من جوجل.
?xml>