الحسابات الوهمية على الشبكات الاجتماعية... وهم لمشتريها

انقلبت الدنيا ولم تقعد عندما قرر إنستاجرام تصفية الشبكة من الحسابات الوهمية العديدة الموجودة عليه، تصايح العديد من المستخدمين بالاعتراض بسبب انخفاض عدد متابعيهم فجأة بمقدار عدة ملايين حساب وهمي، وقام بعض المشاهير ونجوم إنستاجرام بحذف تاريخ مشاركتهم حتى لا يلحظ المستخدمون الانخفاض المفاجئ، وقام آخرون بإيقاف حساباتهم اعتراضاً على "عملية التطهير".

ومن الطريف أن هناك حساب كان موجوداً على الشبكة الاجتماعية قبل حذف صاحبه له وكان يدعى chiragchirag78، ويعد هو أكثر الحسابات تأثراً بعملية التطهير، فقبل التصفية كان الحساب قد بلغ 3,660,468 متابع، أما بعد التصفية فقد انخفض العدد إلى 8 متابعين فقط! كما أن حساب إنستاجرام الرسمي لم ينجو من المذبحة، بل قل بمقدار حوالي 18 مليون متابع في يوم واحد!

ولكن وسط اعتراضات المتضررين من عملية التصفية ومطالباتهم بإعادة متابعيهم، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو... هل تخدع الآخرين أم تخدع نفسك؟ تمتلك ملايين المتابعين غير الموجودين في الحقيقة، ما الفائدة العائدة عليك؟ إبهاراً لمتابعيك الحقيقيين؟ إذاً فأنت تخدع الآخرين، إرضاءً لذاتك؟ إذاً فأنت تخدع نفسك!

إن كنت تود منافسة الآخرين في كثرة عدد المتابعين، حتى تظهر بأنك الأكثر شهرة وتأثيراً على الشبكة الاجتماعية، فحجمك الحقيقي في العالم الافتراضي لا يحدده عدد المتابعين فقط، بل تفاعلهم معك بالتعليقات والمشاركة والإعجابات، وعند اكتشاف الأمر، وعند اكتشاف خدعتك بشرائك لمتابعين وهميين، فإنك بالتأكيد ستفقد عدداً لا بأس به من المعجبين الحقيقيين الذين فقدوا احترامهم لك بخداعك لهم.

نفس الأمر ينطبق على جميع الشبكات الاجتماعية الأخرى مثل فيسبوك وتويتر وجوجل بلس، تجد في مواقع البيع المصغرة والمنتديات خدمات بيع حسابات وهمية لزيادة عدد متابعي حسابك أو صفحتك، وللأمانة فلقد قمت بتجربة ذلك بنفسي من قبل بخصوص إحدى الصفحات في سبيلي لمحاولة نشرها قدر الإمكان، ولكن عندما اكتشفت الخدعة، عدد كبير مقابل 0% مشاركة وتفاعل، توقفت فوراً، فلا اعتقد أنني سأسعد بصفحة كثيرة الإعجابات خالية من التفاعل الحقيقي والمساهمات من الأعضاء ولو بكلمة شكر.

عموماً فإن ما فعله إنستاجرام هو شيء كان لابد من الحدوث، وأوافق عليه مائة بالمائة، كما أتمنى حدوثه في الشبكات الاجتماعية الأخرى حتى ينكشف كل المخادعين الذين يوهمون المستخدمين بأهميتهم التي لا وجود لها.