عندما تم إطلاق عملة ليبرا الرقمية في وقت قريب، شعر الكثير أن فيسبوك سيلتهم الأخضر واليابس، فبعد وصول عدد مستخدميه لأكثر من مليار شخص من حول العالم إلى جانب عشراب المليارات من الدولارات كأرباح سنوية ، الآن تأتي خطوة الإستحواذ على العملة نفسها.

بات هذا التوسع الهائل في إمبراطورية فيسبوك مصدر قلق للكثير، وخاصة بعدما إنضم عدد لا بأس به من أقوى الشركات المالية في العالم وتم تأسيس منظمة Libra Association وكانت رؤية فيسبوك تهدف لإطلاق عملة رقمية مشفرة بشكل عالمي وبدا الأمر ناجحا ولا يمكن إيقافه وخاصة بعد اشتراك العديد من الأسماء اللامعة مثل إيباي وباي بال وفيزا وماستر كارد وفودافون وبوكنج وأوبر وسبوتيفاي وغيرهم الكثير.

عملة فيسبوك الرقمية ليبرا

 ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تخلت أول الشركات المالية عن فيسبوك وعملته المشفرة في هذا الشهر وبدأ الأمر عندما إنسحب باي بال تبعته موجة عالية من الإنسحابات مثل فيزا و ماستر كارد وباقي شركات الدفع الشهيرة، وقد يبدو الأمر جنونيا عندما يتم فقدان عدة شركات قوية خلال بضع ساعات وهذا الأمر جعل باقي الشركات في ذعر كما ان التوقيت الذي حدث فيه الإنسحاب كان حرجا لأن الأعضاء المؤسسين سوف يجتمعون غدا لحضور أول إجتماع لمجس إدارة العملة المشفرة ليبرا.

وهناك في جنيف سوف يتم تحديد الأدوار المختلفة التي يجب أن تقوم بها كل شركة مؤسسة ومحاولة حل المشكلات التي تواجه العملة الرقمية وكل تلك الأشياء ستؤدي في النهاية لإنشاء ميثاق رسمي بتوقيع كافة الأعضاء.

كل حلفائك خانوك يا ماركعملة فيسبوك الرقمية ليبرا

توقيع الميثاق الرسمي لعملة ليبرا المشفرة يعني الكثير من الإلتزامات التي يتوجب على كل شركة تنفيذها ولكن شركات الدفع مثل باي بال وفيزا وماستر كارد وغيرهم لديهم متطلبات تنظيمية محددة وقوانين مفروضة عليهم من قبل المشرعيين والبنوك العالمية وعندما لم يستطع فيسبوك الرد على العديد من التساؤلات حول كيفية منع عمليات الإحتيال وغسيل الأمول لم تكن هناك إجابات منطقية ولهذا لم تتقبل الكثير من الحكومات في العالم تلك العملة المشفرة وبدا الأمر كما لو كانت شركات الدفع هي من ستتحمل المسئولية ويتم التضحية بها وينجو فيسبوك.

ليس هذا فقط، حيث فتح العديد من السياسيين الأمريكيين النار على عملة فيسبوك وقاموا بتهديد بعض الشركات المالية أمثال فيزا و سترايب وماستركارد وكانت فحوى رسائل التهديد هو المزيد من عمليات التدقيق عالية المستوى في كافة أنشطة الدفع.

إقرأ أيضا : عملة فيسبوك المشفرة ليبرا تفقد شركائها الرئيسيين بعد تدقيقات كثيرة من قبل المشرعين

بينما حاول سياسيون ومشرعون آخرون إيصال رسالة مفاداها أن تلك الشركات اللامعة سوف تفقد مصداقيتها أمام المستخدمين كما اهتاج الرأي العام من خلال إظهار كل داعم لعملة ليبرا بمثابة داعم للنشاط الإجرامي والعمليات الإرهابية وحتى المساهمة بشكل غير مباشر في الإعتداءات على المراهقات والأطفال عبر الويب.

كل تلك الأمور المخيفة والتهديدات الغير مباشرة والغير صريحة، جعلت تلك  الشركات تُفكر في مصيرها خلال الفترة القادمة وأظهرت لك ما سيحدث لو ظلوا على موقفهم الداعم لعملة ليبرا لأن هذا يعني القضاء على كل ما مصداقيتهم وسمعتهم وثقة عملائه بجانب فقدان كل ما فعلوه وحققوه خلال السنوات السابقة.

لماذا لم تنسحب الشركات الأخرىعملة فيسبوك الرقمية ليبرا

بالنسبة للشركات الأخرى الداعمة لعملة فيسبوك فلم تقفز من سفينة ليبرا التي تغرق، لأن تلك الأمور السابق ذكرها لاتُشكل أي ضرر عليهم ويتضمن التحالف الخاص بعملة فيسبوك عدد من المؤسسات الخيرية ومقدمة خدمات مثل ليفت وأوبر وبعض شركات رأس المال الإستثماري وجميع تلك الشركات لا تواجه نفس الضغط من الجهات التنظيمية عكس شركات الدفع الأخرى لذلك لا حاجة لهم للإنسحاب.

هل يمكن أن تُصبح ليبرا نظام دفع رئيسيعملة فيسبوك الرقمية ليبرا

مع كل تلك الضجة حول عملة فيسبوك المشفرة ليبرا، يظل هناك مشكلة قد لا تكون ليبرا قادرة على حلها، حيث تعمل العملات المدعومة من قبل البلوك تشين بشكل أفضل كنظام قائم بذاته ولكن غالبا ما تنشأ المشاكل في الأماكن التي تتداخل فيها تلك العملات مع البنوك التقليدية، وهذا ما حدث في الأيام الأولى لظهور بيتكوين، حيث تم مقاضاة الشركات الوسيطة والمشتركة في الأمر لعدم تقديم ما يلزم لمكافحة غسيل الأموال والرقابة على الأنشطة الغير قانونية.

ولكن استطاعت الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة مؤخرا من إلزام الشركات التي تتداول العملات الرقمية المشفرة من معرفة بيانات الشخص الذي يقوم بأي عملية سواء بيع أو شراء للعملات الرقمية عن طريق المحفظة وعملية تسجيل الدخول والخروج في ظل نظام إيكولوجي معروف هوا الجزء الأكثر أهمية وحساسية لأي مشروع خاص بالعملات وتحديدا العملات الرقمية والتي يأتي منها عملة ليبرا.

أخيرا، كانت الرؤية الخاصة بعملة ليبرا هي السماح لفيزا وماستر كارد لمعالجة متطلبات الإمتثال المعقدة والتي ينطوري عليها تداول الدولار أمام تلك العملة المشفرة ولكن بعد النزوج الجماعي لشركات المدفوعات، أصبح فيسبوك وعملته في وضع صعب للغاية وكان بإمكان شركة مثل فيزا أن تجعل ليبرا قابلة للتداول بشكل عالمي، مجرد تواجدها هي وماستر كارد سوف يوفران المصداقية العميقة للعملة ولكن ابتعادها عن الأمر سوف يترك ليبرا في مهب الرياح كما أن الأشخاص العاديين لن يرغبوا في امتلاك عمرة مشفرة لا يمكن تقدير قميتها أو إنفاقها بسهولة، لذا يحتاج فيسبوك لإستعادة شركائه الأقوياء مع محاول حل المتطلبات الخاصة بالمشرعين لتوفير نظام دفع عالمي يمكن استخدامه في إطار قانوني.

في إعتقادك، هل عملة فيسبوك الرقمية ليبرا قد ترى النور وتصبح نظام دفع عالمي أم سترفضها الحكومات ولن تنجح، شاركنا برأيك في التعليقات.