Mt. Gox

حزين نوعا ما وانا أكتب هذا المقال والذي يتحدث عن شركة Mt Gox والتي أعلنت إفلاسها بعد عملية القرصنة التي أدت الى إختفاء مبلغ كبير وقدره 450 مليون دولار, وذلك بسبب مزاعم من الشركة نفسها ان ما حدث هو عملية قرصنة أدت الى اختفاء ما يقارب 850 ألف بيتكوين...هذه القضية أدت الى خسارة الكثير من من يتعامل مع هذه الشركة لأنه لم يسترجع بيتكوين واحد حتى الأن, وبدأت مصادر تتحدث ان كل مافي الموضوع هو عملية سرقة من الشركة ذاتها لجميع البيتكوين في عملية قد تعتبر فضيحة كبيرة في عالم التعامل بعملات البيتكوين. سوف نتحدث في هذا المقال عن ما حدث حتى نحاول ان نصل للحقيقة بعد ان نحلل ماذا حصل فعلا وهل نحن فعلا امام عملية قرصنة ام سرقة من نفس الشركة لعملائها؟

من هي شركة Mt Gox؟ وكيف بدأت القصة؟

Mt. Gox

تعتبر شركة Mt. Gox شركة صرافة لعملة البيتكوين (Bitcoin) المشهورة في العالم مقرها في طوكيو، اليابان. تم إطلاقها في شهر يوليو 2010 بقيادة المدير التنفيذي مارك كاربيليس، وبحلول 2013 كانت تتعامل مع أكثر من 70% من كل صفقات عملة البيتكوين حول العالم. في شهر فبراير 2014، أوقفت شركة Mt. Gox المتاجرة التي تديرها على موقعها، وأغلقت موقعها وخدمة الصرافة، ورفعت بيان لحمايتها من الإفلاس من الدائنين. بشكل أكثر تفصيلا كان يوم 7 فبراير هو بداية المصيبة لعملاء Mt. Gox، حيث تم إقرار إيقاف كل عمليات سحب البيتكوين من قبل Mt. Gox, حيث قالت الشركة أنها أوقفت مؤقتا طلبات السحب للعملة وذلك من أجل الحصول على رؤية تقنية واضحة لعمليات سحب العملة لديها. بعد يومين صدمت Mt. Gox العملاء بأنها أصدرت بيان صحفي في 10 فبراير تصرح فيه أن المشكلة كانت بسبب قابلية تطويع الصفقات, بما معناه ان هناك عطل في برنامج البيتكوين جعل من الممكن لشخص ما أن يستخدم شبكة البيتكوين لتعديل تفاصيل الصفقات لجعلها تبدو كإرسال بيتكوين إلى محفظة بيتكوين اخرى لم تحدث بينما هي في الواقع قد حدثت! قيل عندها ان Mt. Gox تعمل مع فريق تطوير البيتكوين وغيرهم لإيجاد حل للمشكلة التي حدثت.

استمر القلق لمدة أسبوع وبعد ذلك وفي يوم 17 فبراير ومع استمرار توقف السحوبات من Mt. Gox وعودة الصرافة المنافسة لها بكامل قوتها، نشرت الشركة بيان صحفي آخر يشير إلى الخطوات التي تزعم أنهم اتخذوها لمعالجة المشاكل الأمنية التي حدثت. في مقابلة أجريت مع صحيفة Wall Street Journal، رفض المدير التنفيذي مارك كاربيليس التعليق على زيادة القلق بين الزبائن حول الحالة المالية للصرافة. البعض في تلك الفترة أشار ان المدير التنفيذي وفي تصريحه للصحفية وكأنه يرفع يده من المشكلة التي وقعت بها الشركة لسبب ما! هل للمدير التنفيذي يد ما في هذه الفضيحة؟ ام انها إشاعات مغرضة؟...سوف نكتشف ذلك.

لنكمل في تسلسل الأحداث لهذه الفضيحة, جرى استطلاع للرأي لعدد يفوق 3000 من عملاء Mt. Gox من قبل CoinDesk حيث أشارت النتائج التي أعلنت أن 68% من الزبائن ماتزال تنتظر التمويل من Mt. Gox, وقدر وقت انتظار العميل بين شهر وثلاث أشهر, بالإضافة ان ما يقارب 21% من المتجاوبين لاستطلاع الرأي ينتظرون من ثلاثة أشهر أو أكثر. في يوم 20 فبراير، مع بقاء كل السحوبات متوقفة، أصدرت Mt. Gox بيان آخر تعلن فيه عدم تحديد منح موعد لاستمرارية السحوبات من اجل العملاء. في تلك الفترة بالضبط حدثت مناوشات من المتضررين مما حدث في نوع من المظاهرة "العنيفة" وذلك خارج البناء الذي تكمن فيه مقرات Mt. Gox في طوكيو....وبسبب تلك المناوشات أعلنت Mt. Gox أنها نقلت مكاتبها لموقع مختلف في شيبويا لما يبدو انها خطوة احترازية من قبل الشركة خوفا من انتقام ما قد يطال أحد المسؤولين لديها. منذ 7 فبراير حتى 21 فبراير كانت أسعار البيتكوين من قبل Mt. Gox قد انخفضت لأقل من نسبة 20% من الأسعار على التبادلات الأخرى.

Mt. Gox

المفاجئ هو ما حدث في يوم 23 فبراير حيث تم الإعلان عن استقالة المدير التنفيذي مارك كاربيليس لـ Mt. Gox من مجلس Bitcoin Foundation, وفي نفس اليوم، كل منشوراتهم تم أزالتها من حسابهم على التويتر! الكثير من المتابعين استغرب جدا من هذا التصرف, وكأنه تهرب علني من الفضيحة ومما حدث وايضا ذلك يربط ما كان يقوله البعض ان هناك أمرا ما يحدث بداخل الشركة...احتيال داخلي من الداخل؟ نكمل ايضا حيث في 24 فبراير وبعد ساعات أصبح موقع Mt. Gox خارج العمل. وثيقة إدارة أزمات داخلية مسربة زعمت أن الشركة تم حلها، بعد خسارة 850 ألف بيتكوين في سرقة تمت دون ملاحظتها على مدى سنوات على حد زعم الشركة. ضمن هذه الأحداث أطلقت 6 صرافات بيتكوين كبرى بيان مشتركا تبعد نفسها عن شركة Mt. Gox، وذلك قبل وقت قصير من إغلاق موقع Mt. Gox بشكل رسمي.

وفي يوم 28 فبراير أعلنت Mt. Gox أنها خسرت ما يقارب الـ750 ألف من البيتكوين العائد لزبائها، وحوالي 100 ألف من البيتكوين الخاص بها، أي تقريبا حوالي 7% من إجمالي البيتكوين، وماقيمته حوالي 473 مليون دولار...بعدها أصدرت Mt. Gox بيانا أخر يقول "نعتقد أن هناك إمكانية عالية أن البيتكوين قد سُرقت، واضعين بدورنا اللوم على القرصنة"...المدير التنفيذي السابق لـ Mt. Gox مارك كاربيليس قال أن المشاكل التقنية فتحت الطريق نحو سحوبات مزيفة مما ادى الى هذه المشكلة...على حد قوله.

Mt. Gox

بعد كل هذه الأحداث التي كانت تعيشها الشركة, لم يرضى بعض المتضررين من العملاء بإستمرار هذه المهزلة, حيث قرر بعضهم رفع دعوى ضد Mt. Gox, مما أدى الى أتخاذ قرار أخر في 9 مارس حيث رفعت Mt. Gox دعوى حماية من الإفلاس في الولايات المتحدة، لتوقف مؤقتا الدعوى القضائية الأمريكية من قبل التجار الذين يزعمون أن العملية كلها عبارة عن احتيال ...وهو ما يجمع عليه الكثيرون. يوم 20 مارس نشرت Mt. Gox على موقعها أنها اكتشفت بعض البيتكوين بقيمة تقدر بحوالي 116 مليون دولار في محفظة رقمية قديمة من 2011, بالتالي الحاصل للبيتكوين المسروق او الضائع (سمه ما شئت) انخفض إلى 650 ألف بتكوين من 850 ألف بتكوين.

في شهر أبريل بدأت الشركة إجراءات التصفية حيث أعلنت أن حوالي 650 ألف بيتكوين تعود للزبائن والشركة قد سُرقت، وتلك الكمية تقدر بما يزيد على 370 مليون دولار في ذلك الوقت. وفي ذلك الشهر بالضبط قال محامو Mt. Gox أن المدير التنفيذي السابق مارك كاربيليس لن يظهر من أجل أداء الشهادة في محكمة دالاس، أو حتى من اجل مذكرة استدعاء من قبل FinCEN. وايضا في 16 أبريل تخلت Mt. Gox عن خطتها لإعادة البناء تحت دعوى حماية من الإفلاس، وطلبت من محكمة طوكيو للسماح لها بتصفية أعمالها....مع أن 200 ألف بيتكوين تم العثور عليها منذ ذلك الحين، فإن أسباب الاختفاء, السرقة، الخديعة، سوء الإدارة، أو مزيج من تلك الأمور ماتزال غير واضحة منذ مارس 2014.

شرطة طوكيو...هناك تلاعب داخلي قد حدث!

Mt. Gox

بعد مرور ما يقارب عام تقريبا على شركة Mt. Gox لتبادل البيتكوين والمتوقفة منذ إعلانها الإفلاس، وبعد خسارتها مايقارب 650 ألف بيتكوين فيما يزعم أنها هجمة قرصنة، اكتشفت الشرطة اليابانية مؤخرا دليلا دامغا فاجئ البعض ممن كان يعتقد ان الأمر عبارة عن قرصنة خارجية وان الشركة بريئة مما حدث. الدليل الدامغ للشرطة اليابانية يقول أن مبالغ البيتكوين التي اختفت كانت بسبب تلاعب نظام داخلي! مما يعني ان هناك تواطئ من قبل الشركة نفسها. ربما المدير التنفيذي؟ او أحد المسؤولين الأخرين للشركة؟...شخصيا أميل الى ان المدير التنفيذي له شأن فيما حدث خاصة بعد التصرفات التي بدرت منه أثناء حدوث هذه الفضيحة, والتي جعلت الكثرين يشكون به. المهم ان المحققون ما زالو يتحرون هوية المسؤول حول هذه الخديعة التي أذت الكثير من العملاء.

نظرية "التلاعب الداخلي" التي كشفت عنها تحريات الشرطة اليابانية على تناقض واضح مع مزاعم الشركة أن ثغرة في نظام البيتكوين، المعروف باسم "transaction malleability" كانت هي السبب لخسارتها. وردا حول التقرير، قال المدير التنفيذي السابق مارك كاربيليس لـ Mt. Gox "ليس هناك الكثير لأقوله حول هذه النقطة، باستثناء أني سأستمر في التحري لأكتشف ماحدث بالضبط". لا أعلم ان كنت تشاطروني الرأي بأن هذا الشخص...وقح!

أخيرا وبما ان المبلغ الذي تم إعلانه هو 650 الف بيتكوين وأنها تعادل حوالي 370 مليون دولار في ذلك الوقت، فإنها أصبحت تعادل اليوم تقريبا 280 مليون دولار في معدلات السوق الحالية. لا أعلم ما هي وجهة نظركم أيها المتابعون ولكني حزين ليس على ما حدث للشركة إنما حزين على ما حدث للعملاء. انا لست ضد عملة بيتكوين فأنا بنفسي جربتها وهي مربحة فعلا ولكن مع ارتفاع مستوى الصعوبة أصبح من الصعب الحصول على 1 بتكوين كما كان يحدث في بداية الأمر, حيث كنت املك سابقا بطاقات متعددة من AMD واخرها بطاقة HD 7990, لكن اليوم مستوى الصعوبة كما ذكرت أصبح كبير مما يعني انك تحتاج الى ما هو أكبر من بطاقة او بطاقتين او حتى عدة بطاقات رسومية, البعض يفضل ان يتوجه الى حلول التنقيب عن البيتكوين الإحترافية ولكن ما يعيبها أمرين سعرها المرتفع وايضا انك لن تحصل عليها بعد طلبك لها إلا بعد مرور 6 أشهر وأكثر. شاركونا برأيكم وكيف تنظرون لهذه الحادثة وهل من الممكن ان تتكرر مرة اخرى مع شركات اخرى تتعامل بعملة البيتكوين؟