كيف تخدع الصحف زوارها على الفيس بوك
في الماضي كانت الصحف اليومية تكون عند بائع الصحف يحصل عليها المارة ليقرأوا احوال العالم من اخبار ومقالات واعمدة لكتاب مشاهير وكان دخل الصحف يعتمد اعتماد اساسي على الإعلانات المبوبة والإعلانات المصورة وكذالك بعض الصفحات مثل صفحة التهاني وصفحة الوفيات.
مع ظهور المواقع وعلى ما اذكر من اوائل الصحف العربية التي كان لها موقع على الإنترنت هو موقع جريدة الأهرام المصرية وجريدة أخبار اليوم المصرية وجريدة عكاظ السعودية وغيره من الصحف العربية الشهيرة كان لهم موقع يتم وضع الجريدة اليومية عليه تبعاً لرقم العدد والإصدار وكان يتم تحديث الموقع مره واحدة فقط في تمام الساعة 12 صباحا لوضع العدد الجديد.
مع تطور الإنترنت وادواته اصبح السبق الصحفي ليس من مهام التلفاز فقط بل من مهام الصحف ايضاً، فلجأت كل صحيفة الى عمل بوابة لها بجانب الإصدار اليومي لنقل احدث الأخبار بشكل فوري للناس ونشره في كل مكان بالشبكات الإجتماعية ،وخاصة في مصر ازدهر كثيرا هذا النوع من المواقع بعد الثورة مباشرة واصبح من أكثر انواع المواقع التي تجلب دخل لأصحابها.
التفت في هذا الوقت الكثير من اصحاب الصحف الى هذه الفكرة خاصة بعد تردي مبيعات الصحف المطبوعة وانخفاض الإقبال على إعلاناتها مقابل إعلانات الإنترنت والتي اصبح يشاهدها عدد أكبر بل وبمكانك قياس مدى فاعلية الإعلان بشكل فوري.
بالطبع كانت المنافسة بين الصحف والمواقع الإخبارية كبيرة بل وسمعنا عن صفقات استحواذ لمواقع اخبارية في بلد مثل مصر لرجال اعمال لانها اصبحات مصدر كبير للدخل ، واصبح نشر السبق الصحفي هو الهدف الأول لكل موقع ليجذب اكبر عدد ممكن من الزوار بشكل فوري مما يزيد ارباجه من زيادة ترتيبة العالمي وعدد ظهور الإعلانات.
للأسف الشديد كما كان بالسابق ما يسمى بالصحف الصفراء التي كانت مشهورة بالعناوين المثيرة جدا مثل "زواج الفنان ... من الفنانة ..." وعندما تقرا الخبر تجد ان الزواج في مسلسل قادم وليس حقيقي وهذا المثال هو مثال محترم ويوجد ما هو اسوا بكثير جدا.
الأخبار المثيرة على الفيس بوك
انتقلت هذا النوع من الصحافة الى الإنترنت ولكن للأسف مع اسماء مواقع وصحف كبيرة بغرض الإثارة والفرقعة الإعلامية ، فهناك عدد من الصحف كانت تنشر خبر كاذب تماماً ليقوم العديد من الأشخاص بالدخول على الرابط ومشاركته مع بعضهم البعض وبعدها بفترة زمنية يتم مسح هذا الخبر حتى لا يتهمهم احد لنشر الأخبار الكاذبة وهذا هو النوع الأول من الصحف اما النوع الثاني هو ما لاحظته من فترة في عدد من الصحف المصرية بانه يتم نشر الخبر على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك مثل هذا الخبر :
وعندما تدخل على رابط الخبر نفسه تجد العنوان مختلف تماماً !
بل وعند تجربة عمل Share للخبر يظهر على الشكل التالي
الآن قد لحظتم ان عنوان الخبر الأول مختلف عن الصفحة المؤدية عليه بل ومختلفة ايضاُ عن اذا كنت اريد ان اقوم بمشاركة الخبر مع اصدقاء آخرين فكيف يحدث هذا؟
بالطبع ان العنوان الآول هو عنوان مثير جدا ولكن الصحيفة لا تريد ان يكون الخبر كاذب وان تقوم بمسح الخبر بعد ساعة ولذالك تقوم بتزييف العنوان لمدة ساعة او ساعتين وبعدها تقوم بتغييرها وكان شئ لم يكن، من جديد كيف يحدث ذالك ؟
لكل محتوى على الإنترنت مجموعة من الأكواد التعريفية ومن هذه الأكواد كود او وسم يسمى Meta ويكون له Title و Description ووظيفته هو العنوان والوصف الذي يظهر على صفحات مثل جوجل والتواصل الإجتماعي فتلجأ هذا النوع من الصحف الى وضع عنوان مثير جدا في كود الميتا او ما يوزاية في الفيسبوك وهو Open Graph Title و Description وبمجرد ان يتم عمل مشاركة لهذا الخبر من مجموعة من الناس ويلقى اقبال جيد يتم تغييره فوراً الى العنوان والوصف الصحيح وكأن شئ لم يكن ويستمر الناس في نشر الخبر من بعضهم البعض بالمسمى القديم وبالعنوان الجذاب والمثير ولا يستطيع احد القاء اللوم على الصحيفة لانها في الواقع تقدم الخبر الصحيح وربما شخ دخيل هو من قام بتزييف العنوان والوصف !
من المهم ان تكون انت كقارئ ومتابع على علم بهذه الأساليب الملتوية للنشر لأنه حتما ً سنقابل المزيد منها الأيام القادمة في مثل هذه الأجواء الغير مهنية والتي فقط تهدف الى الإثارة ونشر كل ما هو مثير عبر مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك والذي اصبح العديد متابع لها فقط دون اي موثع اخرى وكان الفيس بوك هو الإنترنت.
?xml>