يتجه الملايين من مستخدمي نظام ويندوز 10 لطرق غير مشروعة لاستخدام نظام التشغيل الشهير فالبعض يتجه لتفعيل النظام عبر برامج غير شرعية والبعض الآخر يتجه لترك النظام دون تفعيل لتبقى رسالة Activate Windows التي تظهر على سطح المكتب باستمرار.

هذا التصرف من المستخدمين يعرض الشركة الأمريكية بالتأكيد لخسائر تقدر بملايين الدولارات في وقت لا تواجه الشركة هذه التصرفات بأي إجراءات ملموسة فنظام ويندوز 10 يمكن تشغيله لسنوات دون تفعيله والاكتفاء بتثبيت النظام مع ظهور رسالة Activate Windows, فلماذا إذاً تعرض مايكروسوفت نفسها لكل تلك الخسائر؟ ولماذا إذاً يدفع أناس أموالهم في تفعيل النظام في وقت يمكنهم استخدمه مجاناً؟

للإجابة على تلك التساؤلات دعونا نلقي أولاً نظرة على تاريخ سياسة الشركة في التعامل مع تفعيل النظام. في Windows XP الشهير كانت مايكروسوفت تعطي للمستخدمين مهلة 30 يوماً لتفعيل النظام. بعد هذه المهلة لا يمكن استخدام النظام بأي صورة ممكنة دون إتمام عملية التفعيل. بداية من Windows Vista غيرت مايكروسوفت سياستها قليلاً ليتمكن المستخدمين من استخدام النظام ولكن بصورة مؤقتة حيث يتوقف الجهاز عن العمل بعد ساعة واحدة من التشغيل بعد مرور مهلة الثلاثون يوماً مع تحديد المهام الفعالة وجعلها محدودة قدر المستطاع.

مع إطلاق مايكروسوفت لـ Windows 7 غيرت الشركة سياستها تماماً مع إتاحة القدرة للمستخدمين بالاستمرار في استخدام النظام حتى بعد مرور مهلة الثلاثون يوماً على أن تظهر علامة مائية على سطح المكتب تظهر رسالة Activate Windows واقتصار التحديثات على التحديثات الأمنية الضرورية.

هذا الانفتاح من مايكروسوفت وصل إلى ذروته مع Windows 10 فالآن يمكن للمستخدمين تحميل النسخة الكاملة للنظام دون شراءه كما يمكن تخطي عملية إدخال مفتاح التفعيل أثناء عملية التثبيت ليصل الأمر لإمكانية استخدام النظام مدى الحياة دون تفعيله مع الاستغناء عن إمكانية التعديل في ألوان النظام وصورة سطح المكتب ولكن بإبقاء العلامة المائية Activate Windows.

لماذا إذاً يجب شراء النظام إذا لم تكن مايكروسوفت تفرض هذا الأمر على المستخدمين؟

تفرض مايكروسوفت على مستخدمي ويندوز 10 شراء مفاتيح تفعيل النظام عبر إجبارهم على الموافقة على الشروط والأحكام التي تظهر قبل بداية عملية التثبيت والتي لا يمكن تخطيها دون الموافقة عليها. عند الضغط على أوافق على الشروط والأحكام أثناء التثبيت أن تلزم نفسك بصورة قانونية لتفعيل النظام بشكل مشروع وإلا سيحق للشركة ملاحقتك بصورة قانونية.

هذه الملاحقة قد لا تنتشر في منطقتنا بين الأفراد المستخدمين ولكنها تظهر وبكل وضوح بين الشركات فاعتماد الشركات على برمجيات مايكروسوفت دون شرائها يضعها تحت طائلة القانون وقد تطالبها مايكروسوفت بتعويضات طائلة نظاراً للضرر التي سببته لها بسبب استخدام برمجياتها دون دفع الثمن.

إذاً مايكروسوفت تتبع خطوات Winrar بتقديم برمجياتها مجاناً مع إلزام المستخدمين بالشراء فقط عبر الشروط والأحكام وليس عبر أي خطوات إجبارية.

لا أحد يشتري Winrar لماذا لا يحدث نفس الأمر مع ويندوز 10 ؟ وهل تعرض الشركة نفسها لخسائر؟

في الحقيقة يجني مطوري Winrar الملايين كل عام فالشركات المستخدمة للتطبيق تضطر لشرائه بسبب موافقتها على شروط واحكام الاستخدام التي تفرض شراء البرنامج مقابل استخدامه. ملايين المستخدمين يشتروه أيضاً إما من مبدأ البُعد عن احتمالية المسائلة القانونية أو تقديراً لجهود المطور ومتخلصين من الرسائل المزعجة.

الفئتين السابقتين يحققان أيضاً لمايكروسوفت الملايين سنوياً جراء شرائهم لنسخ النظام الشهير وهم تقريباً نفس القاعدة التي تعتمد عليها الشركة منذ إصدارات النظام الأولى بخلاف مصنعي أجهزة الحاسب الشخصي والمحمول الذي يشترون الملايين من مفاتيح التفعيل لتوفير نسخة مدفوعة لمشتري أجهزتهم.

باقي المستخدمين الذي يتجهون لعدم شراء مفاتيح التفعيل تستفيد منهم مايكروسوفت بصورة أخرى عبر جمعها لعدد أكبر من البيانات لم تكن لتتمكن من جمعها في حالة الاعتماد فقط على مشتري النظام. شروط وأحكام ويندوز 10 تعطي للشركة الأمريكية الحق في جمع معلومات عن المستخدمين متعلقة باستخداماتهم للنظام وتفاعلهم معه. الشركة تقترح كذلك أثناء تثبيت النظام عدة خيارات فيما يتعلق بالخصوصية غالباً ما يتجاهلها الغالبية العظمى كانوا ممين يشترون النظام أو من يستخدموه بصورة مجانية والتي تجمع المزيد من البيانات قد يعتبرها البعض انتهاكاً للخصوصية.

مايكروسوفت تجنى أيضاً أرباحاً إضافية عبر خدماتها التي توفرها للمستخدمين حتى هؤلاء الذين لا يشترون النظام نفسه فعلى سبيل المثال وليس الحصر تجنى مايكروسوفت من حزمة تطبيق Office أرباحاً مضاعفة لما تجنيه من النظام نفسه.