بعد هذا الكم الكبير من الشركات التي قامت بالانصياع لأوامر الحكومة الأمريكية وقطع علاقتها بشركة هواوي أصبح من الواضح أن الشركة ستنعزل عن كل الشركات الأمريكية ويجب عليها أن تعتمد على نفسها بشكل كامل إذا أرادت الاستمرار في عملية تصنيع الهواتف الذكية.

الكثير من مُصنعي الهواتف الذكية تعتمد على الشركات الأمريكية في تصنيع هواتفها ولكن تلك الشركات لم يقع عليها الحظر الذي وقع على هواوي وبذلك تبقى تلك الشركات في مأمن من تلك الخواطر ... في الوقت الحالي على الأقل.

على الرغم من حصول الشركة على رخصة مؤقتة من جوجل للاستمرار في تلقى التحديثات واستخدام خدمات جوجل ألا أن الشركة لن تحصل على نفس المُعاملة من باقي الشركات التي قطعت علاقتها بها ... شركات مثل إنتل, كوالكوم وARM وعدد آخر من مُصنعي الشرائح ومكونات الهواتف الذكية ستقطع علاقتها بالشركة بشكل فوري.

هذا الأمر لن يكون له تأثير على الشركة على المدى القصير .. وذلك لكون الشركة عندها مخزون احتياطي من مُكونات الهواتف والحواسب المحمولة ولكن على المدى البعيد سيكون تأثير ذلك القرار على الشركة كبيراً ويجب عليها أن تبحث عن حلول لضمان حصولها على تلك المُكونات على المدى البعيد ... في السطور القادمة نستعرض معكم المكونات اللازمة لتصنيع الهواتف الذكية وكون هواوي لديها القدرة على تصنيعها بعيداً عن الشركات الأمريكية أم لا.

من المعروف أن شركة هواوي تقوم بتصنيع مُعالجاتها بنفسها ولكن هذا الأمر قد يتغير مع سحب تراخيص التصميمات الممنوحة لها من قبل شركة ARM وإذا اتخذنا هاتف مثل هاتف Huawei P30 Pro الأحدث من الشركة كمثال يمكننا أن نحصل على فكرة عن أي المكونات التي تصنعها هواوي بنفسها وأيها تعتمد على شركات أخرى لتحصل عليها ...

المكونات التي تصنعها هواوي بنفسها

يمكننا أن نبدأ قائمة المكونات التي لن تتأثر بهذا الحظر وبعدها ننتقل إلى المكونات التي ستحتاج الشركة إلى البحث عن حلول بديلة لها إذا أرادت الاستمرار في تصنيع هواتفها الذكية.

لحسن حظ الشركة فإنها إذا أرادت تصنيع هاتف فئة رائدة مثل هاتف P30 Pro فإن معظم النقاط القوية الموجودة في الهاتف لن تتأثر بقرارات الحظر الصادرة بجانب التصميم الذي تقوم به كل الشركات في هواتفها الذكية وتعتمد علي نفسها فيه بشكل كامل ... هناك أيضاً بعض المكونات الأخرى التي لن تتأثر وهي المكونات التالية:

الكاميرا والذواكر

تقوم هواوي بالاعتماد على شركة صينية تُسمى Sunny Optical والتي تمُد هواوي بالكاميرات الخاصة بها مع شراكتها لشركة لايكا الألمانية والتي توفر التقنيات الموجودة بكاميراتها ولن تتأثر تلك الشركات بقرار الحظر كونها ليست شركات أمريكية.

الذواكر الموجودة بهواتف الشركة أيضاً لن تُمس بضرر وذلك لكون هواوي تعتمد على شركة SK Hynix الكورية الجنوبية لتمُدها بالذواكر من نوع LPDDR4X في هاتف P30 Pro وهو ما يمثل خبر جيد لهواوي كونها كانت تعتمد على شركة Micron الأمريكية في ذواكرها.

الشاشات ال OLED

من المعروف أن الكثير من الشركات العالمية تستمد شاشاتها من نوع OLED من شركتين رئيسيتين وهما شركة LG الكورية الجنوبية بالإضافة إلى العملاقة سامسونج التي تصنع أفضل شاشات من نوع أموليد ... هناك أيضاً شركة صينية أصغر تقوم بتصنيع هذا النوع من الشاشات وهي شركة BOE ... ولحسن حظ هواوي أن تلك الشركات الثلاثة ليست شركات أمريكية وبذلك لن تتأثر هواوي في هذه الجزئية.

المكونات التي لا تصنعها هواوي بنفسها

أما عن الأشياء التي لا تقوم هواوي بتصنيعها أو تعتمد على شركات أمريكية للحصول عليها فهي المكونات التالية.

وحدات تخزين من تصنيع ميكرون

على عكس الذواكر العشوائية فإن الذاكرة الداخلية قد تم تصنيعها من قبل شركة ميكرون وهي شركة أمريكية ولذلك يُتوقع أن يتم قطع الاعتماد عليها في الهواتف القادمة ولحسن حظ هواوي فإن هناك العديد من الخيارات الأخرى المُتاحة بالنسبة لوسائل التخزين الداخلية مثل شركة سامسونج وتوشيبا أو حتى قد تعتمد هواوي على شركة HiSilicon التابعة لها في تطوير وسائل التخزين الخاصة بها.

وحدات الاتصال للجيل الرابع والثالث

بقدر ما هو أمر مثير للسخرية ألا أن هواوي تستخدم شرائح من شركات Skyworks و Qorvo الأمريكية وهو ما كان واضح في تفكيك موقع iFixit للهاتف ... ولكن هذا الأمر لن يُشكل مشكلة كبيرة لهواوي كونها لها خبرة كبيرة في تصنيع مُعدات الاتصال.

نظام التشغيل

أصبحت هواوي في مأزق بعد سحب جوجل لتصاريح استخدام نظام أندرويد وتطبيقاتها من شركة هواوي ... ما سيعني أن هواوي سيتوجب عليها أن تعتمد علي نظام تشغيل آخر وهو الأمر الذي عملت عليه لمدة كبيرة سراً ولكنها ستعاني لكي تجلب كل التطبيقات الموجودة على نظام تشغيل أندرويد لنظام تشغيلها الجديد.

هواوي تحصل على 90 يوماً إضافيين لتوفر الدعم لعملائها

فيما يبدو أن الشركة تستطيع أن تقوم بتصنيع هواتفها الذكية حتى بعد وقف التعامل مع الشركات الأمريكية ألا أن عدم وجود نظام تشغيل بديل ذو شعبية عند الشركة هو أكثر شيء لا تستطيع هواوي أن تجد بديل لها حتى وإن تخلت عن متجر التطبيقات واتجهت إلى متجر تطبيقات بديل ... فمازال هناك الكثير من التطبيقات التي سيفتقدها المستخدمين مما سيدفعهم بالنهاية إلى الابتعاد عن هواتف الشركة.

الحل الأفضل بالنسبة لهواوي ولنا كمُستخدمين هو أن نأمل في تسوية سياسية تُزيل تلك العقوبات عن الشركة.