سلسلة موسوعة الحاسوب: التقنيات الرسومية الحلقة الأولي دقة العرض
ترددت كثيراً في الحقيقة قبل البدء في كتابة هذا المقال، ففي العادة عندما تريد البدء في الحديث عن تقنية معينة أو تعريف الناس بشئ جديد في عالم التقنية فإن المفاهيم في العادة ما تتداخل فمثلاً عند الحديث عن تقنية جديدة للمعالجات المركزية أو اللوحات الأم علي سبيل المثال ستجد نفسك تحتاج إلي شرح الكثير من الأمور للمشاهد حتي ولو كان موضوعك سهل وميسر لأقصي درجة تستطيع الوصول إليها، ففي النهاية هذه هي طبيعة التقنية، هي عبارة عن شبكة متداخلة من المفاهيم والمصطلحات والمعلومات التقنية المختلفة، ولكن وبعد التفكير العميق والحديث مع النفس وجدت أنه لا مفر من ذلك فلابد من الأخذ بزمام الأمور من البداية حتي النهاية وعلي أكثر من محور واحد للحديث، نعم سنحتاج إلي الحديث عن وسائل العرض والشاشات في سلسلة.
وفي نفس الوقت الحديث عن التقنيات الرسومية بعد ذلك جنباً إلي جنب مع الحديث عن كيف بدأت الحواسيب وكيف تعمل القطع المختلفة في داخل الحاسوب، ولأن الشاشات في الحقيقة هي الشئ الأكثر وضوحاً لدي المستخدم العادي فمن رأيي المتواضع سأبدأ من هنا، كيف تعمل شاشات العرض؟ أو لنقل بشكل أعم كيف يعمل التلفاز؟...
سنأخذكم أعزاي القراء في رحلة طويلة هنا في موقع عرب هاردوير ومنظمة خطوة بخطوة من البداية وإلي ماشاء الله حتي نصل إلي ما نراه في يومنا هذا من التقنيات والتكنولوجيا المختلفة، فقط ستحتاج عزيزي القارئ إلي أن تزيح الغبار عن شبكتك العصبية وتستعد بشكل مناسب لهذه الرحلة، ستحتاج إلي ربط أحزمة الأمان بشكل جيد فالرحلة طويلة وشاقة وبها الكثير من المصطلحات والمعلومات التقنية المختلفة، هل أنت مستعد؟ حسناً هيا بنا...
في البداية وقبل الحديث عن شاشات العرض يجب علينا الحديث أولاً عن بعض المصطلحات التقنية الهامة أو لنقل سنأخذ جولة سريعة إلي ماهو أدق من الشاشة نفسها، وهو ما يسمي بالبيكسل أو Pixel و شئ أخر والذي يعتبر أحد التقنيات الرسومية الأكثر وضوحاً وهو دقة العرض أو Resolution، ولمعلوماتك عزيزي القارئ إن كنت لا تدري فإن كلمة بيكسل تعني نقاط العرض في الشاشة وهي النقاط التي تعرض الصورة في الشاشة عن طريق التوهج، دعونا ننظر إلي الصورة القادمة لنعرف ماهو البيكسل إذاً...
قبل أن تنظر إلي الصورة عزيزي القارئ قم بتقريب وجهك من شاشة الحاسب ولكن يفضل أن تكون وحيداً في المنزل حتي لا يظن أحد أنك أصبحت أحمقاً أو أنك تحتاج إلي عملية جراحية في عينك، حسناً بعيداً عن هذا الهراء ما الذي تراه عن قرب؟ في الأغلب ستجد أن الصورة مشوشة ولا يمكنك تفسيرها عن قرب ولكن في حالة قمت بالإبتعاد عن الشاشة قليلاً ستتمكن من الإدراك أن هذه الصورة ماهي إلا صورة لوجه طفل صغير، يمكنك الأن الإبتعاد مرة أخري لتجد أن الصورة أصبحت أكثر وضوحاً من زي قبل إذاً فما الأمر ولما يحدث ذلك؟...
في الحقيقة الأمر يرجع إلي عقلك البشري الذي يستطيع تفسير هذه النقاط (كما هو واضح من الصورة والتي تظهر علي هيئة نقاط كبيرة) وتجميعها إلي صور حقيقية، وكلما زاد عدد هذه النقاط كلما أصبح الأمر أكثر سهولة علي عقلك البشري علي إستيعابها، وكلما إبتعدت عن الصورة ستجد أن الأمر أصبح أكثر سهولة وهذا يرجع في الحقيقة إلي أن النقاط أصبحت أصغر بالنسبة إلي عينك وبالتالي أصبح الأمر أكثر سهولة للإستيعاب. هذا هو حال كل الصور الرقمية سواء كانت تلك الصور علي شاشة الحاسوب أو التلفاز الخاصة بك أو حتي صورة مطبوعة في مجلة أو حتي صحيفة الأخبار التقليدية التي تملكها...
تنويه سريع (ماهو عدد الإطارات أو FPS) ؟
ولكن قبل الإنتقال إلي النقطة التالية قم بالنظر إلي الصور الأربعة السابقة ستجد أن قد الطفل تتحرك، وهذا هو الحال في حالة مقاطع الفيديو عموما أو حتي المقاطع المتحركة في الألعاب، فهي في النهاية عبارة عن مجموعة من الصور المتتالية والتي يتم عرضها في الثانية الواحدة لتحصل علي مقطع الفيديو، فمثلاً عندما نقول أن مقطع الفيديو هذا يعمل بمعدل إطارات 24 إطار فإننا نعني أن هناك 24 صورة متتالية يتم عرضها في الثانية الواحدة، نفس الأمر يحدث مع الألعاب فعندما نقول أن هذه اللعبة تعمل بمعدل إطارات 60 فريم أو 60FPS فإننا نعني أن هناك 60 صورة متتالية يتم عرضها في الثانية الواحدة، وهو بالتأكيد ما يحتاج لقوة حوسبية عالية ليستطيع المعالج الرسومي معالجة 60 صورة عالية الدقة ومتعددة الألوان في ثانية واحدة...
لنعد إلي موضوعنا إذاً
ففي النهاية كل هذه الصور تتكون من مجموعة من النقاط الملونة والمصفوفة بجوار بعضها البعض بشكل منظم ومرتب ترتيب معين ليعطينا في النهاية الصورة التي نراها أمامنا، ولكن في حالة شاشات التلفاز أو الحاسب فإن الأمر يختلف قليلاً فليس من الطبيعي أن يحتاج المرء إلي الجلوس بعيداً عن الشاشة بعشرات الأمتار ليري الصور أكثر وضوحاً، لذا فالصورة تحتاج إلي أن تكون أبعد علي الشاشة نفسها؟ ( كيف هذا وهل هذا ممكن؟) في الحقيقة يمكننا هذا عن طريق زيادة عدد النقاط في الشاشة نفسها أو Pixels وهو ما سيؤدي إلي تصغير الصورة نفسها وزيادة عدد النقاط بها لتصبح التفاصيل إكثر وضوحاً...
دقّة العرض Resolution: هي أول ما يواجه المستخدم وهي أول ما يجذب انتباهه عند اختيار أي شاشة للحاسب....ذلك لأنها تتحكم مباشرة في دقة العرض علي الشاشة ،تتكون الشاشة من ملايين النقاط الضوئية الصغيرة ، وتسمّي Pixel ، كل Pixel أو نقطة أو picture element هي عبارة عن ثلاثة مناطق صغيرة ملوّنة بالأحمر و الأزرق والأخضر والتي تسمي Sub-Pixel، يمكن تغير دقة العرض والتي تقاس بعدد نقاط Pixel الطولية في النقاط العرضية، فعلي سبيل المثال عند تحديد دقة عرض الشاشة كأعلي دقة تستطيع الشاشة إستيعابها أو ما تسمي بالدقة الأم للشاشة فإن البيكسل الواحد يأخذ حجم dot pitch واحدة ولكن في حالة إختيار دقة عرض أقل يزيد حجم البيكسل الواحد ليستغل أكثر من dot pitch حسب الدقة التي يتم إختيارها، لذا فإن لفظ pixel يمكن الإشاره به إلي الوحدات الفيزيائية (نقاط الفوسفور مثلاً) أو إلي الوحدات البرمجية (عدد نقاط الألوان) في الصورة...
ماهو dot pitch ؟
مصطلح dot pitch يطلق علي الوحدة الفيزيائية الأصغر في الشاشات، وهي في الحقيقة عبارة عن المسافة بين الوحدات اللونية المتشابهة في البيكسل الواحدة، و يقاس حجمها بالملي متر فعلي سبيل المثال هناك شاشات يكون حجم dot pitch فيها 0.28 ملم وأخري 0.27 أو 0.31 وغيرها، ولكن كلما كان حجم dot pitch أصغر كانت الصورة الخاصة بالشاشة أكثر وضوحاً...
صورة حقيقة لكل نقطة Pixel من نقاط الشاشة ، وكل نقطة هي عبارة عن منطقة خضراء و حمراء وزرقاء RGB،عند الرغبة في تلوين النقطة بلون أحضر ، فان تفعيل المنطقة الخضراء فقط يكفي ، وعند الرغبة بتلوينها بلون أحمر ، فان تفعيل المنقطة الحمراء يكفي ، وكذا الأمر مع اللون الأزرق ،عند الرغبة في تلوين النقطة Pixel بلون يختلف عن الألون الثلاثة السابقة ، مثل اللون البنفسجي مثلا ، يتم تفعيل المناطق الثلاثة بدرجات حدة مختلفة ، فمثلا يتم تفعيل المنطقة الزرقاء والحمراء معا بدرجة حدة مرتفعة وعدم تفعيل النقطة الثالثة أو تفعيلها بدرجة أقل حدة، كل بيكسل يتم تحديد لونه أيضاً عن طريق تخصيص 3Bytes له حيث أن 3Bytes يمكنها تحديد حتي 16 مليون لون (تسمي أيضاً النظام اللوني الحقيقي أو 24-bit color system) حيث أن كل لون من الألوان الرئيسية يمكن تحديد درجاته بإستخدام 1 بايت أو 8 بت...
ماهو bitmap
ما يحدد هذه الحدة يطلق عليه bitmap وهي عبارة عن خريطة لموضع البيكسل في الصورة والألوان الخاصة لك بيكسل، فمثلاً عند إختيار صورة معينة مسجلة علي الحاسوب، يقوم الحاسوب بمعالجة الـbitmap الخاص بهذه الصورة ليحدد اماكن البيكسل المختلفة بألوانها المختلفة أولاً العرضية منها في الصورة ومن ثم الطولية وفي النهاية بعد تجميع هذه النقاط ستظهر لنا الصورة بشكلها الطبيعي، كل ذلك في جزء من الثانية...
الدقات المختلفة للشاشات والصور
تحتوي كل شاشة علي عدد محدد من هذه النقاط Pixels ، فالشاشة ذات حجم 17 بوصة ، تحوي حوالي مليون وثُلث المليون نقطة ، والشاشة ذات حجم 23 بوصة تحوي حوالي مليونين من النقاط ،مصطلح دقّة العرض Resolution يطلق علي عدد هذه النقاط في أي شاشة ، فشاشة بحجم 23 بوصة ، تستطيع عرض 2 مليون نفطة في لحظة واحدة ،بدلا من استخدام عدد النقاط ، يستخدم المهندسون أسلوب عدد النقاط العرضية في الشاشة X عدد النقاط الطولية ، كأن يقولوا مثلا أن دقة العرض علي الشاشة هي 1920X1080، بدلا من 2 مليون نقطة، لذا فمما سبق يمكننا القول أن دقة العرض في الشاشة يمكننا تحديدها بالإعتماد علي حجم الشاشة نفسها وكثافة البيكسل فيها أو عدد البيكسل في البوصة الواحدة Pixel Per Inch والتي تزيد كلما قللنا المسافة بين البيكسل المختلفة (dot pitch)، ففي بعض الحالات قد نجد شاشات تلفاز بحجم 32 بوصة علي سبيل المثال ودقة عرض 1080p في حين أن دقة العرض ذاتها توجد في شاشات أخري كشاشات الحاسب بحجم 23 بوصة!..
صورة مبسّطة (للتمثيل) بدقات مختلفة، والصورة مركبة فضائية في مرحلة الإقلاع (هل تلاحظ التشوش في الصورة كلما قلت دقة العرض،استخدام دقة عرض كبيرة في تشغيل الألعاب يعني استخدام عدد أكبر من الألوان ، هذا العدد الكبير يضغط علي ذاكرة بطاقة الرسوميات ، فكل لون واحد يحتل مساحة 4 بايت من الذاكرة ،العدد الكبير يضغط أيضا علي معالج بطاقة الرسوميات ، لأن مُهمته هي حساب الألوان التي تعرض علي الشاشة ، وكلما ازداد عدد الألوان المطلوب حسابها ، زاد العبأ علي المعالج الرسومي .
صورة أخري لوجه بشري بدقة 480*480 أي أنها تتكون من 480 نقطة أو Pixel طولية وأخري عرضية ومن الواضح في الصورة تباين الألوان لكل Pixel لكن اذا زادت هذه النسبة أو لنقل العدد أو الدقة فلن نستطيع تمييز النقاط وسيظهر الوجه بشكله الطبيعي...
اذا كان المستخدم يملك بطاقة رسومية ضعيفة ،(بمعالج رسومي ضعيف وذاكرة صغيرة) فان تقليل الدقة يُخفف الحمل علي البطاقة ،عند تقليل الدقُة تظهر مُشكلة جديدة ، وهي أن الدقُة الأقل تعني عدد نقاط Pixels أقلُ ، وبالتالي فهي تشغل مساحة أقلُ من الشاشة ،اذا كانت الشاشة بحجم 23 بوصة (بدّقة 1920X1080 أو 2 مليون نقطة) ، فان تشغيلها علي دقّة 960X540 يعني أن عدد النقاط المستخدم هو 1 مليون نقطة فقط من أصل 2 مليون ، وهذا يعني أن نصف الشاشة تقريبا يصبح شاغرا بدون استخدام .
ماذا يحدث عند عرض صورة بدقة عرض أقل علي شاشة بدقة عرض أكبر..
هذا الأمر يظهر في عدة اوضاع فمثلاً عند ضبط دقة عرض الشاشة علي دقة عرض أقل من دقة العرض الأساسية (القياسية) للشاشة فإن الحاسوب بعمل علي ملأ هذه الفراغات بعدة طرق وذلك إعتماداً علي الشاة، فمثلاً عند ضبط دقة عرض الشاشة علي دقة العرض 1024×768 في حين أن الشاشة لها دقة عرض قياسية 1920×1200 فهناك بضعة نتائج قد تحصل عليها...
وكنتيجة أولي لما فعلناه يمكن للشاشة أن تقوم هي بنفسها أو أن تقوم أنت بإختيار وضعية Centered أو التمركز بحيث يتم عرض سطح المكتب بنفس دقة العرض الخاصة بها وترك فراغات حول الصورة، كما يظهر في الصورة التالية..
الحالة الأخري هنا هو أن تقوم الشاشة بعمل Proportional Stretch أو تمدد جزئي للصورة، حيث أنه يتم تمديد الصورة وتكبيرها حيث تقوم الصورة التي بدقة عرض 1024×768 بأخذ مساحة أكبر من الشاشة عن طريق التمدد (سنشرح عملية التمدد هذه بعد قليل) مع الحفاظ علي نسبة الطول إلي العرض الخاصة بالشاشة..
الحالة الثالثة وهي أن تقوم الشاشة بعمل Stretch-to-Fill أو بعمل تمدد كلي للصورة بحيث تأخذ الصورة الجديدة بدقة العرض الأصغر 1024X768 المساحة الكلية التي تأخذها الصورة نفسها بدقة العرض الأصلية لها (القياسية) وهي 1920X1200، وفي هذه الحالة ستلاحظ أن الأجسام والأيكونات الخاصة بك أصبح حجمها أكبر من ذي قبل، المشكلة الوحيدة هنا أن دقة العرض هذه لن تأخذ في الإعتبار معدل الطول إلي العرض الخاص بالشاشة، لذلك فإذا كانت الدقة التي قمت بإختيارها وهي 1024X768 مناسبة لمعدل الطول إلي العرض الخاص بشاشتك لن تلاحظ مشكلة في شكل أبعاد الصورة...
ولتوضيح هذه النقطة دعوني أوضح لكم أن معدل الطول إلي العرض لدقة 1024X768 هو 4:3 أما في الحالة الثانية فدقة 1920X1200 لها معدل طول إلي عرض 16:10 في هذه الحالة تقوم الشاشة بتمديد الدقة الصغيرة فتقوم بتمديد العرض وهو 768 ليملأ المساحة الطبيعية للشاشة وهي 1200 بيكسل، وبعد ذلك تقوم الشاشة بتمديد الطول 1024 بنفس نسبة العرض فتصبح الدقة بعد التمدد 1600 بيكسل فقط، في المثال حدث نفس الوضع ولكن كان هناك فراغ في الشاشة وهو طرح 1920-1600 لأنه وكما قلنا كان معدل الطول إلي العرض ثابت، أما هنا فلا لذلك فعند تمديد الدقة بشكل أكبر لتشغل مساحة 1920 بيكسل ستظهر الصورة ممتده بشكل عرضي فتشعر بأنها غير طبيعية...
ولكن (كيف يتم تمدد الصورة علي دقة عرض أكبر)
صورة بدائية ، بدقة 10X5 ، أي بدقة 50 نقطة Pixel فقط من اصل 100 نقطة ، والصورة تحتل منتصف الشاشة (السطور الحمراء والبُقع الخضراء) ، بينما تظل باقي أجزاء الشاشة خالية من الأعلي والأسفل (السطور السوداء).
يستخدم مصنّعي الشاشات حلّا مباشرا لهذه المشكلة ، فالدقة الأقل تحتوي علي 1 مليون نقطة ، والدقة الأعلي تحتوي علي 2 مليون نقطة ، اي الضعف ، وهنا يتم توسيع الدقة الأقل مرّتين لتتساوي مع الدقة الأعلي ،عملية التوسيع Stretch تتم بوضع لون كل نقطة من الدقّة الأقل علي نُقطتين من الدقّة الأعلي ، فمثلا باستخدام الدقة الأقل قٌمنا بتلوين نقطة واحدة باللون الأحمر ، اذن بعد توسيع الدقّة مرتين ، يحتلّ هذا اللون الأحمر نقطتين بدلا من نقطة واحدة ،ثُم يتم تطبيق هذه الطريقة علي بقية الألوان والنقاط ،اذن المليون نقطة أصبحت تشغل مكان مليونين ، وبهذا نستطيع تشغيل الدقة الأقل ذات المساحة الأقل في شكل دقة أكبر بمساحة أكبر .
في بداية عملية التوسيع ، تقوم الشاشة بتقسيم الصورة الي أجزاء ، ثم توزيع هذه الأجزاء بالتساوي علي كل مساحة الشاشة ، فكل صفّ من صُفوف الصورة يتبعه الآن صف خالٍ و (النقاط البيضاء هي نقاط خالية تنتظر الملأ) .
قامت الشاشة بملأ كل نقطة بيضاء باللون المجاور لها ، فاذا كان اللون أحمرا امتلأت بالأحمر ، واذا كان أخضرا امتلأت بالأخضر ..الخ .
مثال آخر : صورة بدائية جديدة بدقة 10X5 (أي 50نقطة من أصل 100)، والسطور السوداء أعلي و أسفل الصورة هي سطور خالية ، (والصورة تحتوي علي 20 نقطة حمراء و 30 نقطة صفراء ).
عملية تقسيم وتوزيع الصورة ، كل صف من الصورة ، يتبعه صف خال (والنقاط البيضاء هي نقاط خالية تنتظر الملأ/التلوين) .
تمّ استغلال النقاط الخالية في مضاعفة كل لون أحمر واصفر في الشاشة ، والشاشة الآن تحتوي علي 40 نقطة حمراء و 60 نقطة صفراء ،لكن هذه الطريقة غير دقيقة، لأن عملية التوسيع نفسها لا تتّسم بالدقة ، ولا تتم طبقا لنظام محدد ، حيث يتم تلوين أي نقطتين بلون واحد ، وذلك دون الوضع في الاعتبار موقع النقاط في الشكل الأصلي ،حتي لو تمّت العملية وفق نظام محدد ، فلا شئ يضمن كون هذا النظام متناسبا مع كل الظروف والاحتمالات ، مما يعني تواجد نسب خطأ تغير من النتيجة النهائية، أي تُشوّه من الصورة.
تُصاب الشاشة بالحيرة ، هل تُضاعف النقطة الخضراء في الصف الخالي الأعلي ، أم الأسفل ؟!!
مُقارنة بين صورتين ، الي اليمين اختارت الشاشة مُضاعفة النقطة في الصف العلوي ، والي اليسار اختارت مُضاعفة النقطة في الصف السفلي ، لاحظ الفارق بين الصورتين ، وبالذات في مواقع النقاط الخضراء بالنسبة لبعضها البعض وبالنسبة للنقاط الزرقاء ،والأسوأ من ذلك أن هذه الطريقة المباشرة لا تصلح في معظم الأحوال ، فالمستخدمين عادة ما يستخدمون دقّات لا تصلح لعملية التوسيع ، مثل دقة 1680X1050 مثلا ، والتي تحوي 1.6 مليون نقطة ، أي أن ربُع الشاشة تقريبا يصبح خاليا .
هنا يجب عمل توسيع لكل نقطة في الدقة الأقل الي واحد وربع 1.25 نقطة في الدقة الكاملة ، وهذا مستحيل بالطبع لأن النقاط لا تقبل الكسر الي نصف أو ثلُث أو رُبع ،هنا تضطر الشاشة الي تعويض النقاط الخالية بألوان وسطيّة ، فاذا قابلت الشاشة نقطة خالية بين نقطة حمراء وأخري صفراء ، فانها تعوّض النقطة الخالية بلون وسطي بين لون النقطتين ، أي بين الأحمر والأبيض ، والنتيجة هي لون برتقالي ،هذا اللون الجديد (البرتقالي) لم يكن من مكونات الصورة الأصلية ، ووجُوده يشوّه من شكل الصورة علي الفور.
تستخدم الشاشة طريقة اللون الوسطي في محاولة منها لتقليل الأخطاء الناتجة عن عملية المُضاعفة ، والتي قد تغير من شكل الصورة تماما ، أمّا طريقة اللون الوسطي فهي تضيف علي الصورة تشوهات و عيوب فقط ، لكنها تظل محتقظة بملامحها العامة .
صورة بدائية أخري ، دقتها 10X6 ، أي 60 نقطة من أصل 100 ، ونُلاحظ هنا أن ثُلث الشاشة تقريبا خال .
عملية التقسيم ، يُلاحظ أن العملية لم تتم بالتساوي هذه المرة ، فلا توجد صفوف خالية بين آخر صفّين من الصورة (الصفّين الأصفرين ) ، وهذا بسبب أن دقّة الصورة الأصلية غير قابلة للتقسيم بالتساوي .
الصورة النهائية ، ويلاحظ الآتي :أول ثلاثة صفوف (زرقاء) خالية من العيوب ،الصف الرابع يوجد به لون جديد ، وهو الأخضر الفاتح ، ذلك لأن الشاشة صنعته كلون وسطيّ بين الأزرق والأخضر،الصف الثامن (الثالث من أسفل) يوجد به لون جديد وهو البرتقالي الغامق ، وذلك لأن الشاشة صنعته كلون وسطيّ بين الأصفر والأخضر ،في النهاية ، ظلّت ملامح الصورة كما هي ، لكن أصابها بعض التشوّهات .
صورة أخري ، بدقّة 60 نقطة.عملية تقسيم الصورة لم تتم بالتساوي ، فلا توجد صفوف شاغرة بين آخر صفّين.
نُلاحظ ظهور لون جديد ، وهو اللون البرتقالي ، وتحديدا فيما بين اللون الأصفر والأحمر ، وملامح الصورة العامة ظلت كما هي ، لكن اللون الجديد اضفي عليها تشوّها ،اذن تشوّه الصور يحدث فورا عند استخدام دقة أقل من دقّة الشاشة الكاملة والتي تسمّي الدقة المحلّية Native Resolution ، والتشوّه يتمثّل في شكل بهتان ، أو عدم وضوح ، أو تلطّخ للصورة ، وسببه تلك الألوان الوسطية الغريبة التي يتم اضافتها بالاضافة الي عدم دقّة عملية التوسيع .
تكبير الصورة يعمل بنفس الألية
ويمكنكم تجربة هذه الظاهرة في الحال، عن طريق تكبير أية صورة رقمية في حوزتكم Zooming ، فالتكبير هي عملية اضافة ألوان جديدة ، أي كأنها تطبيق من تطبيقات التوسيع ، (يمكنك النظر إليها علي أنها عرض جزء معين من الصورة والذي له عدد معين من البيكسل علي الشاشة الكبيرة والتي تملك عدد بيكسل أكبر فتقوم الشاشة بتمديد الصورة) والذي لا يتّسم بالدقة كما قلنا ، بالاضافة الي ذلك ، فان الألوان الوسطيّة سرعان ما تجد طريقها الي الصورة أثناء عملية التكبير وخصوصا في الصور كثيرة الألوان، الصورة في الأعلي مثال علي ذلك حيث أن الصورة بدقة 4K وHD في الناحية الأخري وفي حالة قمنا بتكبير الصورة سنجد أن العين في حالة عرض الصورة علي شاشة بدقة أعلي من HD ستظهر مشوشة في حالة الصورة بدقة HD في حين أنها ستظهر بشكل أقل كثيراً في التشوه في حالة دقة 4K... .
صورة لحرف R بدقات مختلفة وتوضيح الفارق بين كل دقة والأقل منها وكيف يحدث التشوه...
[caption id="attachment_190434" align="aligncenter" width="400"] صورة أخري أكثر تعقيدا توضح شكل التشوه في الصورة[/caption]أرجو ملاحظة أن كل الصور بالأعلي هي صورة بسيطة للغاية ، والتشوهات التي بها بسيطة كذلك ، لكن مع زيادة تعقيد الصور ، ومع زيادة التفاصيل والألوان فيها ، فان التشوهات تصير أكثر وضوحا ، وتظهر عيوب الصورة أكثر ، لذا يتمكن المستخدمون عادة من تمييز الألعاب التي تعمل بدقّات منخفضة (عيوب أكثر )عن الألعاب التي تعمل بدقات عالية (عيوب أقل)....
دقة الشاشات Display Resolution:
مصطلح دقة الشاشة أو Display Resolution يطلق علي الشاشات ذات مصفوفات البكسل الثابتة fixed-pixel-array مثل شاشات.....plasma display panels (PDPs), liquid crystal displays (LCDs), digital light processing (DLP) projectors أي نوع من هذه الشاشات أو من تقنيات وتكنولوجيا مشابهة والتي تستخدم عدد النقاط أو البكسل الطولية في عددها العرضية مثل 1920*1080 مثلا....ولكن أي من هذه الشاشات أيضا وبسبب تصميمها ستحتاج الي معالج مخصص لمعالجة مدخلات الفيديو متعددة الأشكال من مصادر مختلفة ويسمي scaling engine....وهو معالج فيديو رقمي يحتوي علي memory array ولكن بالنسبة للبث التلفزيوني فالموضوع يختلف قليلا حيث أن الدقة هنا لا تعبر عن عدد البكسل ولكن عن كثافة البكسل أو النقاط في الشاشة نفسها....والكثافة هي عدد النقاط لكل وحدة مساحة معينة....
aspect ratio نسبة العرض الي الارتفاع وهي عبارة عن النسبة الحسابية بين الطول الي العرض حيث أن الشاشات لا تكون في الأغلب علي شكل مربع ولكن علي شكل مستطيل....
الدقات المشهورة لشاشات الحاسب:
دقة DV وهي دقة 720X480....
دقة HD....وتسمي أيضا High Definition (720p) وهي دقة 1360×768 (1044k) أو 1366×768 (1049k) وتعمل علي Aspect Ratio 16:9....
دقةSXGA ....وتسمي أيضا (Super Extended Graphics Array PLUS) وهي دقة 1400×1050 (1470k) وتعمل علي Aspect Ratio 4:3....
دقة WXGA+ (WSXGA) ....وتسمي أيضا (Widescreen Extended Graphics Array PLUS) وهي دقة 1400×900 (1296k) وتعمل علي Aspect Ratio 16:10....
دقة HD+....وتسمي أيضا High Definition Plus (900p) وهي دقة 1600×900 (1440k)وتعمل علي Aspect Ratio 16:9....
دقة Full HD أو Full High Definition (1080p) وهي الأكثر انتشارا بين اللاعبين حيث توفر الدقة الأمثل لجودة الصورة وهي دقة 1920×1080 (2073k) ومعدل الطول الي العرض 16:9 أيضا.....
دقة 2K أو DLP Cinema Technology وهي الدقة 2048×1080 (2212k).....
دقة 4K أو DLP Cinema Technology وهي دقة 4096×2160 (8847k).....
حسناً هذا كل شئ؟
في حقيقة الأمر يمكننا القول أننا قد إنتهينا من موضوعنا اليوم والذي حاولت جاهداً أن أجعله بسيطاً قدر المستطاع، يمكننا الأن أن نلخص ما سبق في جملة بسيطة وهي أن دقة العرض الخاصة بأي شاشة أو صورة هي عبارة عن ناتج ضرب عدد البيكسل الخاص بالصورة الطولي في عددها العرضي، ويمكننا القول أيضاً أن الدقة الأفضل دائماً للإستخدام هي الدقة القياسية للشاشة والتي تعتمد دقتها (الشاشة) علي كثافة البيكسل فيها أو PPI أو dpi وهي مصطلحات تشير في النهاية إلي عدد البيكسلات في وحدة المساحة وهي البوصة أو الإنش، فقد تجد هاتف جوال صغير الحجم بدقة عرض أكبر من تلك التي تستخدمها شاشة كبيرة بحجم 40 بوصة مثلا، الأمر الأخير هنا أيضاً هو أنه عند عرض صورة بدقة عرض معينة علي شاشة بدقة عرض أكبر فإن الصورة يتم تمديدها لشغل المساحة الكلية للشاشة وبذلك سيتم إضافة نقاط جديدة وبالتالي أيضاً سيحدث تشوه لأن هذه النقاط الجديدة لن تكون دقيقة....