يذكر المثل الإفريقي القديم: "يتطلب الأمر قرية كاملة لتربية طفل"، لكن الأمر يتطلب اقتصادًا كاملًا لبدء شركة جديدة. وإن كنت على وشك بدء شركتك الناشئة الجديدة، فسوف تتلقى كثير من المعلومات في أولى مراحل مشروعك الجديد.

أحد المجالات التي يجدها عديد من رواد الأعمال محيرة في البداية هي مفهوم مسرّعات الأعمال مقابل حاضنات الأعمال، وغالبًا ما يُستخدم المصطلحان بالتبادل، ولكن هناك اختلافات رئيسية بين الإثنين! فبالنسبة للشركات الناشئة في مراحلها الأولى، تقدم مسرّعات وحاضنات الأعمال فرصةً مميزةً لتنمية وتطوير أعمال الشركة، لذا دعنا نتعرف على بعض الاختلافات الرئيسية بينهما، وأيهما أفضل لشركتك الناشئة!

ما هي مسرّعات الأعمال؟

مسرعات الأعمال حاضنات الأعمال

يهدف برنامج مسرّعات الأعمال، كما يشير الاسم، إلى تسريع نمو أعمال الشركات الناشئة، من خلال توفير الأموال اللازمة لدعم هذا التوسع في المراحل الأولى للشركة. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن تكون شركتك قد وصلت لمرحلة الاستعداد لمثل هذا المستوى من النمو!

غالبًا ما تضع برامج مسرّعات الأعمال جدولًا زمنيًا صارمًا إلى حد ما، يمكن أن ينتهي في أقل من بضعة أسابيع أو أشهر، وخلال هذا الإطار الزمني سيعمل البرنامج معك لبناء أعمال شركتك ومحاولة التخلص من أي مشاكل قد تواجهها.

فارق رئيسي بين مسرّعات وحاضنات الأعمال، هو أنه مع برنامج مسرّعات الأعمال يجب أن يكون لدى شركتك فكرة قابلة للتطبيق تجاريًا بالفعل، وجاهزة للتسويق والتوسع على نطاق أكبر. لأن تلك البرامج سوف تساعد شركتك الناشئة في هذا التوسع، بالرغم من أنه قد يكون هناك توجيه ومشورة وبعض الأشكال الأخرى من المساعدة كجزء من الصفقة، إلا أن تلك البرامج عادةً لا تساعد في تطوير فكرة لا تزال في مرحلة التصميم الأولى!

لذا إن كنت تملك فكرة أو ابتكار جديد، حينها قد تحتاج إلى حاضنة أعمال بدلًا من ذلك، حيث يمكنك الحصول على نوع الدعم الذي تحتاجه لتحويل تلك الفكرة أو الإلهام إلى نموذج عملي يمكن تطبيقه.

تبدأ المسرّعات بعملية تقديم الطلبات من الشركات الناشئة، لكن تلك البرامج عادةً ما تكون انتقائية للغاية، وقد تقبل نحو 2% فقط من الطلبات التي تتلقاها!

ما هي حاضنات الأعمال؟

مسرعات الأعمال حاضنات الأعمال

على عكس مسرّعات الأعمال، لن تتوقع منك حاضنات الأعمال بالضرورة أن تكون مستعدًا للذهاب إلى السوق فورًا، وبدلاً من ذلك، كما يوحي الاسم أيضًا، فإنها تقدم الدعم الذي يحتضن فكرةً أو ابتكارًا من مرحلة الإلهام حتى مرحلة الإطلاق إلى أرض الواقع.

لا يعني ذلك أنك لن تقوم بالعمل الشاق هنا، ولكن قد يعني أنها سوف تسهل عليك الكثير من خطوات العمل. على سبيل المثال، قد تسهل حاضنة الأعمال فرص التواصل وتجعلك على اتصال بالمستثمرين المناسبين لفكرتك.

مثل حاضنة الأطفال الطبية، فإن حاضنات الأعمال تخلق أفضل الظروف لبقاء ونمو الشركات الناشئة في مراحلها الأولى، إذ يتعلق الأمر في المقام الأول بالتأكد على الحفاظ على حياة الشركة الناشئة، بجانب ذلك، فإنها تساعد مشروعك على الازدهار والنمو أكثر.

توفر حاضنات الأعمال عادةً أماكن عمل في شكل مساحة عمل مشتركة حيث يمكنك التواجد حول رواد أعمال آخرين يملكون بدورهم أفكارًا جديدة.

تتلقى حاضنات الأعمال المختلفة تمويلها من عدّة مصادر، مثل: المستثمر الملائكي Angel investor، أصحاب رأس المال المُخاطر Venture Capitalists، المكاتب الحكومية، الشركات متعددة الجنسيات، شركات رأس المال الاستثماري. ويمكن أن يؤثر مصدر التمويل على نوعية الأعمال التي قد ترغب حاضنة معينة في دعمها، مثال على ذلك عندما تقدم شركة أدوية كبيرة التمويل، ولكن للشركات الناشئة التي تدخل قطاع الرعاية الصحية فحسب.

حاضنات الأعمال تعتبر أكثر تعقيدًا إلى حد ما من مسرّعات الأعمال التي تميل إلى التركيز بصورة أساسية على التمويل المالي فحسب. في برنامج الحاضنات، يشمل نموذج العمل على إعطاء الإرشادات والتواصل وخدمات الدعم الأخرى التي تحتاجها شركتك الناشئة.

اقرأ أيضًا: “أحمد مش زي الحاج أحمد”: ما الفرق بين “ستارت أب” وشركة صغيرة؟

إذًا ما الفرق بين مسرّعات الأعمال والحاضنات؟

قد تكون المقارنة المباشرة بين مسرّعات الأعمال والحاضنات صعبة للغاية، فهناك بعض الاختلافات الجوهرية بينهما، ومع ذلك تملكان بعض المميزات الفريدة التي يصعب مقارنتها.

لكن بعض الاختلافات الرئيسية يمكن تلخيصها كالآتي:

  1. المسرّعات أكثر تركيزًا على التمويل الأولي لشركتك الناشئة، بينما قد تركز الحاضنات أكثر على الإرشاد والتدريب ومساعدة الفكرة نفسها.
  2. المسرّعات تدعم الأفكار الجاهزة للطرح في الأسواق بالفعل، بينما الحاضنات تحتضن الفكرة في مراحلها الأولى لمساعدتك على تحويلها إلى حقيقة ملموسة.
  3. قد تدعم المسرّعات شركتك الناشئة بوجه منفصل، بينما من المرجح أن تجعلك الحاضنات على اتصال مع رواد الأعمال الآخرين في مساحة عمل مشتركة.

تتلقى كل من المسرعات والحاضنات أعدادًا كبيرة من الطلبات المقدمة من الشركات الناشئة، لذلك قد تكون فرصتك في النجاح عادةً بنسبة منخفضة، لكن هذا لن يكون مبررًا للتقدم إلى كل برنامج يمكنك العثور عليه أمامك. ومثل التقدم لوظيفة، من الأفضل أن تتقدم بعدد أقل من الطلبات لأفضل البرامج المتاحة. المهم أن تعرف أيها أفضل بالنسبة لشركتك بناءً على وضعها الحالي، وما تحتاجه حاليًا.

لذا يمكنك التركيز على بناء نموذج أعمال الشركة وتجميع الوثائق وسابقة الأعمال وعرض جيد لفكرتك، بحيث تكون مستعدًا عند تقديمك لأي برنامج منهما.

مرة أخرى، تعتمد مسألة اختيار مسرّعة الأعمال أو الحاضنة لشركتك الناشئة على ظروف شركتك، فإن كنت تحتاج فقط إلى بعض الدعم المالي لمساعدتك على النمو بشكل أسرع، فربما يكون برنامج المسرّعات مناسبًا لك.

أما إن كنت أقل ثقة بشأن جاهزية ابتكارك أو مشروعك أو الفكرة لا تزال في مراحلها الأولى، فقد يكون برنامج الحاضنات هو ما تحتاجه، إذ يمكن للإرشاد وخدمات الدعم الأخرى سد هذه الفجوة لتتمكن من الانتقال وتحويل تلك الفكرة الأولية إلى منتج قابل للتسويق.