بدءا من هذا الخريف ومع البدء في تثبيت نظام التشغيل الجديد iOS 15، سيبدأ فصلا جديدا من الخلاف بين أبل وفيسبوك والذي دام سابقا على مدار عقد كامل، وهذا الجزء من القصة جعل شركة أبل تتعدى على أملاك فيسبوك بطرق لم يسبق لها مثيل من قبل، وسنتعرف خلال السطور التالية على عدو فيسبوك الحقيقي وكيف يمكن لأبل ترويض عملاق التواصل الاجتماعي؟

عداوة قديمة!

مارك زوكربيرج

العداء الذي ظهر منذ فترة بين فيسبوك وأبل ليس جديدا، بل يعود لعقد كامل وتحديدا منذ أيام مؤسس أبل ستيف جوبز، حيث حاول زوكربيرج إضافة تطبيقه على متجر أبل ولكن حينها واجه العديد من العقبات حيث يضم تطبيق فيسبوك مجموعة من التطبيقات الأخرى المصغرة وهذا ما كان غير مقبولا من قبل أبل مما أدى مارك للتنازل وقبول شروط صانع الآيفون حتى يتم إدراج التطبيق على آب ستور، حتى أن ستيف جوبز في أحد مراسلاته الداخلية كتب عبارة Fecebooks بطريقة غير صحيحة وربما كان يقصد ذلك حيث تشير الكلمة إلى "فضلات أو نفايات".

هنا أدرك فيسبوك أن أبل تهيمن على مستخدمي الآيفون عبر متجرها وكذلك تفعل جوجل عبر متجر تطبيقاتها، ولهذا قام بمحاولات لبناء هاتف ذكي خاص به حتى لا يضطر لتقديم الكثير من التنازلات لكلا من أبل وجوجل لكن هاتف فيسبوك لم ير النور مطلقا.

اليوم ، يضع فيسبوك الأساس لامتلاك منصة الحوسبة الرئيسية التالية حتى لا يضطر إلى اللعب وفقا لقواعد شركة أخرى من جديد، ولهذا السبب يعمل حاليا على تطوير منتجات أخرى مثل النظارات الرقمية والتي من المتوقع أن تطلقها الشركة في عام 2021، وأيضا هناك ساعة فيسبوك الذكية والتي ستضم كاميرتين وميزة لمراقبة ضربات القلب ومن المتوقع أن يتم اطلاقها العام القادم 2022.

اقرأ أيضاً: عاركني: لماذا تتقاتل أبل وفيسبوك حول خصوصيتك؟

نظام iOS 15!

iOS 15

كشفت شركة أبل يوم الإثنين خلال مؤتمرها السنوي للمطورين عن العديد من الميزات الاجتماعية الجديدة التي ستأتي إلى أجهزة الآيفون والآيباد عند إطلاق iOS 15 هذا الخريف.

قريبا، سيتمكن مستخدمو الآيفون من إجراء مكالمات فيديو عبر فيس تايم مع مستخدمي الويندوز والأندرويد لأول مرة، إلى جانب القدرة على استخدام ميزة جديدة تسمى SharePlay والتي تتيح لك إجراء مكالمة فيس تايم ومشاهدة فيلم أو الاستماع إلى الموسيقى أو مشاركة شاشتك مع جهات الاتصال الخاصة بك.

إقرأ أيضاً: أبرز ما جاء في مؤتمر أبل السنوي للمطورين WWDC 2021

أيضا، حصل تطبيق الرسائل IMessage على بعض الميزات الجديدة التي تسهل مشاركة روابط الويب والصور وعمل قائمة أغاني من أبل ميوزيك وحتى مقالات أبل نيوز مع جهات الاتصال الخاصة بك.

باختصار، تضع أبل الأساس لمجموعة من الميزات الاجتماعية المصممة لتتيح لك القيام بالكثير مما تفعله عادة على إنستاجرام أو فيسبوك، فقط مع مزيد من التركيز على الخصوصية، فكر في الأمر على أنها شبكة اجتماعية مخففة بدون كل الأشياء الكثيرة والمزعجة التي تجدها في التطبيقات الأخرى.

ويمكن القول أن أبل لم تكتفي بتقليم أظافر فيسبوك عبر ميزة شفافية تتبع التطبيقات ومنع شبكة الإعلانات التي تجلب له معظم أرباحه، وهذه المرة، تسعى لتوجيه ضربة قاضية لفيسبوك ومارك زوكربيرج الذي ربما يشتاط غضبا الآن.

منافس فيسبوك الحقيقي!

أبل

قال زوكربيرج بالفعل إنه يعتبر شركة أبل منافسا رئيسيا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تطبيقات تمتلكها أبل مثل فيس تايم و iMessage وتلك التطبيقات وغيرها تأتي مثبتة مسبقا على أكثر من مليار جهاز من أبل موجودين في كل مكان حول العالم.

علاوة على ذلك، بدأ فيسبوك في أواخر العام الماضي حملة علاقات عامة وإعلانية مناهضة لشركة أبل حول ميزة الخصوصية الجديدة والتي تحد من كيفية استخدام شركات مثل فيسبوك لبياناتك الشخصية لإرسال إعلانات مستهدفة إليك وكما تعلمون، يجني Facebook معظم أمواله من الإعلانات ، ويحتاج إلى بيانات الاستهداف هذه لكي تكون إعلاناته فعالة).

ليس من قبيل المصادفة أن زوكربيرج انتقد عمولة أبل داخل متجرها والتي تبلغ 30٪ وتجمعها من كل عملية شراء داخل التطبيقات قبيل سويعات من بدء مؤتمر أبل للمطورين الذي انعقد من أيام.

وتأتي الميزات الاجتماعية الجديدة من أبل في نظام التشغيل iOS 15 قبل أن يتمكن زوكربيرج من إكمال محور Facebook للخصوصية، والذي أعلن عنه منذ أكثر من عامين.

من وجهة نظر زوكربيرج، سيكون هناك نوعان من المشاركة الاجتماعية على الإنترنت في المستقبل، الاتصالات الخاصة، مثل المراسلة في التطبيقات المملوكة إلى فيسبوك مثل واتساب وماسنجر وهناك الاتصالات العامة والتي تشمل المنشورات على إنستاجرام أو خدمة فيسبوك الأساسية.

أثبتت إعلانات أبل يوم الاثنين أنك لست بحاجة إلى فيسبوك في الكثير من الأشياء التي تفعلها بالفعل على الشبكة الإجتماعية، لماذا تسجل الدخول إلى فيسبوك أو إنستاجرام وتتخلى عن البيانات الشخصية بينما يمكنك بسهولة مشاركة الصور والرسائل ومقاطع الفيديو هناك في نظام التشغيل iOS 15 على الآيفون!

أخيرا، إذا كان زوكربيرج على حق وستكون هناك مجموعة كبيرة من الاتصالات التي تحدث في نسخة الإنترنت والتي تركز على الخصوصية، فيمكن القول بأنصانع الآيفون قد هزم فيسبوك إلى حد كبير وربما يقضي على طموحاته وأهدافه إذا لم يحاول تنويع إيراداته بدلا من الإعتماد الكامل على انتهاك خصوصية المستخدمين واستهدافهم بالإعلانات.