حياتك في خطر.. بادر بشراء ساعة آبل الذكية!
ربما لفت انتباهك العرض التقديمي الذي افتتحت به آبل مؤتمرها الأخير للكشف عن ساعتها الذكية الجديدة، وكيف أن جهاز صغير على معصم اليد يمكنه أن ينقذ حياتك في أصعب المواقف. وربما قرأت سابقاً خبر أو اثنين بعنوان "ساعة آبل تنقذ حياة شخص من الموت".
نعم يمكن لساعة آبل أن تتصل بالطوارئ أو تتصل بشخص من جهة اتصالك إذا كنت في خطر، أو ربما تكشف عن إشارات لوجود أمراض قلبية، لكن هل ساعة آبل قادرة فعلاً على حماية حياة مستخدمها؟
تطور في سياسة آبل التسويقية للساعة
فكرة الترويج لساعة آبل أنها منقذ من الموت ليست جديدة على الشركة الأمريكية، ربما كان عرضها الأخير يحمل رسالة واضحة أكثر من اللازم "أن لولا ساعة آبل ما نجا هؤلاء الأشخاص". لكن آبل تعتمد على هذا النوع من الرسائل منذ البداية.
بالعودة إلى عام 2014 عندما قدم "تيم كوك" أول ساعة ذكية من آبل، وصفها بأنها "جهاز صحي". وفي عام 2018 عندما تم الكشف عن ميزة قياس معدل ضربات القلب غير المنتظم وصف كوك الساعة بأنها مُنقذة للحياة "lifesaving". ومع الوقت تطورت فكرة الترويج للساعة من كونها جهاز يمكن أن يساعد في إنقاذ حياة الناس إلى كونها شيء لا يمكنك العيش بدونه.
هل ساعة آبل قادرة على إنقاذك من الموت؟
لا يمكننا إنكار أن ساعة آبل ساعدت عديد من الأشخاص في حالات الطوارئ، وأبرز تلك القصص عندما أنقذت ساعة آبل حياة رجل مسن عام 2019، بعد سقوطه من على الدراجة وإصابته، حيث أرسلت رسالة لأبنه تخبره بتعرض والده لحادث سقوط وأرسلت له موقعه على الخريطة.
ولم تكتف الساعة بذلك بل أرسلت رسالة إلى الإسعاف بالحادث وموقعه، وتم نقل الرجل إلى المستشفى وإنقاذ حياته. وإبلاغ ابنه بموقعه الجديد في المستشفى التي نقل إليها.
إقرأ أيضاً : أهم 6 أشياء أعلنت عنها آبل خلال مؤتمر آيفون 14.
ماذا عن الكشف المبكر عن أمراض القلب؟
لم تكتف آبل بالترويج لساعتها الذكية مستعينة بقدرتها على مساعدة الأشخاص في حالات الطوارئ بل عملت على إضافة ميزات مراقبة الصحة وروجت للساعة بأنها تساعد الناس في الحفاظ على صحتهم وتجنب الأمراض.
واستعانت في عرضها التقديمي، في حدث إطلاق آيفون 14، بقدرة ساعتها على الكشف عن الأمراض القلبية الخطيرة، التي لولا الساعة ما استطاع أصحابها اكتشافها والنجاة من الموت. وجود إيقاعات غير طبيعية في القلب يمكن أن تشير إلى الرجفان الأذيني، وهي حالة تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو قصور القلب.
لكن في الحقيقة ميزة قياس معدل نبضات القلب، الذي تقول آبل أنه يساعد في الكشف المبكر لأمراض القلب، ربما يضر مستخدم الساعة أكثر مما ينفعه. وفقاً لدراسة من عام 2020، فإن معظم الأشخاص الذين يتلقون تنبيهات بعدم انتظام ضربات القلب من قبل ساعة آبل لا يتم تشخيصهم بأمراض قلبية.
وبشكل عام تنبيه الساعة ليس كافيًا لتشخيص المرض، بل يحتاج مستخدم الساعة الذي يتلقى تنبيه مثل هذا إلى إجراء فحوصات دقيقة للتحقق من الأمر. ما يثير القلق لدى المستخدم ويستهلك موارد صحية لإجراء تلك الفحوصات. حتى إذا تأكد وجود إيقاع نبضات قلب غير طبيعي لدى بعض الأشخاص، ولم تكشف الفحوصات عن وجود مشكلة صحية، فغالباً لا يوجد ما يمكن فعله حيال ذلك ولن يستطيع الأطباء تقديم المساعدة للشخص الذي يعاني من هذه الحالة، وفي النهاية يظل صاحب المشكلة بين القلق والخوف.
يقول "Josh Pevnick"، المدير المشارك لقسم المعلوماتية في مركز Cedars-Sinai الطبي في لوس أنجلوس، أن ساعة آبل "يمكن أن تسبب القلق" للأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب، ولا يوجد علاج لهم. وفي هذه الحالة لن تعود بفائدة على صاحبها.
ساعة آبل غير معتمدة كجهاز طبي
كذلك لا تستطيع آبل تحديد ما إذا كانت ميزاتها الصحية الأخرى قادرة على تحسين صحة الأشخاص بشكل فعال، فمثلاً تحتوي الساعة على ميزة قياس مستوى الأكسجين في الدم لكنها غير معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء كجهاز طبي. ويقول موقع The Verge أن قراءات الأكسجين في الدم عبر ساعة آبل غير دقيقة كفاية، وأن المعصم ليس دائماً مكان جيد لقراءة مستويات الأكسجين في دم.
كما يجب ألا تكون قراءات الأكسجين المنخفضة هي الدافع الذي يستخدمه الأشخاص للتعامل مع مشكلة صحية بجدية. يقول "Albert Rizzo"، كبير المسؤولين الطبيين في جمعية الرئة الأمريكية، لصحيفة واشنطن بوست: "لا ينبغي لأحد أن ينتظر هبوط نبضه قبل أن يتصل بطبيبه".
وأخيراً أحدث ميزة صحية في ساعة Apple Watch Series 8، وهي مراقبة درجة حرارة الجسم، التي سيتم استخدامها بشكل مبدئي مع النساء لمعرفة الأوقات المختلفة التي يمر بها جسمهن من تغييرات في مستويات الهرمونات في الجسم.
ويمكن استخدامها فيما بعد لإنشاء معلومات حول درجة حرارة جسم مستخدم الساعة في الظروف المختلفة، التي يمكن استخدامها لإكتشاف الأمراض بشكل مبكر.
لكن تماماً مثل مؤشر قياس نسية الأكسجين في الدم، فإن مؤشر قياس درجة حرارة الجسم الجديد في ساعة آبل ووتش 8 ليس مرخصاً طبياً من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكة.
لذلك لا يمكن لشركة آبل تقديم أي ادعاءات حول قدرتها على اكتشاف أو تشخيص حالة طبية.
وتقول "Jennifer Radin"، عالمة الأوبئة بقسم الطب الرقمي في معهد Scripps Research Translational Institute": "قد يواجه جهاز قياس درجة حرارة الجسم عبر ساعة آبل صعوبة في الدقة، حيث يعد المعصم مكاناً صعباً لقياس درجة الحرارة. مثلما حدث مع مستخدمي ساعة Fitbit."
تحتوي بعض طرازات Fitbit، مثل Fitbit Sense وFitbit Charge 4 على مستشعرات لدرجة الحرارة.
وبإجراء التجارب وُجد أن جهاز Fitbit قرأ درجة حرارة الجسم أقل عندما كان المستخدم في غرف أكثر برودة - على الرغم من أن درجة الحرارة الخارجية لا تؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الجسم.
ساعة آبل لا تعمل بدقة مع أصحاب البشرة الداكنة!
على الجانب الآخر كشفت دراسة حديثة أن الساعات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء لا تعمل الميزات الصحية عليها بشكل جيد مع أصحاب البشرة الداكنة. وفقاً للدراسة، مستشعرات الضوء المستخدمة للقيام بأشياء مثل تتبع معدل ضربات القلب على Apple Watch لا تعمل بشكل جيد مع درجات لون البشرة الداكنة.
كذلك تكون أجهزة مراقبة الأكسجين في الدم بطرف الإصبع أقل دِقَّة على البشرة الداكنة، وتعمل أجهزة مراقبة الأكسجين المدمجة في الساعات الذكية بنفس الطريقة.
لذلك حتى لو كانت ساعة آبل تساعد الأشخاص في اكتشاف الأمراض وتجنب المضاعفات، فإنها ستساعد أصحاب البشرة البيضاء أكثر من أصحاب البشرة السمراء والمائلة للون الأسمر.
بالتأكيد هذا الأمر غير مقصود أو تمييز عنصري من آبل أو الشركات المصنعة للأجهزة الذكية، لكن المستشعرات نفسها تعمل بشكل أفضل على البشرة البيضاء وهذا في كافة الأجهزة التي تعمل بنفس التقنية.
هل ساعة آبل تستحق كل هذه الضجة؟
حالياً تتصدر ساعة آبل سوق الأجهزة القابلة للارتداء حول العالم، وهي فعلًا تتفوق على العديد من الساعات الذكية الأخرى، لكنها ليست جهاز لا يمكنك العيش بدونه مثلما تحاول آبل أن تصدر لك هذه الفكرة. في النهاية هي ساعة ذكية وغير معتمدة كجهاز طبي، ويمكن لساعات أخرى موجودة في السوق أن تقدم نفس الميزات التي تقدمها ساعة آبل.
إذا كنت بحاجة إلى سوار أو ساعة رياضية لمتابعة نشاطك اليومي يمكنك الحصول على أي سوار رياضي أو ساعة رياضية من شركات تقدم هذه الخيارات بسعر معقول. أما إذا كنت تريد مظهر أنيق مع ساعة ذكية فستجد ساعات تجمع بين الميزات المتقدمة والمظهر الأنيق مثل سامسونج وهواوي.
الأمر لا يقتصر على ساعة آبل وحدها في سوق الأجهزة القابلة للارتداء، لكن الشركة الأمريكية تحاول إقناعك بغير ذلك.
?xml>