بث الألعاب صار الملاذ للكثير من عشاق ألعاب الفيديو في الكثير من بقاع الأرض أثناء كتابتنا لهذه المقالة. هناك من لا يريد اللعب على الكمبيوتر ويريد اللعب على التلفزيون بدون شراء جهازٍ لهذا، وهناك من لا يستطيع جهازه أن يشغل الألعاب من الأصل فيستخدمه كمنصة لبث الألعاب عوضاً عن التحميل على جهازٍ بلغ من العمر أرزله.

قد تختلف الأسباب التي تجعل أحدهم يشترك في خدمة مثل هذه، لكن نجتمع على أن الفكرة رائعة حتى أن تصل إلى منطقة شمال إفريقيا. لماذا؟ هذا ما سنتحدث عنه أولاً، لكن قبل كل هذا، دعونا نتحدث عن كيفية عمل بث الألعاب.

بث الألعاب في سطور

مراجعة لعبة Wo Long: Fallen Dynasty

فكر في بث الألعاب وكأنه خدمة نيتفلكس. تقوم باختيار اللعبة التي تريد بثها من الجهاز المدعوم وتقوم بلعبها بدون تحميلها. فكرة تبدو وكأنها تجعلك في غنى عن الكمبيوتر أو عن منصة الألعاب، لكنها لا زالت تمر بمراحل تطوير عديدة.

مراحل التطوير تلك تحاول التغلب على مشاكل اللعب عن البعد التي يمكنك أن تتوقعها، والتي تتلخص في تأخر وصول الأمر من لوحة مفاتيحك أو من الماوس الخاص بك، تأخر وصول الإطارات أو تحميل الخرائط والتي يمكن أن نحصرها في تحميل الإطار كله لأنك تقنياً تبث فيديو يمكنك التعامل معه.

لكن يجب أن نذكر أن هذه الأزمة لا تظهر بنفس الشكل من دولة لدولة. إن كنت قريباً من المخدم، فهذه المشاكل ستظهر بشكلٍ خفيفٍ للغاية لأن المسافة تشكل عاملاً مهماً، ولهذا السبب قامت GeForce بإنشاء المخدمات في الخليج لكي تدعم المنصة هناك بشكلٍ أفضل.

لكن هذه المشاكل متعلقة بالخدمة نفسها، أو بفكرة البث بشكلٍ عام. تحديثها أو العمل عليها يتم من خلال الشركة نفسها التي تقدم هذه الخدمة، لكن عند النظر إلى المشاكل التي تحدث من ناحية المستخدم نفسه، فهذا ما يجعلها غير مناسبة لشمال إفريقيا.

لماذا؟ الإجابة في جملة واحدة.

الإنترنت في شمال إفريقيا لن يتحملها

لننظر أولاً إلى استهلاك منصات بث الألعاب قبل أن ندخل في مشكلة الإنترنت.

أحدث تحليل لأداء منصة xCloud التي تقدمها Microsoft لمشتركي Game Pass Ultimate، على أي جهازٍ كان سواء كان جهازٌ لوحي أو جهاز كمبيوتر هو 3 جيجابايت في الساعة كمتوسط.

لنقسم هذه الـ 3 جيجابايت في الثانية إلى ميجابايت في الثانية، وسنخرج برقم وهو 0.83 ميجابايت في الثانية الواحدة. رقمٌ كنا سنقول أنه بسيطٌ في آوروبا والخليج، لكن في شمال إفريقيا؟ هذا الرقم أزمة واضحة وصريحة.

نستثني من هذه القاعدة جمهورية مصر العربية، وهذا لأن سرعة الإنترنت في مصر متوسطها 4.7 ميجابايت في الثانية الواحدة. حتى الباقات المصرية التي تأتي في الفئة المتوسطة تصل سرعتها إلى 3.2 ميجابايت في الثانية الواحدة، وهذا الرقم كافٍ لبث هذه الألعاب.

لكن ثلاثي الجزء الغربي من شمال إفريقيا هو المعني بهذه الأزمة. تونس، المغرب والجزائر لن تناسبهم هذه الخدمات بأي شكلٍ من الأشكال. 

لماذا؟ بسبب سرعات الإنترنت في هذه البلاد. المغرب قد تستطيع تشغيل الخدمة بسرعة الـ 1.8 ميجابايت في الثانية التي تقدمها، لكن سرعة الميجابايت في الثانية كمتوسط في الجزائر والـ 800 كيلوبايت في الثاني من تونس لن تكون كافية على الإطلاق.

من ناحية سرعة الإنترنت، فهذه السرعة غير كافية لأنها لن تتيح تشغيل الألعاب من الأصل. الأمر سيكون صعباً للغاية بسبب السرعة المتدنية، وحتى لو قمت بتشغيل الألعاب ستعاني من سقوط الإطارات والتحميل في دقائقٍ طويلة. 

كل هذا ولم نتحدث عن وقت استجابة اللعبة لأوامرك، والتي ستكون كارثية بسبب عدم تحميل الإطارات وعدم وصول الأوامر في الوقت الصحيح، مما سيجعلها ضائعة في وسط بحر الإطارات التي لم تحمل والأوامر التي لم تسجل.

لكن بالنسبة للمغرب، الأزمة ستكون في الشبكات التي يعمل عليها أكثر من فرد. هناك جهازٌ سيأخذ 60% من الشبكة من أجل بث الألعاب، بل ومن الممكن أن يسحب أكثر من هذا بسبب أي برنامج يعمل في الخلفية.

ستعمل الألعاب في المغرب، لكن حتى الأداء لن يكون الأفضل. ستحدث تلعثمات كل حينٍ والآخر بسبب استخدام الإنترنت على نفس الشبكة، وهذا بعيداً عن جزئية البعد عن المخدمات.

المسافة البعيدة عن المخدمات

مراكز البيانات أجهزة الكمبيوتر

هذه جزئية أخرى. البعد عن المخدم يرفع من وقت الاستجابة، وبما أنه لا يوجد مخدمات في هذه المنطقة، فهذا يعني أن الخدمة لن تكون الأفضل بسبب ارتفاع الـ Ping الناتج عن الوقت الذي ستأخذه البيانات للوصول إليك.

المشكلة ستظهر أكثر في الأوامر بالنسبة لمصر، وهذا لأن الإنترنت فيها سرعته عالية بالفعل ولكن تظل المسافة هي الأزمة. قد يكون الأمر أفضل قليلاً مع مخدمات الخليج بالنسبة لمصر بعيداً عن المخدمات الأبعد، لكن يظل وقت الاستجابة هو المانع الوحيد من التجربة المثالية بالنسبة للجمهورية المصرية.

لكن بالنسبة للثلاثي الشقيق، فأزمة الإنترنت تجعل الأمر صعباً في جميع الأحوال.

تدفق البيانات أزمة أخرى

3 جيجابايت في الثانية يعني 100 ساعة من اللعب فقط لا غير. هذا الرقم قد لا يكون الأفضل بالنسبة للاعبين الأصغر الذين يقضون 3 ساعات يومياً في اللعب كمتوسط في هذه الدول أيضاً، والتي تعتبر باقاتها صغيرة أيضاً وتمنعها من الاستمتاع بخدمة تأكل الأخضر واليابس.

الباقات في مصر قد تكون كافية، فباقة 300 جيجابايت ستكون مناسبة إن كنت تسكن بمفردك، ونفس الكلام بالنسبة لباقي البلاد لو كانت السرعة المتوسطة لهم تتحمل هذا. 

لكن تبقى التكلفة الكلية للخدمة مرتفعة في هذه الدول بعيداً عن تكلفة الإشتراك في الخدمة نفسها لأنك ستدفع في الباقة مبلغاً محترماً بعيداً عن تكلفة الخدمة نفسها، وهذه أزمة في حد ذاتها.

يظل امتلاك كمبيوتر أو منصة ألعاب حلٌ أفضل

تجميعة داخل صندوق الكمبيوتر

حتى الآن بالنسبة لدول شمال إفريقيا، يظل استخدام منصة ألعاب محددة هو الحل الأمثل. حمل اللعبة وشكراً، ولا حاجة للبث أو أي شيء. تكلفة الأمر في الوقت الحالي ليست الأفضل بالنسبة لدول شمال إفريقيا لأنها غير مدعومة بتسعيرٍ جيد وناهيك عن تكلفة الباقات نفسها.

لكن حتى بالنسبة لتونس والجزائر، الإنترنت هناك لا يجعل فكرة البث عامةً محبذة. إن كنت من شمال إفريقيا وتفكر في الإشتراك في أحد هذه الخدمات، فعاود التفكير مرةً أخرى. منصة للألعاب أفضل من منصة بث.