بينما لا يريد أحد أن يرى شركتين تبلغ تكلفتهما 2 تريليون دولارًا، تخوضان معركة دامية إلا أن هناك وثيقة داخلية تم صياغتها من قبل مسئولين تنفيذيون في فيسبوك لجلب الحرب على أبل، جاء في الوثيقة على لسانهم "نحتاج إلى خوض معركة بالسكاكين معهم"، هذا التصوير الأنيق للهمجية في مجلس الإدارة ليس مفاجئًا. حيث يتمتع فيسبوك بثقافة عدوانية تنبع من استراتيجية متبعة دائما وهي التحرك بسرعة وكسر الأشياء مبكرا أو الإندفاع بعدوانية نحو ما يهدد نشاط الشركة وهنا كان التحرك بعدوانية نحو أبل.

فيسبوك VS أبل

بعد كل شيء، كان عملاقا وادي السيليكون يتنافسان على كل شيء من المراسلة للخصوصية وحتى النفوذ. ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، عملت أبل بشكل منهجي لقطع أنياب شبكة فيسبوك الإعلانية من خلال منعها من تتبع الأشخاص خارج التطبيق وهي خطوة قللت من فاعلية الإعلانات المستهدفة على مستخدمي أبل.

من الواضح أن فيسبوك لم يحب فكرة الدخول في حرب مع أبل لكن الشركة قررت على مضض أن ذلك ضروري والوثيقة الداخلية التي تم الكشف عنها لأول مرة استعرضت استجابة فيسبوك للتوصل إلى استراتيجية مألوفة. في الماضي، عندما قام الخبراء بإنتقاد الشبكة الإجتماعية العملاقة بسبب فضائحها، أشاد أعضاء مجلس الإدارة بالقيمة التي يقدمها فيسبوك للشركات الصغيرة التي تستمتع بالإعلانات المستهدفة المحسنة على قنواتها. مرة أخرى، سعى فيسبوك إلى وضع نفسه مثل روبن هود الشركات الصغيرة والأفكار والمجتمعات التي تشعر بأن الأغنياء والأقوياء هم من يستفيدون من كل شيء وفي الوثيقة، كان فيسبوك يرتدي عباءة المدافع عن الغلابة والضعفاء وصوّر أبل على أنها قوى الظلام التي تعمل ضد المستخدمين والشركات الصغيرة وهذا كان هدف الشبكة الإجتماعية.

لا أحد يربح في معركة بالسكاكين، لكن يبدو أن كوك هو الشخص الذي استطاع جعل زوركبيرج ينزف الكثير من الدماء حتى الآن. لقد وجهت تغييراته المضادة للتتبع في نظام التشغيل iOS والتي سمحت للأشخاص بحظر التطبيقا، من مراقبة سلوك تصفحهم عبر الويب إلى توجيه ضربة كبيرة للأعمال الإعلانية على فيسبوك. يشعر العديد من معلني الشركة أنه لا يمكنهم تتبع أداء إعلاناتهم أو تحسين حملاتهم في أي مكان قريب مما كانوا عليه قبل تحديثات iOS ولعل نجاح أبل في جعل الناس يختارون عدم المشاركة في تتبع فيسبوك قد أجبر الشبكة الإجتماعية على إخطار المستثمرين بأنه ينبغي عليهم توقع ضربة موجعة في تقرير الأرباح القادم.

حرب على الخصوصية

قال متحدث باسم فيسبوك "تستفيد سياسة أبل من أرباحها النهائية على حساب الشركات وخاصة الشركات الصغيرة التي تعتمد على الإعلانات المخصصة للوصول إلى العملاء وتنمية عملياتهم ومع ذلك سنواصل الدفاع عن الشركات والمبدعين والمطورين الذين تأثروا سلبًا نتيجة لما تفعله أبل".

أما أبل يجب أن تكون سعيدة بكيفية استخدام الشركات الصغيرة لخدماتها. لقد ضاعفت حصتها من إعلانات تطبيقات الجوّال ثلاث مرات منذ طرح التغييرات المضادة للتتبع قبل ستة أشهر ومع تزايد الزخم لإجراءات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، من الرائع مشاهدة هاتين الشركتين تتجهان نحو ذلك.

أخيرا، أثناء معركتهما ضد بعضهما البعض، سوف يشهد المستخدمون على عيوب وسلبيات كلا الشركتين وحتى لو كانت كل فضائح فيسبوك سابقا وميتا حاليا سوف تظهر في تلك المعركة، فإنه لن يتعرض للطعن بمفرده وسيكون حريصا على إظهار عيوب وسلبيات صانع الآيفون لأنني كما قلت لكم منذ قليل، لا أحد يربح في معركة بالسكاكين والأطراف المتنازعة تكون خاسرة جميعها.