منذ أن قامت NVIDIA بدعم تقنية FreeSync تحت مظلة تقنية G-Sync وظاهرة غريبة تحدث في عالم الشاشات! العديد من الشاشات التي تدعم FreeSync بالفعل قامت باستبدال شعار FreeSync بشعار G-Sync، أو قامت باخفاء شعار FreeSync في أسفل المواد الدعائية واظهار شعار G-Sync في مقدمة المواد الدعائية!

بمعني آخر، فان مصنعو الشاشات يتسابقون في اظهار دعمهم لتقنية G-Sync من NVIDIA، حتي لو أتي ذلك علي حساب اظهار دعمهم لتقنية FreeSync الخاصة بـ AMD، فمن المعروف الآن أن أي شاشة تشغل FreeSync هي بطبيعتها تشغل G-Sync ومع ذلك لا يكترث المصنعون الا باظهار التوافقية مع G-Sync أمام المستخدم.

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

الشاشة بالأعلي تدعم FreeSync، لكنها لا تظهر الا دعم G-Sync للمستخدم!

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

كل الشاشات بالأعلي تدعم FreeSync، لكنها لا تظهر الا دعم G-Sync للمستخدم!

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

الشاشة بالأعلي تدعم FreeSync، ومع هذا فان المواد الدعائية لها لا تظهر الا دعم G-Sync!

والأمر يبدو للوهلة الأولي بسيطا ومباشرا، فـ NVIDIA هي المصنع الأشهر والأقوي في عالم الحاسب الشخصي والألعاب، واظهار دعم أي شاشة لبطاقات NVIDIA يرسل رسالة طمأنينة للمستخدم (الذي هو في الغالب يقتني بطاقة من NVIDIA) بأن شاشته ستعمل مع بطاقته الرسومية بلا مشكلات.

لكن هذا التفسير يبرر الشق الأول من الظاهرة فقط، وهو الاستماتة والتقاتل علي اظهار الدعم لـ G-Sync، لكنه لا يبرر الشق الثاني، وهو اهمال اظهار الدعم لـ FreeSync بل وتعمد اخفاؤه في بعض الاحيان! ما الضرر من اظهار الدعم للتقنيتين؟ أليس هذا منطقيا أكثر؟ اظهار ان الشاشة تدعم كل التقنيات وتتوافق مع كل البطاقات الرسومية سيضمن انتشار الشاشة بشكل أكبر! أليس كذلك؟!

لكن للأمر أبعاد أخري للأسف!

وقبل كل شئ، نبذة مختصرة عن G-Sync و FreeSync.

ولمن لا يعرف فان تقنية GSync هي المعيار الأول الذي قضي علي معدل العرض الثابت Fixed Refresh Rate للشاشات، فلقد كانت الشاشات قبله تصدر بمعدل عرض ثابت لا يتغير، مثلا 60Hz أو 120Hz أو 144Hz، ولقد كان هذا يخلق مشكلات عديدة مع الألعاب التي تعمل دوما بمعدل عرض غير ثابت ومتغير باستمرار. مما يتسبب في اختلال جودة العرض علي الشاشات أثناء اللعب، في هيئة اهتزازت وتشوش وتقطعات في الصورة.

Tearing

تقطعات الصورة مع معدل العرض الثابت

أتت G-Sync بمفهوم معدل العرض المتغير Variable Refresh Rate، وهي تقنية تجعل الشاشة تغير من معدل عرضها لتتوافق مع معدل عرض اللعبة، كي تضمن سلاسة عرض سلسة، ودون تشوش في العرض أو تقطعات أو اهتزازات. فالشاشة ستعمل بمعدل 60Hz اذا كانت اللعبة تعمل بـ60 صورة في الثانية (أو 60fps).. وستعمل بـ 40Hz اذا كانت اللعبة تعمل بمعدل 40fps وستعمل بـ 120Hz اذا كانت اللعبة تعمل بمعدل 120fps .. وهكذا دواليك.

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

الي اليمين باستخدام G-Sync والي اليسار بدون، لاحظ التقطعات المستمرة علي اليسار

 

وبعد أن أرست NVIDIA دعائم تقنية معدل العرض المتغير و تقنية G-Sync جاء دور مؤسسة VESA وهي المؤسسة الجامعة لمعايير العرض علي كل شاشات العرض، قامت المؤسسة بالاقتباس من G-Sync ووضع معيار مفتوح المصدر يسمي باسم العرض التكيفي Adpative Sync .. يسمح هذا المعيار للشاشة بتغيير سرعة العرض فيها طبقا لسرعة عرض اللعبة، مثل تقنية G-Sync بالضبط.

لكن المعيار لم يحدد كيف تفعل الشاشة هذا، ولا بأي جودة، لقد قررت مؤسسة VESA ترك هذا الأمر لمصنعي الشاشات. كان معيار Adaptive Sync خاليا من اية اعتبارات او معايير تفرض علي العرض المتغير اية مستويات معينة للجودة .. لكنه مثّل الفرصة الملائمة لـ AMD كي تلتحق بركب معيار مفتوح المصدر لن يكلفها مشقة تطوير اضافية .. اقتبست AMD معيار Adaptive Sync وقررت دعمه من خلال تعريف القيادة Driver، وأطلقت عليه اسم FreeSync .. ومن هنا نفهم أن FreeSync ليست تقنية AMD الخاصة بالمعني الحقيقي، لكنها مجرد نسخة من معيار Adaptive Sync مفتوح المصدر، لكن بنكهة AMD.

وعودة لنقطة البداية .. ولأن معيار Adaptive Sync (الأساس الحقيقي لتقنية FreeSync)، يخلو من اية ضمانات للجودة، فان ما يحدث لشاشات FreeSync، لهو توابع وخيمة لسياسات AMD في توثيق ونشر تقنية FreeSync، وهي السياسات التي من الممكن وصفها بلفظ المتسيبة والعشوائية والعبثية! لقد سمحت الشركة لكل من هب ودب من مصنعي الشاشات بوضع شعار FreeSync علي شاشته حتي لو كانت الشاشة لا تدعم التقنية الا بشكل هامشي .. كانت AMD تكتفي بأن الشاشة تدعم معيار Adaptive Sync فتقوم هي بلصق شعار FreeSync عليها، بلا اية اجراءات اضافية!

ان شاشات FreeSync تعاني من الفوضي شبه الكاملة من ناحية الجودة، فأغلبها لا يدعم الا نطاقات ضيقة من العرض المتغير، مثل أن يدعم تغيير العرض بدءا من 48Hz الي 60Hz فقط! مما يعني أنه متي انخفض معدل عرض اللعبة عن 48fps فان الشاشة تصبح شاشة ذات معدل عرض ثابت، ويعني أن اللعبة تعاني من تقطعات الصورة وعيوب العرض مثلها مثل الشاشات ذات معدل العرض الثابت. وهو أمر غير مقبول بالطبع! إن الوضع المثالي للعرض المتغير هو ان يعمل بدءا من 1Hz و حتي 60Hz أو 120Hz أو 144Hz أو 240Hz .. الخ، بمعني آخر: حتي أقصي معدل عرض ممكن تدعمه قدرة الشاشة.

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

كما يعاني عدد ليس بالقليل من شاشات FreeSync من تموج الصورة والتشوش والاهتزازات اضافة الي انقطاع العرض Blanking نتيجة خلوها من متحكمات الكهرباء المتغيرة.

والوضع أسوأ مع شاشات HDR، فمعيار FreeSync لا يتطلب حدا أدني من قوة سطوع الشاشة، ولا قوة الاظلام، لذا فان كل شاشات FreeSync لا تأتي بسطوع جيد ولا اظلام جيد. ولو أتت بسطوع HDR1000 فانها لا تحوي اظلاما جيدا ولا تحوي معدل عرض متغير جيد.

الأمر يشبه فوضي معيار دعم السطوع العالي HDR في الشاشات، حيث ادعي عدد كبير من المصنعين دعم HDR رغم أنهم لا يدعمون الا أدني جودة ممكنة له، وكثيرا لا يدعمونه علي الاطلاق!

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

الي اليمين جودة سطوع 1000 شمعة، المنتصف 600 شمعة، اليسار 400 شمعة فقط

باختصار، لقد أغرقت AMD السوق بشاشات رديئة ورخيصة تدعي دعمها لتقنية FreeSync رغم أنها لا تدعمها في الواقع بشكل جيد علي الاطلاق، فعلت AMD هذا كي تتمكن من ادعاء ان تقنيتها تنتشر وانها اصبحت في كل مكان. وكنتيجة لذلك أصبح اسم FreeSync في الواقع مرتبطا بالرداءة وبانعدام الجودة! وهو ما يحاول مصنعو الشاشات نفيه عن شاشاتهم .. والحل؟ اعلان دعمهم لتقنية G-Sync التي لايزال لاسمها ثقل الجودة.

والسبب في ذلك أن تقنية G-Sync تفرض علي مصنع الشاشة أن تأتي بخواص معينة، أولها أن معدل العرض المتغير يبدأ من الصفر الي أقصي ما تتحمله الشاشة، أو الي حد 240Hz، وتفرض أيضا أن تكون الشاشة ذات ألوان عالية الجودة وذات تصميم كهربي معين يضمن تغير معدل الكهرباء السارية بالشاشة، حتي لا تتعرض الصورة علي الشاشة الي التموج او الانقطاع ويسمي هذا باسم Variable Overdrive. كما تعطي GSync القدرة للمستخدم علي  التخلص من تشوش الحركة Motion Blur، فيمكنه الآن الاستدارة السريعة في العاب التصويب وقراءة اللافتات والخطوط الكتابية في ذات الوقت .. وكل تلك الخواص ليست سهلة التنفيذ من الناحية التصنيعية كما يظن البعض.

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

كما تفرض GSync علي المصنع معايير أكثر صرامة علي شاشات السطوع العالي HDR، فتشترط أن تأتي الشاشة بمعدل سطوع 1000 شمعة لتقنية HDR1000 و تفرض أيضا ان تأتي الشاشة بالقدرة علي الاظلام الدقيق لتتمكن من عرض لون أسود حقيقي، ويستتبع هذا أن تاتي الشاشة بشبكة مصابيح صغيرة وكثيرة (بدلا من مصباح واحد أو مصباحين كبيرين)، هذه الشبكة تنقسم الي 384 مصباح علي الأقل موزعين علي أنحاء الشاشة بحيث يمكن اغلاق اي عدد منهم في اي وقت للحصول علي لون أسود حقيقي في الجزء الذي تم اغلاقة. ويسمي هذا باسم Full Array Local Dimming، أو شبكة الاظلام الكاملة.

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

ولتتحكم الشاشة في هذه الخصائص عالية الجودة، فانها تتطلب متحكما controller داخليا معقدا، وهو ما توفره NVIDIA لأي شاشة GSync، وهو متحكم صممته NVIDIA ويعمل فقط مع بطاقاتها الرسومية، ومن هنا جاءت حصرية تقنية GSync، انها حصرية تنبع من حصرية هذا المتحكم الخاص.

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

وبفضل هذا المتحكم وبفضل شروط NVIDIA القاسية، فان شاشات GSync تأتي بالفعل بجودة عالية بمعدل عرض متغير كامل، من أقل قيمة عرض الي أعلي قيمة. وتأتي بالقدرة علي القضاء علي تشوش الحركة Motion Blur من خلال تفعيل خاصية ULMB أو Ultra Low Motion Blur ومعناها تشوش الحركة الضئيل، وهي خاصية حصرية لشاشات GSync مصممة بالاساس للقضاء علي الجزء الاعظم من تشوش الحركة والتي تنتج عادة بسبب زمن الاستجابة السئ و قلة معدل العرض. تفعيل التقنية يقضي بشكل شبه تام علي تشوش الحركة. فيمكنك الآن كلاعب الاستدارة السريعة في العاب التصويب أو الحركة بسرعة بالسيارة في ألعاب السباقات وقراءة اللافتات والخطوط الكتابية ورؤية تفاصيل البيئة المحيطة بوضوح في ذات الوقت. رغم الحركة السريعة.

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

الي اليمين بدون تشوش حركة، اليسار بتشوش الحركة 

كما تضمن شروط NVIDIA العرض المتغير بدون اهتزازات او تموجات او انقطاعات في الصورة، كما تضمن أن تأتي شاشات HDR بأعلي سطوع ممكن وأقوي لون أسود متاح.

باختصار، لقد ثبتت NVIDIA في أذهان الجميع أن شعار G-Sync يعني جودة الشاشة التي تحمله، فعلت هذا بالفعل والقول معا، وليس مجرد القول فقط، لكن هذه الجودة لم تأت بلا ثمن، فهي تفرض علي الشاشة أن تاتي بمكونات معقدة ترفع من تكلفة تصنيع الشاشة، لهذا تأتي كل شاشات G-Sync بسعر أعلي من أي شاشة أخري، سعر فرضته جودة تلك الشاشات الأعلي!

و كدليل آخر علي جودة الشعار، يجدر بنا التطلع لتقنية G-Sync نفسها في شاشات الحواسيب المحمولة Laptops، فهي تستعمل منظومة مختلفة عن شاشات الحواسيب المكتبية Desktops، فالحواسيب المحمولة تأتي بأحجام صغيرة واستهلاك طاقة محدود، مما يعني أن استخدام متحكمات عرض Display Controllers معقدة هو أمر خارج النقاش، فهي تستهلك طاقة عالية وتشغل حيزا كبيرا من مساحة الشاشة .. لهذا تأتي تقنية G-Sync في الحواسيب المحمولة بلا متحكم متخصص، وتستعمل تعريف القيادة Driver، لكن حتي التعريف يأتي أيضا بمعايير صارمة للجودة .. تجعله يتفادي قدر الامكان الاهتزازات و تموج الصورة والتشوش وانقطاع العرض اللحظي Sudden Blanking والتي عادة ما تحدث اذا اقترب معدل العرض المتغير من الحد الأدني (مثلا اذا اقترب من 30Hz في شاشة تدعمه في نطاق 30Hz الي 60Hz) .. هنا تجد تعريف القيادة يحاول رفع معدل العرض بعيدا عن الحد الأدني باستخدام صور واطارات مكررة .. يحمي هذا أيضا الشاشة من الانهيار تحت ضغط معدل العرض الصغير، بسبب خلو الشاشة من تقنية تغير معدل الكهرباء Variable Overdrive واستعمالها لمعدل كهربية ثابت Static Overdrive، الأمر الذي يؤدي الي حدوث ظاهرة شبحية Ghosting الصورة وتشوشها أثناء الحركة Motion Blur.

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

لذا فكما نري، حتي في غياب المتحكمات المتخصصة، تظل معايير G-Sync الخاصة بالجودة عالية .. حتي لو اعتمدت علي محرك القيادة Driver، وهو الأمر الذي لا يمكن قوله بالنسبة لـ FreeSync.

ولقد وضع هذا شعار FreeSync في أزمة وجودية، لقد نشرت AMD التقنية بلا معايير كافية للجودة في عدد كبير للغاية من الشاشات الرخيصة قليلة التكلفة، وقد لطخ هذا شعار  FreeSync ليصبح أبعد ما يكون في حاله عن الجودة! حتي لو كان من مميزاته التكلفة القليلة مقارنة بشاشات G-Sync.

كانت AMD في حيرة، فلو حاولت فرض معايير جودة عالية علي شاشات FreeSync سترتفع تكلفة انتاج هذه الشاشات، و ستأتي بفروق ضئيلة في التكلفة بينها وبين شاشات G-Sync، (فروق قد لا تتعدي الـ 75 الي 100 دولار) وسيصب هذا في مصلحة G-Sync بالأساس، لأنها العلامة الأكثر شهرة وانتشارا (بسبب انتشار بطاقات NVIDIA)، وسيصبح اقناع المستخدمين بشراء شاشات FreeSync أكثر صعوبة.

ولقد حاولت AMD علاج هذا الأمر بطريقة ملتوية، باصدارها تحديثا لتقنية FreeSync، جاء هذا التحديث باسم جديد: FreeSync 2، وفرض علي مصنعي الشاشات مواصفات جودة عالية، مثل دعم نطاقات عرض كبيرة، ومثل حد أدني لمستوي سطوع الشاشة، ودعم عدد الوان كبير ومثل معدل الاستجابة السريع .. ولقد رفع هذا من تكلفة شاشات FreeSync 2 بالطبع .. لكن AMD فرضت علي مصنعي الشاشات دعم تقنية السطوع العالي HDR حتي تحمل الشاشة شعار FreeSync 2. والسبب؟ الشاشة التي تدعم تقنية السطوع العالي تحمل مكونات عالية الجودة بالأساس، حتي تستطيع تشغيل السطوع العالي، وتأتي بسعر مرتفع أيضا بطبيعة الحال، وهنا يمكن لمصنعي الشاشات ابتلاع تكلفة معايير الجودة العالية داخل تكلفة دعم السطوع العالي HDR، وهكذا تضرب AMD عصفورين بحجر واحد!

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

شاشات FreeSync 2 ستدعم معايير عديدة للجودة، وسيرفع هذا من تكلفتها لكن دعم السطوع العالي سيبرر للمستهلك السعر المرتفع! لهذا لصقت AMD عبارة HDR في شعار FreeSync 2 مباشرة! ولا يأتي الشعار أبدا منفصلا دون عبارة HDR .. كان هناك بعض التخبط من AMD كذلك، في البداية قالت الشركة ان شعار FreeSync 2 سيمنح فقط للشاشات التي تأتي بقوة سطوع 600 شمعة فقط HDR600، وهي شاشات مرتفعة التكلفة بطبيعة الحال، ثم سرعان ما تراجعت الشركة في هذا وقررت منح الشعار للشاشات التي تأتي بقوة سطوع 400 شمعة HDR400 أيضا في محاولة لنشر الشعار في الشاشات الأقل ثمنا! باختصار، لقد ربطت AMD مصير شاشات FreeSync ذات الجودة العالية بدعم السطوع العالي HDR ربطا نهائيا غير قابل للفصل!

لم تلجأ NVIDIA الي مثل تلك الاجراءات، فشاشات G-Sync خاصتها تأتي بمعايير الجودة بشكل منفصل عن السطوع العالي HDR .. والمستخدم يضمن ان الشاشة عالية الجودة حتي لو لم تدعم HDR من الأصل!، أما شاشات HDR، فقد واصلت NVIDIA الحفاظ علي معايير الجودة فيها، فلم تمنح شعار G-Sync الا للشاشات التي تأتي بقوة سطوع 1000 شمعة HDR1000، وهي الشاشات الأغلي ثمنا بطبيعة الحال!

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

وبنظرة شمولية نجد أن NVIDIA تحكمت في القطبين الكبيرين: أعلي جودة ممكنة بدون HDR، وأعلي جودة ممكنة مع أعلي دعم ممكن لـ HDR (مستوي سطوع 1000 شمعة HDR1000)، وتبقي دعم ما بين هذين القطبين.

ولقد أتي هذا الدعم بسرعة، فسرعان ما قررت فتح تقنية G-Sync، منذ الان فصاعدا فان التقنية ستدعم كل شاشات FreeSync و FreeSync 2، الجيد منها والسئ لكن بشكل غير رسمي .. وسيتمكن المستخدم من تشغيل اي شاشة FreeSync علي بطاقته الرسومية من NVIDIA بشرط أن تكون البطاقة من جيل Pascal أو Turing. لكن NVIDIA ستفحص كل شاشات FreeSync و FreeSync 2 وتخضعها لاختبارات جودة قاسية، و ستميز NVIDIA شاشات FreeSync الجيدة بعلامة التوافق شبه الكامل مع G-Sync وسيطلق علي تلك الشاشات اسم G-Sync Compatible. ولقد فعلت NVIDIA هذا لتميز تلك الشاشات عن غيرها حيث ان NVIDIA تضمن ان تلك الشاشات تقدم الحد الأدني من جودة GSync. وأن تلك الشاشات لا تعاني من عيوب الصورة التي تعاني منها شاشات FreeSync السيئة.

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

بمعني آخر فان NVIDIA ستنقح كل شاشات FreeSync و FreeSync 2 واحدة تلو الأخري وستعطي الشاشات ذات الجودة منها شعارا جديدا: شعار التوافقية مع G-Sync، أي شعار الجودة كما هو معروف عنه! ان المستخدمين الان يختارون الشاشات التي تحمل شعار التوافقية مع G-Sync، حتي لو كانوا مستخدمي AMD، فهذا الشعار يعني أن الشاشة ذات جودة عالية.

ولهذا السبب نفهم لماذا يهرع مصنعو الشاشات في دعم هذا الشعار واظهاره علنا لجموع المستخدمين، فهو يعني تفرد الشاشة محل الحديث عن سائر قطيع الشاشات الأخري بالعرض ذو الجودة العالية، ولقد تساوي في هذا التسابق كل مصنعي الشاشات بلا استثناء، فحتي شاشات OLED فائقة الجودة من LG، هرعت لحمل هذا الشعار كعلامة أساسية لديها رغم أنها تدعم تقنية FreeSync أيضا!

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!

وبهذه الاستراتيجية، تتحكم NVIDIA بشعار G-Sync الآن في قطبي الجودة القصوي للشاشات (أعلي جودة ممكنة بدون HDR، وأعلي جودة ممكنة مع أعلي دعم ممكن لـ HDR)، وتتحكم في ما بينهما من شاشات ذات جودة متوسطة كذلك، سواء كانوا شاشات ذات جودة متوسطة دون دعم HDR، أو شاشات بدعم HDR بدرجة متوسطة (سطوع 600 شمعة أو 400 شمعة HDR600, HDR400). أما الشاشات ذات الجودة الفقيرة فتدعمها NVIDIA كذلك بشكل غير رسمي من خلال تعريف القيادة Driver.

وقد بلغ عدد الشاشات ذات الجودة الوسطي التي تحمل شعار التوافقية مع G-Sync حوالي 50 شاشة، وهي كلها شاشات ينصح بشراء أي منها بشدة، وتنتوي NVIDIA زيادة هذا العدد أكثر مع صدور شاشات أخري جديدة .. وهو ما يوسع من سيطرة NVIDIA علي الشاشات أكثر وأكثر.

في النهاية، ليس أمام AMD من حل لهذه السيطرة من NVIDIA الا رفع معايير جودة الشاشات التي تدعم FreeSync اكثر من هذا، لقد مرغت AMD بمعاييرها المتسيبة شعار FreeSync في التراب، وليس أمامها الا دفع مصنعي الشاشات لانتاج شاشات ذات جودة قوية تحمل هذا الشعار، حتي يرتبط الشعار بالجودة والكيف، وليس فقط بالكم والسعر البخس ذو اعتبارات الجودة المحدودة. تحتاج AMD أيضا الي أت تحذو حذو NVIDIA، وأن تخضع كل الشاشات التي تحمل شعار FreeSync لاختبارات جودة قاسية لتبين منها الصالح والطالح، ولا بأس من شعارات تمييزية توضح أي منهما يأتي بجودة معقولة: مثلا FreeSync Basic، و FreeSync Premium. إما هذا وإما سيكون علي AMD تقبل تدهور سمعة شعار FreeSync وانحساره تدريجيا لصالح G-Sync.

قائمة الشاشات المتوافقة مع G-Sync، أو شاشات FreeSync عالية الجودة:

شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!