حالما نطلع على الروزنامة السنوية نرى الكثير من المعارض الكبرى التي تسمح لنا بالاستمتاع بمشاهدة أحدث ما وصلت له الشركات العالمية في مختلف المجالات من حاسوب, هواتف,شاشات,أجهزة طرفية, حلول تبريد, كيسات, أجهزة لوحية, نظارات واقع افتراضي, ذكاء اصطناعي, شبكات الجيل الخامس, قيادة ذاتية للمركبات, والكثير من الامور. وفي تلك المعارض تستغل الشركات الكبرى إعلان أهم ما لديها ضمن تلك الفعاليات نظراً للمتابعة الكبيرة لها سواء من الزائرين أو من الاعلاميين.

معرض CES أو كما يعرفه أغلبكم بمعرض الالكترونيات الاستهلاكية يعتبر من المعارض السنوية المهمة جداً والتي تستقطب كبرى الشركات من مختلف المجالات بما فيها السيارات ليحظى بعدد ضخم من الزائرين. حديثنا في هذا المقال هو تعريف عن هذا المعرض وكيف بدأ وتأسس وكيف أصبح اليوم معرض أساسي بالنسبة لجميع الشركات التقنية. في كل بداية عام جديد وفي شهر يناير ينطلق المعرض بشكل رسمي في مركز مؤتمر لاس فيغاس/ نيفادا/الولايات المتحدة لمدة 4 أيام وعادة ما يكون اليوم الذي يسبق المعرض هو يوم مؤتمرات لعدد من الشركات التي تفضل أن يكون مؤتمرها الخاص قبل المعرض كما جرت العادة مع مختلف المعارض العالمية الاخرى.

ماهو المختلف في معرض CES 2021؟

للأسف وبسبب جائحة كورونا أو كما يعرف بفيروس Covid-19 لن يكون هذا المعرض كما في السنوات الماضية, بل سيكون محصور بعرض افتراضي نظراً لانتشار الوباء في كل أصقاع العالم وعدم القدرة على حصره بمكان واحد, لكن يبقى الأمل قائماً خاصة بعد وصول أولى اللقاحات لعدد من الدول, إلا أن منظمين هذا المعرض قرروا عدم إمكانية إطلاقه بالشكل التقليدي خاصة مع وصول عشرات الألاف المسافرين إلى مكان واحد وصعوبة اخذ الاختبار من كل واحد منهم عدى مشاكل الاختلاط التي قد تؤدي إلى كارثة في عدد الإصابات.

ماهو الحل إذا؟ حسناً, كما ذكرت لكم في هذا العام وبشكل استثنائي ولأول مرة سيتم تقليل فعاليات المعرض بشكل كبير وسيطغى عليه العرض الافتراضي فقط. ومع ذلك فإن المنظمين وهم جمعية تكنولوجيا المستهلك (CTA)، قد حجزوا بالفعل ومن الأن صالات مخصصة وقاعات تجهيزاً لفعاليات معرض CES لعام 2022 مع الإيمان من جانبهم وفقاً للبيان الصحفي بأن اللقاحات المختلفة التي بدأت تنتشر حول العالم قادرة على توفير ما يكفي من السلامة للأشخاص المشاركين في العام المقبل, خاصة بعد تصريح غاري شابيرو الرئيس التنفيذي لجمعية تكنولوجيا المستهلك بأنه يأمل أن يكون 2021 هو الحدث الافتراضي الأول والوحيد.

شخصياً اتوقع أن نشهد تحسن ملموس مع العام القادم وطرق أفضل للفصل بين من تلقى اللقاح ومن لم يتلقى اللقاح, لكن القرار الأكيد من قبل المنظمين كما يبدو لي هو السماح بدخول الزائرين الذين تلقوا اللقاح فقط اما طريقة التأكد من ذلك فحتماً ستكون عبر جواز السفر.

بلغة الأرقام ومقارنة مع معرض CES في عام 2020 جذب المعرض حوالي 171.268 ألف مشارك، بما في ذلك 6517 عضوًا من وسائل الإعلام إلى الصالات والاجنحة المخصصة مع أكثر من 4400 عارض من مختلف الشركات. ولكن في عام 2021 ونظراً لانتشار الفيروس بشكل مضاعف وواضح عما كان عليه الوضع في شهر 1 من عام 2020, الكل يتوقع حدوث انخفاض كبير لهذه الأرقام السابقة خاصة مع قيود السفر المفروضة على الكثير من الدول بعد انتشار الموجهة الثانية من الفيروس وما يطلق عليه اليوم بالسلاسة الثانية منه التي تبدو أكثر فتكاً.

مع ذلك يؤكد المنظمين بأن الكلمات الرئيسية والعروض التقديمية المهمة التي ستطلق من قبل AMD و NVIDIA وغيرها ستكون مجدولة في موعدها المحدد دون أي تغيير، وعلق الرئيس التنفيذي لجمعية تكنولوجيا المستهلك السيد غاري شابيرو قائلاً أن أبرز ما سوف يبرز في أحداث هذا المعرض هي تقنيات 5G والواقع المعزز AR والواقع الافتراضي VR وأحدث جيل من شاشات التلفاز 8K TV والتكنولوجيا الصحية والطائرات بدون طيار.

الحدث عبر الإنترنت سيضم فقط 1000 عارض مع توقع مشاركة نفس العدد تقريبًا في المعرض هذا العام كما هو في العام الماضي حيث يُقدر عدد الزوار بـ 150 ألف زائر في هذا العام وسبب هذا التوقع هو وجود 100 ألف شخص مسجلين "لحضور" أول معرض افتراضي لهذا العام.

كيف تأسس معرض CES؟

معرض CES تقرر أن يرى النور في مطلع عام  1967 في شهر يونيو وذلك في مدينة نيويورك وليس في مدينة لاس فيغاس. ذلك المعرض في انطلاقته الأولى التي كانت بين 24 يونيو حتى 28 يونيو ضم ما يصل الى 17500 زائر وفقط 18 عارض من بينها LG, Motorola, و Philips. وفي عام 1972 وصل عدد الزائرين للمعرض لحوالي 40 ألف زائر وكان عدد الشركات المشاركة حوالي 300 شركة.

بينما في عام 1977 شهد المعرض زيادة إضافية على عدد الزائرين ليصل الى 50 ألف زائر و700 شركة عارضة لمنتجاتها. الجدير بالذكر أن هذا المعرض ومن عام 1978 حتى عام 1994 كان يقام مرتين سنوياً مرة في شهر يناير في لاس فيغاس المعروف باسم معرض الالكترونيات الاستهلاكية الشتوي و مرة في شهر يونيو في شيكاغو المعروف باسم معرض الالكترونيات الاستهلاكية الصيفي..ووفقاً للكثير من المصادر التي واكبت المعرض الشتوي فهي كانت تشير بأنه كان أكثر ناجحاً بإقامته في لاس فيغاس في عام 1995 بدلاً من شيكاغو.

وبما أن معرض CES الصيفي في شيكاغو بدأ بخسارة شهرته، فلقد قرر المنظمون بتجربة جعل المعرض يجول في مدن مختلفة بدءاً من عام 1995 المخطط له أن ينطلق من فيلادفيا في مركز مؤتمرات بينسفلينيا. مع هذا، معرض ألعاب E3 كان مجدولاً بأن يقام في الساحل الغربي في شهر مايو وكان منافس كبير له, مما تسبب بإلغاء معرض CES الصيفي في فيلادلفيا.

يذكر أن معرض 1996 الشتوي قد تمت إقامته مرة أخرى في لاس فيغاس في شهر يناير متبوعاً بالمعرض الصيفي هذه المرة المقام في أورلاندو فلوريدا لكن فقط جزء صغير من العارضين التقليدين شاركوا فيه ليكون أمراً محبطاً لإدارة CES. وعلى الرغم من خيبة الأمل كان المعرض الشتوي المقام في عام 1997 في لاس فيغاس ناجحاً للغاية وحقق المطلوب وأكثر على صعيد عدد الزوار والمشاركين. وكمحاولة لإحياء المعرض الصيفي من جديد فلقد كان مقرراً إقامته بالتزامن مع معرض الحواسب COMDEX الصيفي في أطلنطا, لكن بسبب عدد العارضين من الشركات الذين لم يبلغوا العشرين شركة تم إلغاء معرض CES الصيفي بشكل نهائي. تجدر الإشارة أن معرض COMDEX الذي كان يقام في لاس فيغاس تم كذلك إلغاءه في عام 2004 ليكون معرض CES بديلاً عنه.

بقي أخيراً أن نذكر انه وفي عام 1998 تغير معرض CES الشتوي إلى معرض CES السنوي بلاس فيغاس كموقع رسمي له وهو يعتبر اليوم من المعارض الأكبر في لاس فيغاس نظراً لحجم الزائرين وحجم العارضين من الشركات المختلفة واهتمام مختلف وسائل الاعلام به.

عام 2020 كان عام جيد, لكن هذا العام لن يكون أفضل!