في جميع أنحاء العالم، يشاهد ملايين الأشخاص الفوضى التي تحدث نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا على منصات مثل إنستجرام وتويتر وتيك توك، وهذا يتيح نشر التقارير في الوقت المناسب بسرعة، ولكنه يترك المعلومات خالية من السياق مما يساعد على تشويهها أو تحريفها بسهولة، وهذا ما تبرع فيه الحكومة الروسية حيث تستخدم معلومات مضللة عبر قنواتها الرسمية لتبرير الحرب قبل الغزو، وفي نفس الوقت تتهم الغرب بأن لديه رد فعل هستيري مفرط على تهديدات غير موجودة. ثم سرعان ما بدأ الغزو الروسي، لنتعرف على القصة كاملة وكيف أصبح الإنترنت ساحة المعركة في الغزو الروسي لأوكرانيا.

حرب روسيا وأوكرانيا

حرب روسيا وأوكرانيا

في 24 فبراير 2022، شنت روسيا غزوًا لأوكرانيا بعد شهور من التعزيز العسكري على حدودها.

بدأ الأمر بهجمات إلكترونية استهدفت إدارات الحكومة الأوكرانية بفيضان من حركة الإنترنت وبرمجيات ضارة لمحو البيانات أعقبها توغل بري وبحري وجوي، كما أبلغت المنافذ الإخبارية في أوكرانيا عن انقطاعات ناتجة عن الهجمات الإلكترونية والتي تقول الحكومة الأوكرانية أنها تابعة لحكومة موسكو.

قوبل الغزو بمعارضة وإنتقادات حادة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاء الناتو مع عقوبات مالية ودبلوماسية واسعة وغير مسبوقة ضد روسيا وهي عقوبات من المحتمل أن تؤثر على الأعمال والتجارة والتمويل في جميع أنحاء المنطقة.

كيف أصبح الإنترنت ساحة المعركة؟

حرب روسيا وأوكرانيا

بسبب مصالحهم، يُفضل عمالقة التكنولوجيا الذين يقدمون الخدمات في جميع أنحاء العالم عدم الانحياز إلى أي طرف في النزاعات حيث يعملون في أراضي كلا البلدين، لكن على ما يبدو فإن غزو روسيا لأوكرانيا يجعل الحياد أمرا صعبا حيث بدأت منصات وسائل التواصل الاجتماعي في قمع وسائل الإعلام الحكومية الروسية ردًا على جهود الكرملين لتشديد الضوابط حول اتصالات الإنترنت.

قالت جوجل أنها أوقفت مؤقتًا قدرة عدد من القنوات التي تمولها الدولة الروسية على تحقيق الدخل عبر منصاتها، بعد ساعات من إعلان يوتيوب عن إجراء مشابه مشيرة إلى "الظروف الاستثنائية في أوكرانيا" كما أشار يوتيوب إلى أنه سوف يقلل بشكل كبير من التوصيات لتلك القنوات.

أما ميتا، الشركة الأم على فيسبوك، فقالت أنها سوف تمنع أيضًا وسائل الإعلام الحكومية الروسية من تشغيل الإعلانات أو تحقيق الدخل على منصتها في أي مكان في العالم.

ومن جانبه قال تويتر إنه سيوقف مؤقتًا الإعلانات في أوكرانيا وروسيا "لضمان رفع معلومات السلامة العامة" واعتبارا من صباح يوم السبت، تم تقييد عمل موقع التغريدات في روسيا.

كما أكد رئيس ميتا للشؤون العالمية، نيك كليج أن روسيا فرضت قيودًا جزئية على المنصة بعد أن رفض فيسبوك التوقف عن تدقيق الحقائق وتصنيف المحتوى الذي نشرته أربع مؤسسات إعلامية مملوكة لموسكو.

وأنشأ فيسبوك مركز عمليات خاص مع متحدثين أصليين "لمراقبة الموقف عن كثب والتصرف بأسرع ما يمكن" وأتاحت الشبكة الإجتماعية ميزة في أوكرانيا تسمح للمستخدمين بقفل حساباتهم مما يعني أن أولئك الذين ليسوا أصدقاء للمستخدم لا يمكنهم تنزيل أو مشاركة صورة ملفهم الشخصي أو حتى مشاهدة المنشورات على جدولهم الزمني.

علاوة على ذلك، كتب نائب رئيس الوزراء الأوكراني ووزير التحول الرقمي، ميخايلو فيدوروف، رسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك يطلب منه منع مواطني روسيا من الوصول إلى متجر تطبيقات الشركة ومنع منتجاتها وخدماتها هناك ثم غرد فيدوروف بعد ذلك بأن تويتر قرر منع الروس من تسجيل حسابات جديدة في روسيا وحث ميتا على فعل الشيء نفسه.

إيلون ماسك أغنى رجل في العالم

كما ذكرت وكالة رويترز أن أوكرانيا طلبت متطوعين من مجتمع القراصنة التابعين لها للدفاع عنها ضد الهجمات الإلكترونية الروسية، في غضون ذلك، سرعان ما أصبحت وسائل الإعلام الحكومية الروسية هدفًا للهاكرز الذين يسعون لإظهار الدعم لأوكرانيا وأعلنت مجموعة من الهاكرز يزعمون ارتباطهم بـ Anonymous، إنهم مسؤولون عن انقطاع شبكة الإنترنت في موقع RT.com والمواقع الحكومية الروسية.

ومع تعطيل روسيا لخدمات الإنترنت في أوكرانيا، أعلن مؤسس سبيس إكس وتيسلا، إيلون ماسك أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستار لينك Starlink أصبحت قيد التشغيل ومتاحة الآن في أوكرانيا.

أخيرا، يمكنكم متابعة الحرب بين روسيا وأوكرانيا مباشرة عبر تويتش وتيليجرام وتشغيل فيديوهات قصيرة لما يحدث في المنطقة على تيك توك ومعرفة آخر المستجدات عبر تويتر ورؤية التوغل الروسي داخل المدن الأوكرانية عبر يوتيوب ومشاهدة صور ومقاطع ساخرة عن الحرب على فيسبوك وكل هذا بات بشكل أسرع وأسهل من أي وقت مضى، ولنأمل أن يعود السلام مجددا قبل أن نشهد صراع نووي يقضي على الجميع.