في الآونة الأخيرة شاهدنا انتشار واسع وكبير جداً لألعاب الهواتف الذكية لدرجة أن هذه الألعاب أصبحت عماد رئيسي من أعمدة صناعة الألعاب، وأصبحت الشركات الكبرى تهتم بتطوير ألعاب لهذه الأجهزة ورسمياً أصبح يوجد منصة تدعى الهواتف الذكية.

على الرغم من الانتشار الكبير جداً لألعاب الهواتف الذكية إلا أن الكثير من اللاعبين يعتبروا أن هذه الألعاب ليست جديرة بأن نقارنها بالألعاب التي نعرفها على باقي المنصات وأن هذه الألعاب مجرد وسيلة لتمضية الوقت في بعض المواقف ولا يمكن أن نعتبرها هواية حقيقية.

في الحقيقة أنا لا أتفق مع هذا الرأي بل أرى أن ألعاب الهواتف تمكنت من تحقيق معادلة صعبة جداً مكنتها من الوصول إلى كل شخص على عكس الألعاب التقليدية التي لم تستطيع توسيع دائرة انتشارها على الرغم من مرور فترات زمنية طويلة.

في هذه المناقشة سنتعرف على الأسباب التي تجعلني أرى ألعاب الهواتف بهذه الاهمية، وسنحاول أيضاً توضيح الأسباب والعوامل التي أدت إلى انتشار هذه الألعاب بهذا الشكل.

ألعاب الهواتف الذكية

تطور كبير في العتاد.

لحسن الحظ شهد عتاد الهواتف الذكية تطور كبير جداً في السنوات القليلة الماضية وأصبحنا نرى أجهزة بإمكانيات تفوق بعض الحواسب المكتبية الموجودة في بعض المنازل.

بالطبع تطور العتاد بهذا الشكل أدى إلى تطور أنظمة التشغيل بشكل كبير جداً وأصبح النظام الموجود على الهاتف قادر على القيام بالعديد من المهام كما هو الحال مع الأجهزة المكتبية أو منصات اللعب المنزلي.

وبفضل التطور في القطع المادية الموجودة في الهاتف وبفضل تطور نظام التشغيل أصبح المطور قادر على تصميم برمجيات وألعاب أكبر وأفضل بكثير من السابق، لهذا السبب لا يمكننا بأي شكل مقارنة ألعاب الهواتف القديمة بالألعاب الموجودة في الفترة الحالية.

الهاتف المحمول جهاز أساسي.

على عكس الحاسب المكتبي أصبحت أجهزة الهاتف المحمول جهاز أساسي لكل شخص في الأسرة وأصبح من النادر أن نجد شخص لا يمتلك جهاز ذكي ، أما بالنسبة للحاسب الشخصي فمازال يوجد الكثير من المنازل التي لا تحتوي على جهاز او يوجد بها جهاز غير مخصص للألعاب أصلاً وتم شراءه للاستخدام اليومي العادي.

كذلك دائماً ما يوجد شخص هو المسيطر على الحاسوب الموجود في المنزل أو حتى منصة اللعب المنزلية وباقي الأسرة تستخدم الجهاز بشكل ثانوي، لكن بالنسبة للهواتف فكل شخص أصبح يمتلك الجهاز الخاص به وأصبحت الشريحة المستهدفة أكبر بكثير من شريحة لاعبي الحاسب الشخصي.

ألعاب الهاتف يمكن تشغيلها بسهولة.

أحد الخواص المميزة لألعاب الهواتف أنها قابلة التشغيل على معظم الأجهزة الموجودة في الأسواق، فأنت لا تحتاج لجهاز حديث جداً أو من الفئة الرائدة لتشغيل الألعاب ويمكن لأي جهاز من الفئة المتوسطة أو حتى العادية تشغيل معظم الألعاب الموجودة في الوقت الحالي.

أيضاً لا ننسى سهولة الوصول لهذه الألعاب فهي لا تحتاج إلى عمليات تنصيب معقدة أو إلمام عميق بعمليات الشراء على عكس باقي المنصات، وبسهولة جداً يمكن معرفة طريقة تنصيب ألعاب الهواتف لأي شخص سواء كان صغير في السن او شخص طاعن في السن لا يستطيع مواكبة التعقيدات والأوامر الكثير الموجودة في الحاسب الشخصي.

المجانية.

معظم ألعاب الهواتف تكون مجانية تماماً ولا تحتاج إلى أي مصاريف نقدية للحصول عليها والأفضل أن الألعاب الجيدة مثل PUBG Mobile و Clash Royale و Auto Chess مجانية تماماً هى الأخرى.

بسبب هذه المجانية أصبح لا يوجد مانع عند المستخدمين من تجربة العديد من العناوين فلن تخسر أي شيئ لتجربتك لعبة جديدة ظهرت على المتجر خصوصاً مع إضافة عنصر سهولة التنصيب والتحميل التي تحدثنا عنها في النقطة السابقة.

المتاجر الموجودة على الهواتف تعد هي الأخرى ميزة هامة جداً لهذه المنصة فأنت لا تحتاج إلى العديد من الحسابات المختلفة كما هو الحال مع الحاسب الشخصي، بل كل ما عليك فعله فتح المتجر الخاص بهاتفك والتجول داخله بكل سهولة واختيار ما تريد من عناوين.

سهولة الوصول في أي وقت.

يمكنك أيضاً فتح الألعاب الموجودة على هاتفك في أي وقت أو أي موقف، فمثلاً يمكنك فتح هاتفك والاستغراق في اللعب في المواصلات العامة وبالطبع خلال هذه الفترة ستتقدم في اللعبة نفسها وتتعلق بها وبهذا الشكل ستجد نفسك تفتح اللعبة بشكل تلقائي وانت في منزلك لاستكمال التقدم الخاص بك في اللعبة.

من الصعب جداً أن نعقد مقارنة بين ألعاب الهواتف وألعاب الأجهزة الأخرى التي تحتاج إلى تخصيص مساحة كبيرة من الوقت خلال اليوم للتمتع بها وتحتاج أيضاً إلى الانتباه بشكل كبير والجلوس بشكل معين.

لعبة PUBG وتأثيرها على الصناعة.

يمكننا أن نقول أن ألعاب الهواتف يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين الأول قبل إصدار لعبة PUBG Mobile والقسم الثاني بعد إصدار اللعبة.

بعد إصدار لعبة PUBG Mobile انتشرت ثقافة الألعاب بشكل كبير جداً وأصبح الجميع يجرب الألعاب حتى وإن لم يكن قد جرب الألعاب من قبل.

الجميع أصبح يلعب بفضل هذه اللعبة سواء كان طفل أو شاب، ذكر أو أنثى، حتى أولياء الأمور اصبحوا يلعبون بفضل هذه اللعبة بعد أن كانوا يروا الألعاب مجرد مضيعة للوقت.

فضل ألعاب الهواتف على الصناعة.

لفترة طويلة كان يعاني اللاعب من التهميش وكان يوجد حالة من احتقار هذه الهواية الرائعة وكان يعتبرها الكثيرون مجرد مضيعة للوقت ولا فائدة منها ومن الأفضل أن يمارس الشخص هواية اخرى مثل رياضة كرة القدم أو السباحة أو حتى الألعاب العقلية مثل الشطرنج.

بفضل ألعاب الهواتف اختلفت النظرة بشكل كامل تجاه الألعاب وأصبح من السهل تقبل المجتمع لوجود هذه الهواية، بالطبع مازال الشريحة العريضة من كبار السن يروا أن هذه الهواية مجرد تمضية للوقت ليس إلا ولكن أصبح لديهم نوع من التقبل لهذه الوسيلة لتمضية الوقت خصوصاً وأنهم أصبحوا يستخدمون نفس الألعاب لتمضية الوقت ،أيضاً بفضل ألعاب الهواتف حدثت نقلة نوعية لأرباح الصناعة بشكل جعل صناعة الألعاب هي الصناعة الترفيهية رقم واحد في العالم وأصبحت تتفوق على الإنتاج السينمائي والفني من حيث التكلفة والأرباح.

على سبيل المثال خلال عام 2019 تمكنت ألعاب الهواتف من تحقيق أرباح تصل إلى 68 مليار دولار وإذا قارنتها بباقي عناصر الصناعة نجد تفوق واضح لهذه الألعاب حيث حققت ألعاب المنصات المنزلية أرباح تقدر بـ 48 مليار بينما تمكنت ألعاب الحاسب الشخصي من تحقيق أرباح تقدر بـ 35 مليار دولار.

الأرقام لا تتوقف عند هذا الحد فبحسب التحليلات الإحصائية فإن مبيعات الألعاب ستستحوذ على نسبة 59% من إجمالي مبيعات الألعاب بحلول عام 2021 ، بالطبع زيادة أرباح صناعة الألعاب عموما تنعكس بشكل إيجابي جداً علينا كلاعبين فهذه الأرباح ستشجع شركات الألعاب الكبرى على الاستثمار بشكل أكبر بكثير في هذا المجال مما يعني المزيد من العناوين على مختلف المنصات والمزيد من التقنيات الحديثة.

الخلاصة.

في وجهة نظري يعاني مجتمع اللاعب من العنصرية فدائماً نجد خلاف بين لاعبين الحاسب الشخصي ولاعبين المنصات المنزلية، ونجد أيضاً خلاف بين مستخدمين PlayStation ومستخدمين Xbox ، والآن أصبحنا نجد خلاف بين اللاعبين الأصليين ولاعبين الهواتف الجدد حيث يرى اللاعبين الأصليين أن ألعاب الهواتف لا تصلح لتكون ألعاب تمثل الهواية.

في وجهة نظري يجب على مجتمع اللاعبين أن يكون أكثر تقبلاً للأنواع الأخرى من الألعاب خصوصاً وأن ألعاب الهواتف الذكية بها الكثير من الإيجابيات التي تساعدنا كلاعبين وتساعد الصناعة بوجه عام.

اقرأ أيضاً: تعرف على أفضل ألعاب الهواتف في 2020

شاركنا رأيك عزيزي القارئ في ألعاب الهواتف الذكية وهل ترى أن هذه الألعاب تستحق أن تكون واجهة لهواية الألعاب الإلكترونية أم لا؟