تستعد شركة «أبل» لاستبدال رئيسها التنفيذي الحالي «تيم كوك»، ومن المتوقع أن يتم تنفيذ ذلك القرار في بداية العام الجديد.

مع اقتراب نهاية حقبة تيم كوك الذي أصبح اسمه مرادفًا للاستقرار والنمو المالي لآبل، بدأت دوائر الخلافة تضيق بشكل ملحوظ داخل أروقة الشركة الأكبر قيمة في العالم.

وفقًا لتحليلات وتقارير حصرية صادرة عن أشخاص مطلعين على شؤون صانع الآيفون. أصبح اسم الرئيس التنفيذي القادم "محفورًا في الصخر" بالفعل، مما يشير إلى أن مجلس الإدارة وضع اللمسات الأخيرة على عملية تداول السُلطة داخل الشركة.

في هذا المقال، سوف نتعمق قليلا ونأخذكم في رحلة حيث نتعرف على من هو خليفة تيم كوك المنتظر الذي سيقود شركة آبل قريبًا!

خليفة تيم كوك

يبدو أن رحلة تيم كوك الطويلة مع شركة آبل تقترب من نهايتها، ومعها يلوح في الأفق اسم خليفته المنتظر.

فبعد أكثر من عقد في قيادة واحدة من أكبر شركات العالم، تتهيأ آبل لمرحلة جديدة بقيادة بقيادة المهندس الهادئ والخبير المخضرم «جون تيرنوس»، الذي يجمع بين الخبرة التقنية والكاريزما الهادئة.

جون تيرنوس
جون تيرنوس

من هو جون تيرنوس؟

يشغل جون تيرنوس حاليا منصب نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة في آبل، وهو المسؤول المباشر عن تطوير منتجات الشركة الجديدة، مثل iPhone Air الذي قدّمه هذا العام بنفسه على المسرح. ويبدو أن هذا الظهور لم يكن مجرد صدفة دعائية، بل خطوة مدروسة من إدارة آبل لكي تمهد الطريق للوجه الجديد للشركة.

لماذا تيرنوس هو الخيار الأمثل؟

بحسب تقرير مارك جورمان من بلومبيرج، فإن اختيار تيرنوس ليس مجرد قرار إداري، بل تحول ثقافي داخل الشركة. لطالما اعتادت آبل على القيادات ذات الخلفية التسويقية والإدارية. لكنها اليوم تتجه نحو قائد يجمع بين الفهم العميق للتقنية والقدرة على التواصل مع الجمهور.

تيرنوس معروف بذكائه الهادئ وحضوره الودود، كما أنه يملك خلفية هندسية كبيرة تجعله يفهم تفاصيل المنتجات من الداخل قبل أن يروّج لها على المسرح. إنه ببساطة يمثل روح آبل كما كانت أيام ستيف جوبز حيث يصبح الشغف بالتقنية قبل كل شيء.

تشابه المسار بين كوك وتيرنوس

من المفارقة أن تيرنوس اليوم في العمر نفسه تقريباً الذي كان عليه تيم كوك عندما تولى قيادة آبل في عام 2011. ومع مرور السنوات، بدأ يظهر أكثر في المقابلات الإعلامية والزيارات الميدانية لمتاجر الشركة، في خطوة تدريجية حتى يصبح وجهًا مألوفًا ومحبوبًا لدى المستثمرين والجمهور على حد سواء.

كوك وتيرنوس

ماذا عن كريغ فيديريغي؟

صحيح أن بعض المحللين يرشحون أيضًا كريغ فيديريغي، نائب رئيس هندسة البرمجيات، لما يتمتع به من شخصية كاريزمية وحضور لافت في الأحداث المهمة، إلا أن تيرنوس يبدو الأقرب للمنصب من حيث الخبرة المتوازنة والعمر المناسب.

ويكمن السبب الأهم لترجيح كفة تيرنوس، وتفضيله على كريج فيديريغي، في خلفيته التقنية والهندسية الصلبة. فبينما يتميز تيم كوك بخبرته الفائقة في الإدارة التشغيلية وسلاسل الإمدادت.

كريج فيديريغ
كريج فيديريغ

يمثل تيرنوس العودة للتركيز على المنتج في جوهره. فهو لا يكتفي بالتسويق للمنتجات من على خشبة المسرح، بل يمتلك فهمًا عميقًا لكيفية عملها وبنيتها الداخلية، مما يجعله تجسيدًا للشغف التقني الذي قد يعيد الابتكار مرة أخرى إلى صانع الآيفون.

إضافة إلى ذلك، فإن عمر تيرنوس يتطابق تقريبًا مع العمر الذي تولى فيه كوك منصب الرئيس التنفيذي، مما يمنحه المدة الزمنية اللازمة لقيادة آبل لعقد أو عقدين قادمين. إن هذا التأهيل المتدرج والمدروس، من خلال المقابلات الصحفية وزيارات المتاجر وإطلاق المنتجات، يضمن أن يكون تيرنوس، الخليفة الذي سيرث عرش أكبر شركة تكنولوجية في العالم.

نهاية حقبة كوك

أخيرًا، من المؤكد أن رحيل تيم كوك سيترك فراغًا كبيرًا في قطاع التكنولوجيا بشكل عام ولدى آبل بشكل خاص. ومهما وُجّهت لكوك الانتقادات، سيبقى الرجل الذي حوّل آبل إلى أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية ثلاثة تريليونات دولار. ومع ذلك، الزمن لا يتوقف، وآبل مثل منتجاتها، تعرف جيدا كيف تُعيد اختراع نفسها في كل حقبة جديدة.