بعد سرقة الكود المصدري لـ League of Legends، هل تنتهي اللعبة للأبد؟
مُنذ 4 شهور تقريبًا انقلب الإنترنت رأسًا على عقب حيث تم الكشف عن سرقة الكود المصدري للعبة GTA 5 إلى جانب تسريب العديد من مقاطع اللعب للعبة GTA 6 ووقتها كان هذا التسريب من أكبر التسريبات في صناعة الألعاب.
حتى هذا التسريب لم نكن نعلم كثيرًا عن الكود المصدري لأن الكود المصدري هو أمر خاص جدًا بالمطور ولا يصدر للعامة بأي شكل من الأشكال، الكود المصدري هو نواة اللعبة نفسها وكل ما نراه على الشاشة بفضل الكود المصدري.
الآن يعود الأمر من جديد بعد أن تم الكشف عن سرقة الكود المصدري للعبة League of Legends وكذلك لعبة Team Fight Tactics أو ما تعرف اختصارًا بإسم TFT.
في الحقيقة هذا الخبر ليس بأمل عادي في عالم صناعة الألعاب، بل يمكن أن نقول أنه أهم حدث في شهر يناير 2023 حتى الآن على الأقل، وهذه الأهمية لها عدة أسباب نتحدث عنها سويًا.
لعبة League of Legends ليست مجرد لعبة عادية
في الحقيقة نحن هنا نتحدث عن اختراق وسرقة الكود المصدري لأهم لعبة رياضات إلكترونية في الصناعة، وبالطبع أهم لعبة MOBA كذلك.
يوجد الكثير من ألعاب الـ MOBA ولكن معظم هذه الألعاب تكون نسخ مقلدة من League of Legends وهو ما يجعل الاخيرة اللعبة الأهم بين جميع ألعاب الموبا الموجودة على الساحة حاليًا.
أيضًا سرقة الكود المصدري لم تقتصر على League of Legends فقط بل امتد الأمر ليشمل الكود المصدري الخاص بلعبة Team Fight Tactics، والآن قد يقول البعض أن TFT داخل League أصلًا ولا يوجد فرق، ولكن خلال هذا المقال سنعرف الفرق وتأثير سرقة الكود المصدري للعبتين.
لعبة League of Legends لعبة حية ومستمرة
أحد أبرز المشاكل في سرقة الكود المصدري للعبة League هو أن اللعبة في الأصل لعبة جماعية حية ومستمرة، أي أن الكود المصدري هنا خاص باللعبة سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.
عندما تم سرقة الكود المصدري للعبة GTA 5 كنا نتحدث عن لعبة صدرت مُنذ عام 2013 أي أن روكستار انتفعت بها تمامًا، وحتى في المستقبل قد يتم الاستغناء عن اللعبة بعد إطلاق الجزء الجديد GTA 6، أما لعبة ليج فالأمر مختلف تمامًا لأن رايوت جيمز تعتمد على هذا الكود المصدري لاستمرار اللعبة للأعوام القادمة.
كيف تمت سرقة الكود المصدري
في الحقيقة عملية سرقة الكود المصدري للعبة GTA كانت أكثر إثارة لأن العملية تبعها تسريب مقاطع للعبة GTA 6 وتهديدات من السارق بتسريب الكود ووضعه على الإنترنت.
أما عملية سرقة الكود المصدري الخاص بلعبة League of Legends كانت عملية هادئة جدًا، فنحن حتى لم نعلم بها فقط وصلتنا المعلومات عن طريق حسابات رايوت جيمز نفسها.
بداية السرقة
في البداية قامت حسابات رايوت جيمز بالتصريح أنها تعرضت لعملية اختراق دون الكشف عن تفاصيل هذه العملية والبيانات التي تم اختراقها.
الأمر كان عادي جدًا في البداية لأن الألعاب الأونلاين تتعرض للاختراق بشكل مُكثف جدًا، ولكنها دائمًا ما تكون عمليات اختراق لها أثر لحظي يتم تداركه من مطور اللعبة.
الأحداث تتصاعد
بعد ذلك عادت حسابات رايوت جيمز مرة أخرى لتؤكد أنها تلقت رسالة تهديد من المخترق يطلب فيها أموال مقابل عدم تسريب الكود المصدري، وهنا يكون لدينا تصريح رسمي من رايوت جيمز أن الكود المصدري للعبة League of Legends قد تم سرقته بالفعل.
شركة رايوت جيمز أكدت أنها لن تدفع أي أموال بالطبع للمخترق وقالت أن فريقها الأمني يسعى الىن خلف الأمر ويحاول السيطرة عليه والوصول للمخترق، ومن المتوقع أن نشهد خلال الأيام القادمة القبض على المخترق أو على الأقل تحديد موطنه.
ماذا يحدث بعد سرقة الكود المصدري؟
لنبدأ أولًا بالتصريحات الرسمية من رايوت نفسها، حيث قالت الشركة أن عمليات الاختراق تمكنت من الوصول للكود المصدري ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى أي بيانات لحسابات اللاعبين وبالتالي فمن المستبعد أن تتأثر حسابات اللاعبين بسبب عملية الاختراق.
أيضًا قالت رايوت جيمز أن الكود المصدري الذي تم سرقته هو من طور التجربة أي يحتوي على المميزات القادمة التي كانت تنوي الشركة إضافتها في اللعبة وبالتالي قالت رايوت أن هذه الإضافات والمميزات الجديدة ستتأثر بشكل كبير جدًا وربما تتأخر.
عمومًا أكدت الشركة أن هذا الاختراق سيؤثر على عملية جلب المحتوى الجديد إلى اللعبة بسبب انشغال جميع أعضاء الفريق في سد الثغرات ومعالجة الأمر، أي أن رايوت جيمز تقول لنا لا يوجد محتوى جديد على الأقل خلال هذه الأيام.
هل يمكن أن تسوء الأمور؟
في الحقيقة نعم، إذا لم يتم تدارك الأمر في أقرب وقت ممكن قد تسوء الأمور كثيرًا، نكرر مرة ثانية هذه اللعبة تنتمي إلى الألعاب الخدمية الحية، وبالتالي فإن سرقة الكود المصدري قد يعني ظهور العديد من تطبيقات الغش الخاصة باللعبة، وهذه التطبيقات قد تدمر تجربة اللعب بشكل كامل.
الخطر الأكبر يكمن في ظهور نسخة بديلة من اللعبة، نسخة مقلدة تحت إسم جديد وهو ما حدث مثلا مع لعبة مثل Silkroad.
هذه اللعبة يوجد لها عدد لا نهائي من النسخ وكل نسخ تأتي مع تعديل بسيط ورخيص في نفس الوقت لكي تكون مميزة عن النسخة الأصلية.
هذا الأمر إن تكرر مع League of Legends ستكون ضربة قوية جدا للعبة الموبا الشهيرة، لأن هذه النسخ ستؤثر بشكل كبير على الوافدين الجُدد للعبة، لن يدركوا أي نسخة الحقيقية وقد يتعرضوا عمليات نصب في هذهالنسخ المقلدة وهو ما سيؤثر على سمعة اللعبة الأصلية.
أما عن الكود المصدري لـ TFT فلا ننسى أن اللعبة يوجد منها نسخة على الهواتف، وسرقة الكود المصدري قد يؤثر على هذه النسخة أيضًا ومن الممكن أن نرى نسخ مقلدة من اللعبة يتم إصدارها على الهواتف.
نظرية مؤامرة مستبعدة
بعد الإعلان عن سرقة الكود المصدري، بدأت نظرية مؤامرة تظهر في الأفق ولكنها في وجهة نظري مستبعدة جدًا، البعض يعتقد أن الاختراق والتسريبات وكل الأمر من صناعة رايوت جيمز نفسها وأنه لا توجد أي تهديدات حقيقية.
البعض يرى هذا الأمر لأن رايوت جيمر لديها العديد من المشاريع التي تعمل عليها هذا العام وتريد أن ترفع يدها من على لعبة ليج حتى يتسنى لها العمل على باقي المشاريع، لذلك قامت رايوت باختلاق كل الأمر حتى تتنصل من أي تحديثات ومحتوى مستقبلي للعبة.
تحليل غريب
في الحقيقة هذا التحليل والتوقع غريب جدًا لأن لعبة ليج هي العنوان الأهم والأكبر لدى رايوت جيمز، ولا يمكن أن توجد لعبة أخرى لدى الشركة بديلة عنها.
حتى باقي الألعاب الموجودة حاليًا داخل رايوت جيمز منبثقة من لعبة ليج أصلا ما عدا فالورانت، لذلك ليس في مصلحة رايوت أن ترفع يدها من على لعبة مثل ليج.
كذلك لعبة ليج هي لعبة خدمية أونلاين لذلك من غير المنطقي أن تقوم رايوت بإخراج هذه السمعة على اللعبة التي قد تجعل الكثير يخاف من اللعبة ويخاف من تسرب بيانات الحسابات الخاصة بهم.
الخلاصة
سرقة الكود المصدري للعبة League of Legends أمر ليس هينًا على الإطلاق، يجب على رايوت جيمز التصرف سريعًا وضمان عدم وصول الكود المصدري للإنترنت، أما عن مجتمع اللاعبين فيجب التصدي لهذه المحاولات عن طريق عدم دعم أي ألعاب مقلدة تعتمد على الكود المصدري.
