يريد أي شخص يمتلك جهاز كمبيوتر، سواء كان سطح مكتب أو لاب توب، أن يدفع بجهازه إلى أعلى مستويات الأداء دائمًا. لكن، هناك استخدامات كثيرة، وفي جميع الحالات تريد أن تحصل على الأفضل منها، وهذا ما تقدمه NVIDIA مع تعريفات GeForce Game Ready للألعاب وتعريفات Studio لصناعة المحتوى.
كل تعريف من هذين له وظيفته الخاصة، ويعمل بأفضل شكلٍ له في سيناريوهات مُحدّدة على حسب الاستخدام، ولهذا يجب أن نعرف الاختلاف بين الاثنين. الدراية بهذا الاختلاف تعني معرفة الفارق بين هذا وذاك، وهذا لنعرف الأمثل لكل تجربة يسعى وراءها المستخدم أيًا كانت اهتماماته.
ما هي وظيفة التعريفات بشكل عام؟
قبل الشروع في الحديث عن الفوارق بين فئتيّ التعريفات المُختلفة، دعونا في البداية نستعرض سريعاً ما الذي تعنيه كلمة "تعريف" أو "Driver"، وذلك حتى تكون الصورة أكثر وضوحاً لهؤلاء الذين لا يعرفون الكثير عن هذه المُصطلحات التقنية. تعريف كارت الشاشة ببساطة هو عبارة عن المُترجم أو حلقة الوصل التي تصل بين الهاردوير نفسه والجانب البرمجيّ في جهاز الكمبيوتر.
هل تساءلت من قبل كيف يُمكن لقطعة من الهاردوير المُصمت أن يفهم كل هذه الأوامر والرسوم وغير ذلك، وهي بالكاد لا تُدرك إلّا وجود إشارة أو عدم وجودها في دوائرها؛ ويتم ترجمتها بعد ذلك إلى 0 و 1؟ حسناً الإجابة ببساطة هي "التعريفات والبرامج". فمن الناحية العملية، تقوم تعريفات الهاردوير بشكل عام، وكارت الشاشة -في حالتنا- بالتعامل كوسيط بين كارت الشاشة نفسه وبين محرّك اللعبة، وباقي أجزاء الكمبيوتر.
لذا يُمكننا ببساطة القول بأن الوظيفة الأساسية للتعريفات هي ضمان أن كارت الشاشة (يتواصل) أو يعمل بالشكل الأمثل، ويُقدّم أفضل مستويات الأداء والدعم مع أحدث البرامج والألعاب الموجودة. ومع توافر نُسخ أحدث من هذه البرامج، الألعاب أو حتى التقنيات، يُصبح تحديث التعريفات أمراً ضروريّاً لمواكبة هذه التحديثات والحصول على أفضل توافق وأداء معها أيضاً.
ما هي تعريفات GeForce Game Ready للاعبين؟
عند الحديث عن تعريفات كروت الشاشة الخاصة بشركة NVIDIA، فهناك عادة نوعين من التعريفات المقصودة، تعريفات اللاعبين أو Game Ready Drivers، وتعريفات صُنّاع المُحتوى والمُصمّمين Studio Drivers. النوع الأول من هذه التعريفات هو تعريفات اللاعبين أو تعريفات Game Ready، وهي التعريفات التي تكون موجّهة بشكل أساسي للألعاب، وقد تم تحسينها لتتوافق مع أحدث عناوين الألعاب بالشكل الأمثل.
هذا لا يعني بالطبع أنك لا تستطيع استخدامها مع برامج التصميم والريندر أو البث وما شابه، ولكنه يعني أنها مُحسّنة بشكل أكبر للألعاب، وقد لا تُعطيك نفس الأداء والاستقرار مع البرامج الإبداعية كما هو الحال مع تعريفات Studio دائماً. واحدة من النقاط المُهمّة هنا كذلك، هي أن تعريفات Game Ready يتم تحديثها بشكلٍ مُستمر للتوافق مع عناوين الألعاب الجديدة والتحديثات وما شابه، ولذا ستجد أنك ستحتاج لتحديثها أكثر من مرّة كل شهر مثلاً.
ما هي التقنيات التي تدعمها هذه التعريفات؟
لتوفير أفضل مستوى من الأداء والدعم، توفر هذه التعريفات دعماً لمجموعة واسعة من تقنيات NVIDIA RTX الثورية. هذه التقنيات المميزة تُساعد على الوصول بالأداء الرسومي وجودة الصورة للألعاب إلى أقصى حد، بفضل تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي؛ لتصل لأفضل نتيجة ممكنة على صعيد الموازنة بين الأداء وجودة الصورة:
تقنية تتبّع الأشعّة المُسرّعة عتادياً RTX: لا شك أن التقنية الأشهر من NVIDIA، والتي سخّرت قدرات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى رسوميات تُقارع الواقع هي تقنية RTX. هذه التقنية كانت المحرّك الأساسي لثورة الـ RTX والذكاء الاصطناعي التي نشهدها اليوم.
تقنية DLSS: التقنية الثانية في المجموعة هي تقنية DLSS، وهي تقنية تعظيم الصورة بالتعلّم العميق. تعمل هذه التقنية بشكل أساسي على رفع جودة الصورة وتحسين مستوى الأداء عن طريق معالجة الرسوميات على دقة أقل، ومن ثم تعظيمها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تقنية Reflex: تعتبر تقنية Reflex واحدة من التقنيات الجديدة المميزة بالنسبة للاعبين، وخاصّة مُحترفي الرياضات الإلكترونية. تعمل هذه التقنية بشكل أساسي على تحسين زمن التأخير الخاص بالجهاز ككل، ومن ثم زيادة استجابة الكمبيوتر للأوامر وزيادة كفاءة اللاعبين.
تقنية NVIDIA Ansel: تقنية Ansel هي واحدة من التقنيات الفريدة للاعبين، والتي تُتيح لهم أخذ لقطات اللعب المميزة، مع القدرة على تعديلات بأشكال مُتعدّدة مثل إضافة HDR، أو رفع الدقّة أو حتى عرضها بشكل ثلاثي الأبعاد 360 درجة.
مُرشّحات Freestyle و Game Filters: توفّر هذه المُرشّحات للاعبين تفعيل مؤثّرات بصرية خاصة داخل الألعاب في الوقت الفعلي، مما يُغيّر من تجربة اللعب الخاصة بهم حسب تفضيلاتهم المُختلفة.
ShadowPlay: كواحدة من أدوات Geforce Experience، تُعتبر أداة ShadowPlay واحدة من الأدوات المُهمّة للاعبين. فمن خلال هذه الأداة، يُمكن للاعبين تسجيل لحظات اللعب الحماسية والحاسمة والتعديل عليها لمُشاركتها مع الجمهور بعد ذلك.
هذا بالطبع ليس كُل شيء، فهناك أيضاً دعم للكروت المُتعدّدة SLI، أو تقنية G-SYNC التي توفّر تجربة خالية من التقطيع والتلعثم في الصورة؛ ومع تحسين تجربة الواقع المُعزّز VR، لا شك أنك ستحصل على أفضل تجربة لعب أيّاً كانت اهتماماتك وقدراتك العتادية.
من يحتاج إلى تعريفات GeForce في نهاية المطاف؟
كما يظهر من المُسمّى الخاص بها، فلا شك أن تعريفات Game Ready هي التعريفات الخاصة بالألعاب بشكل رئيسي. ولذا فهي موجّهة بشكل أساسي للاعبين، سواء مُحبّي الرياضات الإلكترونية، أو حتى لاعبي العناوين الضخمة AAA. بل ويُمكننا حتّى إضافة هؤلاء الذين قد يحتاجون لبعض التعديلات البسيطة على الصور والفيديو بجوار اللعب.
ما هي تعريفات Studio لصناع المحتوى، وكيف تفيدهم في عملهم؟
على الجانب الآخر، توفّر تعريفات Studio الأداء الأمثل لصنّاع المُحتوى والمُبدعين بفئاتهم المُختلفة. كما هو الحال مع تعريفات Game Ready، تعمل هذه التعريفات على توفير التجربة الأفضل من ناحية الأداء، الثبات، الدعم والموثوقية والميزات المُحسّنة لصُنّاع المحتوى والمُبدعين بشكلٍ خاص.
تستخدم هذه التعريفات نفس القاعدة الأساسية التي تستخدمها تعريفات Game Ready، لذا فهي تستطيع تشغيل أحدث عناوين الألعاب، ولكنها لن توفّر لك نفس مستويات الأداء والثبات الذي توفّره تعريفات Game Ready، ولا حتى الدعم المُستمر بنفس الدرجة؛ حيث أن تعريفات Studio يتم تحديثها على فترات مُتباعدة قليلاً مُقارنةً بتعريفات الألعاب.
ما هي الفوارق في صناعة المُحتوى بين أجهزة Studio وغيرها؟
كما هو الحال مع الألعاب، لم تدّخر NVIDIA جُهداً في توفير بيئة العمل الأفضل لصناعة المحتوى والعمل الإبداعي. حيث توفر أنظمة NVIDIA Studio أقصى أداء بفضل دعمها العتادي والبرمجيّ الأفضل لصناعة المُحتوى. فمن الناحية العتادية، توفّر تقنيات تتبع الأشعة والذكاء الاصطناعي وترميز الفيديو المخصصة أسرع أداء مُمكن لعمليات الرندرة والتصميم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجانب البرمجي المُتمثّل في تسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي والعرض المُتقدّم مع NVIDIA DLSS والبرامج الحصرية مثل Studio Drivers وNVIDIA Omniverse وNVIDIA Broadcast، كلها تتحد لتمنحك قوة وكفاءة لا مثيل لهما في تصميمات أنيقة وقويّة.
توفّر تعريفات Studio دعماً مُحسّناً لمجموعة واسعة من برامج التصميم وصناعة المُحتوى الشهيرة. حيث أن برامج صناعة المحتوى المعروفة مثل Premiere Pro وDVinci Resolve تتعامل بشكلٍ أفضل مع هذه التعريفات، وتستطيع الوصول إلى أفضل أداء وتجربة ممكنة.
مكتبة NVIDIA Omniverse: لتوفير التجربة الأمثل لصُنّاع المُحتوى والمُصمّمين، قدّمت NVIDIA مكتبة Omniverse، التي توفّر بيئة رقمية يُمكنك التحكم فيها لمُحاكاة الواقع. يُمكنك من خلال هذه المكتبة توصيل تطبيقاتك المفضلة مثل Autodesk وAdobe وEpic وغيرها وفتح عالم خاص من الإمكانات. وسواء كنت تصنع أفلام الرسوم المُتحرّكة، أو قطعًا فنيّة، فإن تشغيل Omniverse على أجهزة Studio هو الطريقة المُثلى لتسريع سير العمل الإبداعي لديك.
تطبيق NVIDIA Canvas: استخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل ضربات الفرشاة البسيطة إلى صور مناظر طبيعية واقعية باستخدام تطبيق NVIDIA Canvas. قم بإنشاء الخلفيات بسرعة، أو قم بتسريع استكشاف المفاهيم الخاصة بك حتى تتمكن من قضاء المزيد من الوقت في تصوّر الأفكار. ومع وجود تقنيات الذكاء الاصطناعي لـ Canvas في فريق مشروعك، فإن الإمكانيات الإبداعية لا حصر لها.
تقنية البث المباشر NVIDIA Broadcast: يقوم تطبيق NVIDIA Broadcast بتحويل المساحة الخاصة بك إلى استوديو منزلي، وترقية كاميرات الويب والميكروفونات ومكبرات الصوت لتوفّر لك أداء يُقارع الأجهزة المُتميّزة باستخدام قوة الذكاء الاصطناعي. انتقل بالبث المباشر والمحادثات الصوتية ومكالمات الفيديو الجماعية إلى المستوى التالي باستخدام تأثيرات الصوت والفيديو مثل إزالة الضوضاء الخلفية الافتراضية والمزيد.
مستويات أداء أفضل
كل هذا جميل، ولكن لا شك أن الأمثلة الواقعية هي خير دليل على صدّق هذه الإدّعاءات. لذا دعونا نأخذ أمثلة واقعية على هذا الأمر، لنرى الفوارق على أرض الواقع بين أجهزة وتعريفات Studio وغيرها من الأجهزة الأُخرى.
فعلى سبيل المثال من ناحية الرسم ثُلاثي الأبعاد ومع Blender Cycles، استطاعت أجهزة Studio المزودة بكروت شاشة RTX 40 تحقيق مستويات أداء أفضل بنسبة تصل إلى 2.3 مرة مقارنة بأجهزة Apple MacBook Pro M3 Max و Apple MacBook Pro M3 Pro. الأمر نفسه ينطبق على Autodesk Arnold With Maya مع مستويات أداء أسرع بحوالي 5.9 مرّة.
مثال آخر على هذا التفوّق يظهر مع تحرير الفيديو والرسوم المُتحرّكة، حيث تُحقّق أجهزة Studio زيادة تصل إلى 34% عند تحرير الفيديو مع Adobe Premiere Pro، وتأثيرات AI أسرع بحوالي 2.6 مرّة مع DaVinci Resolve مقابل نفس الأجهزة المذكورة في الأعلى.
أمّا تطبيقات الصور مثل ON1 Resize AI، فيُمكن لأجهزة Studio تكبير حجم صورك بسرعة أكبر بنسبة 4.1X مرّة. في حين أن تطبيقات التصميم مثل Adobe Photoshop استفادت من أجهزة Studio عن طريق تطبيق تأثيرات الذكاء الاصطناعي بزيادة 13%. أمّا تطبيقات البث مثل OBS Studio، فقد حقّقت كروت NVIDIA مُعدّلات إطارات أفضل بنسبة 55%.
كل صناع المحتوى يحتاجون إلى تعريفات Studio دون استثناء
يحتاج المُصمّمون وصُنّاع المُحتوى إلى بيئة عمل خالية من التعقيدات، وذلك لأن أعمالهم تتأثّر بشكلٍ واضع بأي تأخير أو ضعف في الأداء؛ حيث أن الوقت بالنسبة لهم يعني المال. وبُناءً على ذلك، فإن تعريفات وبيئة عمل Studio أساسية بالنسبة لهم للحصول على أفضل أداء، دعم وموثوقية مع أعمالهم الإبداعية بدون أي تعطيل.
ستوفر تعريفات Studio لهم بيئة العمل الأمثل، مع الدعم الأفضل لجميع البرامج التي يعملون عليها. الأمر الذي سيُساعدهم عند دمجه مع مُنتجات RTX الحديثة على الوصول لأفضل النتائج، التي تُترجم بعد ذلك إلى أرباح أكثر. كل ذلك يجعل من تعريفات Studio أمراً أساسيّاً لصُنّاع المُحتوى والمُصمّمين والمُحترفين على حدٍ سواء.
في النهاية..لكل مستخدم تعريفاته
لا شك أن الجميع يُريد الحصول على أفضل مستويات الأداء المُمكنة، سواء كان ذلك للاستمتاع بأفضل أداء مُمكن مع الألعاب، أو للحصول على تجربة عمل إبداعية خالية من المشاكل. ولأجل تحقيق ذلك، سعت شركة NVIDIA جاهدة لتوفير أفضل دعم ممكن للفريقين، وذلك من خلال تعريفات Game Ready و Studio المُحسّنة لكل فئات المُستخدمين.
فلا يُمكننا القول هنا أن هناك تعريفات أفضل من الأُخرى بشكلٍ عام، ولكن يُمكننا القول أن هذه التعريفات أفضل من تلك في حال كان استخدامك وتركيزك مصبوب على جانب الألعاب أو الجانب الإبداعي والتصميم. وحتّى إن كانت اهتماماتك مُختلفة، فستحصل على أداء مميز مع أي من فئتي التعريفات مع الألعاب والبرامج. فقط اختر ما يُناسب، واترك الباقي على تعريفات NVIDIA.