بعد استحواذ الحكومة الأمريكية على حصة قدرها 10% من شركة Intel، متبوعةً بإعلان مجموعة SoftBank عن استثمار 2 مليار دولار، أعلنت NVIDIA عن شراء حصة قدرها خمسة مليارات دولار من منافستها المتعثرة مؤخرًا، في صفقة غير مسبوقة هزت سوق الحوسبة وعتاد الذكاء الاصطناعي، التي كانت سترفضها Intel إذا كانت في أوج قوتها.

فاجأت الصفقة الكثير من المستثمرين نظرًا لهيمنة NVIDIA في مجالات نمو رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي. وللعلم، قيمة هذه الصفقة لا تُذكر مقارنةً بحجم NVIDIA، حيث تمثل 0.1% فقط، ولكن عند التعمق في تفاصيل الصفقة، ستعرف أنها منطقية جدًا. في الواقع، هذه الصفقة مفيدة للشركتين ولا نبالغ لو قلنا إن NVIDIA ستستفيد أكثر من Intel نفسها. لذا، كفانا تقديمًا ولنبدأ بسرد التفاصيل في الحال!

لمحة عن الشراكة التاريخية بين NVIDIA و Intel

NVIDIA, Intel
صورة NVIDIA وIntel - المصدر: Reuters

لنلقِ نظرةً مباشرةً على تفاصيل الشراكة، بدايةً بتعليقات من "جنسن هوانغ" الرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA؛ لنعرف ما الذي يحدث بالضبط. قال هوانغ: "يجمع التعاون التاريخي بين مجموعة الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتسارعة من NVIDIA ووحدات المعالجة المركزية والنظام البيئي الشاسع لمعمارية x86 من Intel، إنه اندماج بين منصتين عالميتين."

رغم احتواء هذه التعليقات على بعض المصطلحات التقنية، التي قد يجدها البعض معقدةً، فإنها تسلط الضوء على جوهر هذه الشراكة. لطالما قادت NVIDIA سوق شرائح الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، حيث تشير التقديرات لسيطرة العملاق الأخضر على 90% من السوق وحدها.

أما عن Intel، فما زالت تحتفظ أيضًا بحصة كبيرة في سوق المعالجات رغم المنافسة الشرسة من منافستها AMD مؤخرًا، حيث تعمل 50% من الحواسيب المكتبية، و73% من الحواسيب المحمولة، و76% من الخوادم بمعالجات Intel، ويبدو أن NVIDIA مهتمة كثيرًا بسوق الخوادم هذا.

بين القمة والقاع: كيف وصلت NVIDIA وIntel إلى وضعهما الحالي؟

NVIDIA, Intel
صورة NVIDIA وIntel - المصدر: Gizmodotech

منذ 2021، فقد سهم Intel أكثر من 50% من قيمته، في حين قفز سهم NVIDIA بأكثر من 1,000% خلال نفس الفترة. لكن لماذا يوجد فارق كبير بين أداء السهمين رغم سيطرة كلتا الشركتين على حصة الأغلبية في سوقهما؟

وفق مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة في جامعة جورج تاون، "يعتمد نجاح أساليب الذكاء الاصطناعي الحديثة على الحوسبة بشكل لم يكن من الممكن تخيله قبل سنوات قليلة"، إلا أن شرائح الذكاء الاصطناعي الحالية "أسرع بعشرات أو حتى مئات المرات من المعالجات الأسرع والأعلى كفاءةً في التدريب والاستدلال الخاص بخوارزمية الذكاء الاصطناعي."

من المُتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي بمعدل 30% على الأقل سنويًا خلال العقود القادمة. وبفضل الاستثمار المبكر، تمكنت NVIDIA من السيطرة على هذا السوق فائق النمو، الذي يتطلب معالجات متوازية مُصممة لتشغيل الآلاف من العمليات المتزامنة على المزيد من المعالجات عامة الأغراض التي تنتجها Intel.

ومع ذلك، ما زالت صناعة الذكاء الاصطناعي تتطلب معالجات مركزية ورسومية داعمة للذكاء الاصطناعي لتنمو. تتمثل أهمية المعالجات المركزية "CPUs" هذه في تفوقها في المهام منخفضة التأخير، التي تُعطي فيها الأولوية للكفاءة، عكس نظيرتها الرسومية "GPU" التي تعطي الأولوية للأداء. وتستفيد مراكز البيانات المنتشرة حول العالم من النوعين لتعمل.

المنفعة المتبادلة: كيف تمثل هذه الشراكة صفقةً رابحةً للشركتين؟

NVIDIA, Intel
صورة Intel وNVIDIA - المصدر: Tom's Hardware

بموجب الشراكة، ستلتزم Intel بإنتاج معالجات مركزية بمعمارية x86 مُخصصة لمنصات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من NVIDIA، بينما ستلتزم NVIDIA بدمج معالجاتها الرسومية مباشرةً في حواسيب Intel الموجهة للعملاء.

ما نتيجة ذلك؟ نظام بيئي مدمج ومتبادل يمكنه تحسين أداء وكفاءة منتجات الشركتين، وهو ما عبر عنه هوانغ بقول "اندماج منصتين عالميتين"، الذي سيساعد الشركتين على توسيع أنظمتهما البيئية.

الآن، ستتمكن NVIDIA من إحكام قبضتها بقدر أكبر على مجموعة العتاد خاصتها، وكما أثبتت مع منصة المطورين المبتكرة CUDA، فإنها ماهرة جدًا في دمج مكونات مختلفة لتعظيم الأداء وضمان اعتماد العملاء عليها بالكامل.

التحكم بصورة أكبر في جزئية المعالجات المركزية الخاصة بمجموعتها يمنح NVIDIA إمكانيةً غير مسبوقة لتطوير تقنياتها بشكل يستحيل على منافسيها مجاراته على الأقل حاليًا. نفس الأمر ينطبق على Intel، حيث ستتمكن من دمج قدرات الذكاء الاصطناعي الرائدة من NVIDIA بطريقة يصعب على منافسيها مجاراتها.

في الوقت الحالي، تُصمم المعالجات المركزية بالفعل بأنوية ذكاء اصطناعي مُخصصة تُعرف باسم وحدات المعالجة العصبية "NPUs"، والدمج بين تقنيات الشركتين سيجعل معالجات Intel أكثر إغراءً للأسواق النهائية، وخاصةً مراكز البيانات التي تهدف إضافة المزيد من شرائح NVIDIA. وهكذا، ستصبح معالجات Intel حلًا متكاملًا بلا شك.

هل تحشد Intel معسكرًا مناهضًا لمعمارية ARM قبل أن تصبح ندًا لمعماريتها؟

NVIDIA, Intel
صورة Intel وNVIDIA - المصدر: PCMag

حتى وقت قريب، كان سوق معالجات الحواسيب يعيش احتكارًا ثنائيًا تقوده Intel التي كانت تسيطر بشكل مرعب على السوق، وAMD التي كانت تحاول دومًا مجاراتها، حيث حصلت الأخيرة بشكل استثنائي على رخصة معمارية x86، الأكثر تطورًا في هذا الوقت، من مالكتها Intel.

لكن خلال السنوات الأخيرة، تغير شيئان؛ أولهما أن AMD قد عادت لأمجادها أخيرًا وأصبحت قوةً لا يُستهان بها، وثانيهما أن معمارية ARM قد بدأت بالانتشار في السوق بعد تألقها في معالجات الهواتف الذكية التي كانت وما زالت تتطور بشكل سريع.

بدأت الانطلاقة الحقيقية لمعمارية ARM في سوق معالجات الحاسوب مع قرار Apple المفاجئ بالانتقال من معالجات Intel بمعمارية x86 في حواسيب Mac إلى معالجاتها الخاصة Apple M بمعمارية ARM. بفضل تحكم Apple الكامل في عتادها الذي تصممه، وبرمجياتها التي تطورها، والنظام البيئي المحيط، فقد كان التحول سلسًا جدًا.

فيما يتعلق بالحواسيب العاملة بنظام Windows، تصمم Qualcomm معالجات بمعمارية ARM بالتعاون مع Microsoft، وآخر المحاولات الناجحة كانت مع معالجات Snapdragon X المتاحة منذ عام 2024، التي تقدم أداءً وكفاءة طاقة استثنائيين. بجانب Apple وQualcomm، أشارت الكثير من شائعات إلى وجود شركات أخرى تخطط لدخول سوق الحاسوب بمعالجات قائمة على معمارية ARM.

أبرز هذه الشركات هي NVIDIA التي أشارت التقارير إلى أنها كانت تعمل مع MediaTek على شريحة حاسوب بمعمارية ARM تتضمن تقنيات الرسوميات والذكاء الاصطناعي خاصتها. ورغم أن بعض التقارير أشارت إلى مشكلات في الأداء في إصدار مبكر من الشريحة المزعومة، بيد أن تقرير أخير أشار لتحسن الأداء.

بعد تحالفها مع Intel: يبدو أن NVIDIA تشهد تحولًا محتملًا في استراتيجيتها

صورة NVIDIA - المصدر: Reuters

أحد الاحتمالات المفاجئة التي طرحتها الصفقة هو أن NVIDIA قد تتخلى عن فكرة تطوير معالجات بمعمارية ARM، فعلى الرغم من الأداء القوي لشرائح Qualcomm المخصصة للحاسوب، فإن مشكلات التوافق حالت دون تحقيق مبيعات قوية.

اعتبارًا من نوفمبر 2024، بالكاد أحدثت Qualcomm تأثيرًا في سوق معالجات الحاسوب، لدرجة أنه وفق منصة PassMark، التي تجمع نتائج اختبارات أداء الحواسيب، تمثل الحواسيب المدعومة بمعالجات الشركة الأمريكية 0.1% فقط عبر جميع منصات قياس الأداء "Benchmarks" في الربع الثالث من عام 2025.

رغم أن العديد من تطبيقات Windows تعمل من دون مشكلة على الحواسيب المدعومة بمعالجات Qualcomm بفضل طبقة المحاكاة، فإن ألعاب الحاسوب ما زالت تمثل مشكلةً كبيرةً، بل أن بعض الألعاب لا تعمل من الأساس، ويبدو أن هذا نفس ما حدث مع NVIDIA المهتمة كثيرًا بالألعاب.

ومع ذلك، من المحتمل أن تستمر NVIDIA في تطوير معالجات بمعمارية ARM بجانب معالجات Intel بمعمارية x64، بيد أن الأمر مستبعد أيضًا. لا شك أن الألعاب ستعمل بأفضل شكل مع معالجات Intel أو AMD، وبالتالي فإن أسرع طريق لشركة NVIDIA لاقتحام سوق معالجات الحاسوب هو دمج رسومياتها مع معالجات Intel أو AMD، ولكنها اختارت Intel بالذات لأسباب نستعرضها لاحقًا.

خلال مؤتمر صحفي وبعد الإعلان عن الصفقة، قال هوانغ أن NVIDIA ما زالت ملتزمةً باعتماد معمارية ARM، مؤكدًا أن خارطة الطريق تجاه هذه المعمارية لم تتغير. ومع ذلك، لم تعلن الشركة رسميًا عن أي تفاصيل متعلقة بجهود تطوير معالجات بمعمارية ARM، وبالتالي فهي في حكم العدم.

إذا تخلت NVIDIA عن معالجات الحاسوب القائمة على معمارية ARM، ستضمن Intel القضاء على منافس محتمل حتى قبل أن يصبح منافسًا. صحيح أن AMD ما زالت تشكل تهديدًا، وقد تحاول شركات أخرى اتباع Apple وQualcomm في نهجهما، بيد أن وجود معالجات من Intel برسوميات من NVIDIA هو خلطة قاتلة ستكبح جماح AMD في السوق، وقد تمثل تحولًا جذريًا في هيمنة Intel.

وسط التوترات الجيوسياسية: الشراكة مع Intel تنقذ NVIDIA من تهديد وشيك!

صورة NVIDIA - المصدر: Getty Images

صدق أو لا تصدق، إذا كانت الشراكة ستنقذ Intel من التفكك، فإنها ستنقذ NVIDIA من تهديد وشيك. لم تضطر NVIDIA للتركيز كثيرًا على الجبهة الجيوسياسية، إلا أن إيجاد نفسها في خضم التعريفات الجمركية والحروب التجارية قد غير من طريقة تفكيرها تمامًا في عام 2025.

في 17 سبتمبر 2025، منعت الصين شركات التكنولوجيا المحلية من نشر شرائح NVIDIA المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهذه كارثة بالنسبة لشركة NVIDIA، حيث يمنع ذلك عمالقة التكنولوجيا الصينيين مثل Alibaba وByteDance، وهما من أكبر عملاء NVIDIA، من شراء شرائح RTX Pro 6000D، حتى لو قاموا بطلبها بالفعل.

لقد كانت NVIDIA منشغلةً بمواجهة منافسيها من مصنعي الشرائح في منطقة المحيط الهادئ مثل Huawei في الوقت الذي مُنعت فيه من البيع لعملائها الصينيين، وهو ما شكل ضربةً في مقتل لشركة NVIDIA التي حاولت التصرف بسرعة للخروج من هذا المأزق.

قالت أمريتا بهاسين، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Sotira Companies، وهي شركة سلسلة توريد مدفوعة بالذكاء الاصطناعي: "مع انخفاض أسعار الشرائح في تايوان، ستكون NVIDIA في خطر. شركة قوية مثل NVIDIA ستسعى دائمًا للحصول على ميزة بأي طريقة ممكنة، والتحكم في إنتاج شرائحها هو وسيلة رائعة للمنافسة."

يحدث ذلك في وقت يزداد فيه تشبع قطاع الحوسبة السحابية وشعور مزودي الخدمات بضغط يدفعهم لخفض التكاليف ونقل العمليات داخليًا، وهو ما يتطلب من "NVIDIA امتلاك خطة تنويع للحفاظ على القدرة التنافسية، وتبرير أسعار الأسهم لأصحاب المصلحة، وجذب الجيل القادم من المواهب التقنية."

الشراكة مع NVIDIA تمثل طوق النجاة الأخير لشركة Intel

صورة Intel - المصدر: Getty Images

لم تحصل Intel على جرعة مالية ضخمة من NVIDIA فحسب، بل سبقها استثمار تسعة مليارات دولار من الحكومة الأمريكية، بجانب 2 مليارات دولار قادمة في الطريق من SoftBank، وهو ما يمثل دفعةً قويةً للعلامة التجارية التي كانت تعاني في إرضاء المستثمرين منذ وقت طويل.

أكد على ذلك شاي بالور، كبير محللي استراتيجيات السوق في شركة Futurum، وهي شركة متخصصة في دراسات سوق التكنولوجيا يقع مقرها في أوستن بولاية تكساس الأمريكية، قائلًا: "بالنسبة لشركة Intel، فالأمر لا يتعلق بالتمويل بقدر ما يتعلق بإعادة تأهيل صورتها."

استحواذ NVIDIA على حصة قدرها 5% من أسهم Intel يوجه إشارةً للسوق بأن الأخيرة ما زال لديها دور لتؤديه في سلسلة إمدادات الذكاء الاصطناعي، حيث "يمنحها منتجًا متميزًا في مجال هُمش فيه لتقتصر على المعالجات التقليدية."

حتى لو كانت تقنية Intel التصنيعية متأخرةً، "فإن شراكتها بمعمارية x86 مع NVIDIA بتقنية الربط المتصل متعدد المسارات NVLink يعيد إدخالها في منحنى نمو مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، حيث تتراكم النفقات الرأسمالية بمعدلات نمو هائلة سنويًا."

تنشئ الشراكة الحصرية بين NVIDIA وIntel واقعًا جوهريًا جديدًا لقطاع التكنولوجيا، حيث «سيعتمد اقتصاد الذكاء الاصطناعي على أنظمة تكون فيها تقنية NVLink هي المعيار، وNVIDIA هي من سيقرر من يُسمح له بالاتصال بتقنيتها.»

بجانب ما سبق، قد تمنح المنتجات المشتركة الجديدة مع NVIDIA دفعةً غير مباشرة لتقنية تصنيع Intel 14A المُقرر طرحها في عام 2027، حيث يعتقد الخبراء أنها خطوة أساسية لنجاح Intel، التي قالت إنها قد لا تكون قادرةً على إطلاق تقنية تصنيعها الطموحة إذا فشلت في الحصول على طلبات كافية من العملاء لتبرير نفقات تشغيل مصانعها.

لا تصنع Intel شرائحها بنفسها دائمًا، بل تعتمد عادةً على TSMC تمامًا مثل NVIDIA وكثيرين. ولكن يعتقد الخبراء أنه في حال أثبتت المنتجات المشتركة نجاحها، فقد توفر الشراكة كميات الإنتاج التي تحتاجها Intel لجعل استثماراتها التصنيعية قابلة للتحقيق.

نظرة مستقبلية: الشراكة قد تمثل بدايةً لمصلحة أطراف أخرى!

NVIDIA, Intel
صورة NVIDIA وAMD وIntel - المصدر: WindowsCentral

يعتقد خبراء سوق الأسهم أن الشراكة الضخمة بين NVIDIA وIntel وما تلاها من ارتفاع أسعار أسهم الشركتين مجرد البداية فحسب، بل ويعتقد البعض أن الأمر يتعدى شركة Intel شخصيًا ويأتي في مصلحة أطراف أخرى، ومنهم منافسيها!

قالت نانسي تينجلر، الرئيس التنفيذي لشركة Laffer Tengler Investments: "استثمار NVIDIA البالغ خمسة مليارات دولار في Intel هو بالضبط ما قلنا إنه سيكون جيدًا للشركة والدولة والعملاء عندما أعلنت الحكومة عن امتلاكها 9.9% بشركة Intel."

تعتقد تينجلر أن "القطاع الخاص هو الوحيد القادر على حل مشكلة Intel التقنية بطريقة أو بأخرى"، وإن الحكومة الأمريكية لديها سجل سيء بما فيه الكفاية لمحاولة القيام بذلك، رغم تخصيص مليارات الدولارات لدعم صناعة أشباه الموصلات بالولايات المتحدة عبر قانون الشرائح والعلوم مثلًا.

ليس هذا فحسب، حيث تعتقد تينجلر أن الشراكة "قد تكون أول خطوة للاستحواذ على شركة Intel أو تفكيكها بين مصنعي الشرائح الأمريكيين. ومع ذلك، من الممكن تمامًا أن تظل الشركة مجرد نسخة ضعيفة مما كانت عليه سابقًا، ولكنها ستبقى صامدةً.

في النهاية، وجهت تينجلر رسالةً للمستثمرين مفادها أنهم في شركة Laffer Tengler Investments يستثمرون على المدى الطويل في NVIDIA، وBroadcom، وAMD، وLam Research، حيث إن "هؤلاء هم الرابحون".

كلمة أخيرة

سواء عادت Intel التي نعرفها أو ظلت في مكانها أو تفككت تمامًا وتوزعت أصولها بين منافسيها، فلا شك أن NVIDIA ستكون المستفيد الأكبر من الشراكة في جميع الأحوال، وبعدها Intel مباشرةً، ثم العملاء والمستهلكين والصناعة بأكملها.

لطالما كانت NVIDIA شركةً ذكيةً حقًا، وكيف لا تكون وقائدها هو جنسن هوانغ؛ القائد التقني العبقري ذو العقلية المتفردة الذي حول العملاق الأخضر من مجرد شركة ناشئة طموحة لكيان ضخم يسيطر على سوق الذكاء الاصطناعي، ويبدو أنها قد انتهزت الفرصة في الوقت المناسب.

لا نعرف ما إذا كانت NVIDIA تخطط لاستحواذ أكبر لاحقًا أم ستكتفي بهذه الحصة، وما إذا كانت Intel ستتفكك أم لا، وكيف سيكون مستقبل سوق الحوسبة والذكاء الاصطناعي بالضبط بعد سنوات قليلة، ولكننا متأكدين من أن هذه الشراكة مجرد البداية فحسب والأيام ستثبت.