بدأت جولة رئيس NVIDIA، السيد Jensen Huang، في الشرق الأوسط يوم السبت الماضي، ووصل إلى أراضي المملكة العربية السعودية لمقابلة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس عبد الله السواحه، لبحث سُبل التعاون. اليوم يصل Huang إلى الإمارات العربية المتحدة، لحضور القمة العالمية للحكومات، والتي تبدأ بمقابلة معه في اليوم الأول مع وزير الذكاء الاصطناعي، عمر سلطان العلماء.

المصدر - موقع العربية

أهم النقاط في مقابلة القمة العالمية للحكومات مع NVIDIA في الإمارات

مدى تطور الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة

بدأت المحادثة من وزير الذكاء الاصطناعي، والذي رحب برئيس NVIDIA في المؤتمر. بداية المحادثة كانت عن طموح الإمارات واهتمامها بالصناعة، وسأل عن نصيحة Huang لأي دولة عندها طموح في بناء الذكاء الاصطناعي لخدمتها. أجاب رئيس العملاق الأخضر:

"هذه أوقاتٌ رائعة. أوقاتٌ رائعة لأننا في بداية ثورة صناعية. إنتاج الطاقة من البخار، إنتاج الكهرباء، ثورة تكنولوجيا المعلومات بأجهزة الكمبيوتر والإنترنت، والآن الذكاء الاصطناعي. نحن نتعامل هنا مع فترات انتقالية متزامنة، وهذا ما لم يحدث من قبل. نحن الآن في نهاية الحوسبة العامة ودخلنا في عالم الحوسبة المسرعة، أي نشأة الحوسبة المختصة."

 

أكد السيد Jensen على أن جيل الحوسبة الماضي انتهى، وهذا لأنها منذ 60 عامًا وتصنيع المعالجات المركزية يمشي في إطار المعالجة العامة، بينما يحتاج العالم إلى الأجهزة التي تعمل على المعالجة المخصصة لكل مجال. هذه الأجهزة هي الحل لمشاكل التكلفة، وقت المعالجة ومشاكل الاستدامة أيضًا، ولهذا تظهر هذه الأجهزة بصورة أفضل لهذه الأغراض المعقدة، وهذا هو سبب نمو NVIDIA.

 

"يجب ألا تضع في الاعتبار أنك ستشتري أجهزة أكثر (لأداءٍ أفضل)، ولكن ضع في الاعتبار أن الأجهزة نفسها ستصبح أسرع."

هذه كانت كلمات Jensen عن مدى تطور المعماريات الخاصة بالمعالجة المختصة، وأكد على أن الحاجة لأجهزة أكثر وأكثر للعمل في نطاق الذكاء الاصطناعي والحوسبة الخاصة بالبيانات العملاقة لن تظل كما هي، خصوصًا مع نمو هذه المعماريات التي نتحدث عنها.

 

"لقد ساهمنا في تسريع الذكاء الاصطناعي في العشرة أعوام الأخيرة بمليون ضعف."

 

هذه المقولة أكدت نظرية NVIDIA بشأن الحاجة إلى عدد أكبر من الأجهزة، ففي عشرة أعوام صارت سرعة التطور أعلى بكمٍ هائل لم يتوقعه أحد، وهذا ساهم مباشرةً في تطوير الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي نراها اليوم، ومع الحفاظ على الكفاءة بالتأكيد.

بين دول قادرة وغير قادرة على تبني الذكاء الاصطناعي

هناك دول تستطيع شراء المعالجات الرسومية التي تستطيع معالجة هذا الكم من البيانات للذكاء الاصطناعي،و هناك دول أخر لا تستطيع. سأل الوزير عمر العلماء عن هذه الأزمة التي ستواجه حكومات الدول النامية، وإجابة Huang كانت:

"عندما تطور تقنية ما بمليون مرة، والتكلفة أو المساحة أو الطاقة لتبنيها لم تتضاعف لمليون مرة مثلها، فهذه التقنية صارت ديموقراطية. لو سألت كل الباحثين حول العالم، سيقولون لك إن NVIDIA ساهمت في دمقرطة المعالجة الضخمة والسريعة، لقد وضعناها في أيدي كل الباحثين."

وبالنسبة لجزئية دمقرطة المعالجة، أضاف قائلًا:

"السبب واضح. هناك نهضة في كل دولة، وفي الأغلب في الستة أشهر الماضية، وجدنا أن الذكاء الاصطناعي تقنية لا يمكن أن ترهبها، بل يجب أن تبحث عن الطريق للتحصل على الأفضلية منها. هذه بداية ثورة صناعية جديدة، وهذه الثورة الصناعية ليست حول إنتاج الطاقة أو الطعام، بل حول إنتاج الذكاء. 

 

يجب على كل دولة أن تمتلك إنتاج الذكاء الاصطناعي الخاص بها. لهذا يظهر مصطلح "الذكاء الاصطناعي السيادي". أنت تمتلك بياناتك الخاصة، ولا يمتلكها غيرها. الدولة تمتلك بياناتها لنفسها، فالثقافة، التفكير السليم، وتاريخها ملكها وبياناتها ملكها. لهذا السبب يجب أخذ هذه البيانات وصقلها، وهذا لتمتلك الذكاء الخاص بالدولة نفسها، ولا يجب على أي دولة أن تسمح للآخرين بالعمل عليها.


لو كان Jensen Huang رئيس دولة نامية، فأي جزء من الذكاء الاصطناعي سيهتم به؟
 

من أفضل الأسئلة التي سمعناها في هذه المقابلة. سأل الوزير السيد Huang عن نيته في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وهذا في حالة لو كان رئيس دولة نامية بمعدل تطور منخفض، ويمكنه الاستثمار في تطبيقٍ واحدٍ فقط.

"أول شيء يجب فعله هو بناء بنية تحتية. إن كنت تريد إنتاج الطعام، فيجب بناء مزارع. [...] الأمر ليس مكلفًا لهذا الحد، والأمر ليس صعبًا. جميع الشركات حول العالم تريد تعظيم أو إرهاب (الناس) من الذكاء الاصطناعي. [.....] أول شيء سأفعله بالبيانات هو وضعها في الإطار الثقافي الخاص بنموذج معالجة اللغة الخاص بها، وأنتم تفعلون هذا هنا (الشرق الأوسط). أرامكو وسديم، أنتم تعملون على اللغة العربية وصناعة النموذج اللغوي الخاص بكم.


 

تذكروا أيضًا أن الذكاء الاصطناعي ليس لغة فقط، بل هناك الكثير من التطورات التي تحدث معًا، فالذكاء الاصطناعي في اللغة، الأحياء لتعلم لغات البروتين والكيماويات، علوم الفيزياء، علوم المناخ والمواد.[.....] هناك الكثير من التطورات في هذه المجالات المختلفة، ولو بنيت البنية التحتية، ستمكن الباحثين في كل هذه المجالات من العمل عليها."

الخوف والترهيب: ما هي أكبر المخاوف من الذكاء الاصطناعي؟

أراد الوزير عمر العلماء أن يتحدث في نقطة المخاوف، ويوضحها أكثر مع السيد Jensen، بالأخص مع وجود بعض النقاط المضخمة بشأن هذه التقنيات عامةً. سأل عن الجزء الذي يجب وضعه في إطار قانوني، والإجابة كانت:

"يجب علينا أن نطور التقنية بأمان، نطبق التقنية بأمان، ويجب أن نساعد الناس في استخدامها بأمان. سواءً كانت الطائرة التي حملتني إلى هنا، السيارات، أنظمة التصنيع أو مجال الدواء. كل هذه المجالات منظمة الآن، وكل هذه المجالات يجب أن يضم في نظامها الذكاء الاصطناعي ليوضع في الاعتبار."

من وجهة نظر NVIDIA، من يعمل على تقنين وتنظيم أي صناعة يجب أن يضع الذكاء الاصطناعي في الاعتبار. يرسم خطوط التعامل معه، وتقنين العمليات التي تتم من خلاله في كل صناعة وغرفها.

لماذا المعالجات الرسومية من NVIDIA بالتحديد؟

سأل الوزير عن الخطوة التالية، وسبب هيمنة المعالجات الرسومية في تطوير الذكاء الاصطناعي. أجاب Huang قائلًا:

"في كل شركة ستجد تطورًا داخليًا. فعند Google ستجد معالجات Tensor السحابية، شركة Microsoft لديها Maya وMeta لديها الشرائح الخاصة بها [....] السبب وراء ذكرك لمعالجات NVIDIA الرسومية هو أنها المنصة الوحيدة المتاحة للجميع على أي منصة، نحن لسنا المنصة الوحيدة المستخدمة، بل المنصة الديموقراطية الوحيدة المتاحة. مراكز البيانات والسحاب لها معمارية واحدة تتعامل معها، وهذا ما يجعل NVIDIA فريدة. معمارية CUDA الخاصة بنا تتوافق مع أي معمارية ستأتي."

"جميع المعماريات يمكنها العمل على معمارية NVIDIA، وهذه المرونة في كل مكان. أي باحث يمكنه الوصول إلى معالجات NVIDIA الرسومية وتطوير الجيل القادم."

 

استمتعنا بهذه المقابلة التي أعطتنا، في وطننا العربي، نبذة أكبر عن الذكاء الاصطناعي وكيفية عمله في إطار الحكومات، ومدى تتطور وتأثيره. نتطلع لمقابلة قادمة تثرينا بمعلوماتٍ أكثر على هذا الصعيد.