تدعي Microsoft أن هناك أكثر من 1.4 مليار مستخدم نشط يعتمدون على نظام الويندوز شهريًا. ويندوز 10 صدر منذ حوالي 10 سنوات، وتحديدًا في يوليو 2015، أما ويندوز 11، فصدر في أكتوبر 2021. العقل والمنطق يقولان إن عدد مستخدمي ويندوز 11 يُفترض أن يكتسح سابقه، لكن هذه ليست الحقيقة.

فعلى الرغم من المميزات الأوفر والأمان الأكبر لويندوز 11، فإن عدد مستخدمي ويندوز 10 -قبل إلغاء الدعم- كان يصل إلى 41% تقريبًا، وهذه نسبة غير منطقية -لكنها حقيقية-، وتعكس مدى حب وتعلق المستخدمين بهذا النظام الذي يمكن اعتباره الآن عتيقًا.

لكن Microsoft قررت أن تضع كل هؤلاء المستخدمين أمام الأمر الواقع وتُنهي دعم ويندوز 10 رسميًا في الرابع عشر من أكتوبر 2025، فالسؤال المنطقي: ما الخيارات المتاحة أمام مستخدمي هذا النظام الآن؟

ما الذي يعنيه إيقاف الدعم ابتداءً؟

Windows 10
مصدر الصورة: Windows Central

قبل أن نتطرق إلى لُب الموضوع، دعونا نعرف ما المقصود بإيقاف دعم ويندوز 10 أو أي نظام تشغيل عمومًا.

عندما نقول Microsoft "أوقفت دعم النظام الفلاني"، فنحن نقصد أن هذا النظام لم يعد يتلقى تحديثات، وبالتحديد: لم يعد يتلقى ميزات جديدة، أو دعمًا فنيًا، أو تصحيحات أمنية تسد الثغرات.

بعبارةٍ أخرى، يستمر النظام الموقوف دعمه بالعمل على الأجهزة المُثبَّت عليها، لكنه يظل ثغرة يسهل استغلالها من قِبل الهاكرز الأشرار!

ماذا أفعل عند انتهاء دعم ويندوز 10؟

هناك عدة خيارات يمكنك أن تطبقها في هذه الحالة، أولها، والأكثر منطقية وترجيحًا من Microsoft، هو:

1. استخدام ويندوز 11

مصدر الصورة: NotebookCheck

أتفهم سبب -بل أسباب- كُره الكثيرين لهذا النظام، الذي لا يمتلك قيودًا تعسفية على مستوى الهاردوير فحسب، بل يفرض على المستخدمين تسجيل الدخول بحساب Microsoft أثناء عملية التثبيت، ويزعجهم بالإعلانات والمقترحات الموجودة في قائمة "ابدأ Start"، وغير ذلك من الأسباب الأخرى المُنفرة.

لكن بصراحة، وبعد أن قضيت سنوات وأنا أستخدم كلا النظامين (ويندوز 11 وويندوز 10)، أستطيع أن أقول إن ويندوز 11 ليس بهذا السوء. ربما كان كذلك وقتما صدر رسميًا قبل 4 سنوات، لكننا اليوم في 2025، ومتطلبات مثل معالج ثنائي النواة بتردد 1 جيجاهرتز، ورامات 4 جيجابايت، وسعة تخزينية 64 جيجابايت، ودعم خاصية أو وحدة TPM 2 لم تعد بالمتطلبات الصعبة إطلاقًا.

أما بالنسبة لمشكلة الإعلانات وتنسيق قائمة Start وهذه الأشياء، فأمرها محلولٌ أيضًا وهناك عشرات الشروحات على الإنترنت يمكن أن تساعدك، إن كانت هذه مشكلة أساسًا.

على كلٍ، أنا لست هنا لأقنعك بأن ويندوز 11 أفضل من 10، وبالتأكيد إذا كان جهازك لا يدعم متطلبات هذا النظام، فالذنب ليس ذنبك إطلاقًا؛ هناك أكثر من حلٍ آخر يمكنك فعله.

2. الاشتراك في برنامج التحديثات الأمنية الممتدة

مصدر الصورة: Microsoft Learn

مثل الاشتراك في برنامج التحديثات الأمنية الممتدة (Extended Security Updates- ESU) الرسمي من Microsoft، وهو ببساطة برنامج يُمكنك من الاستمرار في استخدام ويندوز 10 بالدعم الرسمي، لكن لمدة عام واحد فقط.

الخبر السار أنك إذا كنت من سكان الولايات المتحدة أو أوروبا، فستحصل على هذا العام مجانًا، عدا ذلك ستُضطر -آسفًا- إلى دفع 30 دولار نظير خدمات Microsoft طوال هذا العام.

للاشتراك في برنامج التحديثات الأمنية الممتدة، يجب أن يحمل نظام التشغيل إصدار 22H2، ويجب أن تكون آخر التحديثات مُثبتة بالفعل، علاوة على استخدام حساب Microsoft وأن تكون مستخدمًا مسؤولًا Admin.

بعد تحقيق هذه الشروط، ادخل إلى إعدادات النظام بالضغط على مفتاحي "Win + I"، ثم توجه للإعدادات Settings، ثم التحديث والأمان Update and Security، ثم تحديث الويندوز Windows Update. من المفترض الآن أن ترى رابط "Enroll now"، اضغط عليه وسجل الدخول بحساب Microsoft وادفع الـ 30 دولار (أو استبدل نقاط Microsoft Rewards إذا كانت 1000 نقطة) ومبارك عليك!

3. الاستمرار في استخدام ويندوز 10 مجانًا

Windows 10
مصدر الصورة: PC Gamer

في حال فوَّت فقرة " ما الذي يعنيه إيقاف الدعم ابتداءً؟"، فنعم، تستطيع الاستمرار في استخدام ويندوز 10 مجانًا حتى بعد إيقاف الدعم، لكننا لا ننصحك بذلك إطلاقًا لأنك لن تحصل على تحديثات أمان، ولن تصلك تحديثات التوافق (التعريفات وما إلى ذلك)، وبالطبع سيتوقف دعم Microsoft الفني للنظام.

عمليًا، إذا كنت تستخدم حاسوبك للعب الأوفلاين أو لا تحتاج اتصالًا بالإنترنت عمومًا، فيمكنك الاستمرار بأمان -نسبي- لفترة طويلة مع ويندوز 10. أما إذا كان الإنترنت جزء أساسي في تجربة استخدامك -مثل المعظم-، فالاستمرار مع هذا النظام -أو ما سبقه- سيكون بمثابة ترك باب منزلك مفتوحًا! الخيار خيارك!

4. الاستغناء عن نظام الويندوز تمامًا

أخيرًا وليس آخرًا، يُمكنك الاستغناء عن نظام الويندوز نهائيًا والاعتماد على أنظمة التشغيل الأخرى، مثل لينكس، صحيح أن بعض البرامج الضرورية (مثل الفوتوشوب) غير مدعومة مباشرةً على توزيعات هذا النظام، ناهيك أنك ستحتاج وقتًا للتعود على أساسياته مثل نافذة الترمينال إلخ، لكنه مقابل ذلك يعطيك ميزات كثيرة يفتقر إليها الويندوز.

Linux
مصدر الصورة: How-To Geek

أول هذه المميزات أن لينكس مفتوح المصدر، أي أن كل شيء عليه يمكن فحصه أو تعديله، وهذا يمنحك حرية مطلقة ويقلل فرص وجود أبواب خلفية Backdoors أو برمجيات تجسس. كذلك يتمتع هذا النظام بدرجة قوية جدًا من الأمان، كما أنه مستقر وخفيف على عتاد الجهاز، ناهيك أنه مجاني ويملك مجتمعًا ضخمًا على الإنترنت.

توزيعات لينكس كثيرة، منها ما يناسب المستخدم العادي مثل Ubuntu، ومنها ما يناسب المحترف مثل Fedora، ومنها أيضًا من يُشبه أنظمة الويندوز مثل Linux Mint.

وطبعًا هناك أنظمة أخرى أشهرها MacOS، لكننا بالتأكيد لن نقول لك بأن تشتري لابتوب من Apple، كما لن ننصحك بترقية عتاد حاسوبك، لمجرد أنك حائر بعد انتهاء الدعم عن ويندوز 10، لكن إن كنت تستطيع أن تفعل ذلك، فلما لا؟