هل أنت لاعب؟ نحن جميعًا نلعب، لكن ما هو مستواك في اللعب؟ هل أنت متوسّط أم محترف؟ وفي حالة أنك لست بمحترف، ما الذي يعيقك؟ لعلّ اللاعبين في معظم السيناريوهات لا يقدرون على تحقيق نتائج مميزة حقًا مهما تدربوا واجتهدوا في حالة أن العتاد الذين يستخدمونه غير مناسب لنوعية الألعاب التي يحترفونها! مثلًا، ألعاب الـeSports تحتاج ردة فعل سريعة جدًا من اللاعب.. ومن الشاشة أيضًا! في حين أن الألعاب الخطية أو ألعاب القصص لا تحتاج منك ردة الفعل السريعة غالبًا، لكنك أنت من ستحتاج أن ترى رسوماتها الاحترافية بأعلى مستوى جمالي ممكن! السر وراء كل هذا يكمن في الشاشة، وكيفية اختيارها، وأهمية وجود معدل تحديث أعلى من عدمه.

ما المقصود بمعدل الإطارات؟

لعلّك تعلم بالفعل ما هو معدّل الإطارات Frame Rate، وهو الذي يعرف أيضًا يمعدل التأطير أو عدد الإطارات، لكن وجب أن نتحدّث عنه قبل أن نستمر في حديثنا، فهذا هو الأساس. يمكن وصف معدل الإطارات بشكل مبسط جدًا على أنه سرعة ظهور المخرجات للمدخلات التي تقوم أنت بتنفيذها، مثلًأ، إن كنت تلعب لعبة تصويب FPS وقمت فجأة بفتح الـScope الخاص بك للتقريب، هنا أنت تقوم بأمر أو إدخال، سرعة ظهور المخرجات -وهي صورة العدو عن قرب- هي سرعة التأطير.

كل فيديو أو معروض هو في واقع الحال يتكوّن من عدد من الصور الثابتة التي يتم عرضها بعد بعضها البعض، وبالتالي، كلما زاد عدد الإطارات تزيد تلك الصور المعروضة وسرعة عرضها وتتابعها، وبهذا يصير كل شيء سريع وسلس جدًا.

هل تحتاج شاشة بمعدل تحديث أسرع أم شاشة بدقة عرض أعلى؟ دليلك الكامل

في حالة أنك تلعب على عدد إطارات منخفض لأي سبب كان، فهنا ستواجه المشكلة أن صورة اللعبة تتقطّع أمامك، وهذا أمر ليس بمقبول في الألعاب السريعة، لأنك وريثما ترى عدوك سيكون قتلك بالفعل! إن كان معدّل إطاراتك منخفض ولنفترض أنه 30 إطار لكل ثانية، فهذا يعني أن شاشتك تعرض 30 صورة متتابعة لكل ثانية، في حين أن الأحداث داخل اللعبة قد تحتاج لأكثر من 60 إطار حتى تكون الأمور سليمة وسلسلة!

من هذا نفهم، أنت تحتاج شاشة ذات عدد إطارات مرتفعة في حالة أن اللعبة التي تلعبها هي لعبة سريعة جدًا، لعبة تصويب FPS مثلًا أو لعبة MOBA سريعة، لكن حديثنا السابق كان في واقع الحال عن الإطارات نفسها، وهو الذي يوازيه معدّل التحديث في الشاشات.

ما هو معدل التحديث في الشاشة؟

حسنًا، ركّز معي، الإطارات هي المكوّن نفسه، أو هي المفهوم نفسه، اللعبة قد تحتاج عدد معين من الإطارات لكل ثانية، لكن ما المسؤول عن هذا العدد بالضبط؟ الإجابة تكمن في الشاشة وفي البطاقة الرسومية. معدل التحديث هو المعدّل الذي تقوم به الشاشة بتحديث محتواها بالكامل، مثلًا، الشاشة ذات التردد 60 هيرتز تقوم بعرض 60 إطار لكل ثانية، وهو الحد الأدنى في معظم الحالات.

في حالة أنك تلعب لعبة سريعة جدًا كما تحدّثنا سابقًا فأنت تحتاج لعرض كل كم ممكن من المعلومات بشكل دائم ومستمر، في هذه الحالة أنت ستكون بحاجة للتوجه لشاشة بتردد أعلى، أي شاشة بتردد 144 هيرتز مثلًا، لأن هذه الشاشة ستكون قادرة بطبيعة الحال على عرض 144 إطار في الثانية، صحيح أنك قد لا تحتاج هذا العدد من الأساس، لكن بهذا أنت فتحت السقف لنفسك.

المكوّن الثاني هي البطاقة الرسومية الخاصة بك، ونحن لن نتحدّث كثيرًا عنها، لكن دائمًا أنت في حاجة لبطاقة رسومية قادرة على التناغم مع الشاشة الخاصة بك وأن تزودها بعدد الإطارات الذي تحتاجه! وهنا نجد عاملين مهمين جدًا، العامل الأول هو أن تكون البطاقة قادرة على تشغيل اللعبة التي تلعبها باحترافية كبيرة، وذلك لتوفير معدل تحديث أعلى، والعامل الثاني ببساطة هو أن تكون دقة اللعبة منخفضة! لأن دقة اللعب وكلما قلّما قلّت، كلما زاد عدد الإطارات، لأن المعالج الرسومي لن يحتاج هنا لمعالجة رسوميات أكثر تعقيدًا.

دقة الشاشة ودقة اللعب

سؤال المقال الأساسي، وإن كنت قد نسيت، هو: هل تحتاج لمعدل تحديث أعلى أم لدقة عرض أعلى؟ والإجابة تتلخص في نوعية اللعب الخاصة بك، إن كنت تلعب ألعاب سريعة وتنافسية إلى حد كبير فأنت بحاجة لكل إطار إضافي، وهنا أنت ستحتاج لتخفيض دقة اللعب بطبيعة الحال وستحتاج لشاشة ذات تردد أعلى، أي أن الألعاب السريعة التنافسية تحتاج لشاشة ذات تردد عالي 144 هيرتز مثلًا ولا تهتم كثيرًا لدقة العرض وجماليتها.

العكس صحيح تمامًا هنا، دقة الشاشة هي عدد البيكسلات أو كثافة البيكسلات ضمنها، مثلًا، الشاشات الأكثر انتشارًا هي شاشات 1080p، ولو سألتني لماذا هي الأكثر انتشارًا فببساطة لأن الألعاب التنافسية السريعة التي تحدثنا عنها أعلاه هي الأكثر انتشارًا بطبعها! في حين أن شاشات بدقات تصل إلى 4K وأعلى تنتشر بشكل أقل، لأنها تقدّم دقة عرض ممتازة، وأنت لن تستفيد منها في حالة رفعت دقة عرض اللعبة لآخرها، لأن هذا سيخفّض من عدد الإطارات، وسيفسد عليك تجربة اللعب التنافسي، وهذه هي الفكرة.

هل تحتاج شاشة بمعدل تحديث أسرع أم شاشة بدقة عرض أعلى؟ دليلك الكامل

لماذا لا يمكنني الحصول على الإثنين؟

من قال أنه لا يمكنك أن تحصل على معدل تحديث أعلى ودقة عرض ممتازة؟ في الواقع يمكنك ذلك! يمكنك أن تعرض المحتوى بدقة عالية جدًا وبأعلى إطارات ممكنة، لكن هذا سيتطلب منك مبلغ يكفي لشراء سيارة في بعض البلدان! الأنظمة عالية الأداء -أي التجميعات- يمكنها تشغيل الألعاب التنافسية على دقة 4K وأعلى إطارات مصاحبة لذلك، وكذلك هو الحال مع الألعاب القصصية، لكن حتى ملّاك هذا السيستم يقومون بتخفيض الدقة على آخرها لصالح الإطارات الأكثر في الألعاب التنافسية.

هل تحتاج شاشة بمعدل تحديث أعلى أم شاشة بدقة عرض أعلى؟

لعلّك فهمت، الإجابة هنا تعتمد 100% على نوعية الألعاب التي تمارسها، إن كانت ألعاب سريعة وتنافسية فأنت بحاجة لإطارات مرتفعة ودقة منخفضة، وهنا يمكنك الحصول على شاشة 1080p 144Hz وتكفي كل احتياجاتك، في حين أنك وإنت كنت تحب ألعاب القصص والألعاب الخطية أو تلك التي تضم رسوميات في غاية الجمال فأنت بدلًا من ذلك قد تحتاج لشاشة بدقة عرض أعلى 2K او 4K دون أي اهتمام يذكر بالإطارات، هذا كله مع افتراض أن بطاقتك الرسومية قادرة على تشغيل اللعبة بجودة عالية.

هل يمكن أن "نمسك العصا من المنتصف"؟ نعم، يمكن هذا، يمكنك أن تقتني شاشة 1080p 144Hz، وهي التي ستكفي بشكل مثالي للألعاب التنافسية، بينما يمكنك ممارسة نفس ألعاب القصص عليها، صحيح أن الصورة لن تكون الأفضل لكن هذا أفضل من التمسك بشاشة 4K وتضطر أن تلعب عليها كل الألعاب التنافسية على 60 إطار!

هل إختيار شاشة الألعاب أهم من البطاقة الرسومية؟!