تخيّل أنك تلعب مع أحد رفقائك لعبةرمي الكرات وتقوم أنت برمي الكرات بقوة كبيرة وبشكل سريع فلا يستطيع هو التقاط جميعها، في هذه الحالة سيوجد أكثر من حل لهذه المشكلة، الحل الأول هو أن تبطئ طريقة لعبك والحل الثاني هو أن تستمر بنفس السرعة وفي الحالتين لن يكون الأمر ممتع لأي منكم، لكن ماذا إن لعبتم أنتم الإثنين بمستوى متقارب وبطرية منظمة؟ في هذه الحالة فقط ستتحقق المتعة.

لا يختلف موضوع هذا المقال عن المثال السابق، فالعلاقة بين الـGPU والشاشة هي ذاتها العلاقة بينك وصديقك، فكارت الشاشة يقوم بعمل Reneder بكل قوته ومن ثم يلقي بالفريمات إلى الشاشة، والشاشة لديقها قدرة محدودة في تقبّل تلك الفريمات وعرضها، فلو افترضنا أن كارت الشاشة يقوم بإنتاج 120 إطار (Frame) في الثانية والشاشة تقوم فقط بعرض 60 إطار في الثانية، أي أن ترددها هو 60Hz وهو ما يُسمى بالـRefresh Rate، في هذه الحالة ستعرض عليك الشاشة إطارين في ثانية واحدة والنتيجة المنطقية لهذه العملية هو حدوث تداخل وتقطّع في الصورة المعروضة أمامك (Tearing).

فيما سبق يُمكننا أن تبيّن أن مشكلة مثل تقطّع الفريمات تلك تُهدد عملية الجيمنج بشكل مُباشر، وبطبيعة الحال بدأ العديد من الحلول في الظهور لحل المشكلة، وكان الحلّ الأول هو تقنية الـV Sync.

تقنية V Sync قبل ظهور FreeSync

ما هي تقنية الـVSync

أتت تقنية الـVSync كحل لمشكلة الـTearing تأخر الشاشة في عرض الفريمات التي تُرسلها لها الشاشة، وفي مثالنا السابق تُمثل الـVSync الخيار الثاني، وهو أن تقوم أنت بإبطاء سرعتك ليتمكّن صديقك من إلتقاط كراتك، تقوم الـVSync بتأخير إرسال الإطارات من كارت الشاشة -أو المعالج الرسومي- حتى تنتهي الشاشة من عرض الفريمات المرسلة مسبقًا أ في الـCycle الأولى، لكن هذه المشكلة جعلت كارت الشاشة يعيد نفس الإطار مرة أخرى رغمًا عنه وما سبب مشكلة الـStuttering التي لا تقل سوءًا عن المشكلة الأولى لأنها تسبب لاج لا يُحتمل.

يوجد نمطان للـVSync، الأول هو VSync Off أي أنه لا يعمل من الأساس، وفي هذه المشكلة ستواجه مشكلة الـTearing أو التقطيع والموضّح في الصورة بالأعلى، لكن للتخلّص من مشكلة التقطيع تلك يجب عليك تشغيل VSync وبطبيعة الحال يكون الوضع هو VSync On، وهو ما يقوم بتأخير عمل كارت الشاشة، لكن ماذ إن إنقلبت الآية وأصبحت الشاشة هي الأسرع الآن أي أن الكارت يتأخر عليها أكثر من اللازم؟ هنا ستظهر مشلكة خمول اللعبة (Freeze) أو مشكلة التهنيج المذكورة سابقًا، وهنا قد نجد أننا قد عالجنا مشكلة بمشكلة أسخف منها، ويُمكنك أن تتبيّن طريقة عمل الـVSync بشكل أكبر من الصورة التالية:

الفرق بين تشغيل وإيقاف وضع VSync

لاحظ أن المشكلة يُمكن أن تُحل بشكل كامل إن تساوى أداء كارت الشاشة مع ما تتحملة الشاشة نفسها، وفي المثال السابق، إن إستمررت أنت في إلقاء الكرات بنفس السرعة دون الإكتراث لقدررات صديقك فهذا هو VSync Off، وإن قمت بإبطاء حركتك فهذا هو VSync On وفي الحالتين لن تحصل على تجربة Gaming حقيقية، لكن ماذا عن الحلّ الثالث؟ وهو أن تتساوي قدراتك مع قدرات صديقك ويحدث تكامل وتوافق؟ هذا ينقلنا للحل الأمثل لكل ما ذكرناه من مشاكل، وهو تقنية AMD FreeSync.

تقنية الـFreeSync هي الحل الأمثل

قبل أن نعلم كيف تعمل الـVSync يجب علينا أن ننتبه لبعض الأساسيات المتعلقة بالأمر، فبإختصار، كارت الشاشة يقوم بمعالجة محتوى اللعبة على شكل فريمات ثم يرسلها إلى الشاشة لكي تقوم بعرضها، من ناحية تقوم الشاشة بعمل Refresh بعدد ترددها، إن كان تردد الشاشة هو 60Hz سيقوم بعمل رفرش لـ60 مرة في الثانية، وحتى الآن الأمور بخير، لكن بمجرد أن يقوم كارت الشاشة بإرسال فريمات مضاعفة بسبب المشاهد ثلاثية الأبعاد ومحتوى اللعبة الثقيل حينها لا تكفي عدد الـRefreshes التي تقوم الشاشة بعملها لعرض الصورة وهي مشكلة شائعة، وقد ناقشنا أن الـVSync تظلّ غير كافية لحل المشكلة.

AMD FreeSync تقنية

هنا تأتي فائدة الـFreeSync من AMD والتي تقوم بربط الشاشة بمعالج الرسوميات لكي يعملوا سويًا في تناغم منضبط، حيث تقوم التقنية بضبط وتثبيت معدل إطارات معيّن يعتمد على تردد الشاشة دون أن تقوم بالتأثير على أداء كارت الشاشة أو على جودة المحتوى المعروض أمامك، حيث يقوم الـFreeSync بإنشاء Dynamic Range مبني على معدل إنعاش ديناميكي للشاشة نفسها، وطالما ظللت عدد الفريمات في إطار هذا الـRange لن تواجه مشاكل، لكن ماذا إن قلّت عن الحد الأدنى لهذا النطاق؟

توفّر FreeSync ميزة بإسم LFC أو Low Framerate Compensation والتي تقوم بدورها بمضاعفة عدد الفريمات حتى يصبح مناسبًا للنطاق الذي تم تحديده سابقًا، ولهذا عليك أن تتأكد من وجود الـLFC في أي شاشة ستقوم بشرائها وكذلك أن تتأكد من النطاق الخاص بتردداتها والتي عادة ما يكون بين 40 و 75 هيرتز.

الجيل الثاني من FreeSync

في بدايات عام تم إطلاق الجيل الثاني من FreeSync وهو AMD FreeSync 2.0، والذي أتى معه بتحديثات كبيرة للتقنية وكذلك بدعم للـHDR وكذلك رفع الإضاءة الخاصة بالبكسلات هذا بالتأكيد في الشاشات التي تدعم الـFreeSync وكذلك الـLFC، كما ستدعم التقنية الآن المزيد من الألوان ونطاقاتها، كذلك أصبحت الـFreeSync متاحة لأجهزة الـXBOX ولا يخف على أحد أن كافة تلك التحديثات والتطويرات للـFreeSync أتت لمنافسة الميزة المنافسة من Nvidia وهي G-Sync.

من كل ما سبق يُمكننا أن نستخلص أهمية تقنية الـFreeSync وأنها تمثل الحل الأمثل لكافة مشاكل تأخر الاستجابة أو معدلات الـRefresh المنخفضة في الشاشات، لكن وكمّا تبيّنا مما سبق، لكي تستطيع الاستمتاع بتقنية الـFreeSync يجب أن تمتلك شاشة داعمة له، وهذا سينقلنا للتحدّث على واحدة من أفضل شاشات الـFreeSync وهي BenQ EL2870U

مثال : شاشة اللألعاب BenQ EL2870U FreeSync

شاشة BenQ EL2870U تأتي بجودة Ultra HD وتدعم الـHDR والوضوح الخاص بها هو 4K بطبيعة الحال، تُعد الشاشة ذات الـ28 بوصة حلًا رائعًا لمشاهدة الأفلام أو الفيديوهات، لكن هذا ليس كل شيء.

الشاشة تدعم الـGaming بشكل كبير لأنها تدعم تقنية AMD FreeSync بشكل كامل سواء بالـHDR أو بدون، ومن ناحيتها فالـHDR تعمل بشكل ممتاز لكن الشاشة نفسها تأتي بـContrast محدود وبدون DCI-P3 Color لكن هذا يعني أنها ستقدّم أداءًا محدودًا بل تُعطيك القدر المبدئي لعالم ألوان HDR المُشبعة.

BenQ EL2870U شاشة تدعم FreeSync

إن تحدثنا عن القيمة التي ستحصل عليها فسنجد أن الشاشة هي الأفضل تقريبًا في فئة أقل من $500، خاصة أن الشاشة تأتي بدقة 3840x2160 كما أنها تدعم  HDR10 والذي سيجعل تشغيل المحتوى بدقة Ultra HD و Blu-ray ممكن. ومن ناحيتنا كـGamers فالشاشة ستكون ممتازة خاصة لدعمها تقنية الـFreeSync و زمن الإستجابة 1 ms.  قد يعيبها عامل واحد فقط وهو أن ترددها 60Hz لكن كونها تأتي بدعم الـFreeSync فلن يؤثر ترددها في شيء، أيضًا لا تتوقع أكثر من 60 إطار مع دقة العرض 2160p والألعاب الطاحنة والبطاقات الرسومية الحالية التي يمتلكها أغلبية اللاعبين.

تأتي الشاشة ومرفق معها كابل الـHDMI الخاص بها وكذلك تأتي بباورسبلاي مدمج ومرفق معها Cord الـIEC، كما أن استهلاكها للكهرباء معتدل جدًا ويصل إلى 26 واتّ فقط، كما تأتي الشاشة بمجموعة من الأزار الأمامية التي تتيح التحكّم في كافة إعداداتها.

هنا ينتهي المقال، لا يجب أن ننسى أبدًا أن تجربة الـGaming يجب أن تكون خالية من أي شوائب أو مشاكل لأنها أولاً وأخيرًا قائمة على المتعة والتسلية وبطبيعة الحال لن تستطيع الاستمتاح باللعب بينما تتداخل فريمات اللعبة في بعضها البعض ويحدث الكثير من التأخر والتهنيج، ما رأيك في الأمر ككل؟ وما رايك في الـFreeSync كتقنية؟ شاركنا في التعليقات..