كيف إستطاعت Ryzen 5000 تحقيق التوازن بين الألعاب وصناعة المحتوى؟!
لعل أفضل ما يميز المعالجات الجديدة من معمارية Ryzen 5000 الجديدة هو الأداء الخاص بها عبر جميع فئات المستخدمين، وهو ما يجعلها المعالجات الأفضل للكثير من سيناريوهات العمل المختلفة. فسواء كنت تريد إستخدام هذه المعالجات في التصميم أو بث المحتوى أو في اللعب فستوفر لك السلسلة الجديدة من معالجات Ryzen بالفعل ما تصبوا إليه كمستخدم بدون أي قلق من عدم التوافق او التقصير في جانب ما على حساب جانب آخر. فدعونا نرى كيف يتم تحقيق ذلك فعلاً على أرض الواقع ؟!.
الأداء مع الألعاب
دعونا في البداية نُلقي نظرة على أداء الجيل الجديد مع الألعاب. فما هو المميز مع الجيل الجديد فعلاً في هذا الجانب ؟.
لعل أحد أهم العوامل التي ساعدت على أن تطفوا معالجات Ryzen من الجيل الجديد فوق معالجات انتل مع جيلها الجديد هو أداء الألعاب الخاص بها. فلأول مرة منذ ظهور معالجات Ryzen نفسها، ومنذ فترة طويلة بالنظر لعمر المنافسة بين الشركتين، تتصدر معالجات AMD ساحة المعركة بالنسبة للأداء مع الألعاب. والسبب هنا في الحقيقة يعود لعدة عوامل يمكننا القول أنها كانت غير موجودة أو حتى موجودة بشكل نسبي مع معالجات الجيل الماضي Ryzen 3000 ، ولكنه تم التركيز عليها مع الجيل الحالي من المعالجات.
دفع أداء النواة الواحدة
لم تعد المشكلة التي تم ملاحظتها مع الجيل الأول من معالجات Ryzen 1000 و Ryzen 2000 حتى Ryzen 3000 موجودة بعد الأن، فلقد استطاعت معالجات Ryzen 5000 من معمارية Zen 3 حل هذه المعضلة لتحسن من أداء النواة الواحدة مع مختلف التطبيقات..والأرقام خير دليل على ذلك.
فإن أخذنا مثال مع اختبارنا الخاص مع لعبة FarCry: New Dawn الذي تظهر فيه قوة النواة الواحدة حيث أن معالج مثل R9 3900X مثلاً يتأخر كثيراً حتى مقارنة بمعالجات الجيل الثامن من انتل مثل I7 8700K سيتبين لنا أن معالج Ryzen 5 5900X يتصدر القائمة بكل سهولة، متجاوز جميع معالجات المنافس خصمه i9 10900K بسهولة بفارق 7% تقريباً كما أن معالج Ryzen 5 5600X يتفوق على i5 10600K بنسبة تقترب من 5% تقريباً. وهو ما يتكرر مع معظم الألعاب بنسب متفاوته أيضاً. وهذا يحدث مع كل دقات العرض تقريباً (يمكنك الرجوع لمراجعات هذه المعالجات).
بالطبع قد يقول أحدهم، ولكن هذا التفوق ليس كبيراً للغاية. والإجابة على هذا التعجب بسيطة للغاية، فنحن هنا نُقارن اداء النواة الواحدة فحسب، والتي تظهر أيضاً بشكل جلي مع التطبيقات المخصصة للإختبارات. هذا الأداء الخاص بالنواة الواحدة كان متأخراً بشكل واضح مع معالجات الجيل الماضي Ryzen 3000، والتي كانت متأخرة عن الجيل التاسع حتى من انتل مع الألعاب. فلك أن تتخيل أن جيلاً واحداً تفوق ليس فقط على الفارق الموجود مقابل الجيل التاسع فحسب، بل تعدّى ذلك ليتفوق على الجيل العاشر بفارق 5-10% بل وأكثر. هذا بدون الأخذ في الإعتبار عدد الأنوية الأكبر الذي سيفيد المستخدم مع الألعاب التي تستفيد من تعدد الأنوية اصلاً. هذا مع إستهلاك طاقة اقل بفضل تقنية التصنيع الأحدث لمعالجات الجيل الجديد، وهي ميزة في حد ذاتها مع هذا المستوى من الأداء.
ما السبب في هذا التفوق وما هو تأثيره على أرض الواقع ؟
هذا التفوق في أداء النواة الواحدة سيكون أمر مفيد في التطبيقات التي تعتمد على قوة النواة الواحدة مثل المتصفحات وتحرير الصور وغيرها من التطبيقات التي تعول كثيراً على قوة أداء النواة الواحدة وهو ما كانت تعجز AMD عن فعله في الأجيال السابقة، وبالطبع فإن أحد أهم التطبيقات التي تعتمد على أداء النواة الواحدة في الأساس هي الألعاب. فإن كنت تمتلك إحدى معالجات Ryzen السابقة من الاجيال القديمة سوف تلحظ هذا التحسن بكل تأكيد وكل ذلك يعود بالفضل لمعمارية Zen 3 التي حصلت على تحسينات مهمة في بنية تصميمها. وهو ما جعل معالجات Ryzen 5000 تنفرد بهذا التفوق.
وفي الحقيقة، فهذا التفوق في أداء النواة الواحدة يرجع بشكل رئيسي لعدة عوامل كما أشرنا مُسبقاً مثل الترددات الأعلى للمعالجات، ودقة التصنيع الأحدث بجانب معدل التعليمات الأعلى بنسبة 19% في معدل IPC مقارنة بالجيل السابق، لذا فإن معمارية Zen 3 تدفع بأداء الألعاب وإنشاء المحتوى إلى مستوى جديد وغير مسبوق, الذكاء من قبل مهندسي AMD سمح لهم بدفع معمارية Zen 3 على التقليل من زمن الانتقال بين خطوط الاتصالات الأساسية للأنوية والذاكرة المخبأة المتسارعة, مع مضاعفة ذاكرة التخزين المخبأة من المستوى الثالث التي يمكن الوصول إليها مباشرةً لكل نواة من الانوية المتوفرة ضمن قالب الرقاقة لتعرض لنا بالمجمل أداء يصل إلى 2.8 مرة أفضل لكل واط مقارنة بالمنافس و 2.4 مرة مقارنة بالجيل الاول من معمارية Zen .
الأداء مع تطبيقات العمل الإحترافية ومنشئي المحتوى
وذلك بفضل رفع مستوى النواة الواحدة المرتفع مع رفع مستوى أداء تعدد المسارات ليُصبح أفضل مما كان.
فعلى سبيل المثال، لا شك أن كل التطبيقات التي تستفيد من تعدد المسارات سوف تستغل قوة معالج مثل Ryzen 5 5600X لتدفع مستوى الأداء نحو مرحلة تتجاوز فيها ما كنت قادر على تحقيقه مع Ryzen 5 3000/2000/1000. من هذه التطبيقات التي ستعطيك الدفعة الإضافية عند تشغيلها مع هكذا معالج: تطبيقات المونتاج والتصميم لتسريع عمليات التصيير الرسومي ثلاثية الأبعاد, بجانب تطبيقات محطات العمل, أضف إلى المهام المتعددة لتكون قادر على إنجازها بوقت واحد مثل اللعب والبث المباشر.
فعلى سبيل المثال، وإن بدأنا مع اختبار CineBench 15 الذي يتم فيه اختبار قوة النواة الواحدة سيتبين لنا أن معالج Ryzen 5 5600X يستطيع تجاوز خصمه i5 10600K بسهولة بفارق يصل إلى 22% تقريباً كما أنه يتفوق على i9 10900K بنسبة 13% تقريباً. بينما مع اختبار CineBench 20 كانت النتائج أيضاً جيدة حيث حقق معالج Ryzen 5 5600X أداء افضل من خصمه i5 10600K بنسبة 19% تقريباً كما يتفوق على i9 10900K بنسبة 13% أيضاً.
حتى عند الحديث عن سرعة ضغط الملفات ستجد أن معدل السرعة في تنفيذ تلك المهام مع هذا المعالج أسرع من الخصم بشكل واضح مما يجعلها الخيار الأول للمهام المتعددة دون القلق من حصول أي اختناق في عمليات المعالجة الكثيفة وهو ما كان يلاحظ مع الاجيال السابقة او كما أحب أن اوصفها بعدم استغلال إمكانيات تلك المسارات بالشكل المطلوب بسبب بعض نقاط الضعف في تصميم المعماريات السابقة. فحتى مع الالعاب ستسفيد منها بشكل أكثر من جيد, نعم الفائدة الأكبر ستكون نحو مع التطبيقات ولكن مع الألعاب ستكون سعيد بتحقيق تجربة جيدة أيضاً.
كيف يحدث هذا بالضبط ؟
في حال كنت تابعت مقالنا الخاص بخطوات تحرير الفيديو، أو لنقل كيف تستفيد تطبيقات الريندر وتحرير الفيديو بشكل عام من قطع الحاسب لديك، فستعلم أن العملية الثانية في تحرير الفيديو هي فك تشفير اللقطات، فبطبيعة الحال وبشكل شبه مؤكد لن تكون قراءة البيانات أو الفيديوهات أو لنقل نقلها للعمل عليها على التطبيق الخاص بك عادةً كافية لتتمكن من مشاهدة اللقطات والعمل عليها، حيث أنه في العادة يتم ترميز كل مقاطع الفيديو الموجودة تقريبًا بطريقة ما. حيث أنه في الأغلب ما يتم ترميزها (بشكل أساسي لتوفير مساحة) ، لذا فيجب فك تشفيرها قبل تشغيلها وعرضها أو العمل عليها.
و فك التشفير هو شيء يتم إجراؤه عادةً بواسطة المعالج المركزي(CPU) . وبالرغم من انه لا توجد وحدة معالجة مركزية معينة هي الأفضل لجميع أنواع “برامج الترميز” أو ملفات الفيديو. ولكن يمكننا أن نقول أن هناك معالجات يمكنها الجمع بين العديد من العناصر المهمة مثل تعدد الأنوية وأداء النواة الواحدة المرتفع، وهو ما توفره معالجات AMD Ryzen 5000.
ومن هذا المنطلق ، ننتقل للسؤال التالي، هل تختار معالج يعمل بتردد مرتفع أم مع عدد أنوية أكبر ؟.
حسناً بشكل مختصر وبدون أي تعقيد يمكننا القول أن الأمر يعتمد على طبيعة العمل الذي بين يديك أو الذي ستقوم به. ففي حالة كنت ستقوم ببعض التأثيرات على الإطارات، مثل تعديل معدل السطوع مثلاً أو Time-Remap أو غيرها من التأثيرات، فهنا يكون التردد أكثر أهمية حيث أنه لا يمكن العمل على نفس الإطار بأكثر من نواة.
الحالة الثانية هي نوعية اللقطات التي يتم العمل عليها، فلو كنت تعمل مثلاً على مقطع RED Footage مع دقة مرتفعة، فهنا سيكون لعدد الأنوية دور أكثر أهمية وفارق ملحوظ جداً في الأداء، كما أن عملية الريندر النهائية للفيديو تعتمد أيضاً على عدد الأنوية. لذا وبشكل عام يمكننا القول أن عدد الأنوية مهم وكذلك ترددها. وفي الحقيقة لن تجد في الوقت الحالي أفضل من معالجات AMD Ryzen 5000 لتقديم هذه المعادلة المتوازنة بالنسبة لك. فهي تتمتع بأفضل أداء للنواة الواحدة مع ترددات مرتفعة وأعداد كبيرة من الأنوية.
وهنا يمكنني أن أُرشح لك بسهولة معالج AMD Ryzen 5950X فهو أكثر معالج سيوفر لك عدد كبير من الأنوية مع تردد مرتفع لها. ولكن في حال لم تكن ميزانيتك تسمح بذلك، ففي الحقيقة سيكون معالج AMD Ryzen 5900X هو الأفضل من ناحية الأداء مقابل السعر بين كل المعالجات الموجودة من AMD حالياً. أما في حالة الأفضل وفقط، فمعالجات Threadripper ستكون أفضل وذلك بسبب عدد الأنوية المهول ولكنها باهظة الثمن لذا فالأغلب أننا سنتجنبها، إلا في حالة كانت ميزانيتك تسمح بذلك!!.
وبالنظر للمراجعات الخاصة ببرامج تحرير ملفات الفيديو وغيرها من التطبيقات، التي تعتمد بشكل كبير على عدد الأنوية الخاصة بالمعالج. فستجد أن معالجات AMD تتصدر القائمة سواء كُنا نتحدث عن الجيل الثالث أو الرابع أصلاً. هذا التفوق يعود بالطبع لأداء تعدد الأنوية الأفضل، والذي لا يعول فقط على عدد أنوية أعلى، بل على قابلية لتعظيم الأداء scalability والإستفادة بشكل أكبر من هذه الأنوية. كما أن الجيل الجديد كما أشرنا مُسبقاً يوفر لك أداء أفضل للنواة الواحدة، وهو ما يجعله أفضل في السيناريوهات التي تحتاج أداء نواة واحدة أفضل. أو حتى لتحصل على معالج شامل، يمكنه العمل معك في جميع ظروف الإستخدام. فلا شك أن حتى هؤلاء الذين يعملون في مجال تصميم المحتوى قد يقومون باللعب من حين لآخر !!.