انطباعاتنا عن نسخة البيتا المُغلقة للعبة The Outlast Trials
في الوقت الذي كانت تُعاني فيه ألعاب الرعب، جاءت سلسلة Outlast لتضع معيارًا جديدًا وتتربع بكل سهولة على الساحة وقتها. الآن، وبعد مرور 9 سنوات على بدء السلسلة، ها نحن نجرب جزئها الثالث الذي كنا نتساءل عن الوقت الذي أمضاه الاستوديو في تطويره. لكن بعد التجربة، اتضح مدى عُمق وعظمة هذا المشروع الذي يجعل أول جزئين يظهران على هيئة لعبتين للأطفال بجانبه. The Outlast Trials ليست مجرد جزء ثالث من السلسلة، بل هي تحسين على كل شيء بناه الاستوديو في أول جزئين، وهذا هو التطور الذي نتمنى أن نراه في كل صناعة الألعاب. إليكم إنطباعاتنا للبيتا المُغلقة للعبة The Outlast Trials.
هيا بنا نستكشف عصر الحرب الباردة و مشروع MK Ultra!
في أول جزئين من Outlast، قدم لنا استوديو Red Barrels مؤسسة Murkoff Corporation والتي علمنا أنها تقوم بعمل تجارب على مجموعة ضخمة من البشر والمُصابين بالأمراض العقلية في مستشفى Mount Massive Asylum. إنه استغلال تام من أجل تطبيق مشروع MK Ultra والسيطرة على عقول البشر عبر عمليات غسيل المخ. رؤية نتيجة هذه التجارب في الجزء الأول بالتحديد كان أمرًا تقشعر له الأبدان.
خلال أحداث الجزء الأول (التي تقع في عام 2013)، علمنا أن شركة Murkoff قد بدأت تلك التجارب في عصر الحرب الباردة ونفذ المشروع الجنرال النازي Rudolf Wernicke. الآن نحن نعيش هذه الأحداث كأحد فئران التجارب في Outlast Trials، وبالفعل هي تجارب أكثر جنونًا ورعبًا من التي قُدمت لنا في الجزء الأول.
شركة Murkoff تستهدف الأشخاص الذين ليس لهم عائلة، الفقراء، الذين يشعرون بالوحدة، والذين ليس لهم مأوى لذلك نرى في بداية اللعبة مُلصق خاص بالشركة يلتقطه أحد المُشردين في الشوارع، مما يجعل كل التجارب التي تقوم بها تلك الشركة بموافقة هؤلاء الأشخاص الذين يذهبون لهم طوعًا، ومن حقهم فعل كل ما يحلو لهم لهؤلاء الأشخاص بدون حساب!
نسخة البيتا المُغلقة لم تُقدم لنا إلا حوالي ساعة ونصف تقريبًا من اللعبة الكاملة التي سيزداد عمرها عن 10 ساعات، لذلك نحن لا نعلم الكثير عن القصة. لكن وفقًا للذي لعبته، فشركة Murkoff تضع مئات الأشخاص في اختبارات متتالية، والذي ينجح في تلك الاختبارات تتركه ليعيش حياته بشكل طبيعي. لكن إذا فشلت أثناء الإختبار، فستلقى مصرعك من الأعداء الغريبة المتواجدة في تلك المراحل.
على الرغم من عدم وجود الكثير من التفاصيل حول القصة في النسخة التجريبية، إلا أنها شوقتني للتجربة الكاملة. الآن أنا مستعد لكشف كل أسرار شركة Murkoff ومعرفة ما الذي يخبئونه لنا في التجارب التالية!
لم أشعر بروعة أسلوب لعب Outlast بهذا الشكل من قبل
إنها لعبة رعب وبقاء في المقام الأول بالطبع
على الرغم من العديد من التغييرات التي سنذكرها في مقالة اليوم، إلا أن Outlast Trials هي لعبة رعب وبقاء تبني على ما قدمته السلسلة. الأساسيات لا تزال متواجدة هنا. لا يمكنك الدخول في مواجهات وجهًا لوجه مع الأعداء. الخيارات الوحيدة أمامك هي الهروب، الإختباء، أو الموت. هذا ما تعودنا عليه في السلسلة، ولحسن الحظ لا يزال متواجدًا معنا!
نظرًا لأنها لعبة في الحرب الباردة، فلا توجد كاميرات يدوية يمكن للبطل حملها، ولذلك يتم استبدالها بنظارات رؤية ليلية. تلك النظارات لا تفرق كثيرًا عن الكاميرات حيث أنها تحتاج لبطاريات بشكل مستمر حتى تظل مشحونة وتُمكنك من الرؤية لمسافة أبعد في الظلام.
نظام الباركور لا يزال أساسيًا وهذا يُفيدك بالطبع في الهروب من الأعداء والقفز وتسلق الحوائط. أسعدني كثيرًا مدى سلاسة نظام الباركور في Outlast Trials حيث أصبحت اللعبة واقعية للغاية في تلك الأنظمة. كل حركة يقوم بها البطل سواء السير، الركض، الإنحناء، الزحلقة، والتسلق، تبدو واقعية بشكل أفضل بكثير من الأجزاء الماضية. نفس الأمر ينطبق أيضًا على كل الأعداء حيث أصبحت حركتهم أكثر واقعية ويبدو أن كل عدو تم أخذ حركته من شخص حقيقي قام بعمل Motion Capture على أرض الواقع. ميزانية Outlast Trials تبدو أضخم بكثير من الأجزاء السابقة، وعندما تُجرب اللعبة ستشعر أنها تجربة AAA وليست من استوديو صغير أبدًا!
وأخيرًا، يمكنك الدفاع عن نفسك!
على عكس أول جزئين، فأخيرًا لعبة The Outlast Trials تُقدم لك إمكانية الدفاع عن نفسك عبر رمي قنينة زجاجية أو طوب على الأعداء، ويمكنك أيضًا صُنع فخاخ لإبطاء حركة الأعداء وتعطيلهم عن ملاحقتك. بالطبع هذا لا يؤدي إلى قتل الأعداء، بل يُعطيك فقط الفرصة المناسبة للهروب، وهذا تطور مطلوب عن الأجزاء الماضية التي كانت تُصبح مملة بمرور الوقت مع الاعتماد فقط على الركض والاختباء.
الشخصية التي تلعب بها في Outlast Trials يمكنها حمل 3 عناصر معها. تلك العناصر يمكنك اختيارها أنت واستبدالها من المرحلة التي تلعبها. تذكر دائمًا من الاحتفاظ بقنينة علاج واحدة على الأقل حتى تستطيع زيادة حياتك إذا تعرضت لضررٍ من الأعداء. هذه العناصر ليست متوفرة بكثرة في البيئة، ولذلك يجب عليك تعلم الحفاظ على كل مواردك واستخدامها في الضرورة القصوى.
تجربة اللعب التعاوني ممتعة أكثر مما تخيلت
يمكنك تجربة The Outlast Trials من البداية للنهاية بشكل فردي مثل الأجزاء السابقة، لكن اللعبة تُعطيك أيضًا إمكانية تجربتها مع 3 لاعبين آخرين سواء كانوا أصدقائك أو بعض الأشخاص العشوائيين الذين تقابلهم في اللعبة. نسخة البيتا كان بها Trial واحد فقط استغرق مني ساعة ونصف بشكل فردي، لكنه استغرق نصف ساعة فقط أثناء اللعب التعاوني.
هذا ينقلنا منطقة الـ Hub (مركز رئيسي) يمكن اعتباره كسيرفر يمكنك دعوة أصدقائك فيه أو الدخول في بعض الأنشطة المميزة مع اللاعبين الآخرين مثل لعب الريست ومحاولة هزيمتهم. أيضًا هذه المنطقة تحتوي على غرفتك التي يمكنك تغيير ديكورها بالشكل الذي يتناسب مع طرازك الخاص.
النسخة الكاملة سيكون بها الكثير من الأنشطة الأخرى التي يمكنك القيام بها مع أصدقائك في هذا المركز الرئيسي، وأظن أنه حتى إذا كنت تحب تجربة ألعاب الرعب بشكل فردي، فيجب عليك على الأقل أن تُجرب اللعبة مرة أو مرتين مع الأصدقاء لأن الأمر ممتع أكثر مما تتخيل.
الذكاء الإصطناعي صدمني من قوته وذكائه!
الذكاء الإصطناعي في أول جزئين من Outlast كان مقبولاً، لكنه لم يكن الذكاء الاصطناعي الذي يجعلك خائفًا طوال فترة تجربتك للعبة حيث كان من السهل تفادي الأعداء أو خداعهم بشتى الطرق. على سبيل المثال، إذا قررت الاختباء في غرفة، وتلك الغرفة بها خزنتين، ودخلت أنت إلى الخزانة الأولى، فسيبحث العدو في الخزانة الثانية ويترك الأولى (التي أنت فيها).
اللعبة مُبرمجة بهذا الشكل حتى تُخيفك، ولكن العدو نادرًا (مرة من كل 100 مرة مثلاً) ما يفتح الخزانة التي تختبئ أنت بها. هذا الأمر جعل أسلوب الذكاء الاصطناعي متوقعًا بالنسبة لك كلاعب، ولذلك كان من السهل أن تكون مُطمئنًا حولهم وأنت تختبئ داخل خزانة لأنك تعلم أن العدو لن ينظر بها. تلك الفكرة تختلف تمامًا مع The Outlast Trials والذكاء الإصطناعي أصبح يُفكر كشخص حقيقي بالفعل. خلال فترة تجربتي للنسخة التجريبية وإعادة نفس الـ Trial الكثير من المرات، وجدت أن الذكاء الإصطناعي يتصرف كأنه شخص طبيعي، ينظر حوله في كل شيء، ويبدأ في البحث عنك في كل أرجاء الغرفة!
هذا الأمر كان مُخيفًا للغاية خاصةً عند تجربة اللعبة بشكل فردي وكنت دائمًا أتمنى ألا ينظر العدو في المكان الذي أختبئ بداخله حيث كنت أعلم أنني ميت لا محالة خاصةً وأن ضربات الأعداء أصبحت أكثر قوة وتأثيرًا من الألعاب السابقة. بشكل عام، اللعبة أصعب وأكثر رعبًا وتُزيد من توترك، فلا تستهين بالأعداء وذكائهم الإصطناعي أبدًا!
تطور تقني رائع عن الأجزاء الماضية
على عكس أول جزئين اللذان استخدما مُحرك Unreal Engine 3، فإن لعبة The Outlast Trials تستغل كافة قدرات مُحرك Unreal Engine 4 لتقديم أفضل مستوى رسومي على الإطلاق. يوجد اهتمام ضخم بكل تفصيلة في اللعبة كبيرة كانت أم صغيرة. تصميم الشخصيات التي تلعب بها والأعداء أصبح واقعي للغاية بشكل أفضل بكثير من الأجزاء السابقة
حتى تصميم المناطق نفسها يوضح مدى جهد الاستوديو وعمله المُطول خلال آخر 5 أعوام. اللعبة مُبهرة بصريًا ومن الصعب أن نقول عليها لعبة قادمة من استوديو به 40 موظف فقط لأنها تتفوق على الكثير من الألعاب التي تأتينا من استوديوهات عملاقة.
هذا الانبهار التقني الذي أشعر به تجاه اللعبة يأتي من مجرد النظر إليها بأعلى رسومات عادية فقط. النسخة الكاملة من اللعبة تأتينا بدعم تقنية تتبع الأشعة في الظلال والانعكاسات مما سيجعلها أكثر جمالاً وواقعية من الشكل الحالي. استوديو Red Barrels ينوي تقديم أفضل ما عنده في The Outlast Trials من ناحية كل شيء!
خلاصة تجربة البيتا المُغلقة للعبة The Outlast Trials
[quote لحسن الحظ، فإن الانتظار الذي استمر لأكثر من 5 سنوات لم يذهب هبائًا. لعبة The Outlast Trials هي تقدم ملحوظ وملموس عن الأجزاء السابقة من السلسلة، واستوديو Red Barrels في طريقه لتقديم واحدة من أكثر ألعاب الرعب تميزًا بصناعة الألعاب في عصرها الحديث. إذا كانت تلك البيتا مجرد نبذة بسيطة عن هذا العالم، فلا يمكنني حتى تخيل ماهية العظمة التي تنتظرنا في النسخة الكاملة. لقد عادت Outlast يا سادة، وهي عودة حميدة ومميزة.]
?xml>