
التأثير العكسي لكسر سرعة البطاقة الرسومية GPU، أسرار تعرفها لأول مرة!
عملية كسر سرعة البطاقة الرسومية GPU قد تكون واحدة من تلك العمليات السهل تطبيقها بالنسبة للمستخدم العادي، على خلاف كسر سرعة المعالج المركزي أو الذواكر العشوائية التي تكون أكثر تعقيداً وتحتاج في الواقع إلى الكثير من المتطلبات لتحقيقها كأن يكون المعالج نفسه يقبل رفع تردد التشغيل، وأن تكون اللوحة الأم لديها القدرة على تحقيق ذلك، نفس الأمر مع الذواكر التي تطلب تعديل في التوقيتات والفولتية (الجهد الكهربائي) من أجل ضمان استقرار أداؤها بعد الكسر.
على النقيض من ذلك فإن عملية كسر سرعة المعالج الرسومي GPU أو البطاقة الرسومية لا تحتاج سوى وجود البطاقة فقط، لذا من المُغري أنها تعطيك بعض الإطارات الإضافية في الألعاب وتزيد من قدرة حاسبك زيادة مجانية ولا تطلب جهداً أو تفكيراً منك في نفس الوقت.
مثل أي شئ له مميزات فهو أيضاً له عيوب .. بالتأكيد أنت تعلم ذلك، ولكن ربما تعلم العيوب الظاهرية فقط لهذه العملية، مثل تقليل العمر الإفتراضي للقطع مكسورة السرعة، لكن في الحقيقة ليس هذا العيب الوحيد الذي يخلف جراء هذه العملية، وبخلاف الحرارة والعمر الإفتراضي هناك الكثير من العيوب المخفية إذا جاز التعبير التي ربما لا تعرفها، انا هنا لأخبرك بها.
التأثير العكسي لكسر السرعة!
لا يولد كسر السرعة لوحدة معالجة الرسومات أو كارت الشاشة حسبما أردت تسميته نتائج إيجابية دائماً أو في كل الحالات، في بعض الأحيان يحدث ذلك التأثير العكسي الذي يجعلك تتسائل، لماذا تعمل التطبيقات والألعاب بشكل أسوأ بعد عملية كسر السرعة؟ هل قمت بشيء ما خاطئ؟ وتبدأ بالشك في مكونات حاسوبك تباعاً.
الأمر ببساطة ليس كذلك، تجربتك على الأغلب اذا اتبعتها بشكل سليم فهي صحيحة ولم تُقم بشئ خاطئ أثناء العملية، ولكن هذا التأثير العكسي يحدث رغماً عنك ودون إرادتك في بعض الحالات حتى اذا كنت خبير في كسر السرعة، فما أسباب ذلك؟
الحرارة؟
مممم، لا ليست الحرارة المُولدة أو الإنبعاث الحراري الذي ينبعث جراء عملية كسر سرعة المعالج الرسومي هو السبب الوحيد أو الرئيسي إذا جاز التعبير، بالرغم من أن تلك الحرارة تبدو السبب الأبرز والأوضح، ونعم واحدة من تلك العيوب التي تتبع عملية كسر السرعة، ليس فقط لبطاقتك الرسومية ولكن للمعالج المركزي أيضاً هي إرتفاع درجات الحرارة، وهي قد تكون من مُسببات التأثير العكسي لاداء البطاقة.
في حالة المُعالج المركزي CPU مثلاً فإن الانتقال للتبريد المائي أو الهوائي يمكن أن يتعامل مع تلك الزيادة الحرارية بشكل جيد، بينما يكون الأمر أكثر تعقيداً في حال البطاقة الرسومية، إذا كانت بطاقتك لا تمتلك تبريد جيد، سيتحول الوضع للأسوأ، وفكرة تغيير المشتت للبطاقة الرسومية ليست بالأمر السهل إذا ما فكرت في ذلك لوهلة، ولكي أكون صادقاً هي حتى لا تعطي تلك النتائج التي تتوقعها.
مع ذلك، يمكن أن تستقر البطاقة حرارياً بعد كسر السرعة ولا تصل لمعدلات القلق، ومع ذلك ستجد أنك تُعاني من مشاكل أيضاً أثناء التشغيل ولهذا يمكنني التأكيد مجدداً أن الحرارة ليست السبب الوحيد، وهناك خطايا أخرى وراء ذلك.
تقليل التردد UnderClock
هل تتذكر المشاكل التي واجهت اللاعبين مع إطلاق لعبة Just Cause 3؟ عند إطلاقها عانى البعض من مشاكل الإغلاق المتكرر "Crashes"، خطأ بعنوان Infinite Loop Crash يحمل الكود 38 كان بمثابة الكابوس لمحبي السلسلة في هذا التوقيت، بالرغم من قدرة حاسبوهم على تشغيل اللعبة، الأمر الأكثر غرابة أن صديقك الذي يمتلك بطاقة رسومية أقل منك من حيث القوة كان يلعب بكفاءة ودون مشاكل.
بينما أنت صاحب العتاد الأقوى لا تستطيع حتى إكمال نصف ساعة كاملة متواصلة دون توقف اللعبة، وفي الواقع أن المشكلة كانت تكمن في أن اللعبة لا تتعامل بشكل صحيح مع "بعض" البطاقات المرفوع تردد تشغيلها، حتى إذا كان هذا التردد مرفوع بشكل تلقائي من الشركة المُصنعة نفسها وكان الحل هو تقليل ترددات البطاقة لحل المشكلة.
أتذكر في هذا التوقيت في نهاية 2015 أنني واحد ممن عانوا من تلك المشكلة، ومن خلال البحث والتجربة توصلت لهذا الحل، تقليل Core Clock لبطاقتي كان بمثابة الحل بكل بساطة، لم أفهم وقتها لماذا، ولكن الأهم أن هذه الخطوة حولت تجربة "ريكو" من مجرد ذكرى كارثية إلى واحدة من تلك الألعاب التي استمتعت بها كثيراً آنذاك.
وصدق أو لا تصدق، السبب في تحويل تلك التجربة أنني قللت تردد التشغيل الخاص ببطاقتي الرسومي UnderClock وليس العكس، ولعبة جاست كوز 3 ليست المثال الوحيد على ذلك ولكني استخدمتها لأنها المثال الأشهر، لذا لا تنخدع، ليس بالضروري أن كسر السرعة سيعطي أفضلية، قد يحدث ذلك التاُثير العكسي في بعض الحالات.
عدم توافق التطبيقات والألعاب
في بعض الأحيان الأخرى، يوجد عدد من العناوين التي لا تقبل كسر السرعة الإضافي للمعالج الرسومي GPU، بالرغم من أن كسر السرعة الافتراضي هنا لن يحدث مشاكل، وأقصد إذا كنت تملك بطاقة مكسورة السرعة مصنعياً OC، وهذا يعني أنك لن تضطر إلي تقليل الترددات هنا مثل الحالة السابقة.
ولكن في حال ما أردت زيادة الترددات بنفسك، ستعرض نفسك لمشاكل كثيرة، واحدة من الألعاب الصادرة مؤخراً على الحاسب الشخصي عانت بشكل رئيسي من هذا الأمر وهي Days Gone حصرية سونى التي صدرت لملاك الحاسب في مايو الماضي والتي تتعامل مع كسر السرعة للبطاقات الرسومية بشكل سئ،.
بالرغم من نجاح اللعبة على المستوى التقني وقلة مشاكلها، وكذلك أداؤوها الجيد على أجهزة الحاسب إلا أنها لم تستفيد من كسر السرعة الإضافي للبطاقات، وسحتحاج للاستقرار على تردادتك الأصلية حتي لا تتعرض لمشاكل الإغلاق مع اللعبة.
إذا كنت لا تعلم ذلك، ستعاود نفس السؤال، ما هو الخطأ في حاسوبي؟ جميع التطبيقات والألعاب الأخرى تعمل دون مشاكل مع كسر السرعة، لماذا هذه اللعبة فقط هي من تعاني؟ والسبب ليس في بطاقتك أو حاسبك ولكن في تعامل التطبيق نفسه مع ذلك، والحل هو استرجاع الاعدادات الافتراضية للبطاقة من أجل الاستمتاع باللعبة دون مشاكل.
حالة واحدة يمكن فيها الوصول لحل مع مثل هذا النوع من التطبيقات الذي يرفض التعامل مع كسر السرعة بشكل جيد وهو الدخول في تعديل الفولتية أو إستخدام BIOS مُعدلة للبطاقة لإزالة قيود الطاقة وهنا ستدخل نفسك في دوامة أنت في غنى عنها.
استخدام هذه التعديلات يتطلب مهارات تقنية جيدة مع المكونات الكهربائية، وإذا لم يتم القيام بذلك بشكل صحيح فقد يؤدي ذلك إلى تلف دائم لمكونات تثبيت السطح مثل المقاومات والمكثفات أو وحدات التحكم في الجهد أو وحدة معالجة الرسومات نفسها
تشوه الرسوم
عدم الاستقرار في عملية كسر السرعة، قد يظهر في أشكال أخرى، مشكلة توقف اللعبة عن العمل أو إنخفاض الإطارات ليست المشاكل الوحيدة، قد تعمل اللعبة بشكل سليم مع كسر السرعة وربما بمُعدل إطارات أعلى من الترددات الإفتراضية وهو الأمر الذي من المُفترض أن يحدث، ولكن ربما تظهر مشكلة الـ Graphical Artifacts وهي القطع الرسومية أو المواد المفقودة والتي تُعرض بشكل غير صحيح في عالم اللعبة أو رسومات مشوهة ربما تكون السبب في تدمير تجربتك في الالعاب.
عنق الزجاجة
[quote عنق الزجاجة هو عدم قدرة معالجك المركزي على مجاراة سرعة بطاقتك الرسومية، إذا كانت بطاقتك الرسومية أسرع من معالجك، سيسبب لك هذا مشاكل كثير أثناء التشغيل.]
في أغلب الظروف، لن تُعاني أو تواجه هذه المشكلة إذا قمت بإختيار مكونات حاسبك أثناء التجميع بشكل صحيح فكسر السرعة للبطاقة الرسومية في نهاية الأمر ما هو إلا بعض الترددات الأعلى ولا يولد سوى بعض الإطارات الاضافية، ولكن في حالات أخرى قليلة يعاني البعض من عنق الزجاجة مع حاسبوهم بسبب سوء الاختيار للقطع، فأن عملية كسر السرعة قد تزيد من الأمر سوءاً، حيث ستزيد الفجوة في عنق الزجاجة أكثر وبالتالي ستكون النتائج المُحققة أسوأ بطبيعة الحال.
إستهلاك الطاقة
يؤدي رفع تردد تشغيل أو كسر سرعة البطاقة الرسومية GPU إلى استهلاك المزيد من الطاقة، في بعض الأحيان يغفل بعض المستخدمين عن أن قدرة المزود الخاص بهم تلائم فقط ترددات التشغيل العادية، أو ملائمة لتشغيل مكونات حاسبوهم الأخرى فقط، مع رفع تردد التشغيل قد لا يستطيع المزود تحمل الطاقة الزائدة.
العمر الافتراضي وفقدان الضمان
الأمر البديهي والمُسلم به في أي عملية كسر سرعة، هو تقليل العمر الافتراضي للقطع التي تم التعديل على ترددها بأي شكل من الأشكال، كما نعلم فالبطاقة تم تصنيعها ومنح مدة الضمان الخاصة بها على أساس الترددات الأساسية التي تعمل بها، وبالتالي أي زيادة أو تغيير في تلك الترددات يعتبر كسر في حد ذاته للقاعدة.
الانبعاث الحراري المُولد والذي ربما يزيد من الوقت حسب قدرة كل بطاقة من حيث التبريد، وكذلك مُعدلات إستهلاك الطاقة التي سوف تترفع ستؤدي في النهاية لتقليل عمر المكونات الخاصة بالبطاقة تدريجاً.
إن وجود برنامج مثل MSI Afterburner يسهل عملية رفع تردد التشغيل لترددات المعالج الرسومي، ولكن ستجده دائماً يحذرك أن التغيير في تلك الترددات على مسؤليتك الشخصية، لذا إذا كنت تريد كسر سرعة بطاقتك الرسومية بعد قراءة هذا المقال ومعرفة كل هذه المخاطر التي ربما لم تسمع عنها من قبل فكن شديد الحرص مع كل خطوة، وكذلك أعلم دائماً انك ربما ستواجه مشاكل حتي اذا كان كل شئ على ما يُرام.
هل يستحق كسر السرعة كل هذا العناء؟
في حالة إذا كنت تملك أحد البطاقات الرسومية من الجيل الجديد، أو تحديداً بداية من جيل RTX في المعسكر الأخضر وبطاقات RX من جيل RDNA 2 من شركة AMD والجيل الذي سبقه، لا اعتقد انك بحاجه لزيادة الترددات الخاصة ببطاقتك الرسومية على الإطلاق، ولا تفكر في ذلك تجبناً للوقوع في أحد المشكلات التي ذكرتها أعلاه، فأنت في النهاية لن تحتاج تلك الزيادة بكل الأحوال وتكبد العناء الخاص بها لا يستحق من رأي.
أما اذا كنت تعمل على بطاقة أقدم من ذلك، وتحتاج للاستفادة ببعض الإطارات الإضافية مع توحش أداء الألعاب مؤخراً وزيادة متطلباتها بشكل مبالغ فيه، فالمغامرة هنا شئ ربما تكون شئ مطلوب، ولكن كُن على علم بالمشاكل أعلاه حتي تستطيع تجنبها ولا تُدمر بطاقتك الرسومية أو تشعر أنها بلا قيمة في النهاية.
?xml>