لفترة من الزمن كانت شركة انتل (بالتعاون مع شركة آبل) تعمل على تقنية جديدة أو بالأحرى واجهة ربط جديدة أسمتها Light Peak توفر اتصال سِلكي بين أجهزة التخزين الخارجية أو شاشات العرض وغيرها من الأجهزة الخارجية بالحاسب عن طريق الألياف الضوئية (Optical Fibers).

وكان أول اعلان عنها في العام 2009، ولكن مع اطلاق هذه التقنية الجديدة رسمياً في فبراير من هذا العام أطلقت انتل عليها Thunderbolt أو الصاعقة وكانت أولى الأجهزة الداعمة لتلك الواجهة هي أجهزة آبل ماك بوك برو (Apple MacBook Pro).

اذا تأملت كيف يتم توصيل الأجهزة الخارجية بالحاسب فستكتشف وجود أكثر من واجهة للربط مثل واجهات USB و eSATA و Firewire وشبكات Gigabit Ethernet وستجد أنه من الممكن توصيل شاشة الحاسب بأحد المنافذ الآتية: VGA أو DVI أو HDMI أو DisplayPort، ولهذا سعت شركة انتل لتوحيد منافذ توصيل جميع الأجهزة الخارجية وشاشات العرض بالحاسب، فكان اطلاق Thunderbolt ومع أداء أفضل من جميع المنافذ الموجودة حالياً لنقل البيانات وقابلية كبيرة للتطوير.

Thunderbolt يدمج PCI Express مع DisplayPort في واجهة توصيل تسلسلية (Serial) جديدة، وبما أنها تعتمد على PCI Express المدعوم في جميع رقاقات اللوحات الأم الحالية فإن اضافة دعم Thunderbolt لهذه اللوحات الأم سيكون يسيراً عن طريق شريحة أو متحكم مدمج. متحكم Thunderbolt يقوم بنقل البيانات من المصدرين السابقين معاً وعلى سلك واحد ثم يتم فصلهم مرة أخرى حسب الجهاز الموصول به من الطرف الأخر، وبالتالي فهذه الواجهة متوافقة مع شرائح وأجهزة DisplayPort الحالية.

كابلات Thunderbolt

هذه الواجهة صُممت أساساً لتَستخدم كابلات الألياف الضوئية التي تتميز بسرعتها الكبيرة والتي تسمح كذلك بأن يكون طول الكابل كبيراً (ربما يصل حتى 100 متر!) ولكنها لا تنقل الطاقة (على الأقل بوضعها الحالي)، ولكن مع أول ظهور لهذه الواجهة تم استخدام الأسلاك النحاسية (مؤقتاً) لتقليل التكلفة ولتصل لسرعة 10 جيجابيت بالثانية ولتنقل الطاقة للأجهزة المتصلة بها لتشغيلها بدون الحاجة لمحول طاقة خارجي، وكل منفذ من منافذ Thunderbolt يستطيع عن طريق نفس الكابل وصل 7 أجهزة في نفس الوقت ومن بينهما شاشتان تستخدمان DisplayPort. و Thunderbolt يدعم وصل الأجهزة كسلسة واحدة (daisy chain)، فمثلاً يتم ربط الجهاز الأول بمتحكم Thunderbolt باللوحة الأم ثم ربط الجهاز الثاني بالجهاز الأول وهكذا. أي أنك تستطيع فعلاً ربط جميع الأجهزة الخارجية والشاشة عن طريق كابل واحد فقط يخرج من الحاسب! وكل جهاز سيحصل على سعة كافية لتشغيله بكامل أداءه.
كمية الطاقة التي يمكن أن يزودها للأجهزة المتصلة به تصل حتى 10 واط، وهي أعلى من الطاقة التي تمدها واجهة Firewire 800 (8 واط) وواجهة USB 3.0 (5 واط).

كيف تعمل الـ Thunderbolt

الصورتان السابقتان توضحان الكثير، فهناك شريحة أو متحكم Thunderbolt مدمج يتصل مباشرة برقاقة اللوحة الأم لنقل البيانات عن طريق PCI Express وفي نفس الوقت يتصل بوصلات DisplayPort التي تنقل اشارة الفيديو ليقوم بدمج تلك البيانات معاً ونقلها عن طريق الكابل الى الجهاز المُستهدف والذي يوجد به أيضاً متحكم اخر يقوم بفصل البيانات عن بعضها ليستخدم ما يريد منهما.

أداء الـ Thunderbolt

Thunderbolt تبلغ سعته 10 Gb/s (1.25 جيجابايت بالثانية) في كلا الاتجاهين (bi-directional) وكل منفذ يحتوي على قناتين لنقل البيانات، وبحلول عام 2020 ستتضاعف هذه السعة 10 مرات مع التحسينات المتوقعة واستخدام الألياف الضوئية بدلاً من الكابلات النحاسية. واذا أردت أن تعرف ماذا تعني سعة 10 Gb/s بالمقارنة مع بعض الوصلات الأخرى فانظر الى الصورة التالية:

كما يتضح من الصورة السابقة، يُقدّم Thunderbolt سرعة كبيرة عن الوصلات الحالية تصل الى أكثر من الضعف، ولكن يجب التنبيه الى أن سعة DisplayPort في وصلة Thunderbolt الحالية أقل من المعيارDisplayPort v1.2 الذي يقدم سرعة تصل الى 20 Gb/s، هذا لو تم استخدام منفذ Thunderbolt واحد ومع نقل بيانات PCI Express في نفس الوقت.

المنتجات المتاحة من Thunderbolt:

مازال الدعم الواسع لواجهة Thunderbolt غير متوفر، والجهاز الوحيد المدمج به هذه الواجهة حالياً هي أجهزة آبل ماك بوك برو المحمولة (Apple MacBook Pro)، ومن المتوقع أن تبدأ المنتجات الطرفية الخارجية بالظهور قريباً لتستفيد من السرعة الكبيرة التي تقدمها وخصوصاً وسائط التخزين الخارجية، وحتى يتم دمج متحكمات Thunderbolt فربما ستظهر بطاقات خارجية توفر هذا الدعم لأجهزة الحاسب الحالية (مع أن آخر الأخبار تُرجّح نية شركة انتل عدم طرح مثل هذه البطاقات للمستهلكين).