ألعاب الطفولة مميزة جداً خصوصاً لجيل التسعينات والثمانينات، لأن هذه الأجيال شهدت بداية الصناعة وتقدمها يوماً بعد يوم، لذلك ستجد هذه الأجيال قامت بتجربة ألعاب بدائية جداً وفي نفس الوقت قامت بتجربة ألعاب تعتبر حديثة نسبياً.

هذه الأسباب جعلت ألعاب الطفولة أمر هام جداً لهذه الأجيال لدرجة أننا كنا نتعلق بها ونتحدث عنها بشكل مستمر، لأن الحدث كان جديد أصلاً وغير معتاد علينا على عكس الأوقات الحالية حيث أصبحت الألعاب بمثابة التلفاز في أوقات طفولة التسعينات.

الألعاب في الماضي كانت تشكل وجداننا وتصنع شخصياتنا، الكثير منا تعلق باللغة الإنجليزية بفضل الألعاب، والبعض الأخر عشق المانجا وكل ما هو ياباني بسبب الألعاب، لذلك اليوم سأتحدث عن أكثر 5 ألعاب شكلت طفولتي وتعلقت بها في الصغر.

لعبة Super Mario Bros.

فريق التطوير: Nintendo EAD.

الشركة الناشرة: Nintendo.

تاريخ الإصدار: 1985.

لا يمكن التحدث عن ألعاب الطفولة بدون أن نتحدث عن لعبة Super Mario Bros، فهذه اللعبة ليست مجرد لعبة ممتعة تعلقنا بها في طفولتنا، بل هي اللعبة التي عرفتنا على عام الألعاب عموماً.

الطريف في الأمر أن هذه اللعبة صدرت عام 1995 لأول مرة ولكنك ستجدها العامل المشترك لطفولة أي شخص من جيل الثمانينات أو التسعينات حتى، أي أن اللعبة كانت مشهورة ومازالت تُلعب باستمرار في عام 1997 أو 1999 حتى.

اللعبة كانت متاحة في الأساس على منصات NES ولكن ساعد على انتشارها أكثر وجود اللعبة على نسخ المنصات المُقلدة والتي كانت تعرف في مصر بإسم أتاري الكمبيوتر، أو جهاز العائلة الصيني، وهذه المنصات يا صديقي الكل قام بشرائها في هذا الوقت واللعبة دخلت كل بيت مصري تقريباً.

بالطبع نحن نحب اللعبة لعدة أسباب، أولها هو الرسوم الممتازة التي كانت تأتي بها اللعبة، والتي كانت تعتبر نقلة نوعية بالمقارنة مع الكثير من الألعاب الموجودة في هذا الوقت، ولكن الأهم أن الموسيقى الخاصة بهذه اللعبة كانت موسيقى مميزة إلى أقصى حد ومازالت عالقة بالأذهان حتى هذا الوقت.

على الرغم من تكرار نمط المراحل مع زيادة العقبات في كل مرحلة إلا أن هذه اللعبة كانت مستحوذة على كل تفكيرنا وكل وقتنا، وكلما ذهبت إلى المدرسة تحدثت عنها مع أصدقائي.

بعد ذلك بدأت تنتشر المزيد من الإصدارات داخل جمهورية مصر وكل إصدار كان يقدم تجربة لعب ممتعة ولكن تظل Super Mario Bros هي الأصل وهي اللعبة التي نعود لها دائماً.

لعبة Captain Claw.

فريق التطوير: Monolith Productions.

الشركة الناشرة: Monolith Productions.

تاريخ الإصدار: 1997.

قفزة في الزمن ومعا قفزة في الرسوم وفي الفيزيائيات الخاصة باللعبة وبالطبع تعقيد البلاتفورم نفسه، الآن أصبح يمكننا التحرك على الشاشة في كل الاتجاهات وليس إلى الأمام فقط، مع رسوم خلابة وريحة جداً للعيب بمعايير هذا الوقت.

كل هذه الأشياء قدمتها لنا لعبة Captain Claw على الحاسب الشخصي، وهي اللعبة التي أخذت من وقتي شخصياً جزء كبير جداً، مما جعلها أهم ألعاب الطفولة بالنسبة لي.

قصة لعبة Captain Claw تدور حول القرصان Claw وهو قط بالمناسبة، تغرق سفينته ويقع في الأسر وخلال فترة احتجازه يجد خريطة توضح أماكن 9 جواهر نفيسة تعطي من يمتلكها سر الخلود.

على الفور يهرب Claw من الزنزانة الخاصة به ويبدأ في رحلته لجمع الـ 9 جواهر من أماكن مختلفة وبالطبع كل جوهرة تكون موجودة في بيئة معينة.اللعبة قدمت في هذا الوقت العديد من الأفكار الممتازة، لعل أبرزها كان استخدام أسلحة مختلفة إلى جانب بعض القدرات والمهارات السحرية الخاصة.

الأهم من كل هذا أن هذه اللعبة كانت جزء من حديثنا اليومي لأنها تتميز بقدر من الصعوبة ويبدأ كل شخص في ذكر تجربته وكيف تخطى أحد المراحل أو حتى عقبة معينة داخل اللعبة.

لعبة Winning Eleven 3.

فريق التطوير: Konami Computer Entertainment Tokyo.

الشركة الناشرة: Konami.

تاريخ الإصدار: 1998.

هذه اللعبة تجسد شغف الألعاب في أبهى صوره، كورة اليابانية كما نطلق عليها في مصر وهذه التسمية ليست من فراغ حيث كنا نلعب في مصر النسخة اليابانية باللغة اليابانية.

ومع ذلك كنا نحفظ واجهة اللعبة عن ظهر قلب، بل كنا نضع التشكيل ونقوم بتغيير الخطة المكتوبة أصلاً باللغة اليابانية وكأننا من مواليد طوكيو.

كانت هذه اللعبة السبب الرئيسي في انتشار مقاهي البلايستيشن في مصر، حيث كانت المنصة غير منتشرة بالشكل الكافي فكان الكثير يلجأ إلى أحد المقاهي الموجود بها الجهاز ليلعبها.

حرفياً كان الكثير من يقضي النهار كله أمام هذه اللعبة، وكانت لعبة كرة القدم الأشهر وليس فيفا كما هو الحال حالياً، الأهم في الأمر أن هذه اللعبة كانت بوابة الشباب إلى عالم الألعاب الإلكترونية.

قبل هذه اللعبة كانت الألعاب الإلكترونية مقتصرة على مراحل عمرية معينة ولكن بعد وصول اليابانية إلى مصر بدأنا نرى شباب كبار السن يلعبون على البلايستيشن، وأصبح من العادي جداً أن نرى شاب في الثلاثينيات من عمره يلعب اليابانية في أحد المقاهي.

الكثير من الذكريات محفورة مع هذه اللعبة، فمن منا لا يتذكر شفرة منتخب نجوم العالم، ومنتخب الكاميرون القوي جداً وبالطبع لا أحد ينسى المعلق وهو يقول "باتيستوتا ااا".

لعبة Medal of Honor: Allied Assault .

فريق التطوير: 2015 Inc.

الشركة الناشرة: Electronic Arts.

تاريخ الإصدار: 2002.

إذا سألت أي شخص من الجيل الجديد عن أفضل الألعاب الحربية الموجودة في الوقت الحالي، غالباً سيكون الرد إما Call of Duty أو Battlefield.

ولكن بالعودة إلى ألعاب الطفولة سنجد عنوان أخر كان يهيمن على الساحة تماماً، وهو Medal of Honor: Allied Assault هذه اللعبة التي تمتلك المهمات الأروع في تاريخ الألعاب الحربية، من منا لا يتذكر مهمة شاطئ نورماندي الدموية والكثير من المهمات الأخرى.

الأهم من كل هذا أن هذه اللعبة كانت تحتوي على نظام لعب جماعي متماسك جداً وسلس، وتعتبر من أوائل الألعاب التي لعبناها عبر شبكة الإنترنت.

في هذه الفترة كان يوجد العديد من الألعاب الجماعية الأخرى مثل كاونتر سترايك وهاف لايف، ولكن ميدل كان لها وقع وتأثير آخر في طفولتي.

أتذكر اللعب مع الأصدقاء في بداية الألفينات عبر شبكة الإنترنت وكيف كان الأمر جديد علينا تماماً، فنحن كنا معتادون أن نلعب هذه النوعية من الألعاب عن طريق الشبكة المحلية في مقاهي الإنترنت ولكن Medal of Honor كانت أول لعبة تصويب جماعية ألعبها عبر شبكة الإنترنت.

لعبة Red Alert.

فريق التطوير: Westwood Studios.

الشركة الناشرة: Virgin Interactive Entertainment.

تاريخ الإصدار: 1996.

في الماضي كانت الألعاب الاستراتيجية من نوع الـ RTS هي الألعاب الأكثر شهرة، وكان يوجد الكثير من العناوين الهامة مثل Stronghold، Age of Empires و Warcraft.

ولكن لعبة Red Alert بالتحديد كان الأكثر شهرة وهذا الأمر كان سببه انتشار اللعبة في مقاهي الإنترنت، لسبب ما كانت اللعبة موجودة في كل مقهى إنترنت تقريباً وهو الأمر الذي جعلنا نلعبها بشكل مستمر لأنه في هذا الوقت لم يكن الجميع يمتلك حواسب شخصية في المنزل.

حتى إن كنت تمتلك حاسب في منزلك، في أغلب الوقت ستحتاج الذهاب إلى مقهى إنترنت لكي تلعب مع صديقك عبر الشبكة المحلية "النتورك"، وهنا كنا نجد أمامنا لعبة Red Alert تنتظرنا لكي نلعبها لساعات وساعات طويلة.

كنا نلعب اللعبة باحتراف شديد لدرجة أننا كنا نكون فرق خاصة بنا، كل فريق مكون من لاعبين مثلاً، وكنا نضع شروط المباريات فيما بيننا، فمثلاً نتفق أن نلعب المباراة باستخدام الدبابات فقط، أو مباراة بجنود المشاة فقط وهكذا.

أتذكر حتى الآن بعض المباريات العالقة في ذهني، حيث كان يتابعني كل من في المقهى من شدة الحماس الموجود بها، واستمر الأمر حتى بعد إصدار الجزء الثاني من اللعبة وإصدار Yuri في عام 2001.

قد لا تكون هذه اللعبة هي أفضل لعبة استراتيجية لعبتها في حياتي ولكني بكل تأكيد هي اللعبة الأكثر ارتباطاً وصاحبة أكبر عدد من الذكريات.

اللعبة كان يصدر لها إصدارات غير رسمية كل شهر تقريباً وكل إصدار كل يحتوي على وحدات قتالية مميزة تكاد تكون خارقة ونحن كنا نستغل هذه الإصدارات لتعقيد قواعد المباريات، فمثلاً كان يوجد إصدار يحتوي على جنود يقذفون كرات اللهب، كانوا قادرين على تدمير أي شيئ بكل سهولة ولزيادة تعقيد المباراة كنا نلعب ضد فريق أخر يستخدم هذه القوات ونحن لا نستخدمها.

كنا نكسب كثيراً ونخسر أحياناً، والخسارة كانت تجعلني أعود مع صديقي لنفكر في الأخطاء التي ارتكبناها، وكيف كان يجب بناء أحد المنشأت بشكل أسرع أو كان يجب الهجوم بشكل معين، وإذا استمريت في استرجاع الذكريات قد احتاج إلى مقال كامل لأتحدث عن هذه اللعبة وكيف كانت شغف بالنسبة لي ولصديقي.

حسناً كانت هذه قائمتي الخاصة لأكثر خمس ألعاب تعلقت بها في طفولتي وشكلت وجداني وكانت بمثابة الجسر للعبور إلى عالم الألعاب وشغفي به، أهيراً لا تنسى عزيزي القارئ أن تشاركنا بقائمتك الخاصة لألعاب الطفولة.