أعلنت Ubisoft قبل أيام أن اللعبة التالية في سلسلة Assassin’s Creed ستمتد عبر إعدادات تاريخية متعددة وستتلقى تحديثات مستمرة، حيث ستنضم اللعبة، التي تحمل الاسم الرمزي حاليًا Assassin’s Creed Infinity، إلى أمثال Fortnite و Apex Legends من خلال تقديم تحديثات مستمرة للحفاظ على تفاعل اللاعبين.

بحسب تصريحات الشركة، سيتولى Marc-Alexis Côté قيادة الاستوديو المشترك الجديد والهيكل التعاوني، حيث بدأ Côté مسيرته المهنية مع Assassin’s Creed بالعمل في Assassin’s Creed Brotherhood قبل أن يصبح مديرًا إبداعيًا في Assassin’s Creed Syndicate ومنتج رئيسي في Assassin’s Creed Odyssey.

سينضم إلى Côté إتيان ألونييه من Ubisoft Montreal، مدير العلامة التجارية لـ Assassin's Creed على مدى السنوات العشر الماضية، وفرقهم المعنية لضمان استمرار سلسلة Assassin's Creed لتجاوز توقعات المعجبين الذين يطالبون بنهج أكثر تماسكًا لتطويرها على مدى السنوات العديدة الماضية.

يعني هذا أن Assassin’s Creed Infinity ستكون بمثابة حجر الأساس لتحديثات دورية ستشهد التطرق لشخصيات وفترات ومواقع مختلفة عبر التاريخ، مما يجعل احتمالية زيارة بعض المناطق التي طالب بها اللاعبون لسنوات أكثر قابلية لتصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل القريب، ولكن أولًا، دعونا نستعرض سويًا 5 فترات زمنية مثيرة قد تكون الأنجح في مسار السلسلة في حال تم تقديمها بشكل صحيح.

بابل - بلاد ما بين النهرين - الإمبراطورية الأخمينية


بغض النظر عن كون بابل شهدت أحد أعظم الحضارات المعروفة طوال تاريخ البشرية، لدى Assassin's Creed قصة وشخصيات رئيسية تم الإشارة لها في إصدارات السلسلة السابقة وتركز على تلك الحقبة الزمنية المليئة بالأسرار والغموض.

بحلول القرن الخامس قبل الميلاد، انضمت بابل للإمبراطورية الأخمينية، حيث قام الإمبراطور زركسيس الأول، بمساعدة جماعة Persian Order of the Ancients بقمع الثورات داخل المدينة وفرض سيطرته عليها.

في القرن الرابع قبل الميلاد، تم غزو بابل من قبل الإسكندر الأكبر، الذي استخدم عصا عدن (Staff of Eden) الممنوحة إياه من قبل جماعة The Order لإنشاء واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ، وفي عام 323 قبل الميلاد، أدركت الأساسن البابلية Iltani جيدًا أنها لن تكون قادرة على إرغام الإسكندر على الخروج من مدينتها بالقوة، وبدأت في البحث عن خبير كيميائي أخميني على أمل توسيع معرفتها بالسموم واستخدامها في القضاء على خصومها، وبعد رحلة محفوفة بالمخاطر، وصلت إلى بابل، حيث وجدت الكيميائي واطلعت على جميع أسراره.

في 13 يونيو 323 قبل الميلاد، تسللت Iltani إلى قصر نبوخذ نصر الثاني في بابل، حيث كان يسكن الإسكندر، فسممته واستعادت عصا عدن، وبعد ذلك بوقت قصير بدأت إمبراطورية الإسكندر في الانهيار.

تخيل التطرق لتلك الحقبة الشائكة المليئة بالغموض في قصة موجودة بالفعل ولديها كافة عوامل التشويق والدراما التي يحتاجها أي كاتب لبناء أحداث ومواقف لا تنسى، أضف إلى ذلك اللعب بشخصية Iltani التي تعتبر أحد الأعضاء المؤسسين لجماعة الإساسن البابليين، وهي المسؤولة عن اغتيال أشهر قائد حربي في التاريخ، وربما يعرفها محبي Assassin's Creed 2 جيدًا بعدما ظهرها تمثالها في فيلا أوديتوري ضمن مجموعة التماثيل الخاصة بأختام الـ Assassin الستة التي تحمل درع Altair.

موسكو – روسيا - الثورة البلشفية


لقد رأينا بالفعل نوعًا ما من استكشاف هذا الموقع والعصر في لعبة Assassin’s Creed Chronicles: Russia والتي لم تلق استحسانًا كبيرًا، على الرغم من أنها تطرقت لمجموعة من أفضل الشخصيات التي لم يسبق رؤيتها وفترات زمنية مثيرة للاهتمام، ولكن تكلفة الإنتاج المحدودة والاعتماد على الرسوم 2.5D لا يقدم الانغماس الكافي والتفاصيل المتشعبة كما يحدث في عناوين AAA.

تعد الثورة البلشفية أو ثورة أكتوبر المرحلة الثانية من الثورة الروسية عام 1917، وقادها البلاشفة تحت إمرة فلاديمير لينين وقائد الجيش الأحمر ليون تروتسكي وكامل الحزب البلشفي والجماهير العمالية بناءً على أفكار كارل ماركس و فلاديمير لينين، وذلك بهدف إقامة دولة اشتراكية وإسقاط الحكومة المؤقتة، وتعد الثورة البلشفية أول ثورة شيوعية في القرن العشرين الميلادي، وأسفرت عن قيام الاتحاد السوفيتي الذي أصبح لاحقاً إحدى القوى العظمى في العالم بجانب الولايات المتحدة.

لم يحصل الأساسن Nikolai Orelov على فرصته كاملة للحكم عليه بشكل صحيح، ولذا نأمل أن يتم التركيز عليه مجددًا ولكن عوضًا عن محاولته مساعدة Assassin Order قبل مغادرته للبلاد بصحبة عائلته، نأمل أن تتعمق اللعبة بصورة أكبر في أحداث الثورة البلشفية وعمليات الاغتيال التي شهدتها تلك الفترة، وبما أن سلسلة Assassin's Creed نشأت في الأساس على فكرة "الثورة"، نأمل الحصول على مغامرة مثيرة تقربنا من الصراع على كرسي الحكم والتعرف على أشهر السياسيين وأصحاب القرار في تلك الحقبة كما حدث من قبل في Unity.

الحرب العالمية الثانية – ألمانيا وروسيا وبريطانيا - 1939


بالتأكيد ما زلت أتذكر مراحل الحرب العالمية الثانية المثيرة من Assassin's Creed Unity، ورغم كوني من أوائل المعترضين على تقدم السلسلة في الأحداث والتطرق للقرن الماضي نظرًا لأنها ستفقد هويتها بدرجة كبيرة مع استخدام الأسلحة النارية وغيرها من الأدوات الحديثة، إلا أن طريقة صياغة مهام أرنو في فترة الحرب العالمية الثانية كانت غاية في الدقة والإثارة، ولم تتيح للشخصية الرئيسية استخدام الأسلحة الثقيلة بصورة مبالغ فيها كما اعتقدت.

بالطبع، سيمثل تجنب استخدام الأسلحة النارية بشكل مبالغ فيه تحدي واضح لفريق التطوير، ولكنه ليس أمرًا مستحيلًا، حيث قامت السلسلة من قبل بدمج الأسلحة النارية في آليات اللعب وعلى الأخص مع Syndicate و Unity، وكما ذكرت في الفقرة السابقة، تمكنت مهام time anomaly في Unity من إقناع الكثير من اللاعبين بفكرة التطرق للحروب العالمية، خاصة عندما شاهدنا أرنو يصعد برج إيفل ويستخدم مدافع رشاشة لإسقاط الطائرة الهجومية النازية التي تحلق في سماء باريس.

ما يجعل فكرة الحرب العالمية الثانية مثيرة هي كونها تتناسب مع التوجه الجديد الذي ستتبعه السلسلة مع جزء Infinity، حيث يمكن أن يتطرق الصراع للعديد من الدول المشاركة في الحرب ولا يقتصر على رقعة جغرافية واحدة، كتقسيم الأحداث لمراحل متفرقة تعرض وجهات نظر مختلفة سواء دول المحور أو الحلفاء، ومحاولة كل شخص إثبات صحة وجهة نظره بينما يُترك للاعب خيار تحديد انتمائه بحرية تامة، وتحمل العواقب المترتبة على هذا الاختيار.

أضف إلى ذلك توسع الحرب إلى ما هو أبعد من أوروبا، حيث يمكن أن تأخذ اللعبة اللاعبين إلى المسارح الآسيوية أو الشرق الأوسط أو ربما إلى روسيا وتبقى في نفس الفترة، وفي حال لم تنل الفكرة السابقة إعجابك، ما رأيك بلعبة Assassin's Creed تركز على 3 شخصيات في نفس الوقت مثل GTA 5 كل منهم يتطرق لمنطقة مختلفة في نفس فترة الحرب العالمية الثانية، مثل روسيا وألمانيا وبريطانيا، حيث يسير كل  منهم في اتجاه مختلف بقناعاته الخاصة إلى أن تتلاقى مصائرهم في النهاية، بالتأكد فكرة مثيرة تلائم إعدادات Assassin's Creed بشكل مثالي.

 حضارة المايا – المكسيك – 250 ميلاديًا


سبق وتعاملنا مع قصة المايا في الماضي، خاصةً في Assassin's Creed Black Flag مع البحث عن موقع Tulum Mayan Stelae والعثور على ملابس المايا، ولكن دعونا نأخذ هذه القصة الفضوليّة ونجسّدها. فكر في جميع الأطلال المذهلة التي يمكن أن نتسلقها داخل اللعبة وجميع الكنوز التي يمكن العثور عليها والتاريخ المدفون والاكتشافات العظيمة التي لم يصل لها البشر بعد.

بدأت حضارة المايا في عام 2000 قبل الميلاد، ولكننا نفضل التطرق لأكثر فترة مثيرة فيها، خلال الفترة الكلاسيكية (تقريباً من 250م حتى 900م) والتي شهدت وصول مدن المايا لأعلى مستوى حضاري في ذلك الوقت، ومع حقيقة أن الكثير من طبيعة ثقافة المايا لا يزال يكتنفه الغموض، يمكن أن يكون لدى Ubisoft فرصة ذهبية لصياغة قصة مثيرة وأحداث غامضة تجعل اللاعبين يتلهفون شوقًا لمعرفة نهايتها، خاصة فيما يتعلق بكيفية تعامل المايا مع علم التنجيم والتنبؤ بما ستواجهه الأجيال القادمة .

كانت ثقافة المايا متقدمة من الناحية التكنولوجية بشكل لا يصدق، بينما نجهل حتى الآن الكثير من الحقائق بخصوص شكل الحياة وقتها والمهن التي برعوا فيها، لذا، يمكن لـ Ubisoft أن تحل هذا اللغز من خلال سرد مستوحى من الظواهر الخارقة كما يحدث في إصدارات السلسلة الأخيرة أو ببساطة بناء قصة من التاريخ الذي نعرفه وإتاحة الفرصة للاعب للتعرف على أسرار تلك الحضارة الغامضة بنفسه.

مقدونيا – الإسكندر الأكبر – 356 قبل الميلاد


يُعتبر الإسكندر الأكبر أشهر وأنجح قائد عسكري في التاريخ، على الرغم أن قصة حياته لم تدم طويلًا بعدما توفي في أوائل الثلاثينات، كان ملك مقدونيا الذي غزا الإمبراطورية الأخمينية، وبسبب هذا الأمر، تم الإعلان عنه كواحد من أنجح الفاتحين في التاريخ.

ظهر القائد الشهير في ألعاب Assassin's Creed من قبل، وكانت إمبراطورية الإسكندر الأكبر مدعومة من جماعة Order of the Ancients الذين منحوه Staff of Eden ليصبح غير قابل للهزيمة ومن هنا تمكن من إنشاء إمبراطوريته التي لم تمحى من التاريخ.

استخدم الإسكندر رمح عدن Trident of Eden في حروبه، وخلال احتلاله الناجح للإمبراطورية الأخمينية، دخل الإسكندر والمقدونيين مصر، وحرروا الدولة من النفوذ الفارسي واستقبلهم الشعب كمحررين، وهناك، زار الإسكندر Oracle of Amun في سيوة، الذي تنبأ بمآثره وأشاد به باعتباره ابن آمون.

خاض الإسكندر العديد من الحروب وشرع في الكثير من الفتوحات التي غيرت مجرى التاريخ وشكلت خريطة العالم وقتها، أضف إلى ذلك كونه يمتلك خلفية درامية مختلفة في عالم Assassin's Creed مقارنة بالقصة الحقيقية، مما يجعل التطرق لقصة حياته ربما يضمن أحد أفضل القصص في تاريخ السلسلة، وليس شرطًا أن يتم التركيز على الإسكندر نفسه بصفته الشخصية القابلة للعب، ولكن يمكن أن يأخذ اللاعب دور أحد أتباعه المخلصين الذي يتعاون مع قائده في سبيل تحقيق النصر وبلوغ المجد، مما يسمح للاعبين بزيارة العديد من المدن في شتى بقاع الأرض خلال تلك الفترة.

تلك هي أبرز الفترات التاريخية والمناطق التي نأمل أن تتطرق لها Assassin's Creed في المستقبل، ومع نموذج Infinity سيصبح تطبيق تلك الأفكار أكثر سهولة ويسر، ما يضمن للاعبين مغامرات مثيرة لا تنتهي عوضًا عن الإصدارات الرئيسية التي يركز كل منها على فترة زمنية محددة.