في الوقت الحالي يشهد العام أحداث استثنائية بسبب انتشار فيروس كوفيد-19 بشكل جائح مما دفع الدول إلى اتخاذ إجراءات تحفظية مشددة لعل أبرزها حظر التجوال الجزئي أول الشامل وبسبب هذا الحظر أصبحنا نرى أكثر المناطق إزدحاماً وهي خالية تماماً كما هو الحال في أفلام نهاية العالم الشهيرة.

صور المُدن الكبرى وهي خالية تماماً من المارة كانت حزينة جداً وجعلت الكثير يفكر هل تتحقق أفلام نهاية العالم التي طالما شاهدناها واعتبرناها محض خيال لا يمكن أن يتحقق؟

على أي حال الخبر الجيد أننا كلاعبين لدينا خبرة كبيرة جداً للتعامل مع مثل هذه المواقف بسبب العناوين و السلاسل الضخمة التي ناقشت فكرة نهاية العالم، وفي هذا المقال سنتعرف على أفضل 5 ألعاب قدمت فكرة نهاية العالم لعلنا نحصل من هذه العناوين على معلومة قد تفيد إذا حدث السيناريو الأسوأ.

لعبة Mad Max.

أحداث لعبة Mad Max مستمدة من فيلم سينمائي بنفس العنوان وتدور أحداث اللعبة بعد انتهاء العالم بسبب كارثة نووية أدت إلى تدمير العالم بشكل كامل وتحول إلى صحراء مقفرة وشَحت الموارد خصوصاً المياه النقية وانهارت الحضارة بشكل كامل.

بسبب الكارثة العالمية تشوه معظم الأحياء جسدياً وسادت لغة القوة والقتال وظهرت جماعات حربية متفرقة متنازعة في جميع أرجاء العالم، الآن ستلعب بشخصية Max لتجوب هذا العالم المقفر وتحاول تدمير المجموعات الحربية المختلفة وفرض سيطرتك على هذه المناطق.

اللعبة تتميز بمعارك سيارات هى الأروع حيث تقوم بمطاردات عنيفة جداً تستخدم فيها أسلوب التصادم للقضاء على باقي السيارات التي تطاردك وبالطبع تستخدم في المعركة سلاح "خطاف الجر" وهو عبارة عن سلسلة معدنية كبيرة بها خطاف كبير جداً يمكن إطلاقه على السيارات الأخرى لتدمير دفاعاتها وفي النهاية استخدامه لكي تقوم بقلب السيارات المعادية تماماً.

داخل اللعبة سوف تعتمد على قيادة السيارات بنسبة تتجاوز الـ 60% وسوف تجوب الخريطة لتجميع الموارد التي تستخدمها في تطوير سيارتك الغالية وتحسينها حتى تستطيع الدخول في معارك أعنف.

إذا نظرنا على بيئة Mad Max بشكل أكثر عمقاً نجد أنها بيئة فقيرة جداً لا يوجد بها موارد سواء جازولين أو مياة وبالطبع الطعام، لكن الأهم من الموارد نجد أن البيئة قاسية جداً وخالية من الأصدقاء أيضاً ومليئة بالأعداء لذلك إذا حصلت على صديق في عالم Mad Max يجب المحافظة عليه بشتى الطرق لأنه عملة نادرة.

سلسلة Fallout.

تعتبر سلسلة Fallout واحدة من أهم السلاسل التي دارت أحداثها بعد نهاية العالم وسوف نقتصر في هذا المقال على لعبة Fallout 4 التي صدرت في نوفمبر 2015 من تطوير فريق Bethesda Game Developer ونشر شركة Bethesda Softworks.

تدور أحداث سلسلة Fallout حول أزمة نووية جديد أدت إلى انهيار العالم وتشوه المخلوقات على سطح الكوكب مما دفع القلة الباقية إلى بناء مخبأ تحت الأرض لكي يحميهم من خطر الإشعاعات النووية.

لعبة Fallout 4 تدور أحداثها عام 2287 أي بعد 210 عام من الحرب النووية الكبرى بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين التي أدت إلى نهاية العالم وانهيار الحكومات.

يحدث إنذار بهجوم نووي جديد مما يدفع أسرة البطل إلى اللجوء للمخبأ رقم 111 وداخل المخبأ يتعرض البطل وأسرته إلى نوع من التجميد الجسدي الذي يبقيهم أحياء لعدد من السنوات غير معروف حتى تقوم جماعة بتوقيف حالة التجمد في عام 2287 وتقوم بقتل أبن البطل وزوجته أو زوجها إذا كنت تلعب بشخصية نسائية.

الآن تخرج من المخبأ ويتم تلقيبك بإسم الناجي الوحيد من مخبأ 111 وكل ما تريد أن تفعله الانتقام لموت أسرتك وتبدأ أحداث اللعبة.

أبرز ما يميز لعبة Fallout 4 أسلوب اللعب الفريد الذي يمزج بين الأكشن وألعاب تقلد الأدوار مع خريطة كبيرة جداً قابلة للاكتشاف إلى جانب العديد من الشخصيات التي تتفاعل معها وتأخذ منها المهمات أو تكون معها الصداقات من خلال شجرة أحاديث طويلة جداً ومتشعبة.

بالنسبة لبيئة اللعبة فهي ليست صحراوية مثل Mad Max بل نجد ان العالم مازال يحتفظ بالكثير من المباني والحضارة القديمة ولكن تم تدميرها وأصبحت مجرد أطلال ، لكن يتشابه النظام الاجتماعي بين  اللعبتين حيث تسود لغة القوة بين الناس وتنشأ جماعات قتالية متفصلة تتنازع فيما بينها.

لعبة Frostpunk.

نهاية أخرى للعالم ولكن جديدة تماماً ومختلفة عن جميع الألعاب الموجودة في هذا المقال، نحن لا نتحدث عن كارثة نووية أو فيروس يقوم بتحويل الناس إلى موتى أحياء حيث ان نهاية العالم جاءت بسبب ظاهرة مناخية غير معروف مصدرها أو سببها حيث انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير لدرجة أن الحكومات أصبحت عاجزة عن تدفئة شعوبها وسقطت الدول واحدة تلو الاخرى.

الآن انتهى العالم تماماً ولم يتبقى سوى مجموعة قليلة جداً يحاولون بناء المدينة الأخيرة للبشرية حول مفاعل قديم يعمل بالفحم، دورك في اللعبة التحكم بهذه المجموعة وتجميع الموارد اللازمة وبناء المباني المتعددة التي تساعد السكان على تجاوز أحوال الطقس السيئة جداً.

هذه اللعبة تأتي من منظور Upside Down وتنتمي إلى فئة ألعاب الـ RTS لك فهي تختلف عن باقي ألعاب القائمة سواء من القصة أو من حيث أسلوب اللعب.

تتميز اللعبة بالعديد من المواقف التي تفرضها عليك ويجب أن تتخذ فيها قرار وغالباً ما يكون هذا القرار صعب جداً على النفس البشرية على سبيل المثال قد تخيرك اللعبة بين قبول مجموعة كبيرة من الناجيين أو رفض إدخالهم مدينتك وبالطبع كل قرار تتخذه له عواقبه داخل اللعبة.

بالنسبة لبيئة اللعبة فهي بيئة ثلجية جداً يتوافر بها العديد من الموارد ولكن الأزمة ليست في كمية الموارد بل في كيفية إدارتها، يجب في اللعبة إدارة الموارد بشكل دقيق جداً سواء ترتب الأولويات أو عد حتى عدد العاملين في كل مصنع يجب أن يكون محسوب بدقة شديدة فلا مجال للتقديرات في لعبة Frostpunk.

في الحقيقة لعبة Frostpunkهي الخيار الأمثل لأي حكومة تريد التدرب الآن على إدارة كارثة مثل نهاية العالم، خصوصاً مع مجموعة القوانين الموجودة داخل اللعبة والتي يمكن إصدارها لإحكام السيطرة على الحشود الخائفة فاقدة الأمل.

لعبة The Division 2.

فيروس يتم تصنيعه بشكل معملي قادر على قتل الإنسان بشكل سريع وفتاك، يتم وضع الفيروس على عملة ورقية من فئة الواحد دولار ويتم تداول هذه العملة يوم "الجمعة السوداء".

تتنقل العملة بين الأشخاص بسهولة حاملة معها الفيروس ينتشر بين السكان وتبدأ سلسلة من الوفيات بشكل لا تستطيع الحكومة التعامل معه وتنهار الدولة تماماً.

بعد انهيار الحكومة والنظام السياسي المعروف تظهر مجموعات عصابية مسلحة تفرض سيطرتها على مدن الولايات المتحدة، ولكن الحكومة كان لديها فرقة قتالية تعرف بإسم The Division تم تكوينها لمواجهة الكوارث من هذا النوع، وبالطبع ستلعب أحد عناصر فرقة The Division.

الجزء الثاني من اللعبة بالتحديد كان مميز جداً لأنه اهتم بمحتوى القصة بشكل كبير على عكس الجزء الأول الذي واجه موجة واسعة من الانتقادات بسبب المحتوى القصصي الضعيف.

أيضاً أحداث The Division 2 هي الأكثر واقعية بالمقارنة مع باقي ألعاب هذه القائمة والأكثر تشابهاً مع الأحداث الجارية في الوقت الحالي فنحن لا نتحدث عن حرب نووية أو فيروس يحول الناس إلى موتى أحياء ولكن نتحدث عن فيروس يؤدى إلى وفاة الناس بشكل سريع.

عالم اللعبة يعتبر حديث جداً ويحتوي على كل الوسائل التكنولوجية الحديثة التي نعرفها حيث أن العالم لم ينهار بشكل كامل ولكن النظام هو الذي تم تدميره ولم يعد فعال.

لعبة The Last of US.

واحدة من أبرز حصريات PlayStation 4 تدور أحداثها حول نهاية العالم، حيث تفشى فيروس قاتل يحول الأشخاص إلى كائنات عدوانية أشبه بالموتى الأحياء ويتسبب في دمار العالم بشكل كامل ولكن الأزمة الأكبر كانت ظهور العصابات المسلحة فبدل من أن يلتف العالم حول بعضه سادت لغة القوة والدمار.

كلاعب سوف تتحكم بشخصية Joel الذي يفقد أبنته الصغيرة في بداية اللعبة بعد مطاردة مع المصابين بالعدوى واقتحامهم البيت، بعد وفاة أبنته يتحول Joel إلى حطام إنسان عابث جداً ومكتئب.

بعد ذلك تظهر شخصية Elie وهي فتاة صغيرة تابعة لجماعة تحريرية تعرف بإسم Fireflies تحاول القضاء على الجماعات المسلحة التي تنشر الرعب.

لسبب غير معروف يتم تكليف Joel بإيصال Elie إلى منطقة معينة تحتوي على مستشفى وخلال هذه الرحلة يتعلق Joel بالفتاة بشكل كبير حيث يرى فيها أبنته سارة التي تم قتلها في بداية اللعبة.

عالم اللعبة عبارة عن مزيج بين عالم Fallout 4 من حيث الكائنات المشوهة و عالم The Division لأن المباني مازالت قائمة بعض الشيئ ومازال يوجد بعض ملامح حضارتنا والأسلحة المستخدمة حديثة وكذلك المركبات.

الدروس المستفادة.

بالطبع نحن لا نتمنى أن يحدث أي سيناريو من السيناريوهات السابقة بشكل حقيقي ولكن بما أننا لاعبين فيجب الاستفادة من خبرتنا في اللعب تحسباً لأسوأ الظروف.

أول ما يمكن ملاحظته أن الموارد هي الازمة دائماً ونحن هنا نتحدث عن الموارد الأساسية، الطعام، الشراب والدواء ولنأخذ هذا الأمر بمزيد من العمق حيث نلاحظ عودة الأولويات إلى نصابها الحقيقي بعد حدوث الازمات.

الأولوية لم تعد تصبح للهاتف الجديد، الملابس باهظة الثمن أو السيارات الفارهة، رفاهية الإنسان الموجودة في الأوضاع يتم تدميرها ويحل محلها الضروريات اللازمة.

حاول دائماً أن تحيط نفسك بأكبر قدر من الأشخاص المخلصين ففي نهاية العالم هؤلاء الأشخاص لا يمكن أن يقدروا بثمن وبالطبع أن أيضاً يجب ان تبادل هؤلاء الأشخاص الحب والإخلاص.

طالع أيضاً: انطباعاتنا الأولية للعبة المنتظرة Mount and Blade II Bannerlord.

شاركنا رأيك عزيزي القارئ حول أهم ألعاب قدمت محاكاة لما بعد نهاية العالم، ولكن الأهم لا تنسى أن تظل أمنا في منزلك لحماية نفسك وعائلتك.