برامج انقرضت تحت سطوة التكنولوجيا: آي سي كيو ICQ
منذ فترة توقف تطبيق التراسل الفوري تيليجرام عن العمل لبعض الوقت بسبب عطل ما، شعرت حينها بحنين للماضي في التسعينيات حيث كنت أنتظر موافقة والدي لكي يسمح لي باستعارة كابل التليفون الأرضي لمدة ساعة حتى يمكنني الاتصال بالإنترنت (كانت السرعة مثل السلحفاة بالطبع) وبمجرد أن أنجح في ذلك، أول ما أفعله هو محاولة فتح برنامج ICQ (آي سي كيو أو آي سكيو) والذي كان آنذاك متوفر فقط على أجهزة الكمبيوتر، هل أظهر بشكل غير مرئي وأفاجأ أصدقائي؟ هل ينتظرونني؟ ماذا يفعلون؟
كانت أيام مميزة ولا تنسى.. المهم، كان هناك فضول، أردت أن أعرف ماذا حدث لبرنامج آي سي كيو، هل ذهب لمقبرة التكنولوجيا على غرار ياهو و MSN وغيرهما، إذا كنت مثلي تفتقد نوستالجيا التسعينات حيث كان ICQ هو واتساب حاليا وترغب في معرفة مصير هذا البرنامج الذي لطالما قضينا معه سنوات رائعة، تابع القراءة لتتعرف على ما حدث لبرنامج ICQ ولماذا اختفى من على الساحة.
قصة ICQ
ICQ هو اختصار لعبارة "I Seek You" أو "أنا أبحث عنك" ويمكن القول أن ظهوره في نوفمبر 1996 كان بمثابة حجر الأساس لبرامج المراسلة الفورية التي ظهرت بعد ذلك وفي تلك الفترة كانت مايكروسوفت قد أطلقت نظام ويندوز 95 قبل عام وكانت نينتيندو قد قدمت جهازها N64 كما كان هناك عدد قليل جدا من الأشخاص لديهم هواتف محمولة.
لنعود لبرنامجنا ICQ والذي تم إطلاقه بعد أقل من شهرين من التطوير من شركة الكيان الصهيوني Mirabilis وقد سبق كما تأثر به العديد من برامج الدردشة الشعبية في تلك الحقبة بما في ذلك AOL Instant Messenger و Yahoo! Messenger و MSN Messenger.
ومنذ ظهوره المميز، قدم ICQ عددًا من الميزات المبتكرة بما في ذلك الدردشة متعددة المستخدمين والرسائل غير المتزامنة في وضع عدم الاتصال ونقل الملفات القابل للاستئناف ودليل قابل للبحث كما تم إصدار رقم تعريف فريد للمستخدمين أو UIN عند التسجيل (هل تتذكر رقمك) وتم استخدام هذا الرقم إلى جانب عنوان البريد الإلكتروني للبحث عن مستخدمين آخرين على النظام الأساسي.
تمتعت Mirabilis بالميزة الأولى والجديدة حيث اجتذبت الملايين من مستخدمي الإنترنت الأوائل الذين أغرتهم فكرة الدردشة مع الأصدقاء والعائلة في الوقت الفعلي كما جذب نجاح ICQ العشّاق والمخطوبين، مما دفع شركة AOL إلى توقيع شيك بقيمة 287 مليون دولار للإستحواذ على كامل أصول الشركة المطورة لبرنامج أي سي كيو في عام 1998 وتم دفع 120 مليون دولار إضافية كأرباح بعد ذلك، مما دفع القيمة الإجمالية للصفقة أكثر من 400 مليون دولار وبعد ثلاث سنوات من شراء برنامج الدردشة، تمكنت شركة America Online (AOL ) من زيادة قاعدة مستخدمي ICQ بمقدار عشرة أضعاف متجاوزة أكثر من 100 مليون مستخدم مسجل بحلول ربيع عام 2001.
ولكن قاعدة المستخدمين الضخمة تلك لم تستمر طويلا حيث بدأت طفرة جديدة تُشكّل تكنولوجيا الإتصالات الشخصية للعقد القادم كما أن مالكي البرنامج أهملوه ولم يعد يقدم لمستخدميه تحسينات وميزات جديدة وهكذا بدأت شعبية ICQ بالتباطؤ مقارنة بخدمات أخرى جديدة ومنافسة قدمتها شركات مثل مايكروسوفت وياهو وجوجل وحتى أن فيسبوك وتويتر أصبحا لاعبين رئيسيين في السباق ولهذا باعتAOL برنامج ICQ إلى الروس حيث اشترى برنامج الدردشة شركة الاستثمار الروسية Digital Sky Technologies (المعروفة اليوم باسم Mail.ru Group) في عام 2010 مقابل 187.5 مليون دولار وهو رقم أقل بكثير مما دفعته لشراء آي سي كيو من شركة الكيان الصهيوني.
هل اختفى ICQ؟
قد يتفاجأ البعض عندما يعلم أن ICQ لا يزال موجودًا ويتم تطويره بنشاط حيث أحدث إصدار مستقر على سطح المكتب كان قبل شهرين بينما تم تحديث نسخة التطبيق لهواتف الأندرويد وأجهزة الآيفون الشهر الماضي ويعتبر ICQ اليوم بعيدة كل البعد عن واجهة المستخدم الأساسية في الماضي بتصميم حديث وميزات مألوفة مثل مكالمات الفيديو الآمنة والملصقات ولكن تظل الوظيفة الأساسية وهي القدرة على الدردشة مع الأصدقاء والعائلة قائمة.
وفقًا لموقع Mail.ru، يستخدم 11 مليون شخص حول العالم منصة المراسلة الفورية إي سكيو كل شهر. بالتأكيد إنها ليست شائعة كما كانت من قبل لكنها لا تزال موجودة وهذا أكثر مما يمكن أن يقوله معظم المنافسين الأوائل.
أخيرا، إذا كنت مهتمًا بإعادة الاتصال بجهات الاتصال القديمة أو تريد اكتشافها لأول مرة، فإن ICQ متاح للتنزيل على جميع أنظمة التشغيل الحالية مثل ويندوز وماك والآيفون والأندرويد.
هل كنت تستخدم برنامج ICQ؟ أخبرنا بتجربتك في التعليقات.
?xml>