منذ فترة زارني صديق وقضينا بعض الوقت في لعب ببجي ثم قمت بتشغيل بعض الأغاني من على اللاب، وفجأة أرى ذهول في عينيه وأول شيء خرج من فمه كان "هل ما زلت تستخدم برنامج وينامب Winamp" وكانت إجابتي: نعم، أعتمد على وينامب في تشغيل الملفات الصوتية المختلفة على الجهاز الخاص بي، وفوجئت أن هناك الكثير من المستخدمين لا يعرفون ماذا حدث لبرنامج وينامب Winamp القديم، ولهذا سوف نخبركم خلال السطور التالية عن قصة وينامب ضمن سلسلة برامج انقرضت تحت سطوة التكنولوجيا.

برنامج وينامب Winamp القديم

 Winamp وينامب

تم تطوير وينامب Winamp في عام 1997 بواسطة كلا من جاستن فرانكيل وديمتري بولديريف الذين أسسا شركة نل سوفت Nullsoft وفي تلك الحقبة كان الاستماع للأغاني والملفات الصوتية من على الكمبيوتر شيئا جديدا ومع وجود برامج أخرى قبل وينامب إلا أنه جاء بعدد من الميزات التي جعلته يتفوق على المنافسين ومن ضمن تلك الميزات:

 1- كان وينامب مشغل وسائط يدعم مجموعة واسعة من تنسيقات الصوت بما في ذلك MP3 و AAC و FLAC و WAV و WMA.

2- اشتمل على واجهة مميزة وسهلة الاستخدام، بمجرد السحب والإفلات، تكون القائمة الخاصة بك جاهزة للتشغيل.

3- كان بإمكان المستخدمين الوصول إلى معادل الصوت لتغيير استجابات التردد وقائمة التشغيل لمساعدتك في ترتيب الملفات الصوتية.

4- سُمح للمستخدم بتخصيص مظهر البرنامج من خلال الأشكال والإضافات بجانب التأثيرات التي يقوم بإنشائها عند تشغيل الأغاني المفضلة لديك.

نجاح برنامج وينامب Winamp

وين امب Winamp

منذ عامه الأول، حقق وينامب Winamp نجاحًا فوريًا وبحلول منتصف عام 1998، تم تنزيل البرنامج أكثر من 3 ملايين مرة وهذا جذب انتباه العلامات التجارية الكبيرة حينها بما في ذلك AOL التي كانت تشتري أي شيء ينجح في بداياته ولهذا دفعت 80 مليون دولار في عام 1999 من أجل الاستحواذ على شركة نل سوفت المالكة لبرنامج وين امب واستمرت في تشغيلها كشركة فرعية تابعة لها.

بحلول شهر يونيو 2000، كان لدى برنامج وينامب حوالي 25 مليون مستخدم وبعد عام واحد فقط تجاوز الرقم 60 مليون مستخدم حيث كان من الواضح جدًا أن ملفات الـ MP3 ستكون الشيء الكبير التالي في عالم الموسيقى وقد كان الأمر كذلك ولكن لفترة من الوقت.

علاوة على ذلك، كانت إحدى المشكلات الرئيسية التي واجهتها صناعة الموسيقى هي كيفية تحقيق الدخل من الموسيقى الرقمية حتى الذي كان موجودا في ذلك الوقت كان مكلفا وصعبا ولهذا لجأ الكثير من المستخدمين لمنصات مشاركة الملفات مثل نابستر و Kazaa من أجل إنشاء قوائمهم الموسيقية، وسواء كانت تلك الأغاني مسروقة أو تنتهك حقوق الملكية الفكرية، كان وينامب هو البرنامج المفضل لدى المستخدمين من أجل الاستماع إلى قوائم الأغاني الخاصة بهم.

بداية النهاية لبرنامج وينامب Winamp

برامج انقرضت تحت سطوة التكنولوجيا: وينامب Winamp

ظل وينامب متربع على عرش برامج تشغيل الأغاني إلى أن كلف ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لأبل فريقه ببناء الايبود iPod في العام 2001 وهو جهاز محمول مخصص لتشغيل الموسيقى، وبعد مدة قصيرة توصل مؤسس أبل إلى اتفاق مع شركات التسجيلات الكبرى لبيع الموسيقى عبر خدمة iTunes مقابل 0.99 دولار لكل أغنية وهذا جعل الكثير من المستخدمين يعزفون عن وينامب من أجل سماع ملفات MP3 على الآيبود الذي كان ثوريا حينها وجذب اهتمام الكثير لأنه كان قادر على تخزين العديد من الأغاني بكل سهولة.

شيئا آخر، أحب المستخدمون مرونة انتقاء الأغاني التي يريدونها يدويًا فقط دون الحاجة إلى قضاء ساعات في البحث عن مواقع P2P المشبوهة التي كانت مليئة بالفيروسات والبرامج الخبيثة وكل هذا بسعر أقل من دولار واحد.

كما وجد الفنانون وصناعة التسجيلات أخيرًا طريقة لجني الأموال من الموسيقى الرقمية ومع أن الأرباح كانت قليلة حينها، إلا أنها أفضل من لا شيء وسرعان ما اكتسب الايبود وايتونز الزخم وبدأت نهاية برنامج وينامب.

ماذا حدث لبرنامج Winamp؟

برامج انقرضت تحت سطوة التكنولوجيا: وينامب Winamp

الانتقال من مشغلات الوسائط المحلية إلى خدمات البث لم يكن الوحيد الذي قضى على برنامج Winamp، إنها في الواقع سلسلة من الأحداث الممزوجة بقرارات سيئة وإصدارات سيئة جعلت برنامج وينامب أسطورة لم يعد لها مكان في العالم الحديث.

وبينما استمر تطوير وينامب تحت مظلة AOL  وكانت Nullsoft القسم المسؤول عن تحديثات التطبيق، حدثت أول نقطة تحول رئيسية في عام 2004 عندما قرر الفريق الذي صنع مشغل الموسيقى مغادرة الشركة.

منذ ذلك الحين، تطور برنامج وينامب بالكاد إلا أن جاء العام 2013 حيث أعلنت AOL رسميًا عن نيتها في التخلص من وينامب وكان من المفترض أن يتم إغلاق الموقع في ديسمبر من نفس العام واعتبر الكثيرون أن هذه هي نهاية Winamp، حيث كان الجميع على علم أنه بدون التزام واهتمام طويل الأجل، كان من المستحيل تقريبًا على مشغل الوسائط البقاء على قيد الحياة.

ولحسن الحظ، قررت Radionomy وهي شركة بلجيكية ظهرت من العدم الاستحواذ على مشغل الموسيقى والحفاظ على التطبيق حيًا واعدة بتحديثات رئيسية وميزات جديدة في السنوات القادمة ومنذ ذلك الحين، لم يكن هناك سوى الوعود بإطلاق نسخة جديدة ومحدثة تدعم الأجهزة الذكية مع ميزات أكثر تقدما ولكن، يبدو أن نقل وينامب من مالك إلى آخر هو ما قتل التطبيق في النهاية، من يدري أين سيكون برنامج وينامب اليوم لو لم يغادر فريق نل سوفت في عام 2004.