
ما هو Material 3 Expressive في تحديث أندرويد 16؟ جوجل تكسر النمطية!
التطور التقني لا يقتصر على تحسينات العتاد فقط، بل يمتد ليشمل واجهات المستخدم التي باتت ساحة رئيسية للتنافس بين الشركات. وبعد أن وصلت أنظمة مثل أندرويد وiOS إلى مرحلة عالية من النضج والعملية، أصبحت المنافسة اليوم تتمحور حول المعايير الجمالية والتأثيرات البصرية والألوان.
في هذا السياق، اتجهت آبل نحو ما سمّته لغة "الزجاج السائل" أو Liquid Glass، التي ظهرت رسميًا مع تحديث iOS 26، حيث تحاكي تأثيرات حواف الزجاج وعمقه في تصميم الواجهة. أما جوجل، فقد ركزت على إضفاء ألوان ديناميكية وحركات مرحة ولمسات شبابية تستهدف جيل "Z"، من خلال إطلاق لغة تصميم جديدة حملت اسم Material 3 Expressive ضمن تحديث أندرويد 16.
وقد لمس المستخدمون هذه التغييرات بشكل مباشر عند إعادة تصميم واجهة تطبيق الهاتف (Phone by Google)، إلى جانب تحديثات بصرية وصلت بالفعل إلى تطبيقات أساسية أخرى.
ما هي لغة تصميم Material 3 Expressive ؟
ماتيريال ديزاين (Material Design) بحد ذاته ليس مفهومًا جديدًا، فقد أطلقته جوجل عام 2014 ليكون دليلاً موحدًا لتصميم التطبيقات والأنظمة. ثم جاء تحديث Material You مع أندرويد 12 في 2021، والذي قدّم فكرة الألوان الديناميكية المستخرجة من خلفية المستخدم ليصبح الهاتف أكثر شخصية وارتباطًا بذوق صاحبه.
لكن ما تقدمه جوجل الآن مع Material 3 Expressive يختلف في طبيعته، فهو ليس مجرد تحسين إضافي أو تحديث سطحي، بل محاولة لصياغة هوية بصرية أكثر جرأة ومرونة.
فلسفة Expressive تتمثل في جعل الألوان أكثر حيوية وحضورًا، إذ لم تعد محصورة باقتباس بسيط من خلفية الشاشة، بل أصبحت توزع بذكاء وجرأة على عناصر الواجهة كاملة، من الأزرار إلى القوائم وحتى المؤثرات الانتقالية.
النتيجة هي نظام يبدو أقل جفافًا وأكثر دفئًا، كأنه يضخ حياة في كل جزء من الواجهة. يضاف إلى ذلك اعتماد أشكال أكثر انحناءً ونعومة، ورسوم متحركة تهدف إلى إثارة إحساس عند الاستخدام بدل الاكتفاء بالحركة الوظيفية البحتة.
ورغم أن هذه اللمسات قد تبدو جمالية فقط، إلا أن جوجل تضعها في إطار وظيفي أوسع، فهي تريد أن تجعل التفاعل مع الهاتف أشبه بمحاورة بصرية، حيث يرد عليك النظام بتأثير أو تغيير ملموس يترك أثرًا نفسيًا إيجابيًا.
هذا المنحى ينسجم مع طبيعة «جيل Z»، الذي يرى في هاتفه امتدادًا لشخصيته وصورة من صور التعبير عن الذات. لذلك لم يعد مقبولًا بالنسبة لهم أن يظل النظام واجهة صامتة محايدة، بل صار من الضروري أن يتبنى لغة بصرية قريبة من التيارات المنتشرة في منصات مثل تيك توك وإنستغرام، لغة مرحة، متغيرة، ومليئة بالتفاصيل الصغيرة التي تحاكي نبض الحياة الرقمية اليومية.
هكذا يمكن النظر إلى Material 3 Expressive كخطوة تتجاوز فكرة “النظام العملي” إلى “النظام الحي”. فهو لا يكتفي بتقديم الأدوات، بل يمنحها طابعًا بصريًا يتحدث بلغة عاطفية، فيجعل الهاتف أكثر قربًا ودفئًا بدل أن يكون مجرد آلة تؤدي وظائف جامدة.
أبرز التطبيقات التي حصلت على تحديث Material 3 Expressive
بدأت جوجل في اعتماد فلسفة التصميم الجديدة تدريجيًا عبر حزمة تطبيقاتها، مع توفير التحديثات حتى لمستخدمي الإصدارات القديمة وصولًا إلى أندرويد 9.
الجدير بالذكر أن معظم الشركات المصنعة لهواتف أندرويد – باستثناء سامسونج – تستخدم تطبيقات جوجل بشكل افتراضي، ما يجعل غالبية المستخدمين يتلقون هذه التحديثات مباشرة عبر متجر Google Play.
الآلة الحاسبة: Google Calculator
تطبيق الآلة الحاسبة لم يشهد قفزة جذرية مع تحديث Material 3 Expressive، وربما يجد البعض صعوبة في تمييزه عن الإصدار السابق للوهلة الأولى.
لكن جوجل أضافت تغييرات واضحة على مستوى التفاصيل، أبرزها اعتماد خط جديد بملامح أكثر عصرية ليمنح الواجهة طابعًا شبابيًا، إلى جانب توحيد ألوان الشاشة بحيث اختفى الفصل بين لوحة الأرقام والجزء العلوي للعمليات الحسابية. كما أصبحت الألوان الديناميكية المستخرجة من خلفية الهاتف أكثر إشراقًا ووضوحًا. (التطبيق الجديد على اليمين)


الساعة: Google Clock
نال تطبيق الساعة نصيبًا أوفر من التغييرات. عند تفعيل منبه تظهر خلفية بلون ثانوي مميز، ما يمنح إشعارًا بصريًا أوضح. كما تحولت الدائرة العائمة (FAB) إلى مربع نُقل إلى يمين الشاشة. أُعيد تصميم الخطوط، وتغيّر عرض ساعة التوقيت لتصبح أوضح ومتمايزة عن المؤقت. (التطبيق الجديد على اليسار)


الهاتف: Phone by Google
أُعيد تنظيم الواجهة إلى ثلاث تبويبات: الرئيسية (المفضلة والمكالمات الحديثة)، لوحة الأرقام في صفحة مستقلة، والبريد الصوتي في مكانه.
زر إنهاء المكالمة كبر حجمه ليلائم اللمس بسهولة. كذلك تغير أسلوب الرد على المكالمات ليعتمد على السحب الأفقي بدل العمودي، مع إمكانية استخدام أزرار منفصلة لتقليل الأخطاء العرضية.

الرسائل: Google Messages
من أوائل التطبيقات التي تغيّرت ولكن بشكل طفيف، حيث تم إضافة التصنيفات في شكل مربعات في البحث، وعند فتح قائمة المرفقات، نلاحظ وضع الأيقونات في شكل بيضاوي.

مدير كلمات المرور: Google Password Manager
ظهر شريط بحث جديد بعنوان "Password Checkup" أو "مدقق كلمات المرور"، تلاه تصفية حسب كلمات المرور أو المفاتيح، وكل عنصر داخل حاوية منظمة. أبرز ما في الأمر أن التطبيق بات يستخدم الألوان الديناميكية بدل الأزرق الثابت، فأصبح حيويًّا أكثر.

صور جوجل: Google Photos
نال التطبيق تحديثًا بصريًا بارزًا لمؤشر النسخ الاحتياطي: عند الفتح يظهر شعار التطبيق لثوانٍ قبل أن يتحول إلى بطاقة تقول "Backup complete" بحركة ناعمة. أثناء النسخ يظهر شريط تقدم "مموَّج" داخل حبّة مستديرة. السحب للأسفل يعرض أشكالًا ملوّنة ديناميكية ومعلومات عن مساحة التخزين.

تطبيق الملحوظات: Google Keep
أصبح شريط البحث العلوي أكثر سمكًا، مع إضافة اختيار جديد لفرز الملحوظات مباشرة من الشريط العلوي. (مع العلم أن هذا يتعارض مع قواعد جوجل نفسها التي وضعتها للغة التصميم الجديد!)

تطبيق الطقس: Weather
نال تطبيق الطقس تغييرات واضحة بعد تحديثه بلغة تصميم Material 3 Expressive. تعرض الشاشة الرئيسية الآن حتى 6 مدن (بدلاً من 10 سابقًا)، وذلك لأن بطاقات المدن أصبحت على شكل حبّة (Pill) بسُمك ملحوظ. كذلك زر البحث السريع (FAB) الذي كان دائريًا ومتمركزًا صار الآن مربعًا مدوّر الزوايا وموجودًا في الجهة اليمنى.
عند الدخول إلى صفحة المدينة ستلاحظ تغييرات في تنسيق النصوص، وأضيفت عناصر منسّقة ضمن إطار مركزي للمحتوى بحيث أن بعض النصوص الآن في الوسط (centered) مما يعطي إيقاعًا بصريًا مختلفًا.

تطبيق الملفات: Files by Google
يأتي تطبيق ملفات جوجل بزر على شكل حبة (Pill) يتوسط الشاشة ويضم اختيارين، المشاركة عبر Quick Share أو مسح المستندات.

الخلاصة
تحاول جوجل بهذا النهج الجديد في لغة التصميم كسر الصورة النمطية حول كون أندرويد نظامًا مملاً وغير جذاب مثل منافسه iOS، وقد أثبت Material 3 Expressive نجاحه حيث أظهرت الاستطلاعات إعجاب المستخدمين الكبير بالتصميم الجديد.
كذلك أصبحت الفروقات أكبر بين نظامي أندرويد و iOS بعد أن اتخذ كل طرف لغة تختلف تمامًا عن الآخر، فالروبوت الأخضر اتجه إلى الرسومات والأجسام الهندسية المرحة، بينما اتجهت التفاحة إلى الزجاج الشفاف والتأثيرات البصرية.
?xml>